مغامرة في قطار بورسعيد""...

مغامرة في قطار بورسعيد
-عايز تزكرة للإسماعلية لو سمحت (درجة تانية مميز)
كان ذلك أو شئ أقولة عندما دخلت محطة إسكندرية.
-هو القطار هايطلع الساعة كام
-الساعة خامسة علي صلاة الفجر علي طول
دخلت القطار كان مظلم أردت أن أختار مكان مميز بعيد عن الشبابيك المكسورة وبعيداً عن الحمامات وأخيراً وجدتة بصعوبة بالغة جلست في القطار وكانت الساعة ما تزال الثالثة صباحاً فقررت النوم نوماً عميقاً .
إستيقظت من النوم علي صوت صافرة القطار معلناً تحركة نظرت إلي القطار كان شبة فارغاً فلقد كانت الساعة الخامسة صباحاً كنت أريد أن أنام بشده قبل أن يزدحم القطار ولكنى لم أستطع نظراً لصوت القطار ولصوت أزيز العربات أنا لا أعلم لماذا لا أسمع الأزيز في الدرجة الأولي وجائت في رأسي فكرة هل هذا تفرقة الغني يركب الدرجة الأولي والفقير يركب الثانية لقد كنا في العصر الإسلامي مساواة لا فرق بين غني وفقير أما الآن الشئ الذي نطالب به في المساواة هو بين الرجل والمرأة قطع حبل أفكاري ذلك الرجل الذي أميزة ببدلتة الزرقاء وقد قال :
-تزاكر
أخرجت التزكرة نظر إليها الكمسري طويلاً كأنها تزكرة مزورة ثم خط عليها بالقلم الأزرق وأعادها لي كان شروق الشمس قد بدأ وكان منظراً جميلاً فتحت الشباك لكي أستنشق هواء نقي ولكن دخل في أنفي دخاناً كثيفا الذي كنت أعتقد أنة بخار الماء ( شبورة) بعدها بقليل عاد الهواء النقي وأستنشقتة كما كنت أتمنى ثم بعدها بقليل دخلت في أنفي رائحة نتنة وهي رائحة المجاري الملقاة في الترع .
قررت أنى لا أريد أن أستنشق هواء نقي وأغلقت الشباك كنا قد مررنا بعدة محطات مثل كفر الدوار وكفر الزيات ودمنهور وبدأت أري القطار يزدحم كان القطار يقف كثيراً لدرجة أنى أعتقد إذا شاور له أحد بيداه ليتوقف لتوقف القطار أردت أن أنام قليلاً قبل الإزدحام ولكن كلما إستغرقت في النوم يأتى ذلك الكمسري ويوقظني قائلاً :
-تزاكر
لقد رآها أكثر من خمس مرات ومع ذلك لا يتزكرنى جائتني فكرة أن أضع التزكرة علي جبهتي لكي يراها بدون أن يوقظنى وجدت ذلك الرجل الذي يجلس بجانبي قائلاً :
-لا حول ولا قوة إلا بالله شوفت الحكاية دي بيقولك واحد كان بيتكلم مع أصحابة وبيقولهم إن الإزاز بتاع بيتة مضاد للرصاص وهما ماصدقهوش جاب مخدة وقالهم إنة هايخبط في الإزاز بكل قوتة علشان يثبتلهم الإزاز ماتكسرش بس لوح الإزاز إتخلع ووقع بية من الدور العاشر .
أردت أن أكتم ضحكتي ثم قلت له :
-دي نكتة صح
-لا يا عم دي في جرنال الحوادث موجوده
-أه جرنال الحوادث ده كله كلام فارغ مش ده بربع جنية برده في حد يصدق الكلام ده أنا كل مرة ألاقي واحد بيقولك إقرا فضيحة نانسي عجرم أروح وأشتري الجرنال الاقي مكتوب إن نانسي عجرم زادت نص كيلو ودي فضيحة كبيرة .
-ههههههههه يا عم أدي الواحد بيتسلي أنا محمد وإنت
-أنا إسماعيل أنا رايح الإسماعلية في زيارة
-أنا رايح الزقازيق علشان الجامعة بتاعتي هناك
كنا قد وصلنا إلي طنطا وأصبح القطار كالقنبلة البشرية يوجد به عدد هائل من البشر كدت قد أموت من العطش لذا إضطررت للنزول لكي أشتري زجاجة مياة معدنية أخذت الزجاجة وأردت الباقي ولكن الرجل أخذ في التباطئ إلي أن أقلع القطار وإضطررت إلي ترك الباقي له وأخذت في الجري وراء القطار ورجعت إلي مكانى بصعوبة جداً .
نظر إلي الرجل قائلاً:
-شوفت بيقولك زودو المرتبات 30% وكمان هايلغو قانون الطوارئ .
-أه أصل إحنا بلد جميلة أوي زودو المرتبات وزودو الأسعار 4 أضعاف وهايلغو قانون الطوارئ وهايحطو قانون مكافحة الإرهاب علي فكرة الريس بيهزر معانا شعبه بقي ويستحمل هزارة بس هزارة تقيل أوي .
-لا إسمع بقي دي بيقولك إن إحنا المركز 130 من 131 في التعليم علي مستوي العالم
-طب كويس إن إحنا وصلنا أى مركز إحنا بنخرج من الكلية بنعرف نقرا ونكتب بالعافية هو دا اللي بنستفاده من التعليم في مصر بص أى مشكلة أو أى موضوع هانتكلم فية هايوصلنا في الآخر للريس حبيبنا فبلاش نتكلم أحسن
-علي رأيك .
وصل القطار إلي مدينة زفتي فنظرت من الشباك لأنى كنت أريد أن أري النيل وكان منظراً رائعاً بعد ذلك بعدة دقائق أردت دخول الحمام فذهبت إلي الحمام ولكن لم أستطع الدخول لأن رائحة العطر الذي بداخل الحمام كانت مركزة رجعت إلي مقعدي وقد كانت الساعة قد شارفت الثامنة صباحاً كنت مجهد جداً إلي درجة أنى نمت وأنا أنظر إلي الخضرة .
إستيقظت علي صوت ذلك الكمسري مرة أخري وهو يقول تزاكر ولكني نظرت لم أجد غير صحراء وكان منظراً جميلاً جداً نظرت إلي الرجل بجانبي فكان رجلاً آخر إذا لقد فاتت الزقازيق سألتة :
-إحنا فين
-أبو صوير
كانت الزحمة شديدة جداً أردت أن تفوت تلك الساعات علي خير وكانت أطول ساعات في عمري أخيراً بعد عمر طويل وصلنا إلي الإسماعلية ولكني لم أستطع أن أخرج من الزحام فقررت أن أقفز من الشباك ألقيت بحقيبتي ثم أخرجت رأسي من الشباك وبعدها أخرجت وسطي ثم أخرجت رجلي ولكن عندما أخرجتها لم أجد الحذاء إنطلق القطار وأنا حافي القدمين وأخذت أعدو ورائة ولكن بلا فائد فصرخت قائلاً :
-الجذمة يا ولاد ....الجذمة
أخيراً وصلت إلي بيت عمتى بعد شقاء ومن حسن حظي أنى وجدت رجل يبيع (شبشب حمام) إشتريت واحداً ولا داعي لزكر الموقف المحرج عندما إستقبلتني عمتي بـ (شبشب حمام) منذ ذلك قررت ركوب الدرجة الأولي حتي إذا تسولت لكى أأخذ مبلغ التذكرة .

كانت تلك مغامرتي في القطار
أرجو أن تكون قد نالت إعجابكم
منقول