منتديات احساس
تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة اهلا بكم ومرحبا فى منتدانا المتواضع "" منتدى احساس "" يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
فأهلا بكم ومرحبا سنتشرف بتسجيلك
شكرا تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 829894
ادارة المنتدي
اخوكــم فى الله
Abo Hosam
تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 103798
منتديات احساس
تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة اهلا بكم ومرحبا فى منتدانا المتواضع "" منتدى احساس "" يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
فأهلا بكم ومرحبا سنتشرف بتسجيلك
شكرا تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 829894
ادارة المنتدي
اخوكــم فى الله
Abo Hosam
تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 103798
منتديات احساس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احساس


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 12, 2008 3:45 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تكمله حكاية الحمال مع البنات

الليلة السادسة عشرة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الصعلوك الثالث قال للصبية والجماعة مكتفون والعبيد واقفين بالسيوف على رؤوسهم :
ثم أني سميت الله ودعوته وابتهلت إليه وحاولت الطلوع على الجبل وصرت أتمسك بالنقر التي فيه حتى أسكن الله الريح في تلك الساعة وأعانني على الطلوع فطلعت سالماً على الجبل وفرحت بسلامتي غاية الفرح ولم يكن لي دأب إلا القبة فدخلتها وصليت فيها ركعتين شكراً لله على سلامتي ثم إني نمت تحت القبة ، فسمعت قائلاً يقول :
يا ابن خصيب إذا انتهيت من منامك ، فاحفر تحت رجليك قوساً من نحاس وثلاث نشابات من رصاص منقوشاً عليها طلاسم فخذ القوس والنشابات وارم للفارس الذي على القبة وارح الناس من هذا البلاء العظيم فإذا رميت الفارس يقع في البحر ويقع القوس من يدك فخذ القوس ، وادفنه في موضعه ، فإذا فعلت ذلك يطفو البحر ويعلو حتى يساوي الجبل ، ويطلع عليه زورق فيه شخص غير الذي رميته فيجيء إليك وفي يده مجذاف ، فاركب معه ولا تسم الله تعالى فإنه يحملك ويسافر بك مدة عشرة أيام إلى أن يوصلك إلى بلدك وهذا غنما يتم لك إن لم تسم الله .
ثم استيقظت من نومي ، وقمت بنشاط وقصدت الماء ، كما قال الهاتف وضربت الفارس فرميته فوقع في البحر ووقع القوس من يدي فأخذت القوس ودفنته فهاج البحر وعلا حتى ساوى الجبل الذي أنا عليه فلم ألبث غير ساعة حتى رأيت زورقا في وسط البحر يقصدني فحمدت الله تعالى فلما وصل إلي الزورق وجدت فيه شخصاً من النحاس صدره لوح من الرصاص ، منقوش بأسماء وطلاسم ، فنزلت في الزورق وأنا ساكت لا أتكلم فحملني الشخص أول يوم والثاني والثالث إلى تمام عشرة أيام حتى جزائر السلامة ففرحت فرحاً عظيماً ومن شدة فرحي ذكرت الله وسميت وهللت وكبرت فلما فعلت ذلك قذفني من الزورق في البحر ثم رجع في البحر وكنت أعرف العوم فعمت ذلك اليوم إلى الليل حتى كلت سواعدي وتعبت أكتافي وصرت في الهلكات ثم تشهدت وأيقنت بالموت وهاج البحر من كثرة الرياح فجاءت موجة كالقلعة العظيمة ، فحملتني وقذفتني قذفة صرت بها فوق البر ، فطلعت البر وعصرت ثيابي ونشفتها على الأرض وبت .
فلما أصبحت لبست ثيابي وقمت أنظر أين أمشي فوجدت غوطة فجئتها ودرت حولها فوجدت الموضع الذي فيه جزيرة صغيرة ، والبحر محيط بها ، فقلت في نفسي كلما أخلص من بلية أقع في أعظم منها فبينما أنا متفكر في أمري أتمنى الموت إذ نظرت مركباً فيها ناس ، فقمت وطلعت على شجرة وإذا بالمركب التصقت بالبر وطلع منها عشرة عبيد معهم مساحي فمشوا حتى وصلوا إلى وسط الجزيرة وحفروا في الأرض وكشفوا عن طابق فرفعوا الطابق وفتحوا بابه ، ثم عادوا إلى المركب ونقلوا منها خبزا ودقيقا وسمناً وعسلاً وأغناماً وجميع ما يحتاج إليه الساكن وصار العبيد مترددين بين المركب وباب الطابق وهم يحولون من المركب وينزلون في الطابق إلى أن نقلوا جميع ما في المركب .
ثم بعد ذلك طلع العبيد ومعهم ثياب أحسن ما يكون وفي وسطهم ، شيخ كبير هرم قد عمر زمناً طويلاً وأضعفه الدهر ، حتى صار فانياً ويد ذلك الشيخ في يد صبي قد أفرغ في قالب الجمال وألبس حلة الكمال حتى أنه يضرب بحسنه الأمثال وهو كالقضيب الرطب يسحر كل قلب بجماله ويسلب كل لب بكماله فلم يزالوا يا سيدتي سائرين حتى أتوا إلى الطابق ونزلوا فيه ، وغابوا عن عيني . فلما توجهوا قمت ونزلت من فوق الشجرة ومشيت إلى موضع الردم ، ونبشت التراب ونقلته وصبرت نفسي حتى أزلت جميع التراب فانكشف الطابق فإذا هو خشب مقدار حجر الطاحون فرفعته فبان من تحته سلم معقود من حجر فتعجبت من ذلك ونزلت السلم حتى إنتهيت إلى آخره فوجدت شيئاً نظيفاً ووجدت بستاناً وثانياً إلى تمام تسعة وثلاثين وكل بستان أرى فيه ما يكل عنه الواصفون من أشجار وأنهار وأثمار وذخائر . ورأيت بابا فقلت في نفسي ما الذي في هذا المكان ، فلابد أن أفتحه وأنظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرساً مسرجاً ملجماً مربوطاً ففككته وركبته فطار بي إلى حطني على سطح وأنزلني وضربني بذيله فأتلف عيني وفر مني فنزلت من فوق السطح فوجدت عشرة شبان عور فلما رأوني قالوا :
لا مرحبا بك .
فقلت لهم : أتقبلوني أجلس عندكم .
فقالوا : والله لا تجلس عندنا .
فخرجت من عندهم حزين القلب باكي العين ، وكتب الله لي السلامة حتى وصلت إلى بغداد فحلقت ذقني وصرت صعلوكاً فوجدت هذين الإثنين العورين فسلمت عليهما وقلت لهما : أنا غريب ، فقالا : ونحن غريبان فهذا سبب تلف عيني ، وحلق ذقني .
فقالت له : أمسح على رأسك وروح .
فقال : لا أروح حتى أسمع قصة هؤلاء .
ثم أن الصبية التفتت إلى الخليفة وجعفر ومسرور وقالت لهم : أخبروني بخبركم .
فتقدم جعفر وحكى لها الحكاية التي قالها للبوابة عند دخولهم فلما سمعت كلامه قالت :
وهبت بعضكم لبعض .
فخرجوا إلى أن صاروا في الزقاق فقال الخليفة للصعاليك :
يا جماعة إلى أين تذهبون ؟
فقالوا : ما ندري أين نذهب .
فقال لهم الخليفة : سيروا وبيتوا عندنا .
وقال لجعفر : خذهم وأحضرهم لي غداً ، حتى ننظر ما يكون .
فامتثل جعفر ما أمره به الخليفة .
ثم أن الخليفة طلع إلى قصره ولم يجئه نوم في تلك الليلة فلما اصبح جلس على كرسي المملكة ودخلت عليه أرباب الدولة ، فالتفت إلى جعفر بعد أن طلعت أرباب الدولة وقال ائتني بالثلاث صبايا والكلبتين والصعاليك ، فنهض جعفر وأحضرهم بين يديه فأدخل الصبايا تحت الأسنار .
والتفت لهن جعفر وقال لهن :
قد عفونا عنكن لما أسلفتن من الإحسان إلينا ولم تعرفنا فها أنا أعرفكن وأنتن بين يدي الخامس من بني العباس هارون الرشيد ، فلا تخبرنه إلا حقاً .
فلما سمع الصبايا كلام جعفر ، عن لسان أمير المؤمنين تقدمت الكبيرة وقالت :
يا أمير المؤمنين أن لي حديثاً لو كتب بالإبر على آفاق البصر لكان عبرة لمن اعتبر .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي


عدل سابقا من قبل abo7osam في الأحد سبتمبر 14, 2008 11:09 pm عدل 1 مرات (السبب : تثبيت الموضوع)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 12:56 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الرابعة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أنه لما أقبل الليل قامت الملكة بدور من دست المملكة إلى القصر ودخلت المكان الذي هو معد لها فرأت الشمع موقداً والملكة جالسة فتذكرت وزوجها وما جرى بينهما في تلك المدة اليسيرة ووالت الزفرات وأنشدت هذه الأبيات :
قسماً لقد ملأت أحاديثي الـفـضـا ........ كالشمس مشرقة على ذات الغضى
نطقت إشارته فأشكل فـهـمـهـا ........ فلذاك شوقي في المزيد وانقضـى
أبغضت حسن الصبر منذ أحببـتـم ........ أرأيت صبراً في الصبابة مبغضـا
وممرض اللحظات صال بفتكـهـا ........ واللحظ أقتل ما يكون ممـرضـا
ألقـى ذوائبـه وحـط لـثـامـه ........ فرأيت منه الحسن أسود أبـيضـا
سقمي وبـرئي فـي يديه وإنـمـا ........ يشفي سقام الحب من قد أمرضـا
هام الوشاح برقة فـي خـصـره ........ والردف من حسد أبى أن ينهضـا
وكان طرتـه وضـوء جـبـينـه ........ ليل دجى فاعتافه صـبـح أضـا
فلما فرغت من إنشادها أرادت أن تقوم إلى الصلاة وإذا بحياة النفوس تعلقت بذيلها وقالت لها :
أما تستحي من والدي وما فعل معك من الجميل وأنت تتركني إلى هذا الوقت . فلما سمعت منها ذلك جلست في مكانها وقالت لها :
يا حبيبتي ما الذي تقولينه ?
قالت :
الذي أقوله إني ما رأيت أحداً معجباً بنفسه مثلك فهل كل من كان مليحاً يعجب بنفسه هكذا ، ولكن أنا ما قلت هذا الكلام لأجل أن أرغبك في وإنما قلته خفية عليك من الملك أرمانوس فإنه أضمر إن لم تدخل بي في هذه الليلة وتزيل بكارتي أنه ينزعك من المملكة في غد ويسفرك من بلاده يزداد به الغيظ فيقتلك وأنا يا سيدي رحمتك ونصحتك والرأي رأيك .
فلما سمعت الملكة بدور منها ذلك الكلام أطرقت برأسها إلى الأرض وتحيرت في أمرها ، ثم قالت في نفسها :
إن خالفته هلكت وإن أطلعته افتضحت ولكن أنا في هذه الساعة ملكة على جزائر الأبنوس كلها وهي تحت حكمي وما أجتمع أنا وقمر الزمان إلا في هذا المكان لأنه ليس له طريق إلى بلاده إلا من جزائر الأبنوس ، وقد فوضت أمري إلى الله فهو نعم المدبر .
ثم إن الملكة بدور قالت لحياة النفوس :
يا حبيبتي إن تركي لك وامتناعي عنك بالرغم عني .
وحكت لها ما جرى من المبتدأ إلى المنتهى وأرتها نفسها وقالت لها :
سألتك بالله أن تخفي أمري وتكتمي سري حتى يجمعني الله بمحبوبي قمر الزمان وبعد ذلك يكون ما يكون .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 12:57 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الخامسة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة بدور لما أعلمت حياة النفوس بقصتها وأمرتها بالكتمان تعجبت من ذلك غاية العجب ورقت لها ودعت لها بجمع شملها على محبوبها قمر الزمان وقالت :
يا أختي لا تخافي ولا تفزعي واصبري إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
ثم إن حياة النفوس أنشدت هذين البيتين :
السر عندي في بيت له غلـق ........ قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم
ما يكتم السر إلا كل ذي ثـقة ........ والسر عند خيار الناس مكتـوم
فلما فرغت من شعرها قالت :
يا أختي إن صدور الأحرار قبور الأسرار وأنا لا أفشي لك سراً .
ثم لعبتا وتعانقتا ونامتا إلى قريب الآذان ثم قامت حياة النفوس وأخذت دجاجة وذبحتها وتلطخت بدمها وقلعت سراويلها وصرخت فدخل لها أهلها وزغردت الجواري ودخلت عليها أمها وسألتها عن حالها وأقامت عندها إلى المساء ، وأما الملكة بدور فإنها لما أصبحت قامت وذهبت إلى الحمام واغتسلت وصلت الصبح ثم توجهت إلى مجلس الحكومة وجلست على كرسي المملكة وحكمت بين الناس ، فلما سمع الملك أرمانوس الزغاريد سأل عن الخبر فأخبروه بافتضاض بكارة ابنته ففرح بذلك واتسع صدره وانشرح وأولم الولائم ولم يزالوا على تلك الحالة مدة من الزمان .
هذا ما كان من أمرهما .
وأما ما كان من أمر الملك شهرمان فإنه بعد خروج ولده إلى الصيد والقنص هو ومرزوان كما تقدم صبر حتى أقبل عليه الليل فلم يجيء ولده فتحير عقله ولم ينم تلك الليلة وقلق غاية القلق وزاد وجده واحترق وما صدق أن الفجر انشق حتى أصبح ينتظر ولده إلى نصف النهار فلم يجيء فأحس بقلبه بالفراق والتهب على ولده من الإشفاق ثم بكى حتى بل ثيابه وأنشد من قلب مصدوع :
مازلت معترضاً على أهل الهوى ........ حتى بليت بحـلـوه وبـمـره
وشربت كأس مراره متجـرعـاً ........ وذللت فيه لعـبـده ولـحـره
نذر الزمان بأن يفرق شمـلـنـا ........ والآن قد أوفى الزمان بـنـذره
فلما فرغ من شعره مسح دموعه ونادى في عسكره بالرحيل والحث على السفر الطويل فركب الجيش جميعه وخرج السلطان وهو محترق القلب على ولده قمر الزمان وقلبه بالحزن ملآن ثم فرق جيشه يميناً وشمالاً وأماماً وخلف ست فرق وقال لهم الاجتماع غداً عند مفرق الطريق فتفرقت الجيوش والعسكر كما ذكرنا وسافرت الخيول ولم يزالوا مسافرين بقية النهار إلى أن جن الليل فساروا جميع الليل إلى نصف النهار حتى وصلوا إلى مفرق طرق فلم يعرفوا أي طريق سلكها ثم رأوا أثر أقمشة مقطعة ورأوا اللحم مقطعاً ونظروا أثر الدم باقياً وشاهدوا كل قطعة من الثياب واللحم في ناحية فلما رأى الملك شهرمان ذلك صرخ صرخة عظيمة من صميم القلب وقال وا ولداه ولطم على وجهه ونتف لحيته ومزق أثوابه وأيقن بموت ولده وزاد في البكاء والنحيب وبكت لبكائه العساكر وكلهم أيقنوا بهلاك قمر الزمان وحثوا على رؤوسهم التراب ودخل عليهم الليل وهم في بكاء ونحيب حتى أشرفوا على الهلاك واحترق قلب الملك بلهيب الزفرات وأنشد هذه الأبيات :
لا تعذلوا المحزون في أحزانه ........ فلقد جفاه الوجد من أشجانـه
يبكي لفرط تأسف وتـوجـع ........ وغرامه ينبيك عن نـيرانـه
يا سعد من لمتيم حلف الضنى ........ أن لا يزيل الدمع من أجفانه
يبدي الغرام لفقد بدر زاهـر ........ بضيائه يزهو على أقرانـه
ولقد سقاه الموت كأساً مترعاً ........ يوم الرحيل فشط عن أوطانه
فلما فرغ من إنشاده رحل بجيوشه إلى مدينته .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 12:58 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السادسة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك شهرمان أيقن بهلاك ولده وعلم أنه عدا عليه وافترسه وحش وإما قاطع طريق ثم نادى في جزائر خالدات أن يلبسوا السواد من الأحزان على ولده قمر الزمان وعمل له بيتاً وسماه بيت الأحزان وسار كل يوم خميس واثنين يحكم في مملكته بين عسكره ورعيته وبقية الجمعة يدخل بيت الأحزان وينعي ولده ويرثيه بالأشعار فمن ذلك قوله :
فيوم الأماني يوم قربكم منـي ........ ويوم امنايا يوم إعراضكم عني
إذا بت مرعوباً أهدد بالـردى ........ فوصلكم عندي ألذ من الأمـن
ومن ذلك قوله :
نفس الفداء لظاعنين رحيلـه ........ أنكى وأفسد في القلوب وعاثا
فليقض عدته السرور فإننـي ........ طلقت بعدهم النعيم ثـلاثـا
هذا ما كان من أمر الملك شهرمان .
وأما ما كان من أمر الملكة بدور بنت الملك الغيور فإنها صارت ملكة في بلاد الأبنوس وصار الناس يشيرون إليها بالبنان ويقولون هذا صهر الملك أرمانوس وكل ليلة تنام مع الملكة حياة النفوس وتشتكي وحشة زوجها قمر الزمان وتصف لها حسنه وجماله وتتمنى ولو في المنا وصاله .
هذا ما كان من أمر الملكة بدور .
وأما ما كان من أمر قمر الزمان فإنه لم يزل مقيماً عند الخولي في البستان مدة من الزمان وهو يبكي بالليل والنهار ويتحسر وينشد الأشعار على أوقات الهنا والسرور والخولي يقول :
في آخر السنة تسير المراكب إلى بلاد المسلمين .
ولم يزل قمر الزمان على تلك الحالة إلى أن رأى الناس مجتمعين على بعضهم فتعجب من ذلك ، فدخل عليه الخولي وقال له :
يا ولدي أبطل الشغل في هذا اليوم ولا تحول الماء على الأشجار أن هذا اليوم عيد والناس فيه يزور بعضهم بعضاً فاسترح واجعل بالك إلى الغيط ، فإني أريد أن أبصر لك مركباً فما بقي إلا القليل وأرسلك إلى بلاد المسلمين .
ثم إن الخولي خرج من البستان وبقي قمر الزمان وحده فانكسر خاطره وجرت دموعه ولم يزل يبكي حتى غشي عليه .
فلما أفاق قام يتمشى في البستان وهو متفكر فيما فعل به الزمان وطول البعد والهجران وعقله ولهان فعثر ووقع على وجهه فجاءت جبهته على حجر شجرة فجرى دمه واختلط بدموعه فمسح دمه ونشف دموعه وشد جبهته بخرقة وقام يتمشى في ذلك البستان وهو ذاهل العقل فنظر بعينه إلى شجرة فوقها طائران يتخاصمان فقلب أحدهما الآخر ونقره في عنقه فخلص رقبته من جثته ثم أخذ رأسه وطار به ووقع المقتول في الأرض قدام قمر الزمان .
فبينما هو كذلك إذا بطائرين كبيرين قد انقضا عليه ووقف واحد منهما عند رأسه والأخر عند ذنبه وأرخيا أجنحتهما عليه ومدا أعناقهما إليه وبكيا فبكى قمر الزمان على فراق زوجته حين رأى الطائرين يبكيان على صاحبهما .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 12:59 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السابعة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك قمر الزمان بكى على فراق زوجته لما رأى الطائران يبكيان على صاحبهما ثم إن قمر الزمان رأى الطائرين حفرا حفرة ودفنا الطائر المقتول فيها وطارا إلى الجو وغابا ساعة ، ثم عادا ومعهما الطائر القاتل فنزلا به على قبر المقتول وبركا على القاتل حتى قتلاه وشقا جوفه وأخرجا أمعائه وأراقا دمه على قبر الطائر المقتول ، ثم نثرا لحمه ومزقا جلده وأخرجا ما في جوفه وفرقا إلى أماكن متفرقة هذا كله جرى وقمر الزمان ينظر ويتعجب فحانت منه التفاتة إلى الموضع الذي قتلا فيه الطائر فوجد فيه شيئاً يلمع فدنا منه فوجده حوصلة الطائر فأخذها وفتحها فوجد فيها الفص الذي كان سبب فراقه من زوجته ، فلما رآه وعرفه وقع على الأرض مغشياً عليه من الفرحة ، فلما أفاق قال في نفسه هذا علامة الخير وبشارة الاجتماع ثم تامله ومر به على عينه وربطه على ذراعه واستبشر بالخير وقام لينظر الخولي ولم يزل يفتش عليه إلى الليل فلم يأت فبات قمر الزمان في موضعه إلى الصباح .
