نصائح تساعدك على تقليل مشاكلك الزوجية وتحميك من أن تكون رقماً ضمن إحصائيات الطلا
شاركتني إمرأة ذات يوم وجهة نظرها عن الزواج بقولها: " كأنني أنظر إلى صحراء من خلال منظار و أينما أستدير أرى جثثاً مبعثرة أو أناس في مراحل مختلفة من الإحتضار؛ طلاق، عُزلة، علاقات متحللة ، وكل أنواع الخراب. وعندما أرى كل ذلك أتساءل "لماذا أريد الخوض في هذه الرحلة( الزواج)؟"
العديد من الطلاب هذه الأيام يسألون نفس السؤال، فلديهم رغبة كبيرة في الحصول على الأمان والإستقرار من خلال علاقة دائمة إلا أنهم يخشون الزواج. قالت إحدى الفتيات المتزوجات حديثاً "لقد رأيت زواج والديّ وهو ينهار ولم أكن واثقة من أنني سوف أحظى بزواج يدوم"
لكي تنجح أي علاقة فنحن بحاجة إلى جهد مشترك،فعلى الطرفين أن ينكرا ذاتهما وأن يتنازلا عن الكثير من رغباتهما وشهواتهما الشخصية ويجب أن تحل التضحية محل الأنانية. لكن عندما لا يكون الطرفان صبوران تجاه بعضهما البعض فإن الأنانية تحل محل التضحية. لماذا يحدث ذلك؟ لأن الأنانية هي الشيء الطبيعي في الإنسان وليست التضحية. لماذا؟
إن كنا نعيش في عالم مثالي بين أناس مثاليين فإن الزواج سيتحلى بانسجام كامل تماماً كما أراد الله للزواج أن يكون. ولكننا لا نعيش في عالم كامل ومثالي وبصراحة نحن جميعاً لدينا ميول ونزعة تجاه الأنانية و " الخطية"، ولكن ما هي الخطية؟ عادة ما نختار أن نعمل الأشياء الخطأ وليس الأشياء الصحيحة فيمكننا أن نكون أنانيين، قاسيين، متكبرين حقودين غير مسامحين،.... فلا غرابة أن يكافح الزوجان ليتوافقا ويبقيا معاً.
الأنانية والتعاون لا يجتمعان، فإذا دخلت الأنانية بين الزوحين و ركّز كل منهما على إشباع حاجاته ورغباته الخاصة تتلاشى الألفة و الحميمية بينهما ويبدأ الزواج بالإنهيار. نعم " الأنا" هي أساس البلاء"
لنواجه الأمر، نحن جميعاً بحاجة إلى مساعدة بحاجة لقوة داخلية تمكننا من أن نحب شخصاً آخر كما يجب حتى ينجح الزواج.
إن أنانيتنا وخطيتنا لا تفصل الزوج والزوجة عن بعضهما البعض فقط بل تفصلنا أيضاً عن الله الذي هو أعظم مصدر يمدنا بالقوة ويساعدنا وبما أنه هو من أسس الزواج فهو يعلم كيف يجب أن تسير تلك العلاقة و هو يريدنا أن نحظى بعلاقة معه أولاً وبعدها ننتظر منه التوجيهات .
الله لا يقوم فقط بمساعدتنا لحل مشاكلنا والتحديات التي تواجهنا يومياً ولكنه يشفي جروحنا وآلامنا من الماضي فعلى سبيل المثال هو يعرض علينا غفران كامل لخطايانا وتطهير من جميع الخيارات السيئة التي قمنا بها في السابق مع الجنس الآخر ونحن مراهقون، الله يحبنا ويريدنا أن نتمتع بامتيازات كوننا أولاده وهذا يشمل مساعدته لنا في زواجنا.
سوف أوضح هذا الأمر في نموذجين، سوف أعطي الزوج والزوجة إسماً (جون و ماري)، في المثال الأول لا توجد أي علاقة تربط جون و ماري بالله على الإطلاق، أما في المثال الثاني، جون و ماري تربطهم علاقة مع الله في حياتهم وفي زواجهم