مواقف
بقلم: أنيس منصور
اللهم لا تساعدني.. اللهم لا تأخذ بيدي وعيني وأذني وعقلي.. فإنني لا أستحق هذا الشرف العظيم.
فقد أعطيتني وأضعت.. وأضأت لي, فلم أر.. وقلت وقولك الفصل فلم أعقل.. وأرسلت وبعثت وقلت ولكني عذبت نفسي بجهلي وغروري وكل ما لا ينفع الناس ولا ينفعني.
فهذا كتابك العظيم.. ولم أقرأ ولم أحاول ولم أفهم.. ورأيت الحكمة ناصعة.. ورأيت الطريق إلا إليه.. وبعثت أنت من يشرح ومن يصدق ومن يقول.. ووجدتني بعيدا لا أريد.. ووجدت طريقك فانشغلت عنه.
وطال العمر واتسع الوقت وضاق بحكمتك.. وفتحت لي ألف باب للأمل.. فأغلقتها واحدا واحدا.. لا في وجه أحد, ولكن في وجهي.. وجلست أبكي وراء الباب سوء الحظ والمنقلب.. وفتحت لي أبواب الجنة فانكفأت علي أبواب النار أنشد رحمتك التي كانت قريبة ووجدتها بعيدة.. وكان الباب أقرب والكفر أدني.. وبدلا من طلب رحمتك ونعمتك.. طلبت إليك أن تساعدني عليك والكفر بك.. فوجدتني أقرب إلي العذاب والهوان والضياع.. بلغ غروري مداه عندما ركعت وسجدت أطلب إليك أن تساعدني عليك أن تحشرني في زمرة الشياطين الكافرين.
لولا رحمتك ورضاك وجناتك الوارفة.. الوارقة.. وغفرانك اللا نهائي لمن يستحق ولمن لا يستحق..
يارب لا تساعدني إذا طلبت إليك ألا تفعل.. يارب لا تصدقني إذا أمسكت يدي وضممتها إلي صدري حتي لا تمتد إليها يداك تفتح عيني وأذني وتشرح لي صدري وتيسر لي أمري فأكون ذرة في فيض نورك.. فاللهم ساعدني علي نفسي لا عليك.. وارحمني من عذابي قبل عذابك.. إنك سميع مجيب الدعوات!!
مع تحيات
ليزو