ثم أفاق إلى شغله وشد وسطه بحبل من الليف وأخذ الفاس والقفة وشق في البستان فأتى إلى شجرة خروب وضرب الفاس في جذرها فطنت الضربة فكشف التراب فوجده طابقاً ففتحه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 12:59 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثامنة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان لما فتح ذلك الطابق وجد باباً فنزل فيه فلقي قاعة قديمة من عهد ثمود وعاد وتلك القاعة واسعة وهي مملوءة ذهباً أحمر فقال في نفسه :
لقد ذهب التعب وجاء الفرح والسرور .
ثم إن قمر الزمان طلع من المكان إلى ظاهر البستان ورد الطابق كما كان ، ورجع إلى البستان وإلى تحويل الماء على الأشجار ، ولم يزل كذلك إلى آخر النهار فجاء الخولي وقال :
يا ولدي أبشر برجوعك إلى الأوطان فإن التجار تجهزوا للسفر والمراكب بعد ثلاثة أيام مسافرة إلى مدينة من مدائن المسلمين ، فإذا وصلت إليها تسافر في البر ستة أشهر حتى تصل جزائر خالدات ، والملك شهرمان .
ففرح قمر الزمان بذلك ثم قبل يد الخولي وقال له :
يا والدي كما بشرتني فأنا أبشرك بشارة وأخبره بأمر القاعة .
ففرح الخولي وقال :
يا ولدي أنا في هذا البستان صار لي مدة ثمانون عاماً لم أجد شيء وأنت لك عندي دون السنة ووجدت هذا الكنز فهو رزقك وسبب زوال عكسك ، ومعين لك على وصولك إلى أهلك واجتماع شملك بمن تحب .
فقال قمر الزمان :
لابد من المقاسمة بيني وبينك .
ثم أخذ الخولي ودخل في تلك القاعة وأراه الذهب وكان في عشرين خابية فأخذ عشرة والخولي عشرة .
فقال له الخولي :
يا ولدي عب لك أمطار من الزيتون العصافيري الذي في هذا البستان فإنه معدوم في غير بلادنا وتحمله التجار إلى جميع البلاد واحمل الذهب في الأمطار والزيتون فوق الذهب ، ثم سدها وخذها في المركب .
فقام قمر الزمان من وقته وساعته وعبأ خمسين مطراً ووضع الذهب فيها ، وسد عليه بعد أن جعل الزيتون فوق الذهب وحط الفص معه في مطر ، وجلس هو والخولي يتحدثان وأيقن بجمع شمله وقربه من أهله وقال في نفسه :
إذا وصلت إلى جزيرة الأبنوس أسافر منها إلى بلاد أبي وأسأل عن محبوبتي بدور فيا ترى رجعت إلى بلادها أو سافرت إلى بلاد أبي أو حدث لها حادث في الطريق .
ثم جلس قمر الزمان ينتظر انقضاء الأيام وحكى للخولي حكاية الطيور وما وقع بينهما .
فتعجب الخولي من ذلك ثم ناما إلى الصباح فأصبح الخولي ضعيفاً ، واستمر على ضعفه يومين وفي ثالث يوم اشتد به الضعف حتى يئسوا من حياته فحزن قمر الزمان على الخولي ، فبينما هو كذلك إذا بالريس والبحرية قد أقبلوا وسألوا عن الخولي فأخبرهم بضعفه فقالوا :
أين الشاب الذي يريد السفر معنا إلى جزيرة الآبنوس ؟
فقال لهم قمر الزمان :
هو المملوك الذي بين أيديكم .
ثم أمرهم بتحويل الأمطار إلى المركب فنقلوها إلى المركب ، وقالوا لقمر الزمان :
أسرع فإن الريح قد طاب .
فقال لهم :
سمعاً وطاعة .
ثم نقل زوادته إلى المركب ، ورجع إلى الخولي يودعه فوجده في النزاع الأخير ، فجلس عند رأسه حتى مات وغمضه وجهزه ووراه في التراب ثم توجه إلى المركب فوجدها أرخت القلوع وسارت ولم تزل تشق البحر حتى غابت عن عينه فصار قمر الزمان مدهوشاً حيران ثم رجع إلى البستان وهو مهموم مغموم وحثا التراب على رأسه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:00 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة التاسعة والأربعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان رجع إل البستان وهو مهموم مغموم بعد أن سافرت المركب واستأجر البستان من صاحبه ، وأقام تحت يده رجلاً يعاونه على سقي الشجر وتوجه إلى الطابق ونزل إلى القاعة وعبأ الذهب الباقي في خمسين مطراً ووضع فوقه الزيتون عن المركب وسأل عن المركب فقالوا إنها لا تسافر إلا في كل سنة مرة واحدة فزاد به الوسواس وتحسر على ما جرى له لاسيما فقد الفص الذي للملكة بدور فصار يبكي بالليل والنهار وينشد الأشعار ، وهذا ما كان من أمر قمر الزمان .
وأما ما كان من أمر المركب فإنه طاب لها الريح ووصلت إلى جزيرة الأبنوس واتفق بالأمر المقدور أن الملكة بدور كانت جالسة في الشباك فنظرت إلى المركب وقد رست في الساحل فخفق فؤادها وركبت هي والأمراء والحجاب وتوجهت إلى الساحل ووقفت على المركب وقد دار النقل في البضائع إلى المخازن فأحضرت الريس وسألته عما معه .
فقال ريس المركب :
أيها الملك إن معي في هذه المركب من العقاقير والسفوفات والأكحال والمراهم والأدهان والأموال والأقمشة الفاخرة والبضائع النفيسة ما يعجز عن حمله الجمال والبغال وفيها من أصناف العطر والبهار من العود القاقلي والتمر الهندي والزيتون العصافيري ما يندر وجوده في هذه البلاد .
فاشتهت نفسها الزيتون ، وقالت لصاحب المركب :
ما مقدار الذي معك من الزيتون ?
قال الريس :
معي خمسون مطراً ملآنة ، ولكن صاحبها ما حضر معنا والملك يأخذ ما اشتهاه منها .
فقالت الملكة بدور :
أطلعوها في البر لأنظر إليها وأعطيكم ثمنها مهما كان .
فصاح الريس على البحرية فطلعوا الخمسين مطراً .
وقال الريس :
هذا ما له في بلادنا قيمة ولكن صاحبها تأخر عنا وهو رجل فقير الحال .
قالت الملكة بدور :
وما مقدار ثمنها ؟
قال الريس :
ألف درهم .
قالت الملكة بدور :
آخذها بألف دينار .
ثم أمرت بنقلها إلى القصر ، فلما جاء الليل أمرت بإحضار مطر فكشفته وما في البيت غيرها هي وحياة النفوس فحطت بين يديها طبقاً ووضعت فيه شيئاً من المطر فنزل في الطبق كوم من الذهب الأحمر ، فقالت للملكة حياة النفوس :
ما هذا إلا ذهب .
ثم اختبرت الجميع فوجدتها كلها ذهباً والزيتون كله ما يملأ مطراً واحداً وفتشت في الذهب فوجدت الفص فيه فأخذته وتأملته فوجدته الفص الذي كان في تكة سروالها وأخذه قمر الزمان ، فلما تحققته صاحت من فرحتها وخرت مغشياً عليها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:00 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة بدور لما رأت الفص صاحت من فرحتها وخرت مغشياً عليها ، فلما أفاقت قالت في نفسها :
إن هذا الفص كان سبباً في فراق محبوبي قمر الزمان ولكنه بشير الخير .
ثم أعلمت الملكة حياة النفوس بأن وجود بشارة الاجتماع ، فلما أصبح الصباح جلست على كرسي المملكة وأحضرت ريس المركب ، فلما حضر قبل الأرض بين يديها فقالت :
أين خليتم صاحب هذا الزيتون ?
فقال الريس :
يا ملك الزمان تركناه في بلاد المجوس وهو خولي بستان .
فقالت له الملكة بدور :
إن لم تأت به فلا تعلم ما يجري عليك وعلى مركبك من الضرر .
ثم أمرت بالختم على مخازن التجار وقالت لهم :
إن صاحب هذا الزيتون غريمي ولي عليه دين وإن لم يأت لأقتلنكم جميعاً وأنهب تجارتكم .
فأقبلوا على الريس ووعدوه بأجرة مركبه ويرجع ثاني مرة وقالوا له :
خلصنا من هذا الغاشم .
فنزل الريس في المركب وحل قلوعها وكتب الله له السلامة حتى دخل الجزيرة في الليل وطلع إلى البستان وكان قمر الزمان قد طال عليه الليل وتذكر محبوبته فقعد يبكي على ما جرى له وهو في البستان ثم إن الريس دق الباب على قمر الزمان ففتح الباب وخرج إليه فحمله البحرية ونزلوا به إلى المركب وحلوا القلوع فسافروا وساروا ولم يزالوا سائرين أياماً وليالي وقمر الزمان لا يعلم ما موجب ذلك فسألهم عن السبب .
فقالوا له :
أنت غريم الملك صاحب جزائر الآبنوس صهر الملك أرمانوس وقد سرقت ماله يا منجوس .
فقال قمر الزمان :
والله عمري ما دخلت هذه البلاد ولا أعرفها .
ثم إنهم ساروا به حتى أشرفوا على جزائر الأبنوس وطلعوا به على الملكة بدور ، فلما رأته عرفته قالت لهم :
دعوه عند الخدام ليدخلوا به الحمام .
وأفرجت عن التجار وخلعت على الريس خلعة تساوي عشرة آلاف دينار ودخلت على الملكة حياة النفوس وأعلمتها بذلك ، وقالت لها :
اكتمي الخبر حتى أبلغ مرادي وأعمل عملاً يؤرخ ويقرأ بعدنا على الملوك والرعايا وقد أمرت أن يدخلوا بقمر الزمان الحمام فدخلوا به وألبسوه لبس الملوك .
ولما طلع قمر الزمان من الحمام كأنه غصن بان أو كوكب يخجل بطلعته القمران وردت روحه إليه ودخل القصر .
فلما نظرته صبرت قلبها حتى يتم مرادها وأنعمت عليه بمماليك وخدم وجمال وبغال وأعطته خزانة مال ولم تزل ترقي قمر الزمان من درجة إلى درجة حتى جعلته خازندار وسلمت إليه الأموال وأقبلت عليه وقربته منها وأعلمت الأمراء بمنزلته فأحبوه جميعهم وصارت الملكة بدور كل يوم تزيد له في المرتبات وقمر الزمان لا يعرف سبب تعظيمها له ومن كثرة الأموال صار يهب ويتكرم ويخدم الملك أرمانوس حتى أحبه وكذلك أجبته الأمراء والخوادم والعوام وصاروا يحلفون بحياته ، كل ذلك وقمر الزمان يتعجب من تعظيم الملكة بدور له ويقول في نفسه :
والله إن هذه المحبة لابد لها من سبب وربما يكون هذا الملك إنما يكرمني هذا الإكرام الزائد لأجل غرض فاسد فلابد أن أستأذنه وأسافر من بلاده .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:01 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الحادية والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان يتعجب من تعظيم الملكة بدور له وقرر أن يستأذن ويسافر ، ثم إنه توجه إلى الملكة بدور وقال لها :
أيها الملك إنك أكرمتني إكرماً زائداً ، ومن تمام الإكرام أن تأذن لي بالسفر وآخذ معي جميع ما أنعمت علي .
فتبسمت الملكة بدور وقالت له :
ما حملك على طلب الأسفار واقتحام الأخطار وأنت في غاية الإكرام ومزيد الأنعام ?
فقال لها قمر الزمان :
أيها الملك السعيد إن هذا الإكرام إذا لم يكن له سبب فإنه أعجب العجب خصوصاً وقد أوليتني من المراتب ما استحق أن يكون للشيوخ الكبار مع إنني من الأطفال الصغار .
فقالت له الملكة بدور :
سبب ذلك أني أحبك لفرط جمالك الفائق وبديع حسنك الرائق وإن أمكنتني مما أريد منك أزيدك إكراماً وعطاء وإنعاماً وأجعلك وزيراً على صغر سنك كما جعلني الناس سلطاناً عليهم وأنا في هذا السن ولا عجب اليوم في رئاسة الأطفال ولله در من قال :
كأن زماننا من قوم لوط ........ له شغف تقديم الصغار
فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام خجل واحمرت خدوده حتى صارت كالضرام وقال :
لا حاجة لي بهذا الإكرام المؤدي إلى ارتكاب الحرام بل أعيش فقيراً من المال غنياً بالمروءة والكمال .
فقالت له الملكة بدور :
أنا لا أغتر بورعك الناشيء عن التيه والدلال ولله در من قال :
ذاكرته عهد الوصال فقال لي ........ كم ذا تطيل من الكلام المؤلم
فأريته الدينار أنـشـد قائلاً ........ أين المفر من القضاء المبرم
فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام وفهم الشعر والنظام قال :
أيها الملك إنه لا عادة لي بهذه الفعال ولا طاقة لي على حمل الأثقال التي يعجز حملها أكبر مني فكيف بي على صغر سني ?
فلما سمعت كلامه الملكة بدور تبسمت وقالت :
إن هذا الشيء عجاب كيف يظهر الخطأ من خلال الصواب إذا كنت صغيراً فكيف تخشى الحرام وارتكاب الآثام وأنت لم تبلغ حد التكليف ولا مؤاخذة في ذنب الصغير ولا تعنيف فقد ألزمت نفسك الحجة بالجدال وخفت عليك كلمة الوصال فلا تظهر بعد ذلك امتناعاً ولا نفوراً وكان أمراً لله قدراً مقدوراً فانا أحق منك بخشية الوقوع وقد أجاد من قال :
إن لي كبير والصغير يقول لـي ........ اطعن به الأحشا وكن صنـديدا
فأجبته ذا لا يجوز فقـال لـي ........ عندي يجوز فطعنته تـقـلـيدا
فلما سمع قمر الزمان هذا الكلام تبدل الضياء في وجهه بالظلام وقال :
أيها الملك إنه يوجد عندك من النساء والجواري الحسان ولا يوجد له نظير في هذا الزمان فهلا استغنيت بذلك عني فمل إلى ما شئت منهن ودعني .
فعرفته بنفسها فعرف أنها زوجته الملكة بدور بنت الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور فاحتضنها واحتضنته وقبلها وقبلته ، ثم قام معها إلى محل خلوتها لتطفئ نيران لوعتها ومالت عليه بالتقبيل والعناق والتفاف ساق على ساق ، ثم اضجعن على فراش الوصال ، وتناشدت أقوال من قال :
لما دعته إلى وصالي عـطـفة ........ من معتطف بتعطف متواصي
وسقت قساوة قلبها من لينـها ........ فأجاب بعد ممنع وتعـاصـي
خشي العواذل أن تـراه إذا بدا ........ قاسى بعدة آمـن الإرهـاص
شكت القصور رواد فاقد حملت ........ أقدامه في المشي حمـل قـلاً
متقل الصمصام من ألحـاظـه ........ ومن الدجى مـتـدرعـاً بـلاً
وشذاء بشرني بسعـد قـدومه ........ ففرت مثل الطير من أقفاصي
وفرشت حدي في الطريق لنعله ........ فشفي بأثمد تربها أرمـاصـي
وعقدت ألوية الوصال معانقـاً ........ وفككت عقدة حظي المتعاصي
وأقمت أفراحاً أجاب نـداءهـا ........ طرب صفاً عن شائب الأنغاص
والبدر نقط بالنجوم الثغـر من ........ حبب على وجه الطلا رقـاص
وعكفت في محراب لذاتها على ........ ما من تعاطيه يتوب العاصـي
قسماً بآيات الضحى من وجهه ........ إلى أنس فيه سورة الإخـلاص
ثم إن الملكة بدور أخبرت قمر الزمان بجميع ما جرى لها من الأول إلى الآخر وكذلك هو أخبرها بجميع ما جرى له وبعد ذلك انتقل معها إلى العتاب وقال لها :
ما حملك على ما فعلته بي في هذه الليلة ?
فقالت الملكة بدور :
لا تؤاخذني كان قصدي المزاح ومؤيد البسط والانشراح .
فلما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح أرسلت الملكة بدور إلى الملك أرمانوس والد الملكة حياة النفوس وأخبرته بحقيقة أمرها وأنها زوجة قمر الزمان وأخبرته بقصتهما وبسبب افتراقهما من بعضهما وأعلمته أن ابنته حياة النفوس بكر على حالها .
فلما سمع الملك أرمانوس صاحب جزائر الآبنوس قصة الملكة بدور بنت الملك الغيور وتعجب منها غاية العجب وأمر أن يكتبوها بماء الذهب ، ثم التفت إلى قمر الزمان وقال له :
يا ابن الملك هل لك أن تصاهرني وتتزوج ابنتي حياة النفوس ?
فقال له قمر الزمان :
حتى أشاور الملكة بدور فإن لها علي فضلاً غير محصور .
فلما شاورها قالت له :
نعم الرأي هذا فتزوجها وأكون أنا لها جارية لأن لها معروفاً وإحساناً وخيراً وامتناناً وخصوصاً ونحن في محلها وقد غمرنا إحسان أبيها .
فلما رأى قمر الزمان أن الملكة بدور مائلة إلى ذلك ولم يكن عندها غيرة من حياة النفوس اتفق معها على هذا الأمر .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المشاركات : 824
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:01 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثانية والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان اتفق مع زوجته الملكة بدور على هذا الأمر وأخبر الملك أرمانوس بما قالته الملكة بدور من أنه تحب ذلك وتكون جارية حياة النفوس ، فلما سمع الملك أرمانوس هذا الكلام من قمر الزمان فرح فرحاً شديداً ثم خرج وجلس على كرسي مملكته وأحضر جميع الوزراء والأمراء والحجاب وأرباب الدولة وأخبرهم بقصة قمر الزمان وزوجته الملكة بدور من الأول إلى الآخر وأنه يريد أن يزوج ابنته حياة النفوس إلى قمر الزمان ويجعله سلطاناً عليهم عوضاً عن زوجته الملكة بدور ، فقالوا جميعاً حيث كان قمر الزمان هو زوج الملكة بدور التي كانت سلطاناً علينا قبله ونحن نظن أنها صهر ملكنا أرمانوس فكلنا نرضاه سلطاناً علينا ونكون له خدماً ولا نخرج عن طاعته ، ففرح الملك أرمانوس فرحاً شديداً ثم أحضر القضاة والشهود ورؤساء الدولة وعقد قمر الزمان على ابنته الملكة حياة النفوس ، ثم إنه أقام الأفراح وأولم الولائم الفاخرة وخلع الخلع السنية على جميع الأمراء والمساكين وأطلق جميع المحابيس واستبشر العالم بسلطنة الملك قمر الزمان وصاروا يدعون له بدوام العز والإقبال والسعادة والإجلال .
