nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: "" المـنشـار المصري "" السبت نوفمبر 08, 2008 6:59 pm | |
| المنشــــار المصري
كان أحمد ناجح في عملة وقد كان من أذكي وأنشط الناس ولكن لن يدوم شئ علي حاله إلا وجه الله سبحانه وتعالي فقد كان يعبر الشارع في أمان الله وفتح ظابط المرور إشارة عبور السيارات فدهستة وكأنة لم يكن .
دخل أحمد المستشفي وأصاب بغيبوبة وإنطفئت الدنيا ولم يشعر بشئ مما يحدث حولة .
بعد عشر سنوات كان في مستشفي مصطفي كامل يوجد ذلك المريض الذي كان ساكناً وكانت الممرضات تتحدث بجوارة ولا تشعر به تحرك المريض من الفراش فقفزت الممرضة في نشاط وذهبت وعادت ومعها الدكتور فتح المريض عينة ثم نظر حولة في المكان ليشعر بما حدث له وكان يريد أن يتذكر آخر شئ حدث له لقد كان يعبر الشارع بأمان ثم فجأة وجد تاكسي إسكندرية المميز بلونة الأصفر وهو يقترب منه بسرعة مفزعة ثم إسودت الدنيا حولة ولم يدري بشئ قطع تفكيرة دخول الدكتور علية ثم أمسك بيده وجس نبضة نظر إلية الدكتور بتفحص ثم أخيراً نطق وخرجت الكلمات من فمة :
- أستاذ أحمد إنت كويس ........تقدر تتكلم
- أ....أنا .......فين .....إية اللي حصل ؟
- إنت عملت حادثة ودخلت في غيبوبة بس الحمد لله إنت بخير دلوقتي وتمام .... عال .عال .....عال .
تحرك أحمد بصعوبة من السرير وأراد النهوض فمنعتة الممرضة من النهوض :
- أنا .........أنا بقالي ..... قد إية ....هنا ؟
- إنت بقالك عشر سنين في الغيبوبة بس إنت دلوقتي بخير والحمد لله ..عال ....عال .....عال .
نظر أحمد إلي الطبيب بذهول ورعب وأراد الصراخ والتحرك ولكنة فقد وعية .
عندما افاق مرة اخري وجد اختة بجوارة وهي تبتسم له ثم إحتضنتة :
- حمد لله علي السلامة يا أحمد
- هو فين ماما يا وفاء ؟
نظرت أخته وفاء إلي الأرض وهي حزينة
- ماما ماتت من سنتين يا أحمد وكتبت في وصيتها إن إنت ليك الشقة بتاعتها كانت حاسة إنك هاتفوق ؟
إنهار أحمد وقرر عدم الكلام كانت إستجابتة للعلاج سريعة مما جعلة يخرج من المستشفي بسرعة عند خروجة لم يجد أختة لقد كانت تزوجت وكانت مشغولة فخرج وحده وأراد الوصول إلي بيتة سريعا فركب تاكسي وأخرج خمسة جنيهات من جيبة لكي يعطيها له فنظر إلية سائق التاكسي بإحتقار ثم فتح باب التاكسي وألقي به في الشارع وهو يصرخ :
- لما إنتم مش قد ركوب التاكسيات بتركبوها لية ...... حاجة تقرف ؟
إستغرب أحمد مما حدث له فلقد كانت هذه أول مرة في حياتة يلقي به من تاكسي ولكنة سوف يتعود مع مرور الأيام .
ركب أحمد مواصلة داخلية ولقد كانت مزدحمة جداً أخرج ربع جنية من جيبة فنظر إلي راكب آخر بإستغراب ولم ينطق وأعطا المبلغ للسائق فصرخ السائق بصوتة الغليظ :
- مين الحيوان اللي دفع الربع جنية ده ؟
ثم أوقف السيارة وأخرج عصا غليظة وأراد الخروج لقتل من دفع الربع جنية ولكن كان يوجد رجل طيب ودفع المبلغ المتبقي عن أحمد .
أخيراً وصل أحمد إلي البيت كان يعتقد أنه في كابوس لذا دخل بيتة وكان هذا هو الشئ الوحيد اللذي لم يتغير ذهب إلي سريرة وخلد إلي النوم .
