""صفحات من حياتي""....قصة قصيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

"صفحات من حياتي"

"كنا نتبادل الحديث في كل وقت في الصباح وفي المساء ،كان صوتها يبدد جرحاً لم يَمحٌ الزمان آثاره ،وكان صوتي لها بمثابة الدفء الذي تفتقده والوسيلة التي تستفز بها أنوثتها"

2نوفمبر2000

كنت جالس أمام صفحة (الشات) أٌضَيّع بعضاً من الوقت طويل الأمد ،أتبادل الحديث بين هذا ،وأشكو همومي لأخر ،حتي تعرفت عليه ،كان يصغرني سناً ولكننا كونا صداقة في زمن قصير ،تبادل كل منا (الأميل) وأخذنا نتناول مختلف الحديث ،ولصغر سنه وقله عقله كان يتفوه بأدق تفاصيل...

*****
13 نوفمبر 2000

(الأميل) مفتوحاً ،تحدثت إليه فلم يجبني ،حاولت ثانياً فلم أجد أي إستجابة ،تذكرت حينها ،عندما أخبرني بأن هذا (الأميل) تستخدمه شقيقته أيضاً ،ترددت قبل فعل هذا ! حاورت نفسي كثيراً ،أأتحدث معها ؟ ما المانع في ذلك؟ هو مجرد حديث! ولكن هل سيعتبر ذلك خيانة للصداقة؟!ولكن أي صداقة تلك! ما هذا إلا مجرد هراء ! سأتحدث معها.. سأستجيب لفضولي...سأطلق تلك الرغبة بداخلي!

بكلمات محسوبة وأٌسلوب محكم بدأت الحديث معها ،وكانت النتائج جيدة للغاية علي عكس ما توقعت ،تحدثنا كثيراً ،علم كل منا أسرار الأخر ،ماذا يحب ! ماذا يكره ! كل شيء عن حياتي كان سراً لها ،وكل أسرارها كانت في عقلي ،حتي وإن كان هذا كله مجرد كذب !
*****

20 نوفمبر2000

تبادلنا أرقام الهاتف ،حينها سمعت صوتها للوهلة الأولي ،ذاك الصوت الرقيق الحاني ،تَفوّهْنا بكلمات الحب المشتعلة بالشوق ،ولكم قيلت تلك الكلمة علي ألسنتنا "أٌحِبٌك" .

أٌلقي عليها بكلمات الغزل التي تبحث عنها لتروي بها عطش أنوثتها ،وتردها لي بالمثل لِتٌضَّمد جرحاً ما زال ملتهباً ،ذاك ما يتردد في أنفسنا ! ولكن الحب هو ما يتردد علي شفتينا !

*****

23 ديسمبر2000

الأن وبعد كل تلك الفترة.. أناعلي يقين بأن علاقتنا ما هي إلا إحتياج! تلك الفتاة التي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها بإنوثتها الثائرة،وذاك الشاب الذي لم يتجاوز سِنِه العشرين ،كاحتياج الوقود للهب!! كيف أطلقنا علي هذا كلمة حب ؟! فهي لم تحبني ،ولا أنا فعلت ،فهي أحبت صوتي وكلماتي الغرامية الملتهبة! وانا أحببت صوتها الأنثوي ومشاعرها الدافئة...

*****

"لا تسأليني حبك"

15 إبريل 2000

ماذا أفعل الأن؟ تطور الأمر إلي ما كنت أخشاه ،سقطت الفتاة فريسة لحبي ،تطارد حواسي في كل وقت وبشتي الطرق .

هي من أحست بذلك الإحساس ،تلقي نظراتها ،وأبادلها بالمثل ،تبتسم ،فأتصنع الإبتسامة علي وجهي إرضاءً لها .

تتقرب إليّ ،تبذل أقصي مجهود ،تعرض المساعدة في أي شيء عَلِّي أحس بوجودها!

للحق ..كنت الحظ كل أفعالها ،وأعلم بما يدور في قلبها ،ولكن كيف ذلك؟! وقلبي منشغل بأخري وياليتها تعلم ذلك! وتبادلني نفس الشعور .

أتصدي لمحاولتها ،أتجاهل وجودها ،لكنها تقاوم ،تٌلَمِحٌ بمكنوناتها ،تٌطَوع أسلحتها ،وتطلق أنوثتها ! ولكن أين انا من كل هذا ؟! حتي سلاح الأنوثة لم يردعني عما أنا فيه .

*****

"كَذِّبت كلماتها ،وصدقت نفسي رغماً عنها ....هي تتصنع الرفض!... تتصنع الرفض!!"

5 مارس2000

هي بالنسبة لي كل شيء ،النور الذي يضيء ظلمتي ،هي شمس نهاري ،وقمر ليلي المظلم ،هي النسيم في أيام الصيف الجافية ،والدفء في ليالي الشتاء الباردة ،هي..وهي..وهي...

بدأت معرفتي بها صدفة كعادتي! حين رأيت عينيها إضطربت مشاعري ،خفق قلبي بشكل غير عادي ،سالت حبات العرق من وجهي ...وكأني رأيت ملاكا !

لم تكن أجمل فتاة رأيتها يوما ،ولكنني أحسست معها بشعور غير مألوف لم أشعر به يوما قط! إنه الحب ! فهي أول من أحببت ،وأول من عشقت من النساء .

أنظر إليها ،تسحرني نظراتها ،أبتسم لها ،تبادلني إبتسامة تفوق الجمال .

*****

7إبريل 2000

لن أصبر علي هذا ،فقوتي خرت أمامها ،وأشواقي تشتعل بين جوانحي ،سأذهب وأتحدث إليها.

أمر بجوارها ،سأتحدث إليها ،تصوب عينيها وأنوثتها تجاهي ،تهرب مني شجاعتي ،أحاول النطق بالكلمات ،فقدت قدرتي علي الكلام ،أحاول جاهداً لإخراج الكلمة ،لساني لا يستجيب لإرادتي ،أصابه الشلل المؤقت !! أكتفي بالنظرات ...فقط النظرات!

*****

20 إبريل 2000

مرت أيام...وسيلتي في الخطاب هي النظرات ،فكرت كثيرا ،سيظل حالي هكذا ؟! اليوم نظرات والغد نظرات! تشاورت مع نفسي ،سأكلمها ثانيا ،سأخبرها بحبي لها ،ترددت ،إستجمعت قواي العاطفية ،اتخذت القرار ،سأتحدث معها قريبا...

*****

22مايو 2000

ها قد مر شهر علي فعلتي! نفذت ما أردت القيام به ،كانت النتائج غير مرجوه ،قابَلَت مشاعري بالرفض ،وبكلمات تخفف من شدة صدمتي نصحتني بنسيان حبها هذا ! لم أتحمل الصدمة ،كَذِّبت كلماتها ،وصدقت نفسي رغماً عنها ....هي تتصنع الرفض!... تتصنع الرفض!!

*****

3 أغسطس2000

تكررت محاولاتي اليائسة ،سئمت رفضها الدائم! بل سئمت الحب كله! يالهذا الحب الذي يَحٌط من كرامة صاحبه! من اليوم لن أحاول ثانيا ،لن أٌمَنِّي نفسي بها ،سأنساها!....سأنساها!!

*****

إستفزت مشاعري تلك الأخيرة ...أثارت غضبي ...توقفت عن القراءة ...أغلقت المجلد ...ألقيته بجواري...أسندت رأسي إلي الوسادة...نظرت شارداً إلي سماء الغرفة!!

(تمت)

بقلم\ أحمد فتحي

__________________
منقول