ثم إن قمر الزمان لما صار سلطاناً أزال المكوس وأطلق من في الحبوس وسار فيهم سيرة حميدة وأقام مع زوجته في هناء وسرور ووفاء وحبور يبيت عند كل واحدة منهما ليلة ، ولم يزل على ذلك مدة من الزمان وقد انجلت عنه الهموم والأحزان ونسي أباه الملك شهرمان وما كان له من عز وسلطان حتى رزقه الله من زوجتيه بولدين ذكرين مثل القمرين النيرين أكبرهما من الملكة بدور وكان اسمه الملك الأمجد وأصغرهما من الملكة حياة النفوس وكان اسمه الملك الأسعد أجمل من أخيه الأمجد ، ثم إنهما تربيا في العز والدلال والأدب والكمال وتعلما العلم والسياسة والفروسية حتى صارا في غاية الكمال ونهاية الحسن والجمال وافتتن بهما النساء والرجال وصار لهما من العمر نحو سبعة عشر عاماً وهما متلازمان فيأكلان ويشربان سواء ولا يفترقان عن بعضهما ساعة من الساعات ولا وقتاً من الأوقات وجميع الناس تحسدهما على ذلك .
ولما بلغا مبلغ الرجال واتصفا بالكمال صار أبوهما إذا سافر يجلسهما على التعاقب في مجلس الحكم فيحكم كل واحد منهما بين الناس ، واتفق بالقدر المبرم أن والقضاء المحتم أن محبة الأسعد الذي هو ابن حياة النفوس وقعت في قلب الملكة بدور زوجة أبيه وأن محبة الأمجد الذي هو ابن الملكة بدور وقعت في قلب حياة النفوس زوجة أبيه فصارت كل واحدة من المرأتين تلاعب ابن ضرتها وتقبله وتضمه إلى صدرها وإذا رأت ذلك أمه تظن أنه من الشفقة ومحبة الأمهات لأولادهن ، وتمكن العشق من قلوب المرأتين وافتتنا بالولدين فصارت كل واحدة منهن إذا دخل عليها ابن ضرتها تضمه إلى صدرها وتود انه لا يفارقها ، وطال عليهما المطال ولم يجدا سبيلاً إلى الوصال ، وذات يوم توجه الملك إلى الصيد والقنص وأمر ولديه أن يجلسا في موضع الحكم كل واحد منهما يوماً على عادته .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:02 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثالثة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك توجه إلى الصيد والقنص وأمر ولديه أن يجلسا في موضعه للحكم كل واحد يوماً على عادتهما فجلس للحكم في اليوم الأول الأمجد ابن الملكة بدور فأمر ونهى وولى وعزل وأعطى ومنع فكتبت له الملكة حياة النفوس أم الأسعد مكتوباً تستعطفه فيه وتوضح له أنها متعلقة به ومتعشقة فيه وتكشف له الغطاء وتعلمه أنها تريد وصاله فأخذت ورقة وكتبت فيها هذه السجعات :
من المسكينة العاشقة الحزينة المفارقة التي ضاع بحبك شبابها وطال فيك عذابها ولو وصفت لك طول الأسف وما أقاسيه من اللهف وما بقلبي من الشغف وما أنا فيه من البكاء والأنيني وتقطع القلب الحزين وتوالي الغموم وتتابع الهموم وما أجده من الفراق والكآبة والإحتراق أطال شرحه في الكتاب وعجزت عن حصره الالحساب وقد ضاقت علي الأرض والسماء ولا لي في غيرك أمل ولا رجاء فقد أشرفت على الموت وكابدت أهوال القوت وزاد بي الإحتراق وألم الهجر والفراق ولو وصفت ما عندي من الأشواق لفاقت عنه الوراق .
ثم بعد ذلك كتبت هذين البيتين :
لو كنت أشرح ما ألقها من حـرق ........ ومن سقام ومن وجد ومن قـلـق
لم يبق في الأرض قرطاس ولا قلم ........ ولا مداد ولاشـيء مـن الـورق
ثم إن الملكة حياة النفوس لفت تلك الورقة في رقعة من غالي الحرير مضمخة بالمسك والعنبر ووضعت معها جدائل شعرها التي تستغرق الأموال بسعرها ثم لفتها وأعطتها للخادم وأمرته أن يوصلها إلى الملك الأمجد .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:03 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الرابعة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أنها أعطت ورقة المواصلة للخادم وأمرته أن يوصلها إلى الملك الأمجد فسار ذلك الخادم وهو لا يعلم ما خفي له في الغيب وعلام الغيوب يدبر الأمور كيف يشاء فلما دخل الخادم على الملك الأمجد قبل الأرض بين يديه وناوله المنديل وبلغه الرسالة فتناول الملك الأمجد المنديل من الخادم وفتحه فرأى الورقة ففتحها وقرأها فلما فهم معناها علم أن امرأة أبيه في عينها الخيانة وقد خانت أباه الملك قمر الزمان في نفسها فغضب غضباً شديداً وذم النساء على فعلهن وقال :
لعن الله النساء الخائنات الناقصات عقلاً وديناً .
ثم إنه جرد سيفه وقال للخادم :
ويلك يا عبد السوء أتحمل الرسالة المشتملة على الخيانة من زوجة سيدك والله أنه لا خير فيك يا أسود اللون والصحيفة يا قبيح المنظر والطبيعة السخيفة .
ثم ضربه بالسيف في عنقه فعزل رأسه عن جثته وطوى المنديل على ما فيه ووضعه في جيبه ثم دخل على أمه وأعلمها بما جرى وسبها وشتمها وقال :
كلكن أنجس من بعضكن والله العظيم لولا أني أخاف إساءة الأدب في حق والدي قمر الزمان وأخي الملك الأسعد لأدخلن وأضربن عنقها كما ضربت عنق خادمها .
ثم إنه خرج من عند الملكة بدور وهو في غاية الغيظ .
فلما بلغ الملكة حياة النفوس زوجة أبيه ما فعل بخادمها سبته ودعت عليه وأضمرت له المكر فبات الملك الأمجد في تلك الليلة ضعيفاً من الغيظ والقهر والفكر ولم يهنأ له أكل ولا منام فلما أصبح الصباح خرج أخوه الملك الأسعد وجلس في مجلس أبيه الملك قمر الزمان ليحكم بين الناس وأصبحت أمه ضعيفة بسبب ما سمعته عن الملك الأمجد من قتله للخادم ثم إن الملك الأسعد لما جلس للحكم في ذلك اليوم حكم وعدل وولى وعزل وأمر ونهى وأعطى ووهب ولم يزل جالساً في مجلس الحكم إلى قرب العصر ثم إن الملكة بدور أم الملك الأمجد أرسلت إلى عجوز من العجائز الماكرات وأظهرتها على ما في قلبها وأخذت ورقة لتكتب فيها مراسلة للملك الأسعد ابن زوجها وتشكو إليه من كثرة محبتها ووجدها به .
فكتبت له هذه السجعات :
مت تلفت وجداً وشوقاً ، إلى أحسن الناس خلق وخلقاً المعجب بجماله التائه بدلاله المعرض عن طلب وصاله الزاهد في القرب ممن خضع وذل إلى من جفا ومل الملك الأسعد صاحب الحسن الفائق والجمال الرائق والوجه الأقمر والجبين الأزهر والضياء الأبهر هذا كتابي إلى من حبه أذاب جسمي ومزق جلدي وعظمي ، اعلم أنه قد عيل صبري وتحيرت أمري وأقلقني الشوق والبعاد وأجفاني الصبر والرقاد ولازمني الحزن والسهاد وبرح بي الوجد والغرام وحلول الضنى والسقام فالروح تفديك وإن كان قتل الصب يرضيك والله يبقيك ومن كل سوء يقيك .
ثم بعد تلك السجعات كتبت هذه الأبيات :
حكم الزمان بأننـي عـاشـق ........ يا من محاسنه كبدر يشـرق
حزت الفصاحة والملاحة كلها ........ وعليك من دون البرية رونق
ولقد رضيت بأن تكون معذبي ........ فعسى علي بنظرة تتصـدق
من مات فيك صبابة فله الهنا ........ لا خير فيمن لا يحب ويعشق
ثم كتبت أيضاً هذه الأبيات :
إليك أسعد أشكو من لهـيب جـوى ........ فارحم متيمة بالشوق تلـتـهـب
إلى متى وأيادي الوجد تلعـب بـي ........ والعشق والفكر والتسهيد والنصب
طوراً ببحر وطوراً أشتكي لهـبـاً ........ في مهجتي إن ذا يا منيتي عجـب
يا لائمي خل لومي والتكمس هربـاً ........ من الهوى فدموع العين تنسـكب
كم صحت وجداً من الهجران واحربا ........ فلم يفدني بذاك الـويل والـحرب
أمرضتني بصدود لست أحـمـلـه ........ أنت الطبيب فاسعفني بمـا يجـب
يا عاذلي كف عن عذلي مـحـاذرة ........ كيلا يصيبك من داء الهوى عطـب
ثم إن الملكة بدور ضمخت ورقة الرسالة بالمسك الأذفر ولفتها في جدائل شعرها وهي من الحرير العراقي وشراريبها من قضبان الزمرد الأخضر مرصعة بالدر والجوهر ، ثم سلمتها إلى العجوز وأمرتها أن تعطيها للملك الأسعد ابن زوجها الملك قمر الزمان ، فراحت العجوز من أجل خاطرها ودخلت على الملك الأسعد من وقتها وساعتها وكان في خلوة عند دخولها فناولته الورقة بما فيها وقد وقفت ساعة زمانية تنتظر رد الجواب فعند ذلك قرأ الملك الأسعد الورقة وفهم ما فيها ثم بعد ذلك لف الورقة في الجدائل ووضعها في جيبه وغضب غضباً شديداً ما عليه من مزيد ولعن النساء الخائنات ثم إنه نهض وسحب السيف من غمده وضرب رقبة العجوز فعزل رأسها عن جثتها وبعد ذلك قام وتمشى حتى دخل على أمه حياة النفوس فوجدها راقدة في الفراش ضعيفة بسبب ما جرى لها من الملك الأمجد فشتمها الملك الأسعد ولعنها ثم خرج من عندها فاجتمع بأخيه الملك الأمجد وحكى له جميع ما جرى له من أمه الملكة بدور وأخبره أنه قتل العجوز التي جاءت له بالرسالة ، ثم قال له :
والله يا أخي لولا حيائي منك لكنت دخلت في هذه الساعة وقطعت رأسها من بين كتفيها .
فقال له الملك الأمجد :
والله يا أخي أنه قد جرى لي بالأمس لما جلست على كرسي المملكة مثل ما جرى لك في هذا اليوم فإن أمك أرسلت لي رسالة بمثل مضمون هذا الكلام .
ثم أخبره بجميع ما جرى له مع أمه الملكة حياة النفوس وقال له :
يا أخي لولا حيائي منك لدخلت إليها وفعلت بها ما فعلت بالخادم .
ثم إنهما باتا يتحدثان بقية تلك الليلة ويلعنان النساء الخائنات ثم تواصيا بكتمان هذا الأمر لئلا يسمع به أبوهما قمر الزمان فيقتل المرأتين ولم يزالا في غم تلك الليلة إلى الصباح .
فلما أصبح الصباح أقبل الملك بجيشه من الصيد وطلع إلى قصره ثم صرف الأمراء إلى حال سبيلهم وقام ودخل القصر فوجد زوجتيه راقدتين على الفراش وهما في غاية الضعف ، وقد عملتا لولديهما مكيدة واتفقتا على تضييع أرواحهن لأنهن فضحن أنفسهن معهما وقد خشين أن يصيرا تحت ذلتهما فلما رآهما الملك على تلك الحالة ، قال لهن :
ما لكن ?
فقامتا إليه وقبلتا يديه وعكستا عليه المسألة وقالتا له :
اعلم أيها الملك إن ولديك اللذين تربيا في نعمتك قد خاناك في زوجتيك وأركباك العار .
فلما سمع الملك قمر الزمان من نسائه هذا الكلام صار الضياء في وجهه ظلاماً واغتاظ غيظاً شديداً حتى طار عقله من شدة الغيظ وقال لنسائه :
أوضحا لي هذه القضية ?
فقالت له الملكة بدور :
اعلم يا ملك الزمان أن ولدك الأسعد ابن حياة النفوس له مدة في الأيام وهو يراسلني ويكاتبني ويراودني عن الزنا وأنا أنهاه عن ذلك فلم ينته فلما سافرت أنت هجم علي وهو سكران والسيف في يده فخفت أن يقتلني إذا مانعته كما قتل خادمي فقضى أربه مني غصباً وإن لم تخلص حقي منه أيها الملك قتلت نفسي بيدي وليس لي حاجة بالحياة في الدنيا بعد هذا الفعل القبيح .
وأخبرته حياة النفوس أيضاً بمثل ما أخبرته به ضرتها بدور .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:03 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الخامسة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن حياة النفوس أخبرت زوجها الملك قمر الزمان بمثل ما أخبرته به الملكة بدور وقالت له :
أنا الأخرى جرى لي مع ولدك الأمجد كذلك .
ثم إنها أخذت في البكاء والنحيب وقالت له :
إن لم تخلص لي حقي منه أعلمت أبي الملك أرمانوس بذلك .
ثم إن المرأتين بكتا قدام زوجهما الملك قمر الزمان بكاءً شديداً ، فلما سمع كلامهما اعتقد أنه حق فغضب غضباً شديداً ما له من مزيد فقام وأراد أن يهجم على أولاده الاثنين ليقتلهما فلقيه عمه الملك أرمانوس وقد كان داخلاً في تلك الساعة ليسلم عليه لما علم أنه قد أتى من الصيد فرآه والسيف مشهور في يده والدم يقطر من مناخيره من شدة غيظه فسأله عما به فأخبره بجميع ما جرى من ولديه الأمجد والأسعد ، ثم قال له :
وها أنا داخل إليهما لأقتلهما أقبح قتلة وأمثل بهما أقبح مثلة .
فقال له الملك أرمانوس وقد اغتاظ منهما أيضاً :
ونعم ما تفعل يا ولدي فلا بارك الله فيهما ولا في أولاد تفعل هذه الفعال في حق أبيهما ولكن يا ولدي صاحب المثل يقول :
من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب .
وهما ولداك على كل حال ولا ينبغي أن تقتلهما بيدك ، فتجرع غصتهما وتندم بعد ذلك على قتلهما حيث لا ينفعك الندم ولكن أرسلهما مع أحد المماليك ليقتلهما في البرية وهما غائبان عن عينيك .
فلما سمع الملك قمر الزمان من عمه الملك أرمانوس هذا الكلام رآه صواباً فأغمد سيفه ورجع وجلس على سرير مملكته ودعا خازنداره وكان شيخاً كبيراً عارفاً بالأمور وثبات الدهور وقال له :
أدخل إلي ولدي الأمجد والأسعد وكتفهما كتافاً جيداً واجعلهما في صندوقين واحملهما على بغل واركب أنت واخرج بهما إلى وسط البرية واذبحهما واملأ لي قنينتين من دمهما وائتني بهما عاجلاً .
فقال له الخازندار :
سمعاً وطاعة .
ثم نهض من وقته وساعته وتوجه إلى الأمجد والأسعد فصادفهما في الطريق ، وهما خارجان في دهليز القصر وقد لبسا قماشهما وأفخر ثيابهما ، وأرادا التوجه إلى والدهما الملك قمر الزمان ليسلما عليه ويهنآه بالسلامة عند قدومه من السفر إلى الصيد ، فلما رآهما الخازندار قبض عليهما ، وقال لهما :
يا ولدي اعلما أن عبد مأمور وإن أباكما أمرني بأمر فهل أنتما طائعان لأمره .
فقالا :
نعم .
فعند ذلك تقدم إليهما الخازندار وكتفهما ووضعهما في صندوقين وحملهما على ظهر بغل وخرج بهما من المدينة ولم يزل سائراً بهما في البرية إلى قريب الظهر فأنزلهما في مكان أقفر موحش ونزل عن فرسه وحط الصندوقين عن ظهر البغل وفتحهما وأخرج الأمجد والأسعد منهما .
فلما نظر إليهما بكى بكاءً شديداً على حسنهما وجمالهما وبعد ذلك جرد سيفه وقال لهما :
والله يا سيدي إنه يعز علي أن أفعل بكما فعلاً قبيحاً ولكن أنا معذور في هذه الأمور لأنني عبد مأمور وقد أمرني والدكما الملك قمر الزمان بضرب رقابكما .
فقالا له :
أيها الأمير افعل ما أمرك به الملك فنحن صابرون على ما قدره الله عز وجل علينا وأنت في حل من دمنا .
ثم إنهما تعانقا وودعا بعضهما وقال الأسعد للخازندار :
بالله عليك يا عم أنك لا تجرعني غصة أخي ولا تسقني حسرته بل اقتلني أنا قبله ليكون ذلك أهون علي .
وقال الأمجد للخازندار مثل ما قاله الأسعد ، واستعطف الخازندار أن يقتله قبل أخيه وقال له :
إن أخي أصغر مني فلا تذقني لوعته .
ثم بكى كل منهما بكاءً شديداً ما عليه من مزيد وبكى الخازندار لبكائهما .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:05 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السادسة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخازندار بكى لبكائهما ، ثم إن الأخوين تعانقا وودعا بعضهما ، وقال أحدهما للآخر :
إن هذا كله من كيد الخائنتين أمي وأمك وهذا ما جرى مني في حق أمك وجزاء ما جرى منك في حق أمي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه لراجعون .
ثم إن الأسعد اعتنق أخاه وصعد الزفرات وانشد هذه الأبيات :
يا من إليه المشتكى والمـفـزع ........ أنت المعد لكل مـا يتـوقـع
ما لي سوى قرعي لبابك حـيلة ........ ولئن وددت فأي بـاب أقـرع
يا من خزائن فضله في قول كن ........ أمنن فإن الخير عندك أجمـع
فلما سمع الأمجد بكاء أخيه بكى وضمه إلى صدره وأنشد هذين البيتين :
يا من أياديه عندي غير واحدة ........ ومن مواهبه تنمو من العدد
ما نابني من زماني قط نائبة ........ إلا وجدتك فيها آخذا بـيدي
ثم قال الأمجد للخازندار :
سألتك بالواحد القهار الملك الستار أن تقتلني قبل أخي الأسعد لعل نار قلبي تخمد ولا تدعها تتوقد .
فبكى الأسعد وقال :
ما يقتل قبل إلا أنا .
فقال الأمجد :
الرأي أن تعتنقني وأعتنقك حتى ينزل السيف علينا فيقتلنا دفعة واحدة .
فلما اعتنقا الاثنان وجهاً لوجه التزما ببعضهما ، وشدهما الخازندار وربطهما بالحبال وهو يبكي ، ثم جرد سيفه وقال :
والله يا سيدي أنه يعز علي قتلكما فهل لكما من حاجة فأقضيها أو وصية فأنفذها أورسالة فأبلغها ?
فقال الأمجد :
ما لنا حاجة ، وأما من جهة الوصية فإني أوصيك أن تجعل أخي الأسعد من تحت وأنا من فوق لأجل أن تقع علي الضربة أولاً فإذا فرغت من قتلنا ووصلت إلى الملك وقال لك :
ما سمعت منهما قبل موتهما ؟
فقل له :
إن ولديك يقرآنك السلام ويقولان لك أنك لا تعلم هل هما بريئان أو مذنبان وقد قتلتهما وما تحققت منهما وما نظرت في حالهم ، ثم أنشد هذين البيتين :
إن النساء شياطين خلقن لـنـا ........ نعوذ بالله من كيد الشياطـين
فهن أصل البليات التي ظهرت ........ بين البرية في الدنيا وفي الدين
ثم قال الأمجد :
ما نريد منك إلا أن تبلغه هذين البيتين .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:05 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السابعة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد قال للخازندار :
ما نريد منك أن تبلغه إلا هذين البيتين اللذين سمعتهما وأسألك بالله أن تطول بالك علينا حتى أنشد لأخي هذين البيتين الأخرين .