في ثاني يوم إستيقظ أحمد وكان جائع جداً فذهب إلي فرن العيش وحدثت هناك مهازل ( تابع مغامرة في فرن العيش )
بعد مرور وقت من الزمن بدأ أحمد في التعود علي الحياة ولكنة لم يستطع التغير فقد بدأ في توصي وصلات الدش وعرف بقناة super movie وشاهد عدة قنوات كان كل شئ في بدايتة صدمة كبيرة علية . كان يجلس لمشاهدة التلفاز أكثر من 6 ساعات يومياً إلي أن حفظ معظم الأفلام وعرفها ولكن ما لفت نظرة من الأفلام كان فيلم حدثت منه عدة أجزاء كان فيلم فظيع غير وجهة نظرة للحياة لقد قرر بعد مشاهدة هذا الفيلم أنه إذا لم تستطع الحياة تغييرة فسوف يغيرها هو وكانت عيناة تلمع ببريق غريب .
كان أحمد يعلم أنه أفاق من أجل هدف وكان متأكد أنه هدفة هو تغيير العالم للأفضل أراد قبل أن يبدأ مهمتة السامية أراد مساعد له فقرر أن يكون هذا المساعد هو عم كريم البواب .
نزل أحمد إلي كريم البواب وأخذه معة البيت وبدا في التحدث معة :
- قولي يا عم كريم
- أأمرني يا بية
- إنت عمرك بتشوف أفلام أجنبي
- أه أنا بتفرج تحت عندنا باليل بس قليل أوي
- طب قوللي إنت عمرك سمعت عن فيلم إسمة saw أو فيلم المنشار ؟
- لا يا بية أنا ما شوفتش حاجة بالإسم ده
- طب أنا مسجلة عندي ولازم تشوفة ده فيلم لذيذ خالص
- أنا مش فاضي وورايا مشاغل
- ماتقلقش من حاجة أنا هاظبطك
شاهد عم كريم البواب الجزء الأول من الفيلم وكان مذهولاً مما يحدث ثم شاهد الجزء الثاني والثالث والرابع فنظر إلية أحمد في تمعن وقال له :
- إية رأيك
- إية رأيي في إية أنا مش فاهم أى حاجة
- ده لإن إنت غبي
- أنا الكلام اللي هاقولة ده مش هايخرج من هنا
- إنت تأمرني يا بية ؟
- أنا هاكون المنشار المصري أنا اللي هاخلص الظلم والفساد من مصر
- أيوة يا بية بس مش بالطريقة دي
- هو مافيش حل غير الطريقة دي
- طب والناس اللي هانجيبهم هانجيبهم فين ولو حد سمعهم إية اللي هايحصل .
- ماتخافش أنا أجرت الجراج اللي تحت العمارة كله وهانخلية كاتم للصوت وهانزودة بكل الأدوات اللي إحنا عايزينها والكاميرات علشان نشوفهم بيعملو إية وهانعمل الماسكات اللي هانلبسها وكل حاجة جاهزة مش ناقص غير الضحية .
- أيوة يا بية وهانجيب الضحية دي منين ؟
نظر احمد الي كريم البواب بنظرة جعلته يثبت في مكانة ثم قال له :
- أنا عارف الضحية هاتبقي مين كويس أوي أنا عارف أنا بعمل إية .
***************
أفاق فاروق السائق من نومة ولكنة وجد نفسة مربوطاً بإحكام وكان يشعر بألم فظيع في رأسة أثر التخدير عندما إستعاد تركيزة وجد نفسة في مكان يشبة البهو ولكنة قاتم ووجد نفسة معلق في السقف ومربوط بشريط لاصق علي كل جسمة وكانت تحتة مياة ولكن كانت رائحتها تشبة الجاز وجد فاروق السائق ذلك المنظر فأفزعة وكاد أن يموت من الرعب وصرخ صرخة تملؤها الرعب وطلب الرحمة معاً :
- إلحقووووووووووني ....... أبوس إيديكم أنا فقير ولو طلبتم فدية أهلي هايدفعو فلوس ليكم علشان تقتلوني إنتم خطفتم الراجل الغلط ..... إية .....إية ده ؟
شاهد تلفاز يفتح ثم رأي رجل يلبس قناع مخيف داخل التلفاز وبدا في الكلام ولكنة لم يسمع شئ :
- مش سامع حاجة
- كككك .......سس.....شش........