ثم بكى بكاءً شديداً وجعل يقول :
في الـذاهـبـين الأولـين ........ من الملوك لنا بـصـائر
كم قد مضى في ذا الطريق ........ من الأكابر والأصـاغـر
فلما سمع الخازندار من الأمجد هذا الكلام بكى بكاءً شديداً حتى بل لحيته ، وأما الأسعد فإنه تغرغرت عيناه بالعبرات وأنشد هذه الأبيات :
الدهر يفجع بعد العـين بـالأثـر ........ فما البكاء على الأشباح والصـور
فما الليالي أقال الله عـثـرتـنـا ........ من الليالي وخانتهـا يد الـغـدر
فقد أضمرت كيدها لابن الزبير وما ........ رعت ليأذنه بالبيت والـحـجـر
وليتها إذ ندت عمـراً بـخـارجة ........ فدت علياً بمن شاءت من البشـر
ثم خضب خده بدمعه المرار وأنشد هذه الأشعار :
إن الليالي والأيام قد طـبـعـت ........ على الخداع وفيها المكر والحيل
سراب كل نياب عندهـا شـئت ........ وهول كل ظلال عندها كحـل
ذنبي إلى الدهر فليكره سجيتـه ........ ذنب الحسام إذ ما أحجم البطـل
ثم صعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات :
يا طالب الدنيا الـدنـيا إنـهـا ........ شرك الردى أو قرارة الأكدار
دار متى أضحكت في يومهـا ........ أبكت غداً تباً لـهـا مـن دار
غاراته لا تنقضي وأسـيرهـا ........ لا يفتدي بجلائل الأخـطـار
كم مزده بغروره حتـى غـدا ........ متفردا متجاوز الـمـقـدار
فلما فرغ الأسعد من شعره اعتنق أخاه الأمجد حتى صارا كأنهما شخص واحد وسل الخازندار سيفه وأراد أن يضربهما وإذا بفرسه جفل في البر وكان يساوي ألف دينار وعليه سرج عظيم يساوي جملة من المال ، فألقى السيف من يده وذهب وراء فرسه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:06 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثامنة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخازندار وقد التهب فؤاده وما زال يجري خلفه ليمسكه حتى دخل في غابة فدخل وراءه في تلك الغابة فشق الجواد في وسط الغابة ودق الأرض برجليه ، فعلا الغبار وارتفع وثار فأما الفرس فإنه شخر ونخر وصهل وزمجر وكان في تلك الغابة أسد عظيم الخطر قبيح المنظر عيونه ترمي بالشرر له وجه عبوس وشكل يهول النفوس فالتفت الخازندار فرأى الأسد قاصداً إليه فلم يجد له مهرباً من يديه ولم يكن معه سيف فقال في نفسه :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما حصل لي هذا الضيق إلا بذنب الأمجد والأسعد وإن هذا السفرة مشؤومة من أولها .
ثم إن الأمجد والأسعد قد حمي عليهما الحر فعطشا عطشاً شديداً ، حتى نزلت ألسنتهما واستغاثا من العطش فلم يغثهما أحد ، فقال الأمجد :
يا ليتنا كنا قتلنا واسترحنا من هذا ولكن ما ندري أين جفل الحصان حتى ذهب الخازندار وراءه وخلانا مكتفين فلو جاءنا وقتلنا كان أريح لنا من مقاساة هذا العذاب .
فقال الأسعد :
يا أخي اصبر فسوف يأتينا فرج الله سبحانه وتعالى ن فإن الحصان ما جفل إلا لأجل لطف الله بنا وما ضرنا غير هذا العطش .
ثم هز نفسه وتحرك يميناً وشمالاً فانحل كتافه فقام وحل كتاف أخيه ثم أخذ سيف الخازندار وقال لأخيه :
والله لا تبرح من هذا حتى نكشف خبره ونعرف ما جرى له .
وشرعا يقتفيان الأثر فدلهما على الغابة فقالا لبعضهما :
إن الحصان والخازندار ما تجاوزا هذه الغابة .
فقال الأسعد لأخيه :
قف هنا حتى أدخل الغابة وأنظرها .
فقال الأمجد :
ما أخليك تدخل فيها وحدك وما ندخل إلا جميعنا فإن سلمنا سلمنا سواء وإن عطبنا عطبنا سواء .
فدخل الاثنان فوجدا الأسد قد هاجم الخازندار وهو تحته كأنه عصفور ولكنه صار يبتهل إلى الله ويشير إلى نحو السماء فلما رآه الأمجد أخذ السيف وهجم على الأسد وضربه بالسيف بين عينيه فقتله ووقع مطروحاً على الأرض فنهض الخازندار وهو متعجب من هذا الأمر فرأى الأمجد والأسعد ولدي سيده واقفين فترامى على أقدامهما وقال لهما :
والله يا سيدي ما يصلح أن أفرط فيكما بقتلكما فلا كان من يقتلكما فبروحي أفديكما .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:07 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثامنة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخازندار وقد التهب فؤاده وما زال يجري خلفه ليمسكه حتى دخل في غابة فدخل وراءه في تلك الغابة فشق الجواد في وسط الغابة ودق الأرض برجليه ، فعلا الغبار وارتفع وثار فأما الفرس فإنه شخر ونخر وصهل وزمجر وكان في تلك الغابة أسد عظيم الخطر قبيح المنظر عيونه ترمي بالشرر له وجه عبوس وشكل يهول النفوس فالتفت الخازندار فرأى الأسد قاصداً إليه فلم يجد له مهرباً من يديه ولم يكن معه سيف فقال في نفسه :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما حصل لي هذا الضيق إلا بذنب الأمجد والأسعد وإن هذا السفرة مشؤومة من أولها .
ثم إن الأمجد والأسعد قد حمي عليهما الحر فعطشا عطشاً شديداً ، حتى نزلت ألسنتهما واستغاثا من العطش فلم يغثهما أحد ، فقال الأمجد :
يا ليتنا كنا قتلنا واسترحنا من هذا ولكن ما ندري أين جفل الحصان حتى ذهب الخازندار وراءه وخلانا مكتفين فلو جاءنا وقتلنا كان أريح لنا من مقاساة هذا العذاب .
فقال الأسعد :
يا أخي اصبر فسوف يأتينا فرج الله سبحانه وتعالى ن فإن الحصان ما جفل إلا لأجل لطف الله بنا وما ضرنا غير هذا العطش .
ثم هز نفسه وتحرك يميناً وشمالاً فانحل كتافه فقام وحل كتاف أخيه ثم أخذ سيف الخازندار وقال لأخيه :
والله لا تبرح من هذا حتى نكشف خبره ونعرف ما جرى له .
وشرعا يقتفيان الأثر فدلهما على الغابة فقالا لبعضهما :
إن الحصان والخازندار ما تجاوزا هذه الغابة .
فقال الأسعد لأخيه :
قف هنا حتى أدخل الغابة وأنظرها .
فقال الأمجد :
ما أخليك تدخل فيها وحدك وما ندخل إلا جميعنا فإن سلمنا سلمنا سواء وإن عطبنا عطبنا سواء .
فدخل الاثنان فوجدا الأسد قد هاجم الخازندار وهو تحته كأنه عصفور ولكنه صار يبتهل إلى الله ويشير إلى نحو السماء فلما رآه الأمجد أخذ السيف وهجم على الأسد وضربه بالسيف بين عينيه فقتله ووقع مطروحاً على الأرض فنهض الخازندار وهو متعجب من هذا الأمر فرأى الأمجد والأسعد ولدي سيده واقفين فترامى على أقدامهما وقال لهما :
والله يا سيدي ما يصلح أن أفرط فيكما بقتلكما فلا كان من يقتلكما فبروحي أفديكما .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:07 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة التاسعة والخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخازندار قال للأمجد والأسعد :
بروحي أفديكما .
ثم نهض من وقته وساعته وأعتقهما وسألهما عن سبب فك وثاقهما وقدومهما فأخبراه أنهم عطشا وانحل الوثاق من أحدهما ففك الآخر بسبب خلوص نيتهما ثم إنهما اقتفيا الأثر حتى وصلا إليه ، فلما سمع كلامهما شكرهما على ما فعلهما وخرج معهما إلى ظاهر الغابة ، فقالا له :
يا عم افعل ما أمرك به أبونا .
فقال الخازندار :
حاشا لله أن أصيبكما بضرر ولكن اعلما أني أريد أن أنزع ثيابكما وألبسكما ثيابي وأملأ قنينتين من دم الأسد ثم أروح إلى الملك وأقول له :
إني قتلتكما .
وأما أنتما فسيحا في البلاد وأرض الله واسعة واعلما يا سيدي أن فراقكما يعز علي .
ثم بكى كل من الخازندار والغلامين وخلعا ثيابهما وألبسهما ثيابه وراح إلى الملك وقد أخذ ذلك وربط قماش كل واحد منهما في بقجة معه وملأ القنينتين من دم الأسد وجعل البقجتين قدامه على ظهر الجواد ثم ودعهما وسار متوجهاً إلى المدينة .
و لم يزل سائراً حتى دخل على الملك وقبل الأرض بين يديه فرآه الملك متغير الوجه وذلك مما جرى له من الأسد فظن أن ذلك من قتل أولاده ففرح وقال له :
هل قضيت على الشغل ?
قال الخازندار :
نعم يا مولانا
ثم ناوله البقجتين اللتين فيهما الثياب والقنينتين الممتلئتين بالدم فقال له الملك :
ماذا رأيت منهما وهل أوصياك بشيء ?
قال الخازندار :
وجدتهما صابرين محتسبين لما نزل بهما وقد قالا لي :
إن أبانا معذور فاقرئه منا السلام وقل له :
أنت في حل من قتلنا ومن دمائنا ولكن نوصيك أن تبلغه هذين البيتين وهما :
إن النساء شياطين خلقن لـنـا ........ نعوذ بالله من كيد الشياطـين
فهن أصل البليات التي ظـهرت ........ بين البرية في الدنيا وفي الدين
فلما سمع الملك من الخازندار هذا الكلام أطرق رأسه إلى الأرض ملياً وعلم أن كلام ولديه يدل على أنهما قد قتلا ظلماً ثم تفكر في مكر النساء ودواهيهن وأخذ النقجتين وفتحهما وصار يقلب ثياب أولاده ويبكي .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:08 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك قمر الزمان لما فتح البقجتين صار يقبل ثياب أولاده وبكى فلما فتح ثياب ولده الأسعد وجد في جيبه ورقة مكتوبة بخط زوجته بدور ومعها جدائل شعرها ففتح الورقة وقرأها وفهم معناها فعلم أن ولده الأسعد مظلوم ولما قلب ثياب الأمجد وجد في جيبه ورقة مكتوبة بخط زوجته حياة النفوس وفيها جدائل شعرها ففتح الورقة وقرأها فعلم أنه مظلوم فدق يداً على يد وقال :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد قتلت أولادي ظلماً .
ثم صار يلطم على وجهه ويقول :
وا ولداه .. وا طول حزناه .
وأمر ببناء قبرين في بيت الأحزان وكتب على القبرين اسمي ولديه وترامى على قبر الأمجد وبكى وأن واشتكى وأفاض العبرات وانشد هذه الأبيات :
يا قمر قد غاب تحت الثـرى ........ بكت عليه الأنجم الزاهـرة
يا قضياً لـم يمـس بـعـده ........ معاطف للأعين النـاظـرة
منعت عينيي عنك من غيرتي ........ علـيك لا أراك لـلآخـرة
وأغرقت بالسـهد في دمـها ........ وإنني من ذاك بالعـاهـرة
ثم ترامى على قبر الأسعد وبكى وأن واشتكى وأفاض العبرات وأنشد هذه الأبيات :
قد كنت أهوى أن أشاطرك الردى ........ لكن الـلـه أراد غـير الـرادى
سودت ما بين الفضاء وناظـري ........ ومحوت من عينـي كـل سـواد
لا ينفذ الدمع الذي أبـكـي بـه ........ إن الـفـؤاد لـه مـن الأمـداد
أعز علي بأن أراك بمـوضـع ........ متشابـه الأوغـاد والأمـجـاد
ولما فرغ من شعره هجر الأحباب والخلان وانقطع في البيت الذي سماه بيت الأحباب وصار يبكي على أولاده وقد هجر نسائه وأصحابه وأصدقائه .
هذا ما كان من أمر الملك قمر الزمان .
وأما ما كان من أمر الأمجد والأسعد فإنهما لم يزالا سائران في البرية وهما يأكلان من نبات الأرض ويشربان من متحصلات الأمطار مدة شهر كامل حتى انتهى بهما المسير إلى جبل من الصوان الأسود لا يعلم أين منتهاه والطريق افترقت عند ذلك الجبل طريقين ، طريق تشقه من وسطه وطريق ساعده إلى أعلاه فسلكا الطريق التي في أعلى الجبل واستمرا سائران خمسة أيام فلم ير له منتهى وقد حصل لهما الإعياء من التعب وليسا معتادين على المشي في جبل ولا في غيره ولما يئسا من الوصول إلى منتهاه رجعا وسلكا الطريق التي في وسط الجبل .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:09 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الحادية والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد والأسعد ولدي قمر الزمان لم عادا من الطريق الصاعدة في الجبل إلى الطريق المسلوكة في وسطه مشيا طول النهار إلى الليل وقد تعب الأسعد من كثرة السير فقال له لأخيه :
يا أخي أنا ما بقيت أقدر على المشي فإني ضعفت جداً .
فقال له الأمجد :
يا أخي شد حيلك لعل الله يفرج عنا .
ثم إنهما مشيا ساعة من الليل وقد تعب الأسعد تعباً شديداً ما عليه من مزيد وقال : يا أخي إني تعبت وكليت من المشي .
ثم وقع في الأرض وبكى فحمله أخوه الأمجد ومشى به وصار ساعة يمشي وساعة يستريح إلى أن لاح الفجر حتى استراح أخوه فطلع هو وإياه فوق الجبل فوجد عيناً نابعة يجري منها الماء وعندها شجرة رمان ومحراب فما قصدا أنهما يريان ذلك ، ثم جلسا عند تلك العين وشربا من مائها وأكلا من رمان تلك الشجرة وناما في ذلك الموضع حتى طلعت الشمس ثم جلسا واغتسلا من العين وأكلا من الرمان الذي في الشجرة وناما إلى العصر وأرادا أن يسيرا فما قدر الأسعد على السير وقد ورمت رجلاه فأقاما هناك ثلاثة أيام حتى استراحا ، ثم سارا في الجبل مدة أيام وهما سائران فوق الجبل وقد تعبا من العطش إلى أن لاحت لهما مدينة من بعيد ففرحا وسارا حتى وصلا إليها .
فلما قربا منها شكرا الله تعالى وقال الأمجد للأسعد :
يا أخي اجلس هنا وأنا أسير إلى هذه المدينة وأنظر ما شأنها وأسأل عن أحوالها لأجل أن نعرف أين نحن من أرض الله الواسعة ونعرف الذي قطعناه من البلاد في عرض هذا الجبل ولو أننا مشينا في وسطه ما كنا نصل إلى هذه المدينة في سنة كاملة ، فالحمد لله على السلامة .
فقال له الأسعد :
والله يا أخي ما يذهب إلى المدينة غيري وأنا فداؤك ، فإنك إن تركتني ونزلت وغبت عني تستغرقني الأفكار من أجلك وليس لي قدرة على بعدك عني .
فقال له الأمجد :
توجه ولا تبطئ .
فنزل الأسعد من الجبل وأخذ معه دنانير وخلى أخاه ينتظره وسار ماشياً إلى أسفل الجبل حتى دخل المدينة وشق في أزقتها فلقيه رجل كبير طاعن في السن وقد نزلت لحيته على صدره وافترقت فرقتين وبيده عكاز وعليه ثياب فاخرة وعلى رأسه عمامة كبيرة حمراء ، فلما رآه الأسعد تعجب من لبسه وهيئته وتقدم إليه وسلم عليه وقال له :
أين طريق السوق يا سيدي ?
فلما سمع الشيخ كلامه تبسم في وجهه وقال له :
يا ولدي كأنك غريب ?
فقال له الأسعد :
نعم أنا غريب يا عم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:09 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثانية والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشيخ الذي لقي الأسعد تبسم في وجهه وقال له :
يا ولدي كأنك غريب ?
فقال له الأسعد :
نعم غريب .
فقال له الشيخ :
قد آنست ديارنا وأوحشت ديار أهلك فما الذي تريده من السوق ?
فقال الأسعد :
يا عم إن لي أخاً تركته في الجبل ونحن مسافران من بلاد بعيدة ولنا في السفر مدة ثلاثة شهور وقد أشرفنا على هذه المدينة فجئت إلى هنا لأشتري طعاماً وأعود به إلى أخي لأجل أن نقتات به .
فقال الشيخ له :
يا ولدي أبشر بكل خير واعلم أنني عملت وليمة وعندي ضيوف كثيرة وجمعت فيها من أطيب الطعام وأحسنه ما تشتهيه النفوس فهل لك أن تسير معي إلى مكاني فأعطيك ما تريد ولا آخذ منك ثمناً وأخبرك بأحوال هذه المدينة والحمد لله يا ولدي حيث وقعت بك ولم يقع بك أحد غيري .
فقال الأسعد :
افعل ما أنت آمله وعجل فإن أخي ينتظرني وخاطره عندي .
فأخذ الشيخ بيد الأسعد ورجع به إلى زقاق ضيق وصار يبتسم في وجهه ويقول له :
سبحان من نجاك من أهل هذه المدينة .
ولم يزل ماشياً به حتى دخل داراً واسعة وفيها قاعة جالساً فيها أربعون شيخاً طاعنون في السن وهم مصطفون حلقة وفي وسطهم نار موقدة والمشايخ جالسون حولها يعبدونها ويسجدون لها ، فلما رأى ذلك الأسعد اقشعر بدنه ولم يعلم ما خبرهم ، ثم إن الشيخ قال لهؤلاء الجماعة :
يا مشايخ النار ما أبركه من نهار .
ثم نادى قائلاً :
يا غضبان .
فخرج عبد أسود بوجه أعبس وأنف أفطس وقامة مائلة وصورة هائلة ثم أشار إلى العبد فشد وثاق الأسعد ، وبعد ذلك قال للعبد :
انزل به إلى القاعة التي تحت الأرض واتركه هناك وقل للجارية الفلانية تتولى عذابه بالليل والنهار .
فأخذه العبد وأنزله تلك القاعة وسلمه إلى الجارية فصارت تتولى عذابه وتعطيه رغيفاً واحداً في أول النهار ورغيفاً واحداً في أول الليل وكوز ماء مالح في الغداة ومثله في العشاء ثم إن المشايخ قالوا لبعضهم :
لما يأتي أوان عيد النار نذبحه على الجبل ونتقرب به إلى النار .
ثم إن الجارية نزلت إليه وضربته ضرباً وجيعاً حتى سالت الدماء من أعضائه وغشي عليه ، ثم حطت عند رأسه رغيفاً وكوز ماء مالح وراحت وخلته فاستفاق في نصف الليل فوجد نفسه مقيداً وقد آلمه الضرب فبكى بكاءً شديداً وتذكر ما كان فيه من العز والسعادة والملك والسيادة .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:11 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثالثة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأسعد لما رأى نفسه مقيداً وقد آلمه الضرب تذكر ما كان فيه من العز والسعادة والملك والسيادة فبكى وصعد الزفرات وانشد هذه الأبيات :
قفوا برسم الدار واستخبروا عنها ........ تحسبونا في الديار كما كـنـا
لقد فرق الدهر المشتت شملنـا ........ وهنا تشتفي أكباد حسادنا مـنـا
تولت عذابي بالـسـياط لـئيمة ........ وقد ملئت منها جوانحي طعنـا
عسى ولعل الله يجمع شملـنـا ........ ويدفعوا بالتنكيل أعداءنا عـنـا
فلما فرغ الأسعد من شعره مد يده فوجد رغيفاً وكوز ماء مالح فأكل قليلاً ليسد رمقه وشرب قليلاً من الماء ولم يزل ساهراً إلى الصباح من كثرة البق والقمل فلما أصبح الصباح جاءت إليه الجارية ونزعت عنه ثيابه وكانت قد غمرت بالدم والتصقت بجلده وهو مقيد في الحديد بعيداً عن الأحباب فتذكر أخاه والعز الذي كان فيه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:12 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الرابعة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأسعد تذكر أخاه والعز الذي كان فيه وأن واشتكى وسكب العبرات وأنشد هذه الأبيات :
يا دهر كم تجـور وتـعـتـدي ........ ولكم بأحبابي تروح وتعـتـدي
ما آن أن ترثي لطول تشتـتـي ........ وترق يا من قلبه كالجـلـمـد
وأسأت أحبابي بما أشمـت بـي ......... كل العداة بما صنعت من الردي
وقد اشتفى قلب العدو بمـا رأى ........ من غربتي وصبابتي وتوحـدي
لم يكفه ما حل بي مـن كـربة ........ وفراق أحبابي وطرف أرمدي
حتى بليت بضيق سجن ليس لي ........ فيه أنيس غير عضـي بـالـيد
ومدامع تهمي كفـيض سحـائب ........ وغليل شوق ناره لم تـخـمـد
وكـآبـة وصبـابـة وتـذكـر ........ وتحسر وتنفس وتـنـهـد
شـوق أكـابده وحـزن متلـف ........ ووقعت في وجد مقيم مقعد
فلما فرغ من شعره ونثره حن وبكى وأن واشتكى وتذكر ما كان فيه من عز وما حصل له من فراق أخيه .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر أخيه الأمجد فإنه مكث ينتظر الأسعد إلى نصف النهار فلم يعد إليه فخفق فؤاده واشتد به ألم الفراق وأفاض دمعه المهراق .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:12 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الخامسة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد لما مكث ينتظر الأسعد إلى نصف النهار فلم يعد إليه فخفق فؤاده واشتد به ألم الفراق وأفاض دمعه المهراق وصاح :
واحسرتاه ما كان اخوفني من الفراق .
ثم نزل من فوق الجبل ودمعه سايل على خديه ودخل المدينة ولم يزل ماشياً فيها حتى وصل إلى السوق وسأل الناس عن اسم هذه المدينة وعن أهلها فقالوا له :
هذه تسمى مدينة المجوس وأهلها يعبدون النار دون الملك الجبار .
ثم سأل عن مدينة مسلمة فقالوا له :
إن المسافة التي بيننا وبينها من البر سنة ومن البحر ستة أشهر وملكها يقال له أرمانوس وقد صاهر ملكاً وجعله مكانه وذلك الملك يقال له قمر الزمان وهو صاحب عدل وإحسان وجود وأمان .
فلما سمع الملك الأمجد ذكر أبيه حن وبكى وأن واشتكى وصار لا يعلم أين يتوجه وقد اشترى معه شيئاً للأكل وذهب إلى موضع يتوارى فيه ثم قعد وأراد أن يأكل فتذكر أخيه فبكى ولم يأكل إلا قدر سد الرمق ثم قام ومشى في المدينة ليعلم خبر أخيه فوجد رجلاً مسلماً خياطاً في دكان فجلس عنده وحكى له قصته فقال الخياط :
إن كان وقع في يد أحد المجوس فما بقيت تراه إلا بعسر ولعل الله يجمع بينك وبينه .
ثم قال :
هل لك يا أخي أن تنزل عندي ?
قال الأمجد :
نعم .
ففرح الخياط بذلك وأقام عنده أياماً وهو يسليه ويصبره ويعلمه الخياطة حتى صار ماهراً ثم خرج يوماً إلى شاطئ البحر وغسل أثوابه ودخل الحمام ولبس ثياباً نظيفة ثم خرج من الحمام يتفرج في المدينة فصادف في طريقه امرأة ذات حسن وجمال وقد واعتدال ليس لها في الحسن مثال فلما رأته رفعت القناع عن وجهها وغمزته بحواجبها وعيونها وغازلته باللحظات وقد لعبت به أيادي الصبابات فأشار لها وأنشد هذه الأبيات :
ورد الخدود ودونه شوك الـقـنـا ........ فمن المحدث نفسه أن يجتـنـي
لا تمدد الأيدي إلـيه فـطـالـمـا ........ شنوا الحروب لأن مددنا الأعـينا
قل للتي ظلمت وكـانـت فـتـنة ........ ولو أنها عدلت لكانـت أفـتـنـا
ليزاد وجهك بالـتـبـرقـع ضـلة ........ وأرى السفور لمثل حسنك أصونا
كالشمس يمتنع اجتلاءك وجهـهـا ........ وإن اكتست برقيق غيم أمكـنـا
غدت النحيلة في حمى من نحلـهـا ........ فسلوا حماة الحي عـم تصـدنا
إن كان قتلي قصدهم فلـيرفـعـوا ........ تلك الضغائن وليخـلـوا بينـنا
ما هم بأعظم فتـكة لـو بـارزوا ........ من طرف ذات الخال إذا برزت لنا
فلما سمعت من الأمجد هذا الشعر تنهدت بصاعد الزفرات وأشارت إليه وأنشدت هذه الأبيات :
أنت الذي سلك الإعراض لست أنـا ........ جسد بالوصال إذا كان الوفاء أنا
يا فالق الصبح مـن لألاء غـرتـه ........ وجاعل الليل من أصداغه سكـنا
بصورة الوثن استعبدتنـي وبـهـا ........ فتنتني وقديماً هجت لـي فتـنا
لا غرو إن أحرقت نار الهوى كبدي ........ فالنار حق على من يعبد الوثـنا
تبيع مثلي مـجـانـاً بـلا ثـمـن ........ إن كان لا بد من بيع فخذ الثمـنا
فلما سمع الأمجد منها هذا الكلام قال لها :
أتجيئين عندي أو أجيء عندك ?
فأطرقت رأسها حياء إلى الأرض وقالت :
الرجال قوامون على النساء .
ففهم الأمجد إشارتها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:12 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السادسة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد فهم إشارة المرأة وعرف أنها تريد الذهاب معه حيث يذهب فالتزم لها بالمكان وقد استحى أن يروح عند الخياط الذي هو عنده فمشى قدامها ومشت خلفه ولم يزل ماشياً بها من زقاق إلى زقاق ومن موضع إلى موضع حتى تعبت الصبية فقالت له :
يا سيدي أين دارك ?
فقال لها الأمجد :
قدام وما بقي عليها إلا شيء يسير .
ثم انعطف بها في زقاق مليح ولم يزل ماشياً فيه وهي خلفه حتى وصلا إلى آخره فوجده غير نفاذ فقال :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ثم التفت بعينه فرأى في صدر الزقاق باباً كبيراً بمصطبتين ولكنه مغلق فجلس الأمجد على مصطبة وجلست المرأة على مصطبة ، ثم قالت له :
يا سيدي ما الذي تنتظره ?
فأطرق برأسه إلى الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال لها :
أنتظر مملوكي فإن المفتاح معه وكنت قد قلت له :
هيء لنا المأكول والمشروب وصحبة المدام حتى أخرج من الحمام .
ثم قال في نفسه :
ربما يطول عليها المطال فتروح إلى حال سبيلها وتخليني في هذا المكان .
فلما طال عليها الوقت قالت له :
يا سيدي إن المملوك قد أبطأ علينا ونحن قاعدون في الزقاق .
ثم قامت الصبية إلى الضبة بحجر فقال لها الأمجد :
لا تعجلي واصبري حتى يجيء المملوك .
فلم تسمع كلامه ثم ضربت الضبة بالحجر فقسمتها نصفين فانفتح الباب فقال لها :
وأي شيء خطر لك حتى فعلت هذا ?
فقالت له :
يا سيدي أي شيء جرى أما هو بيتك ?
فقال الأمجد :
نعم ، ولكن لا يحتاج إلى كسر الضبة .
ثم إن الصبية دخلت البيت فصار الأمجد متحيراً في نفسه خوفاً من أصحاب المنزل ولم يدر ماذا يصنع ، فقالت الصبية :
لم لا تتدخل يا سيدي يا نور عيني وحشاشة قلبي ?
فقال لها الأمجد :
سمعاً وطاعة ولكن قد أبطأ علي المملوك وما أدري هل فعل شيئاً مما أمرته به أم لا .
ثم إنه دخل معها وهو غاية ما يكون من الهم خوفاً من أصحاب المنزل ، فقالت له :
يا سيدي مالك واقفاً هكذا ?
ثم شهقت شهقة وأعطت الأمجد قبلة مقل كسر الجوز وقالت :
يا سيدي إن كنت مواعد غيري فإني أشد ظهري وأخدمها .
فضحك الأمجد عن قلب مملوء بالغيظ ثم طلع وجلس وهو ينفخ وقال في نفسه :
يا قبلة الشوم إذا جاء صاحب المنزل .
فبينما هو كذلك إذا بصاحب الدار قد جاء وكان مملوكاً من أكابر المدينة لأنه كان أمير ياخور عند الملك وقد جعل تلك القاعة معدة لحظه لينشرح به صدره ويختلي فيها بمن يريد وكان في ذلك اليوم قد أرسل إلى معشوق يجيء له ويجهز له ذلك المكان وكان اسم ذلك المملوك بهادر وكان سخي اليد صاحب جود وإحسان وصدقات وامتنان فلما وصل إلى قريب القاعة .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:13 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السابعة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن بهادر صاحب القاعة لما وصل إلى قريب القاعة وجد الباب مفتوحاً فدخل قليلاً قليلاً ، وطل برأسه فنظر الأمجد والصبية وقدامهما طبق فاكهة وآلة المدام وفي ذلك الوقت كان الأمجد ماسكاً قدحاً وعينيه إلى الباب ، فلما صارت عينه في عين صاحب الدار اصفر لونه وارتعدت فرائصه فلما رآه بهادر وقد اصفر لونه وتغير حاله غمزه بإصبعه على فمه يعني أسكت وتعال عندي ، فحط الأمجد الكأس من يده وقام إليه فقالت الصبية :
إلى أين ?
فحرك رأسه وأشار لها أنه يريد الماء ، ثم خرج إلى الدهليز خافياً ، فلما رأى بهادر علم أنه صاحب الدار فأسرع إليه وقبل يديه ثم قال له :
بالله عليك يا سيدي قبل أن تؤذيني اسمع مني مقالي .
ثم حدثه بحديثه من أوله إلى آخره وأخبره بسبب خروجه من أرضه ومملكته وأنه ما دخل القاعة باختياره ولكن الصبية هي التي كسرت الضبة وفتحت الباب وفعلت هذه الفعال ، فلما سمع بهادر كلام الأمجد وعرف أنه ابن ملك حن عليه ورحمه ، ثم قال :
اسمع يا أمجد كلامي وأطعني وأنا أتكفل لك بالأمان مما تخاف وإن خالفتني قتلتك .
فقال الأمجد :
أمرني بما شئت فأنا لا أخالفك أبداً لأنني عتيق مرؤتك .
فقال له بهادر :
ادخل إلى هذه القاعة واجلس في المكان الذي كنت فيه واطمئن وها أنا داخل عليك واسمي بهادر فإذا دخلت إليك فاشتمني وانهرني وقل لي :
ما سبب تأخرك إلى هذا الوقت ؟
ولا تقبل لي عذراً بل قم اضربني .
وإن شفقت علي أعدمتك حياتك ، فادخل وانبسط ومهما طلبته مني تجده حاضراً بين يديك في الوقت وبت كما تحب في هذه الليلة وفي غد توجه إلى حال سبيلك إكراماً لغربتك فإني أحب الغريب وواجب علي إكرامه .
فقبل الأمجد يده ودخل وقد اكتسى وجهه حمرة وبياضاً فأول ما دخل قال للصبية :
يا سيدتي آنست موضعك وهذه ليلة مباركة .
فقالت له الصبية :
إن هذا عجيب منك حيث بسطت لي الأنس .
فقال الأمجد :
والله يا سيدتي إني كنت أعتقد أن مملوكي بهادر أخذ لي عقود جواهر كل عقد يساوي عشرة آلف دينار ، ثم خرجت الآن وأنا متفكر في ذلك ففتشت عليها فوجدتها في موضعها ، ولم أدر ما سبب تأخر المملوك إلى هذا الوقت ولابد لي من عقوبته .
فاستراحت الصبية بكلام الأمجد ولعبا وشربا وانشرحا ولم يزالا في حظ إلى قريب المغرب ، ثم دخل عليهما بهادر وقد غير لبسه وشد وسطه وجعل في رجليه زرنوباً على عادة المماليك ، ثم سلم وقبل الأرض وكتف يديه وأطرق برأسه إلى الأرض ، كالمعترف بذنبه فنظر إليه الأمجد بعين الغضب وقال له :
ما سبب تأخرك يا أنحس المماليك ?
فقال له :
يا سيدي إني اشتغلت بغسل أثوابي وما علمت أنك هنا فإن ميعادي وميعادك العشاء لا بالنهار .
فصرخ الأمجد وقال له :
تكذب يا أخس المماليك والله لابد من ضربك .
ثم قام الأمجد وسطح بهادر على الأرض وأخذ عصا وضربه برفق فقامت الصبية وخلصت العصا من يده ونزلت بها على بهادر بضرب وجيع حتى جرت دموعه واستغاث وصار يكز على أسنانه والأمجد يصيح على الصبية :
لا تفعلي هكذا .
وهي تقول له :
دعني أشفي غيظي .
ثم إن الأمجد خطف العصا من يدها ودفعها فقام بهادر ومسح دموعه عن وجهه ووقف في خدمته ساعة ثم مسح القاعة وأوقد القناديل وصارت الصبية كلما دخل بهادر وخرج تشتمه وتلعنه والأمجد يغضب عليها ويقول لها :
بحق الله تعالى أن تتركي مملوكي فإنه غير معهود بهذا .
وما زالا يأكلان ويشربان ، وبهادر في خدمتهما إلى نصف الليل حتى تعب من الخدمة والضرب فنام في وسط القاعة وشخر ونخر .
فسكرت الصبية وقالت للأمجد :
قم خذ هذا السيف المعلق واضرب رقبة هذا المملوك وإن لم تفعل ذلك عملت أنا على هلاك روحك .
فقال الأمجد :
وأي شيء خطر لك أن أقتل مملوكي ?
قالت الصبية :
لا يكمل الحظ إلا بقتله وإن لم تقم قمت أنا وقتلته .
فقال الأمجد :
بحق الله عليك أن لا تفعلي .
فقالت الصبية :
لابد من هذا .
وأخذت السيف وجردته وهمت بقتله فقال الأمجد في نفسه :
هذا رجل عمل معنا خيراً وسترنا وأحسن إلينا وجعل نفسه مملوكاً فأنا أحق بقتله منك .
ثم أخذ السيف من يدها ورفع يده وضرب الصبية في عنقها فأطاح رأسها عن جثتها فوقع رأسها على صاحب الدار فاستيقظ وجلس وفتح عينيه فوجد الأمجد واقفاً والسيف في يده مخضباً بالدم ، ثم نظر إلى الصبية فوجدها مقتولة فاستخبره عن أمرها فأعاد عليه حديثها وقال له :
إنها أرادت أن تقتلك وهذا جزاؤها .
فقام بهادر وقبل رأس الأمجد أطاح وقال له :
يا سيدي ليتك عفوت عنها وما بقي في الأمر إلا إخراجها في هذا الوقت قبل الصباح .
ثم إن بهادر شد وسطه وأخذ الصبية ولفها في عباءة ووضعها في فرد وحملها ، وقال للأمجد :
أنت غريب ولا تعرف أحد فاجلس في مكانك وانتظر طلوع الشمس فإن عدت إليك لابد أن أفعل معك خيراً كثيراً وأجتهد في كشف خبر أخيك وإن طلعت الشمس ، ولم أعد إليك فاعلم أنه قد قضي علي والسلام عليك ، وهذه الدار لك بما فيها من الأموال والقماش .
ثم إنه حمل الفرد وخرج من القاعة وشق بها الأسواق وقصد بها طريق البحر المالح ليرميها فيه فلما صار قريباً من البحر التفت فرأى الوالي والمقدمين قد أحاطوا به ولما عرفوه تعجبوا وفتحوا الفرد فوجدوا فيه قتيلة فقبضوا على عليه وبيتوه في الحديد إلى الصباح ثم طلعوا به هو والفرد إلى الملك وأعلموه بالخبر فلما رأى الملك غضب غضباً شديداً وقال له :
ويلك إنك تفعل هكذا دائماً فتقتل القتلى وترميهم في البحر وتأخذ جميع مالهم وكم فعلت ذلك من قتل ?
فأطرق بهادر برأسه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:13 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثامنة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن بهادر أطرق برأسه إلى الأرض قدام الملك فصرخ الملك وقال له :
ويلك من قتل هذه الصبية ?
فقال له بهادر :
يا سيدي أنا قتلتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
فغضب الملك وأمر بشنقه فنزل به السياف حين أمره الملك وأمر الوالي المنادي أن ينادي في أزقة المدينة بالفرجة على بهادر أمير ياخور الملك ودار به في الأزقة والأسواق .
هذا ما كان من أمر بهادر .
وأما ما كان من أمر الأمجد فإنه لما طلع عليه النهار وارتفعت الشمس ولم يعد إليه بهادر قال :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أي شيء جرى له ?
فبينما هو يتفكر إذا بالمنادي ينادي بالفرجة على بهادر فإنهم يشنقونه في وسط النهار فلما سمع الأمجد ذلك بكى وقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد أراد هلاك نفسه من أجلي وأنا الذي قتلتها والله لا كان هذا أبداً .
ثم خرج من القاعة وقفلها وشق في وسط المدينة حتى أتى إلى بهادر ، ووقف قدام الوالي وقال له :
يا سيدي لا تقتل بهادر فإنه بريء والله ما قتلها إلا أنا .
فلما سمع الوالي كلامه أخذه هو وبهادر وطلع بهما إلى الملك وأعلمه بما سمعه من الأمجد فنظر الملك إلى الأمجد وقال له :
أنت قتلت الصبية ?
قال الأمجد :
نعم .
فقال له الملك :
احك لي ما سبب قتلك إياها وأصدقني .
قال له الأمجد :
أيها الملك أنه جرى لي حديث عجيب وأمر غريب لو كتب بالإبر على آفاق البصر لكان عبرة لمن اعتبر .
ثم حكى للملك حديثه وأخبره بما جرى له ولأخيه من المبتدأ إلى المنتهى فتعجب الملك من ذلك غاية العجب ، وقال :
إني قد علمت أنك معذور ولكن يا فتى هل لك أن تكون عندي وزيراً ?
فقال له الأمجد :
سمعاً وطاعة .
وخلع عليه الملك وعلى بهادر خلعاً سنية وأعطاه داراً حسنة وحشماً وأنعم عليه بجميع ما يحتاج إليه ورتب له الرواتب والجرايات وأمره أن يبحث عن أخيه الأسعد فجلس الأمجد في رتبة الوزارة وحكم وعدل وعزل وأخذ وأعطى وأرسل المنادي في أزقة المدينة ينادي على أخيه الأسعد فمكث مدة أيام ينادي في الشوارع والأسواق فلم يسمع له بخبر ولم يقع له على أثر .
هذا ما كان من أمر الأمجد .
وأما ما كان من أمر الأسعد فإن المجوس ما زالوا يعاقبونه بالليل والنهار وفي العشي والأبكار مدة سنة كاملة حتى قرب عيد المجوس وهيأ له مركباً .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:14 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة التاسعة والستين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن بهرام المجوسي جهز مركباً للسفر ، ثم حط الأسعد في صندوق وأقفله عليه ونقله إلى المركب وسافروا ولم يزالوا مسافرين أياماً وليالي وكل يومين يخرج الأسعد ويطعمه قليلاً من الزاد ويسقيه قليلاً من الماء إلى أن قربوا من جبل النار فخرج عليهم ريح وهاج بهم البحر حتى تاه المركب عن الطريق وسلكوا طريقاً غير طريقهم ووصلوا إلى مدينة مبنية على شاطئ البحر ولها قلعة بشبابيك تطل على البحر والحاكمة على تلك المدينة امرأة يقال لها الملكة مرجانة فقال الريس لبهرام :
يا سيدي إننا تهنا عن الطريق ولابد لنا من دخول هذه المدينة لأجل الراحة وبعد ذلك يفعل الله ما يشاء .
فقال له بهرام :
ما رأيت والذي تراه افعله .
فقال له الريس :
إذا أرسلت لنا الملكة تسألنا ماذا يكون جوابنا ?