- لا الصوت بيقطع
- كده الصوت مظبوط ؟
- أيوة تمام كده إتفضل حضرتك كمل كنت بتقول إية ؟
تكلم الرجل داخل التلفاز بصوت متغير
- مرحباً يا أستاذ فاروق أنا عايز العب لعبة
- طب وماله يا أخويا نلعب براحتنا بس فكني من الرابطة السوده اللي أنا مربوطها
- الرابطة دي إنت اللي ربطها لنفسك إنت عقدت الناس من ركوب التاكسي كل واحد يدخل التاكسي بتاعك ترمية من الشباك وتكرهه في ركوب أى تاكسي وأراهنك لو شفت واحده عجوزة بتموت مش هاتوصلها المستشفي ولو لقيت واحده حامل بتولد مش هاتاخدها لإنك خايف علي فرشة العربية ؟اللعبة اللي هالعبها هي إني هاطهرك من ذنوبك إنت دلوقتي مربوط باللصق ده علي كل جسمك ومش هاتنجي غير بطريقة واحده هي إنك تنزعة عن جسمك وطبعا هايتنزع منه شعرك جسمك شعراية شعراية وفي الأخر هاتقع في السبرتو اللي تحت ده وهايطهرك من ذنوبك ومن كل حاجة وهاتبقي طاهر وهاتفضل طول عمرك طاهر .
صرخ عم فاروق من الرعب وهو يقول :
- يا باشا إنت مش فاهم أنا بعمل كده لية ؟
- لية ؟
- لإن العربية دي مش بتاعتي وأنا بشتغل عليها ولو فرشة العربية باظت يبقي أنا هانطرد من شغلي وهابقي صايع ولو ماجمعتش للراجل صاحب العربية مبلغ معين من الفلوس هانطرد برده ولازم أحدف الناس من العربية علشان أقبض من الزبون اللي معاه فلوس إنت مسكت الراجل الغلط لو عايز تمسك حد يبقي لازم تمسك صاحب عربيات التاكسي وتعذبة وتطهرة من ذنوبة .
- طب خلاص أنا مصدقك وهانزلك يا عم كريم إنت يا زفت روح نزل الراجل ده ومشية من هنا .
- لا يا باشا أنا هاشتغل معاك مساعد ليك أنا عايز أعذب الراجل اللي معبني في شغلي وسبب كل مصايبي وكمان أنا أعرف أخطفة بسهولة في التاكسي بتاعة نفسة .
- خلاص إنت معانا ودلوقتي جه الدور علي صاحب كل عربيات التاكسي .
*****************
أفاق محروس من صدمتة بعد ما وجد نفسة مربوط في كرسي حديد ووجد أمام عينة سيخ رفيع من حديد قابل للتني كان يعتقد أن زوجتة تفعل هذا به لأنه لم يدفع لها ثمن العربه الجيب التي تريد شرائها :
- إنتي هنا يا حبيبتي بطلي هزار رخم وفكيني أنا وعدتك إني هادفع لك الفلوس بس إصبري عليا شوية .
نظر لم يجد أحد ولكن ما لفت نظرة هو التلفاز الذي أضاء فجأة :
- مرحبا يا محروس أنا عايز العب لعبة ............العبة دي بتتكلم عن إستغلالك للناس اللي بيشتغلو عندك وعن طمعك وجشعك ماخالكش تشوف حد إلا نفسك وعلشان كده لازم تفقع عينك بنفسك علشان تنجي من مصيرك بص يا ريس ......هو إنت هاتعمل حاجة بسيطة خالص إنت هاتدخل السيخ ده في عينك وهاتخرجة من العين التانية وبعد كده إنت هاتضفرة في مناخيرك وبعدها هايتكتب لك النجاة .