فقال له بهرام :
أنا عندي هذا المسلم الذي معنا فنلبسه لبس المماليك ونخرجه معنا إذا رأته الملكة تظن أنه مملوك ، فأقول لها إني جلاب مماليك ، أبيع وأشتري فيهم وقد كان عندي مماليك كثيرة فبعتهم ولم يبق غير هذا المملوك .
فقال له الريس :
هذا كلام مليح .
ثم إنهم وصلوا إلى المدينة وأرخوا القلوع ودقوا المراسي ، وإذا بالملكة مرجانة نزلت إليهم ومعها عسكرها ووقفت على المركب ونادت على الريس فطلع عندها وقبل الأرض بين يديها . فقالت له :
أي شيء في مركبك هذه ومن معك ?
فقال لها الريس :
يا ملكة الزمان معي رجل تاجر يبيع المماليك .
فقالت له الملكة مرجانة :
علي به .
وإذا ببهرام طلع ومعه الأسعد ماش وراءه في صفة مملوك فلما وصل إليهم بهرام قبل الأرض بين يديها فقالت له :
ما شأنك ?
فقال لها بهرام :
أنا تاجر رقيق .
فنظرت إلى الأسعد فحن قلبها عليه فقالت :
أتعرف الكتابة ?
قال الأسعد :
نعم .
فناولته دواة وقلماً وقرطاساً وقالت له :
اكتب شيئاً حتى أراه .
فكتب هذي البيتين :
ما حيلة العبد والأقدار جـارية ........ عليه في كل حال أيها الرائـي
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال لـه ........ إياك إياك أن تبتل بـالـمـاء
فلما رأت الورقة رحمته ثم قالت لبهرام :
بعني هذا المملوك .
فقال لها بهرام :
يا سيدتي لا يمكنني بيعه لأني بعت جميع مماليكي ولم يبق عندي غير هذا .
فقالت الملكة مرجانة :
لابد من أخذه منك إما ببيع أو بهبة .
فقال لها بهرام :
لا أبيعه ولا أهبه .
فقبضت على الأسعد وأخذته وطلعت به القلعة وأرسلت تقول له :
إن لم تقلع في هذه الليلة عن بلدنا أخذت جميع مالك ، وكسرت مركبك .
فلما وصلت إليه الرسالة اغتم غماً شديداً ، وقال :
هذه سفرة غير محمودة .
ثم قام وتجهز وأخذ جميع ما يريده وانتظر الليل ليسافر فيه وقال للبحرية :
خذوا أهبتكم واملأوا قربكم من الماء واقلعوا بنا في آخر الليل .
فصار البحرية يقضون أشغالهم .
هذا ما كان من أمرهم .
وأما ما كان من أمر الملكة مرجانة فإنها أخذت الأسعد ودخلت القلعة وفتحت الشبابيك المطلة على البحر وأمرت الجواري أن يقدمن لهم الطعام فقدمن لهم الطعام فأكلا ثم أمرتهن أن يقدمن المدام .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:14 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة مرجانة أمرت الجواري أن يقدمن المدام فقدمنه فشربت مع الأسعد وألقى الله سبحانه وتعالى محبة الأسعد في قلبها وصارت تملأ القدح وتسقيه حتى غاب عقله فقام يريد قضاء حاجة ونزل من القاعة فرأى باباً مفتوحاً فدخل فيه وتمشى فانتهى به السير إلى بستان عظيم فيه جميع الفواكه والأزهار فجلس تحت شجرة وقضى حاجته وقام إلى الفسقية التي في البستان فاستلقى على قفاه وسرواله محلول ، فضربه الهواء فنام ودخل عليه الليل .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر بهرام فإنه لما دخل عليه الليل صاح على بحرية المركب وقال لهم :
خلوا قلوعكم وسافروا بنا .
فقالوا له :
سمعاً وطاعة ، ولكن اصبر علينا حتى نملأ قربنا ونحل .
ثم طلع البحرية بالقرب وداروا حول القلعة ، فلم يجدوا غير حيطان البستان فتعلقوا بها ونزلوا البستان وتتبعوا أثر الأقدام الموصلة إلى الفسقية فلما وصلوا وجدوا الأسعد مستلقياً على قفاه فعرفوه ، وفرحوا به وحملوه بعد أن ملأوا قربهم ونطوا من الحائط وأتوا به مسرعين إلى بهرام المجوسي ، وقالوا له :
أبشر بحصول المراد وشفاء الأكباد فقد طبل طبلك وزمر زمرك فإن أسيرك الذي أخذته الملكة مرجانة منك غصباً قد وجدناه واتينا به معنا ثم رموه قدامه .
فلما نظره بهرام طار قلبه من الفرح واتسع صدره وانشرح ، ثم خلع عليهم وأمرهم أن يحلوا القلوع بسرعة فحلوا قلوعهم قاصدين جبل النار ولم يزالوا مسافرين إلى الصباح .
هذا ما كان من أمرهم .
وأما ما كان من أمر الملكة مرجانة فإنها بعد نزول الأسعد من عندها مكثت تنتظره ساعة فلم يعد إليها فقامت وفتشت عليه فما وجدته فأوقدت الشموع وأمرت الجواري أن يفتشن عليه ثم نزلت هي بنفسها فرأت البستان مفتوحاً فعلمت أنه دخله فدخلت البستان فوجدت نعله بجانب الفسقية فصارت تفتش عليه في جوانب البستان إلى الصباح ثم سألت عن المراكب فقالوا لها :
قد سافرت في ثلث الليل .
فعلمت أنهم أخذوه معهم فصعب عليها واغتاظت غيظاً شديداً ثم أمرت بتجهيز عشر مراكب في الوقت وتجهيزات الحرب ونزلت في مركب من العشر مراكب ونزل معها عسكرها متهيئين بالعدة الفاخرة وآلات الحرب وحلوا القلوع وقالت للرؤساء :
متى لحقتم مركب المجوسي فلكم عندي الخلع والأموال ، وإن لم تلحقوها قتلتكم عن آخركم .
فحصل للبحرية خوف عظيم ، ثم سافروا بالمراكب ذلك النهار وتلك الليلة وثاني يوم وثالث يوم ، وفي اليوم الرابع لاحت لهم مركب بهرام ولم ينقض النهار حتى أحاطت المراكب بمركب المجوسي وكان بهرام في ذلك الوقت قد أخرج الأسعد وضربه وصار يعاقبه والأسعد يستغيث ويستجير فلم يجد مغيثاً ولا مجيراً من الخلق وقد آلمه الضرب الشديد .
فبينما هو يعاقبه إذ لاحت منه نظرة فوجد المراكب قد أحاطت بمركبه ودارت حولها كما يدور بياض العين بسوادها فتيقن أنه هالك لا محالة فتحسر بهرام وقال :
ويلك يا أسعد هذا كله من تحت رأسك .
ثم أخذه من يده وأمر البحرية أن يرموه في البحر ، وقال :
والله لأقتلنك قبل موتي .
فاحتملته البحرية من يديه ورجليه ورموه في وسط البحر فأذن الله سبحانه وتعالى لما يريد من سلامته وبقية أجله أن غطس ، ثم طلع وخبط بيديه ورجليه إلى أن سهل الله عليه وآتاه الفرج وضربه الموج وقذفه بعيداً عن مركب المجوسي ووصل إلى البر فطلع وهو لا يصدق بالنجاة ولما صار في البر قلع أثوابه وعصرها ونشرها وقعد عرياناً يبكي على ما جرى له من المصائب والأسر ، ثم أنشد هذين البيتين :
إلهي قل صبـري واحـتـيالـي ........ وضاق صدري وانصرمت حبالي
إلى من يشتكي المـسـكـين إلا ........ إلى مولاه يا مولى الـمـوالـي
فلما فرغ من شعره قام ولبس ثيابه ولم يعلم أين يروح ولا أين يجيء فصار يأكل من نبات الأرض وفواكه الأشجار ويشرب من ماء الأنهار وسافر بالليل والنهار حتى أشرف على مدينة ففرح وأسرع في مشيته نحو المدينة فلما وصل إليها أدركه المساء .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:15 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الحادية والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأسعد لما وصل إلى المدينة أدركه المساء وقد قفل بابها وكانت هي التي كان أسيراً فيها وأخوه الأمجد وزير ملكها فلما رآها الأسعد مقفلة رجع إلى جهة المقابر فلما وصل إلى المقابر وجد تربة بلا باب فدخلها ونام فيها فحط وجهه في غيه .
وكان بهرام المجوسي لما وصلت إليه الملكة مرجانة بالمراكب كسرها بمكره وسحره ورجع سالماً نحو مدينته وسار من وقته وساعته وهو فرحان فلما جاز على المقابر طلع من المركب بالقضاء والقدر ومشى بين المقابر فرأى التربة التي فيها الأسعد مفتوحة فتعجب وقال :
لابد أن أنظر في هذه التربة .
فلما نظر فيها رأى الأسعد وهو نائم ورأسه في عبه فنظر في وجهه فعرفه فقال في نفسه :
هل أنت تعيش إلى الآن ?
ثم أخذه وذهب به إلى بيته وكان له في بيته طابق تحت الأرض معد لعذاب المسلمين وكان له بنت تسمى بستان فوضع في رجلي الأسعد قيداً ثقيلاً وأنزله في ذلك الطابق ووكل بنته بتعذيبه ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ثم إنه ضربه الضرب الوجيع وأقفل عليه الطابق وأعطى المفاتيح لبنته ثم إن بنته بستان نزلت لضربه فوجدته شاباً ظريف الشمال حلو المنظر مقوس الحاجبين كحيل المقلتين فوقعت محبته في قلبها فقالت له :
ما اسمك ?
قال لها الأسعد :
اسمي الأسعد .
فقالت له بستان :
سعدت وسعدت أيامك أنت ما تستاهل العذاب وقد علمت أنك مظلوم .
وصارت تؤانسه بالكلام وفكت قيوده ثم سألته عن دين الإسلام فأخبرها أنه هو الدين الحق القويم أن سيدنا محمد صاحب المعجزات الباهرة والآيات الظاهرة وأن النار تضر ولا تنفع وعرفها قواعد الإسلام ، فأذعنت إليه ودخل حب الإيمان في قلبها ومزج الله محبة الأسعد بفؤادها فنطقت الشهادتين وصارت من أهل السعادة وصارت تطعمه وتسقيه وتتحدث معه وتصلي هي وهو وتصنع له المساليق بالدجاج حتى اشتد وزال ما به من الأمراض ورجع إلى ما كان عليه من الصحة .
ثم إن بنت بهرام خرجت من عند الأسعد ووقفت على الباب وإذا بالمنادي ينادي ويقول :
كل من عنده شاب مليح صفته كذا وكذا وأظهره فله جميع ما طلب من الأموال ومن كان عنده وأنكره فإنه يشنق على باب داره وينهب ماله ويهدر دمه .
وكان الأسعد قد اخبر بستان بنت بهرام بجميع ما جرى له فلما سمعت ذلك عرفت أنه هو المطلوب فدخلت عليه وأخبرته بالخبر فخرج وتوجه إلى دار الوزير فلما رأى الوزير قال :
والله إن هذا هو أخي الأمجد .
وعرفه فألقى نفسه عليه وتعانقا واحتاطت بهما المماليك وغشي على الأسعد والأمجد ساعة ، فلما أفاقا من غشيتهما أخذه الأمجد وطلع به إلى السلطان وأخبره بقصته فأمر السلطان بنهب بهرام .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:15 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان
وبداية حكاية نعم ونعمة

الليلة الثانية والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن السلطان أمر الأمجد بنهب دار بهرام فأرسل الوزير جماعة لذلك فتوجهوا إلى بيت بهرام ونهبوه وطلعوا بابنته إلى الوزير فأكرمها وحدث الأسعد أخاه بكل ما جرى له من العذاب وما عملت معه بنت بهرام من الإحسان فزاد الأمجد في إكرامها ثم حكى الأمجد للأسعد جميع ما جرى له مع الصبية وكيف سلم من الشنق وقد صار وزيراً وصار يشكو أحدهما للآخر ما وجد من فرقة أخيه ، ثم إن السلطان أحضر المجوسي وأمر بضرب عنقه فقال بهرام :
أيها الملك العظيم هل صممت على قتلي ?
قال السلطان :
نعم .
فقال بهرام :
اصبر علي أيها الملك قليلاً .
ثم أطرق برأسه إلى الأرض وبعد ذلك رفع رأسه وتشهد وأسلم على يد السلطان ففرحوا بإسلامه ثم حكى الأمجد والأسعد ما جرى لهما فقال لهما :
يا سيدي تجهزوا للسفر وأنا أسافر بكما .
ففرحا بذلك وبإسلامه وبكيا بكاءً شديداً فقال لهما بهرام :
يا سيدي لا تبكيا فمصيركما تجتمعان كما اجتمع نعم ونعمة .
فقالا له :
وما جرى لنعم ونعمة ?
قال بهرام :
اذكروا الله ، اعلم أنه كان بمدينة الكوفة رجلاً من وجهاء أهلها ، يقال له الربيع بن حاتم وكان كثير المال مرفه الحال ، وكان قد رزق ولداً فسماه نعمة الله فبينما هو ذات يوم بدكة النخاسين إذ نظر جارية تعرض للبيع وعلى يدها وصيفة صغيرة بديعة في الحسن والجمال فأشار الربيع إلى النخاس وقال له :
بكم هذه الجارية وابنتها ?
فقال النخاس :
بخمسين ديناراً .
فقال الربيع :
اكتب العهد وخذ المال وسلمه لمولاها .
ثم دفع للنخاس ثمن الجارية وأعطاه دلالته وتسلم الجارية وابنتها ومضى بهما إلى بيته ، فلما نظرت ابنة عمه إلى الجارية قالت له :
يا ابن العم ما هذه الجارية ?
قال الربيع :
اشتريتها رغبة في هذه الصغيرة التي على يديها واعلمي أنها إذا كبرت ما يكون في بلاد العرب والعجم مثلها أو أجمل منها .
فقالت لها ابنة عمه :
ما اسمك يا جارية ?
فقالت الجارية :
يا سيدتي اسمي توفيق .
قالت السيدة :
وما اسم ابنتك ?
قالت الجارية :
سعد .
قالت السيدة :
صدقت ، لقد سعدت وسعد من اشتراك .
ثم قالت لإبن عمها :
يا ابن عمي ما تسميها ?
قال الربيع :
ما تختارينه أنت .
قالت بنت عمه :
نسميها نعم .
قال الربيع :
لا بأس بذلك .
ثم إن الصغيرة نعم تربت مع نعمة بن الربيع في مهد واحد إلى حين بلغا من العمر عشر سنين وكان كل شخص منهما أحسن من صاحبه وصار الغلام يقول لها :
يا أختي .
وهي تقول له :
يا أخي .
ثم أقبل الربيع على ولده نعمة حين بلغا هذا السن وقال له :
يا ولدي ليست نعم أختك بل هي جاريتك وقد اشتريتها على اسمك وأنت في المهد فلا تدعها بأختك من هذا اليوم .
قال نعمة لأبيه :
فإذا كان كذلك فأنا أتزوجها .
ثم إنه دخل على والدته وأعلمها بذلك فقالت :
يا ولدي هي جاريتك .
فدخل نعمة بتلك الجارية وأحبها ومضى عليهما سنين وهما على تلك الحالة ولم يكن بالكوفة جارية أحسن من نعم ولا أحلى ولا أظرف منها وقد كبرت وقرأت القرآن وعرفت أنواع اللعب والآلات وبرعت في المغنى ، وآلات الملاهي حتى إنها فاقت جميع أهل عصرها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:16 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان
وبداية حكاية نعم ونعمة

الليلة الثانية والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن السلطان أمر الأمجد بنهب دار بهرام فأرسل الوزير جماعة لذلك فتوجهوا إلى بيت بهرام ونهبوه وطلعوا بابنته إلى الوزير فأكرمها وحدث الأسعد أخاه بكل ما جرى له من العذاب وما عملت معه بنت بهرام من الإحسان فزاد الأمجد في إكرامها ثم حكى الأمجد للأسعد جميع ما جرى له مع الصبية وكيف سلم من الشنق وقد صار وزيراً وصار يشكو أحدهما للآخر ما وجد من فرقة أخيه ، ثم إن السلطان أحضر المجوسي وأمر بضرب عنقه فقال بهرام :
أيها الملك العظيم هل صممت على قتلي ?
قال السلطان :
نعم .
فقال بهرام :
اصبر علي أيها الملك قليلاً .
ثم أطرق برأسه إلى الأرض وبعد ذلك رفع رأسه وتشهد وأسلم على يد السلطان ففرحوا بإسلامه ثم حكى الأمجد والأسعد ما جرى لهما فقال لهما :
يا سيدي تجهزوا للسفر وأنا أسافر بكما .
ففرحا بذلك وبإسلامه وبكيا بكاءً شديداً فقال لهما بهرام :
يا سيدي لا تبكيا فمصيركما تجتمعان كما اجتمع نعم ونعمة .
فقالا له :
وما جرى لنعم ونعمة ?
قال بهرام :
اذكروا الله ، اعلم أنه كان بمدينة الكوفة رجلاً من وجهاء أهلها ، يقال له الربيع بن حاتم وكان كثير المال مرفه الحال ، وكان قد رزق ولداً فسماه نعمة الله فبينما هو ذات يوم بدكة النخاسين إذ نظر جارية تعرض للبيع وعلى يدها وصيفة صغيرة بديعة في الحسن والجمال فأشار الربيع إلى النخاس وقال له :
بكم هذه الجارية وابنتها ?
فقال النخاس :
بخمسين ديناراً .
فقال الربيع :
اكتب العهد وخذ المال وسلمه لمولاها .
ثم دفع للنخاس ثمن الجارية وأعطاه دلالته وتسلم الجارية وابنتها ومضى بهما إلى بيته ، فلما نظرت ابنة عمه إلى الجارية قالت له :
يا ابن العم ما هذه الجارية ?
قال الربيع :
اشتريتها رغبة في هذه الصغيرة التي على يديها واعلمي أنها إذا كبرت ما يكون في بلاد العرب والعجم مثلها أو أجمل منها .
فقالت لها ابنة عمه :
ما اسمك يا جارية ?
فقالت الجارية :
يا سيدتي اسمي توفيق .
قالت السيدة :
وما اسم ابنتك ?
قالت الجارية :
سعد .
قالت السيدة :
صدقت ، لقد سعدت وسعد من اشتراك .
ثم قالت لإبن عمها :
يا ابن عمي ما تسميها ?
قال الربيع :
ما تختارينه أنت .
قالت بنت عمه :
نسميها نعم .
قال الربيع :
لا بأس بذلك .
ثم إن الصغيرة نعم تربت مع نعمة بن الربيع في مهد واحد إلى حين بلغا من العمر عشر سنين وكان كل شخص منهما أحسن من صاحبه وصار الغلام يقول لها :
يا أختي .
وهي تقول له :
يا أخي .
ثم أقبل الربيع على ولده نعمة حين بلغا هذا السن وقال له :
يا ولدي ليست نعم أختك بل هي جاريتك وقد اشتريتها على اسمك وأنت في المهد فلا تدعها بأختك من هذا اليوم .
قال نعمة لأبيه :
فإذا كان كذلك فأنا أتزوجها .
ثم إنه دخل على والدته وأعلمها بذلك فقالت :
يا ولدي هي جاريتك .
فدخل نعمة بتلك الجارية وأحبها ومضى عليهما سنين وهما على تلك الحالة ولم يكن بالكوفة جارية أحسن من نعم ولا أحلى ولا أظرف منها وقد كبرت وقرأت القرآن وعرفت أنواع اللعب والآلات وبرعت في المغنى ، وآلات الملاهي حتى إنها فاقت جميع أهل عصرها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:17 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الثالثة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد بأن نعم فاقت أهل عصرها ، وبينما هي جالسة ذات يوم من الأيام مع زوجها نعمة بن الربيع في مجلس الشراب وقد أخذت العود وشدت أوتاره وأنشدت هذين البيتين :
إذا كنت لي مولي أعيش بفضله ........ وسيفاً به أفني رقاب النـوائب
فما لي إلى زيد وعمرو شفاعة ........ سواك إذا ضاقت علي مذاهبي
فطرب نعمة طرباً عظيماً ثم قال لها :
بحياتي يا نعم أن تغني لنا على الدف وآلات الطرب .
فأطربت نعم بالنغمات وغنت بهذه الأبيات :
وحياة من ملست يداه قيادي ........ لأخالفن على الهوى حسادي
ولأعصين عواذلي وأطيعكم ........ ولأهجرن تلذذي ورقـادي
ولأجعلن لكم بأكناف الحشـا ........ قبراً ولم يشعر بذاك فؤادي
فقال الغلام :
لله درك يا نعم .
فبينما هما في أطيب عيش وإذا بالحجاج في دار نيابته يقول :
لابد لي أن أحتال على أخذ هذه الجارية التي اسمها نعم وأرسلها إلى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان لأنه لا يوجد في قصره مثلها ولا أطيب من غنائها .
ثم إنه استدعى بعجوز قهرمانة وقال لها :
امضي إلى دار الربيع واجتمعي بالجارية نعم وتسببي في أخذها لأنه لم يوجد على وجه الأرض مثلها .
فقبلت العجوز من الحجاج ما قاله ولما أصبحت لبست أثوابها الصوف وحطت في رقبتها سبحة عدد حباتها ألوف .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:17 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الرابعة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز قبلت ما قاله الحجاج ، ولما أصبحت لبست أثوابها الصوف وحطت في رقبتها سبحة عدد حباتها ألوف وأخذت بيدها عكازاً وركوة يمانية وسارت وهي تقول :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولم تزل في تسبيح وابتهال وقلبها ملآن بالمكر والإحتيال حتى وصلت إلى دار نعمة بن الربيع عند صلاة الظهر فقرعت الباب ففتح لها البواب وقال :
ماذا تريدين ?
قالت العجوز :
أنا فقيرة من العابدات وادركتني صلاة الظهر وأريد أن أصلي في هذا المكان المبارك .
فقال لها البواب :
يا عجوز إن هذه دار نعمة بن الربيع وليست بجامع ولا مسجد .
فقالت العجوز :
أنا أعرف أنه لا جامع ولا مسجد مثل دار نعمة بن الربيع وأنا قهرمانة من قصر أمير المؤمنين خرجت طالبة العبادة والسياحة .
فقال لها البواب :
لا أمكنك من أن تدخلي .
وكثر بينهما الكلام فتعلقت به العجوز وقالت له :
هل يمنع مثلي من دخول دار نعمة بن الربيع وأنا أعبر إلى ديار الأمراء والأكابر ?
فخرج نعمة وسمع كلامها فضحك وأمرها أن تدخل خلفه ، فدخل نعمة وسارت العجوز خلفه حتى دخل بها على نعم فسلمت عليها العجوز بأحسن سلام ، ولما نظرت إلى نعم تعجبت من فرط جمالها ثم قالت لها :
يا سيدتي أعذك بالله الذي آلف بينك وبين مولاك في الحسن والجمال .
ثم انتصبت العجوز في المحراب وأقبلت على الركوع والسجود والدعاء إلى أن مضى النهار وأقبل الليل بالإعتكار ، فقالت الجارية :
يا أمي أريحي قدميك ساعة .
فقالت العجوز :
يا سيدتي من طلب الآخرة أتعب نفسه في الدنيا ومن لم يتعب نفسه في الدنيا لم ينل منازل الأبرار في الآخرة .
ثم إن نعم قدمت الطعام للعجوز وقالت لها :
كلي من طعامي وادعي لي بالتوبة والرحمة .
فقالت العجوز :
يا سيدتي إني صائمة وأما أنت فصبية يصلح لك الأكل والشرب والطرب والله يتوب عليك وقد قال الله تعالى: " إلا من تاب وعمل عملاً صالحاً " .
ولم تزل الجارية جالسة مع العجوز ساعة تحدثها ثم قالت لسيدها :
يا سيدي احلف على هذه العجوز أن تقيم عندنا مدة فإن على وجهها أثر العبادة .
فقال نعمة :
اخلي لها مجلساً للعبادة ولا تخلي أحداً يدخل عليها فلعل الله سبحانه وتعالى نفعنا ببركتها ولا يفرق بيننا .
ثم باتت العجوز ليلتها تصلي وتقرأ إلى الصباح .
فلما أصبح الصباح جاءت إلى نعمة ونعم وصبحت عليهما وقالت لهما :
أستودعكما الله .
فقالت لها نعم :
إلى أين تمضين يا أمي وقد أمرني سيدي أن أخلي لك مجلساً تعتكفين فيه للعبادة ?
فقالت العجوز :
الله يبقيكما ويديم نعمته عليكما ولكن أريد أن توصوا البواب أن لا يمنعني من الدخول إليكما وإن شاء الله تعالى أدور في الأماكن الطاهرة وأدعو لكما عقب الصلاة والعبادة في كل يوم وليلة .
ثم خرجت من الدار والجارية نعم تبكي على فراقها وما تعلم السبب الذي أتت إليها من أجله ، ثم إن العجوز توجهت إلى الحجاج فقال لها :
ما وراءك ?
فقالت له العجوز :
إني نظرت إلى الجارية فرأيتها لم تلد النساء أحسن في زمانها .
فقال لها الحجاج :
إن فعلت ما أمرتك به يصل إليك مني خير جزيل .
فقالت له العجوز :
أريد منك المهلة شهراً كاملاً .
فقال لها الحجاج :
أمهلتك شهر .
ثم إن العجوز جعلت تتردد إلى دار نعمة وجاريته نعم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:18 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الخامسة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز صارت تتردد إلى دار نعمة ونعم وهما يزيدان في إكرامها ومازالت العجوز تمسي وتصبح عندهما ويرحب بها كل من في الدار حتى إن العجوز اختلت بالجارية يوماً من الأيام وقالت :
يا سيدتي والله إني حضرت إلى الأماكن الطاهرة ودعوت لك وأتمنى أن تكوني معي حتى تري المشايخ الواصلين ويدعو لك بما تختارين .
فقالت الجارية نعم :
بالله يا أمي أن تأخذيني معك .
فقالت لها العجوز :
استأذني حماتك وأنا آخذك معي .
فقالت الجارية لحماتها أم نعمة :
يا سيدتي اسألي سيدي أن يخليني أخرج أنا وأنت يوماً من الأيام مع أمي العجوز إلى الصلاة والدعاء مع الفقراء في الأماكن الشريفة .
فلما أتى نعمة وجلس تقدمت إليه العجوز تقبل يديه فمنعها من ذلك ودعت له وخرجت من الدار فلما كان ثاني يوم جاءت العجوز ولم يكن نعمة في الدار فأقبلت على الجارية نعم وقالت لها :
دعونا لكم البارحة ولكن قومي في هذه الساعة تفرجي وعودي قبل أن يجيء سيدك .
فقالت لحماتها :
سألتك بالله أن تأذني لي في الخروج مع هذه المرأة الصالحة لأتفرج على أولياء الله في الأماكن الشريفة وأعود بسرعة قبل مجيء سيدي .
فقالت لها أم نعمة :
أخشى أن يعلم سيدك .
فقالت العجوز :
والله لا أدعها تجلس على الأرض بل تنظر وهي واقفة على أقدامها ولا تبطئ .
ثم أخذت الجارية بالحيلة وتوجهت إلى قصر الحجاج وعرفته بمجيئها بعد أن حطتها في مقصورة فأتى الحجاج ونظر إليها فرآها أجمل أهل زمانها ولم ير مثلها ، فلما رأته سترت وجهها فلم يفارقها حتى استدعى بحاجبه وأركب معه خمسين فارساً وأمره أن يأخذ الجارية على نجيب سابق ويتوجه بها إلى دمشق ويسلمها إلى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وكتب له كتاباً وقال له :
أعطه هذا الكتاب وخذ منه الجواب وأسرع لي بالرجوع .
فتوجه الحاجب وأخذ الجارية على هجين وسافر بها وهي باكية العين من أجل فراق سيدها حتى وصلوا إلى دمشق واستأذن على أمير المؤمنين فأذن له فدخل الحاجب عليه وأخبره بخبر الجارية فأخلى لها مقصورة ، ثم دخل الخليفة حريمه فرأى زوجته فقال لها :
إن الحجاج قد اشترى لي جارية من بنات ملوك الكوفة بعشرة آلاف دينار وأرسل إلي هذا الكتاب وهي صحبة الكتاب .
فقالت له زوجته .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:18 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة السادسة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لما اخبر زوجته بقصة الجارية قالت له زوجته :
زادك الله من فضلك .
ثم دخلت أخت الخليفة على الجارية فلما رأتها قالت :
والله ما خاب من أنت في منزله ولو كان ثمنك مائة ألف دينار .
فقالت لها الجارية نعم :
يا صبيحة الوجه هذا قصر من مِن الملوك وأي مدينة هذه المدينة ?
قالت لها أخت الخليفة :
هذه مدينة دمشق وهذا قصر أخي أمير المؤمنين عبد الله بن مروان .
ثم قالت أخت الخليفة للجارية :
كأنك ما علمت هذا ?
قالت نعم :
والله يا سيدتي لا علم لي بهذا .
قالت أخت الخليفة :
والذي باعك وقبض ثمنك أما أعلمك بأن الخليفة قد اشتراك ?
فلما سمعت الجارية هذا الكلام سكبت دموعها وبكت وقالت الجارية لنفسها :
إن تكلمت فما يصدقني أحد ولكن أسكت وأصبر لعلمي أن فرج الله قريب .
ثم إنها أطرقت رأسها حياء وقد احمرت خدودها من أثر السفر والشمس فتركتها أخت الخليفة في ذلك اليوم وجاءتها في اليوم الثاني بقماش وقلائد من الجوهر وألبستها فدخل عليها أمير المؤمنين وجلس إلى جانبها .
فقالت له أخته :
انظر إلى هذه الجارية التي كمل الله فيها من الحسن والجمال .
فقال الخليفة لنعم :
أزيحي القناع عن وجهك .
فلم تزل القناع عن وجهها وإنما رأى معصمها فوقعت محبتها في قلبه وقال لأخته :
لا أدخل عليها إلا بعد ثلاثة أيام حتى تستأنس بي .
ثم قام وخرج من عندها فصارت الجارية متفكرة في أمرها ومتحسرة على افتراقها من سيدها نعمة فلما أتى الليل ضعفت الجارية بالحمى ولم تأكل ولم تشرب حتى تغير وجهها ومحاسنها فعرفوا الخليفة بذلك فشق عليه أمرها ودخل عليها الأطباء وأهل البصائر فلم يجد لها أحد على طب .
هذا ما كان من أمرها .
وأما ما كان من أمر سيدها نعمة فإنه أتى إلى داره وجلس على فراشه ونادى :
يا نعم .
فلم تجبه فقام مسرعاً ونادى فلم يدخل عليه أحد وكل جارية بالبيت اختفت خوفاً منه فخرج نعمة إلى والدته فوجدها جالسة ويدها على خدها فقال لها :
يا أمي أين نعم ?
فقالت له أمه :
يا ولدي مع من هي أوثق مني مع العجوز الصالحة فإنها خرجت معها لتزور الفقراء وتعود .
فقال نعمة :
ومتى كان لها عادة بذلك وفي أي وقت خرجت ?
قالت أمه :
خرجت بكرة النهار .
قال نعمة :
وكيف أذنت لها بذلك ?
فقالت له أمه :
يا ولدي هي التي أشارت علي بذلك .
فقال نعمة :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ثم خرج من بيته وهو غائب عن الوجود ثم توجه إلى صاحب الشرطة فقال له :
أتحتال علي وتأخذ جاريتي من داري فلابد لي أن أسافر وأشتكيك إلى أمير المؤمنين .
فقال صاحب الشرطة :
ومن أخذها ?
فقال نعمة :
عجوز صفتها كذا وكذا وعليها ملبوس من الصوف وبيدها سبحة عدد حباتها ألوف .
فقال له صاحب الشرطة :
أوقفني على العجوز وأنا أخلص لك جاريتك .
فقال نعمة :
ومن يعرف العجوز ?
فقال له صاحب الشرطة :
ما يعلم بالغيب إلا الله سبحانه وتعالى .
وقد علم صاحب الشرطة أنها محتالة الحجاج .
فقال له نعمة :
ما أعرف حاجتي إلا منك وبيني وبينك الحجاج .
فقال له صاحب الشرطة :
امض إلى من شئت .
فتوجه نعمة إلى قصر الحجاج وكان والداه من أكابر أهل الكوفة فلما وصل إلى بيت الحجاج دخل حاجب الحجاج عليه وأعلمه بالقضية فقال له :
علي به .
فلما وقف بين يديه قال له الحجاج :
ما بالك ?
فقال له نعمة :
كان من أمري ما هو كذا وكذا .
فقال الحجاج :
هاتوا صاحب الشرطة فنأمره أن يفتش على العجوز .
فلما حضر صاحب الشرطة قال له :
أريد منك أن تفتش على جارية نعمة بن الربيع .
فقال صاحب الشرطة :
لا يعلم الغيب غير الله تعالى .
فقال له الحجاج :
لابد أن تركب الخيل وتبصر الجارية في الطرقات وتنظر في البلدان .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:18 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة السابعة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الحجاج قال لصاحب الشرطة :
لابد أن تركب الخيل وتنظر في البلدان والطرقات وتفتش على الجارية .
ثم التفت إلى نعمة وقال له :
إن لم ترجع جاريتك دفعت لك عشر جوار من داري وعشر جوار من دار صاحب الشرطة .
ثم قال لصاحب الشرطة :
اخرج في طلب الجارية .
فخرج صاحب الشرطة ونعمة مغموم وقد يئس من الحياة وكان قد بلغ من العمر أربع عشرة سنة ولا نبات بعارضيه فجعل يبكي وينتحب وانعزل عن داره ولم يزل يبكي إلى الصباح فأقبل والده عليه وقال له :
يا ولدي إن الحجاج قد احتال على الجارية وأخذها من ساعة إلى ساعة يأتي فيها الله بالفرج من عنده .
فتزايدت الهموم على نعمة وصار لا يعلم ما يقول ولا يعرف من يدخل عليه وأقام ضعيفاً ثلاثة أشهر حتى تغيرت أحواله ويئس منه أبوه ودخلت عليه الأطباء فقالوا :
ما له دواء إلا الجارية .
فبينما والده جالس يوماً من الأيام إذ سمع بطبيب وهو أعجمي وقد وصفه الناس بإتقان الطب والتنجيم وضرب الرمل فدعا به الربيع فلما حضر أجلسه الربيع وأكرمه وقال له :
انظر ما حال ولدي .
فقال لنعمة :
هات يدك .
فأعطاه يده فجس مفاصله ونظر في وجهه وضحك والتفت إلى أبيه وقال :
ليس بولدك مرض غير مرض في قلبه .
فقال الربيع :
صدقت يا حكيم فانظر في شأن ولدي بمعرفتك واخبرني بجميع أحواله ولا تكتم عني شيئاً من أمره .
فقال الأعجمي :
إنه متعلق بجارية وهذه الجارية في البصرة أو دمشق وما دواء ولدك غير اجتماعه به .
فقال الربيع :
إن جمعت بينهما فلك عندي ما يسرك .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:19 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الثامنة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الربيع قال للعجمي :
إن جمعت بينهما فلك عندي ما يسرك وتعيش عمرك كله في المال والنعمة .
فقال له الأعجمي :
إن هذا الأمر قريب وسهل .
ثم التفت إلى نعمة وقال له :
لا بأس عليك فطب نفساً وقر عيناً .
ثم قال للربيع :
اخرج من مالك أربعة آلاف دينار .
فأخرجها وسلمها للأعجمي فقال له الأعجمي :
أريد من ولدك أن يسافر معي إلى دمشق .
ثم إن نعمة ودع والده ووالدته وسافر مع الحكيم إلى حلب فلم يقع على خبر الجارية ثم إنهما وصلا إلى دمشق وأقاما فيها ثلاثة أيام .
وبعد ذلك أخذ الأعجمي دكاناً وملأ رفوفها بالصيني النفيس والأغطية وزركش الرفوف بالذهب والقطع المثمنة وحط قدامه أواني من القناني فيها سائر الأدهان والأشربة ووضع حول القناني أقداحاً من البلور وحط الإصطرلاب قدامه ولبس أثواب الحكمة والطب وأوقف بين يديه نعمة وألبسه قميصاً وملوط من الحرير بفوطة في وسطه من الحرير مزركشة بالذهب ثم قال الأعجمي لنعمة :
يا نعمة أنت من اليوم ولدي فلا تدعني إلا بأبيك وأنا لا أدعوك إلا بولدي .
فقال نعمة :
سمعاً وطاعة .
ثم إن أهل دمشق اجتمعوا على دكان الأعجمي ينظرون إلى حسن نعمة وإلى حسن الدكان والبضائع التي فيها والعجمي يكلم نعمة بالفارسية ونعمة يكلمه كذلك بتلك اللغة لأنه كان يعرفها على عادة أولاد الأكابر واشتهر ذلك العجمي عند أهل دمشق وجعلوا يصفون له الأوجاع وهو يعطيهم الأدوية ، فبينما هو ذات يوم جالس إذ أقبلت عليه عجوز راكب على حمار بردعته من الديباج المرصع بالجواهر فوقفت على دكان العجمي وشدت لجام الحمار وأشارت للعجمي وقالت له :
أمسك يدي .
فأخذ يدها فنزلت من فوق الحمار وقالت له :
أنت الطبيب العجمي الذي جئت من العراق ?
قال العجمي :
نعم .
قالت العجوز :
اعلم أن لي بنتاً وبها مرض .
وأخرجت له قارورة .
فلما نظر العجمي إلى ما فوق القارورة قال لها :
يا سيدتي ما اسم تلك الجارية حتى أحسب لها نجمها وأعرف ساعة يوافقها فيها شرب الدواء ?
فقالت العجوز :
يا أخا الفرس اسمها نعم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:19 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة التاسعة والسبعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي لما سمع اسم نعم جعل يحسب ويكتب على يده وقال لها :
يا سيدتي ما أصف لها دواء حتى أعرف من أي أرض هي لأجل اختلاف الهواء فعرفيني في أي أرض تربت وكم سنة سنها .
فقالت العجوز :
سنها أربع عشرة سنة ومر بها بأرض الكوفة من العراق .
فقال العجمي :
وكم شهراً لها في هذه الديار ?
فقالت له العجوز :
قامت في هذه الديار شهوراً قليلة .
فلما سمع نعمة كلام العجوز وعرف اسم جاريته خفق قلبه فقال لها الأعجمي :
يوافقها من الأدوية كذا وكذا .
فقالت له العجوز :
أعطني ما وصفت على بركة الله تعالى .
ورمت له عشرة دنانير على الدكان ، فنظر الحكيم إلى نعمة وأمره أن يهيئ لها عقاقير الدواء وصارت العجوز تنظر إلى نعمة وتقول :
أعيذك بالله يا ولدي إن شكلها مثل شكلك .
ثم قالت العجوز للعجمي :
يا أخا الفرس هل هذا مملوكك أم ولدك ?
فقال لها العجمي :
إنه ولدي .
ثم إن نعمة وضع لها الحوائج في علبة وأخذ ورقة وكتب فيها هذين البيتين :
إذا أنعـمت نـعم علـي بـنـظـرة ........ فلا أسعدت سعدي ولا أفلت جمل
وقالوا أسل عنها تعط عشرين مثلها ........ وليس لها مثل ولست لها أسلـو
ثم خبأ الورقة في داخل العلبة وختمها وكتب على غطاء العلبة بالخط الكوفي :
أنا نعمة بن الربيع ، ثم وضعت العلبة قدام العجوز فأخذتها وودعتهما وانصرفت متوجهة إلى قصر الخلافة فلما طلعت العجوز بالحوائج إلى القاعة وضعت الدواء قدامها ثم قالت لها :
يا سيدتي اعلمي أنه قد أتى مدينتنا طبيب أعجمي ما رأيت أحداً أعرف بأمور الأمراض منه فذكرت له اسمك بعد أن رأى القارورة فعرف مرضك ووصف دواءك ثم أمر ولده فشد لك هذا الدواء وليس في دمشق جمل ولا أظرف من ولده ولا أحسن ثياباً منه ولا يوجد لأحد دكاناً مثل دكانه .