صرخ محروس من الرعب وقال :
- يا باشا والله أنا ماليش ذنب أنا بيجي لي مخالفات في السنة علي كل عربية فوق ال 6000 ألاف جنية وعلشان أنا مش عندي واسطة بدفعهم غصب عني ده غير تصليح العربيات غير الدنيا اللي غالية غير مرتبات اللي بيشتغلو إنت لو عايز تمسك حد إمسك ظابط المرور اللي بياخد المخالفات علي الفاضي والمليان .
- خلاص يا كريم فكه أنا مصدقة .
- يا باشا أنا معاكم بفلوسي وبكل حاجة لو ده هاينجينا من البهدله اللي إحنا فيها .
- خلاص إنت معانا ودلوقتي بقي الدور علي ظابط المرور .
***************
كان ظابط المرور يمسك بمذكرة كبيرة يكتب فيها المخالفات وهو يقف في الشارع ولكن فجأة وجد عربة تاكسي مسرعة بإتجاهه وفتحت نافذتها وخرج منها رذاذ أفقده الوعي .
أفاق ممدوح الظابط وكان في مكان مغلق ويخرج منه مياه قليلة أراد الخروج من تلك الحجرة لكنه لم يستطع وجد تلفاز في وسط الحجرة فأضائة ووجد ذلك الرجل الذي يلبس القناع المخيف وقال له من داخل التلفاز :
- مرحباً يا ممدوح أنا عايز ألعب لعبة ........ اللعبة دي بتتكلم عنك إنت وعن الناس اللي بتبهدلهم معاك وبتاخدهم مخالفات وهما ما عملوش أى مخالفات وتخليهم يتعصبو ويبدأو يخالفو بحقيقي وتبدأ الحوادث وتتدمر حياة ناس علشان إنت تعيش وبتاكل من فلوسهم لازم إنت كمان تحس بالعذاب الأوضة دي كمان شوية هاتتملي بالمياة وهاحط لك فيها سمك البيرانا السمك ده مش هاتلاقي منه غير في البرازيل في نهر الأمازون السمك ده هاياكل من جسمك وهايبهدلك ولازم انت تصارعة علشان تنجي بحياتك .
صرخ ممدوح قائلاً :
- يا باشا أنا ماليش ذنب في الحوار ده كله أنا مطلوب منني إني أملي مذكرة كاملة مخالفات كل يوم والا هاتبهدل امال انت فاكر مرتباتنا دي بتيجي منين يا باشا ده قرار وزاري دي كلها سياسة دولة أنا ماقدرش أتكلم معاهم نص كلمة أبوس إيدك إرحمني ده حتي الوزير مالوش يد في الموضوع انت لو عايز تعذب حد بصحيح انت لازم تعذب رئيس الجمهورية اللي بهدلنا كلنا وجوعنا .
- خلاص أنا مصدقك يا ممدوح إنت عندك حق يا كريم إقفل ماسورة المية دي بدل ما البيت يبوش ويقع علي دماغ أهالينا وهي مش ناقصة .
كان جميعهم في بيت احمد يتكلمو عن مشاكلهم وفي نفس الوقت منتظرين قرار احمد ماذا سيفعل وماذا سيكون قرارة . ولكن كان أحمد يفكر في شئ آخر في ذلك الوقت لقد كان يفكر كيف إنتهت حياتة وهل عشر سنسن من العمر يتغير فيها العالم بهذا الشكل هل إقتربت الساعة لقد ضاع من عمر ناس أخري عشرات السنين بدون أن يعرفو سبب لحياتهم وماتو بدون أن يغيرو شئ في الحياة نظر اليهم أحمد نظرة كلها أسي نظر إلي ممدوح وفاروق ومحروس وكريم ثم قال لهم وهو ينهض ويقترب من النافذة وهو ينظر إلي السماء :
- مافيش فايدة ............... مافيش فايدة .................مافيش فايدة .
قفز أحمد من النافذة ثم إبتسم وهو في الهواء وكانت هذه أول إبتسامة له منذ أن أفاق من غيبوبتة .
دخل المستشفي وعاد إلي نفس السرير الذي كان يجلس علية لقد عاد إلي غيبوبتة وإرتاح من حياتة ومن التفكير في سبب لحياتة إرتاح من كل شئ .
أرجو أن تكون قد نالت إعجابكم
[center] | |
|