فأخذت العلبة فرأت مكتوباً على غطائها اسم سيدها واسم أبيه ، فلما رأت ذلك تغير لونها وقالت :
لاشك أن صاحب الدكان قد أتى في شأني .
ثم قالت للعجوز :
صفي لي هذا الصبي فقالت اسمه نعمة وعلى حاجبه الأيمن أثر وعليه ملابس فاخرة وله حسن كامل .
فقالت الجارية :
ناوليني الدواء على بركة الله وعونه .
وأخذت الدواء وشربته وهي تضحك وقالت لها :
إنه دواء مبارك .
ثم فتشت في العلبة فرأت الورقة ففتحتها وقرأتها فلما فهمت معناها تحققت أنه سيدها فطابت نفسها وفرحت ، فلما رأتها العجوز قد ضحكت قالت لها :
هذا اليوم يوم مبارك .
فقالت نعم :
يا قهرمانة أريد منك الطعام والشراب .
فقالت العجوز للجواري :
قدمن الموائد والأطعمة الفاخرة لسيدتكن .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:20 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز قالت للجواري :
أحضرن الطعام .
فقدمن إليها الأطعمة ، وجلست للأكل وإذا بعبد الملك بن مروان قد دخل عليهن ونظر الجارية جالسة وهي تأكل الطعام ففرح ثم قالت القهرمانة :
يا أمير المؤمنين يهنيك عافية جاريتك نعم وذلك أنه وصل إلى هذه المدينة رجل طبيب ما رأيت أعرف منه بالأمراض ودوائها فأتيتت لها منه بدواء فتعافت منه مرة واحدة فحصلت لها العافية .
فقال لها أمير المؤمنين :
خذي ألف دينار وأعطيها للذي أبرأها .
ثم خرج وهو فرحان بعافية الجارية وراحت العجوز إلى دكان العجمي بالألف دينار وأعطته إياها وأعلمته أنها جارية الخليفة وناولته ورقة كانت نعم قد كتبتها فأخذها العجمي وناولها لنعمة ، فلما رآها عرف خطها فوقع مغشياً عليه فلما أفاق فتح الورقة ، فوجد مكتوباً فيها :
من الجارية المسلوبة من نعمتها المخدوعة في عقلها المفارقة لحبيب قلبها أما بعد ، فإنه قد ورد كتابكم علي فشرح الصدر وسر الخاطر وكان كقول الشاعر :
وورد الكتاب فلا عدمت أناملاً ........ كتبت به حتى تضمخ طـيبـا
فكأن موسى قد أعـيد لأمـه ........ أو ثوب يوسف قد أتى يعقوب
فلما قرأ نعمة هذا الشعر هملت عيناه بالدموع فقالت له القهرمانة :
ما الذي يبكيك يا ولدي لا أبكى الله لك عيناً ?
فقال العجمي :
يا سيدتي كيف لا يبكي ولدي وهذه جاريته وهو سيدها نعمة بن الربيع الكوفي ، وعافية هذه الجارية مرهونة برؤيته وليس لها علة إلا هواه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:20 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الحادية والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال للعجوز :
كيف لا يبكي ولدي وهذه جاريته وهو سيدها نعمة بن الربيع الكوفي ، وعافية هذه الجارية مرهونة برؤيته وليس لها علة إلا هواه فخذي أنت يا سيدتي هذه الألف دينار لك ولك عندي أكثر من ذلك وانظري لنا بعين الرحمة وإننا لا نعرف إصلاح هذا الأمر إلا منك .
فقالت العجوز لنعمة :
هل أنت مولاها ?
قال نعمة :
نعم .
قالت العجوز :
صدقت فإنها لا تفتر عن ذكرك .
فأخبرها نعمة بما جرى من الأول إلى الآخر فقالت العجوز :
يا غلام لا تعرف اجتماعك بها إلا مني .
ثم ودعته وذهبت إلى الجارية وقالت لها :
إن سيدك قد ذهبت روحه في هواك وهو يريد الإجتماع بك فما تقولين في ذلك ?
فقالت نعم :
وأنا كذلك قد ذهبت روحي وأريد الإجتماع به .
فعند ذلك أخذت العجوز بقجة فيها حلي ومصاغ وبدلة من ثياب النساء وتوجهت إلى نعمة وقالت له :
ادخل بنا مكاناً وحدنا فدخل معها قاعة خلف الدكان ونقشته وزينت معاصمه وزوقت شعره وألبسته لباس جارية وزينته بأحسن ما تزين به الجواري فصار كأنه من حور الجنان فلما رأته القهرمانة في تلك الصفة قالت :
تبارك الله أحسن الخالقين والله إنك لأحسن من الجارية .
ثم قالت له :
امشي قدم الشمال وأخر اليمين وهز أردافك .
فمشى قدامها ، كما أمرته فلما رأته قد عرف مشي النساء قالت له :
امكث حتى آتيك ليلة غد إن شاء الله تعالى فآخذك وادخل بك القصر ، وإذا نظرت الحجاب والخدامين فقو عزمك وطاطئ رأسك ولا تتكلم مع أحد وأنا أكفيك كلامهم وبالله التوفيق .
فلما أصبح الصباح أتته القهرمانة في ثاني يوم وأخذته وطلعت به القصر ودخلت قدامه ودخل وراءها في أثرها فأراد الحاجب أن يمنعه من الدخول فقالت له :
يا أنحس العبيد إنها الجارية نعم محظية أمير المؤمنين فكيف تمنعها من الدخول ثم قالت :
ادخلي يا جارية .
فدخل مع العجوز ولم يزالا داخلين إلى الباب الذي يتوصل منه إلى صحن القصر فقالت له العجوز :
يا نعمة قو نفسك وثبت قلبك وادخل القصر وخذ على شمالك وعد خمسة أبواب وادخل الباب السادس فإنه باب المكان المعد لك وتخف وإذا كلمك أحد فلا تتكلم معه .
ثم سارت حتى وصلت إلى الأبواب فقابلها الحاجب المعد لتلك الأبواب قال لها :
ما هذه الجارية .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:20 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الثانية والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الحاجب قابل العجوز وقال لها :
من هذه الجارية ?
فقالت له العجوز :
إن سيدتنا تريد شراءها .
فقال الخادم :
ما يدخل أحد إلا بإذن أمير المؤمنين فارجعي بها فإني لا أخليها تدخل لأني أمرت بهذا .
فقالت له القهرمانة :
أيها الحاجب الكبير أين عقلك إن نعماً جارية للخليفة الذي قلبه معلق بها قد توجهت إليها العافية وما صدق أمير المؤمنين بعافيتها وتريد شراء هذه الجارية فلا تمنعها من الدخول لئلا يبلغها أنك منعتها فتغضب عليك وإن غضبت عليك تسببت في قطع رأسك .
ثم قالت العجوز :
ادخلي يا جارية ولا تسمعي كلامه ولا تخبري سيدتك أن الحاجب منعك من الدخول .
فطأطأ نعمة رأسه ودخل القصر وأراد أن يمشي إلى جهة يمينه وأراد أن يعد الخمسة أبواب ويدخل السادس فعد ستة ودخل السابع .
فلما دخل ذلك الباب رأى موضعاً مفروشاً بالديباج وحيطانه عليها ستائر الحرير المرقومة بالذهب وفيه مباخر العود والعنبر والمسك والأذفر ورأى سريراً في الصدر مفروشاً بالديباج فجلس عليه نعمة ولم يعلم بما كتب له في الغيب ، فبينما هو جالس متفكر في أمره إذ دخلت عليه أخت أمير المؤمنين ومعها جاريتها فلما رأت الغلام جالساً ظنته جارية فقدمت إليه وقالت له :
من تكوني يا جارية وما خبرك ?



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:20 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الثالثة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أخت الخليفة قالت لنعمة :
ما خبرك وما سبب دخولك في هذا المكان ?
فلم يتكلم نعمة ولم يرد عليها جواباً فقالت :
يا جارية إن كنت من محاظي أخي وقد غضب عليك فأنا أستعطفه عليك .
فلم يرد نعمة عليها جواباً فعند ذلك قالت لجاريتها :
قفي على باب المجلس ولا تدعي أحداً يدخل .
ثم تقدمت إليه ونظرت إلى جماله وقالت :
يا صبية عرفيني من تكوني ، وما اسمك وما سبب دخولك هنا فأنا لم أنظرك في قصرنا .
فلم يرد عليها جواباً ، فعند ذلك غضبت أخت الخليفة وضعت يدها على صدر نعمة فلم تجد له نهوداً فأرادت أن تكشف ثيابه لتعلم خبره فقال لها نعمة :
يا سيدتي أنا مملوك فاشتريني وأنا مستجير بك فأجيريني .
فقالت له أخت الخليفة :
لا بأس عليك فمن أنت ومن أدخلك مجلسي هذا ?
فقال لها نعمة :
أنا أيتها الملكة أدعى نعمة بن الربيع الكوفي وخاطرت بروحي لأجل جاريتي نعم التي احتال عليها الحجاج وأخذها وأرسلها إلى هنا .
فقالت له أخت الخليفة :
لا بأس عليك .
ثم صاحت على جاريتها وقالت لها :
امض إلى مقصورة نعم .
وقد كانت القهرمانة أتت إلى مقصورة نعم وقالت لها :
هل وصل إليك سيدك ?
فقالت نعم :
لا والله .
فقالت القهرمانة :
لعله غلط فدخل غير مقصورتك وتاه عن مكانك .
فقالت نعم :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد فرغ أجلنا وهلكنا .
وجلستا متفكرتان ، فبينما هما كذلك إذ دخلت عليهما جارية أخت الخليفة فسلمت على نعم ، وقالت لها :
إن مولاتي تدعوك إلى ضيافتها .
فقالت نعم :
سمعاً وطاعة .
فقالت القهرمانة :
لعل سيدك عند أخت الخليفة وقد انكشف الغطاء .
فنهضت نعم من وقتها وساعتها ودخلت على أخت الخليفة فقالت لها :
هذا مولاك جالس عندي ، وكأنه غلط في المكان وليس عليك ولا عليه خوف إن شاء الله تعالى .
فلما سمعت نعم هذا الكلام من أخت الخليفة اطمأنت إلى نفسها وتقدمت إلى مولاها نعمة ، فلما نظرها قام إليها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:21 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الرابعة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن نعمة لما نظر إلى جاريته نعم قام إليها وضم كل واحد منهما صاحبه إلى صدره ثم وقعا على الأرض مغشياً عليهما ، فلما أفاقا ، قالت لهما أخت الخليفة :
اجلسا حتى نتدبر في الخلاص من الأمر الذي وقعنا فيه .
فقالا لها :
سمعاً وطاعة والأمر لك .
فقالت أخت الخليفة :
والله ما ينالكما سوء قط .
ثم قالت لجاريتها :
أحضري الطعام والشراب .
فأحضرت فأكلوا بحسب الكفاية ثم جلسوا يشربون فدارت الأقداح وزالت عنهم الأتراح فقال نعمة :
ليت شعري بعد ذلك ما يكون .
فقالت له أخت الخليفة :
يا نعمة هل تحب نعماً جاريتك ?
فقال لها نعمة :
يا سيدتي إن هواها هو الذي حملني على ما أنا فيه من المخاطرة بروحي .
ثم قالت لنعم :
يا نعم هل تحبين سيدك ?
قالت نعم :
يا سيدتي هواه هو الذي أذاب جسمي وغير حالي .
فقالت أخت الخليفة :
والله أنكما متحابان فلا كان من يفرق بينكما فقرا عيناً وطيبا نفساً .
ففرحا بذلك وطلبت نعم عوداً فأحضروه لها فأخذته وأصلحته وأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات :
ولما أبى الواشون إلا فـراقـنـا ........ وليس لهم عندي وعندك من ثأر
وشنوا على أسماعنا كـل غـارة ........ وقلت حماني عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتـيك وأدمـعـي ........ ومن نفسي بالسيف والسيل والنار
ثم إن نعماً أعطت العود لسيدها وقالت له :
إن لنا شعراً .
فأخذه وأصلحه وأطرب بالنغمات ثم أنشد هذه الأبيات :
البدر يحاكـيك لـولا أنـه كلـف ........ والشمس مثلك لولا الشمس تنكسف
إني عجبت وكم في الحب من عجب ........ فيه الهموم وفيه الوجد والكـلـف
أرى الطريق قريباً حين أسلـكـه ........ إلى الحبيب بعيداً حين أنـصـرف
فلما فرغ من شعره ملأت له قدحاً وناولته إياه فأخذه وشربه ثم ملأت قدحاً آخر وناولته لأخت الخليفة فشربته وأخذت العود وأصلحته وشدت اوتاره وأنشدت هذين البيتين :
غم وحزن في الفؤاد مـقـيم ........ وجودي تردد في حشاي عظيم
ونحول جسمي قد تبدى ظاهراً ........ فالجسم مني بالغرام سـقـيم
ثم ناولت العود لنعمة بن الربيع فأخذه وأصلح أوتاره وأنشد هذين البيتين :
يا من وهبت له روحي فعذبتها ........ ورمت تخليصه منه فلم أطق
دارك محباً بما ينجيه من تلف ........ قبل الممات فهذا آخر الرمق
ولم يزالوا ينشدون الأشعار ويشربون على نغمات الأوتار وهم في لذة وحبور وفرح وسرور فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم أمير المؤمنين ، فلما نظروه قاموا وقبلوا الأرض بين يديه فنظر إلى نعم والعود معها ، فقال :
يا نعم الحمد لله الذي أذهب عنك البأس والوجع .
ثم التفت إلى نعمة وهو على تلك الحالة وقال :
يا أختي من هذه الجارية التي في جانب نعم ?
فقالت له أخته :
يا أمير المؤمنين إن هذه الجارية من المحاظي أنيسة لا تأكل نعم ولا تشرب إلا وهي معها .
ثم أنشدت قول الشاعر :
ضدان واجتمعا افتراقا في البهاء ........ والضد يظهر حسنه بالـضـد
فقال الخليفة :
والله العظيم أنها مليحة وفي غد أخلي لها مجلساً بجانب مجلسها وأخرج لها الفرش والقماش وأنقل إليها جميع ما يصلح لها أكثر مما لنعم .
واستدعت أخت الخليفة بالطعام فقدمته لأخيها فأكل وجلس معهم في تلك الحضرة ثم ملأ قدحاً .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:21 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة

الليلة الخامسة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد إن الخليفة لما ملئ القدح وأومأ إلى نعم بأن تنشد له الشعر فأخذت العود بعد أن شربت قدحين وأنشدت هذين البيتين :
إذا ما نديمي علني ثم علني ........ ثلاثة أقداح لهـن هـدير
لأبيت أجر الذيل تيهاً كأني ........ عليك أمير المؤمنين أمير
فطرب أمير المؤمنين وملأ قدحاً آخر وناوله إلى نعم وأمرها أن تغني ، فبعد أن شربت القدح حسبت الأوتار وأنشدت هذه الأشعار :
يا أشرف الناس في هذا الزمان وما ........ له مثيل بهذا الأمـر يفـتـخـر
يا واحداً في العلا والجود منصبـه ........ يا سيداً ملكاً في الكل مـشـهـر
يا مالكاً لملـوك الأرض قـاطـبة ........ تعطي الجزيل ولا من ولا ضجر
أبقاك ربي على رغم العدا كـمـداً ........ وزان طالعك الإقبال والـظـفـر
فلما سمع الخليفة من نعم هذه الأبيات قال لها :
لله درك يا نعم ما أفصح لسانك وأوضح بيانك .
ولم يزالوا في فرح وسرور إلى نصف الليل ، ثم قالت أخت الخليفة :
اسمع يا أمير المؤمنين أنني رأيت حكاية في الكتب عن بعض أرباب المراتب .
قال الخليفة :
وما تلك الحكاية ؟
فقالت له أخته :
اعلم يا أمير المؤمنين أنه كان بمدينة الكوفة صبي يسمى نعمة بن الريع وكان له جارية يحبها وكانت قد تربت معه في فراش واحد ، فلما بلغا وتمكن حبهما من بعضهما رماهما الدهر بنكباته وجار عليهما الزمان بآفاته وحكم عليهما بالفراق وتحيلت عليها الوشاة حتى خرجت من داره وأخذوها سرقة من مكانه ثم إن سارقها باعها لبعض الملوك بعشرة آلاف دينار وكان عند الجارية لمولاها من المحبة مثل ما عنده لها ففارق أهله وداره وسافر في طلبها وتسبب باجتماعه بها .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:22 pm

تكملة حكاية نعم ونعمة
وعوده لحكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السادسة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أخت أمير المؤمنين أكملت كلامها وقالت :
بلغني يا أخي أن نعمة لم يزل معارفاً لأهله ووطنه وخاطر بنفسه وبذل مهجته حتى توصل إلى اجتماعه بجاريته وكان يقال لها نعم ، فلما اجتمع بها سراً لم يستقر بهما الجلوس حتى دخل عليهما الملك الذي كان اشتراها من الذي سرقها فعجل عليهما وأمر بقتلهما ولم ينصف من نفسه ولم يمهل عليه في حكمه ، فما تقول يا أمير المؤمنين في قلة إنصاف هذا الملك .
فقال أمير المؤمنين :
إن هذا شيء عجيب فكان ينبغي لذلك الملك العفة عند المقدرة لأنه يجب عليه أن يحفظ ثلاثة أشياء الأول أنهما متحابان والثاني أنهما في منزله وتحت قبضته والثالث أن الملك ينبغي له في الحكم بين الناس فكيف بالأمر الذي يتعلق به ، فهذا الملك قد فعل فعلاً لا يشبه فعل الملوك .
فقالت له أخته :
يا أخي بحق ملك السموات والأرض أن تأمر نعماً بالغناء وتسمع ما تغني به .
فقال الخليفة :
يا نعم غني لي .
فأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات :
غدر الزمـان ولـم يزل غـداراً ........ يصمي القلوب ويورث الأفكارا
ويفرق الأحباب بعـد تـجـمـع ........ فترى الدموع على الخدود غزارا
كانوا وكنت وكان عيشي ناعمـاً ........ والدهر يجمع شملنـا مـدرارا
فلأبكـين دمـاً ودمعـاً ساجمـاً ........ أسـفاً عليـك لياليـاً ونهـارا
فلما سمع أمير المؤمنين هذا الشعر طرب طرباً عظيماً فقالت له أخته :
يا أخي من حكم على شيء ألزمه القيام به والعمل بقوله وأنت قد حكمت على نفسك هذا الحكم .
ثم قالت أخت الخليفة :
يا نعمة قف على قدميك وكذا قفي أنت يا نعم .
فوقفا فقالت أخت الخليفة أمير المؤمنين :
إن هذه الواقفة هي نعم المسروقة سرقها الحجاج بن يوسف الثقفي وأوصلها لك وكذب فيما ادعاه في كتابه من انه اشتراها بعشرة آلاف دينار وهذا الواقف هو نعمة بن الربيع سيدها وأنا أسألك بحرمة آبائك الطاهرين أن تعفو عنهما وتهبهما لبعضهما لتغنم أجرهما فإنهما في قبضتك وقد أكلا من طعامك وشربا من شرابك وان الشافعة فيهما المستوهبة دمهما .
فعند ذلك قال الخليفة :
صدقت أنا حكمت بذلك وما أحكم بشيء وأرجع فيه .
ثم قال الخليفة :
يا نعم هل هذا مولاك ?
قالت له نعم :
نعم يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
لا بأس عليكما فقد وهبتكما لبعضكما .
ثم قال الخليفة لنعمة :
يا نعمة وكيف عرفت مكانها ومن وصف لك هذا المكان .
فقال نعمة :
يا أمير المؤمنين اسمع خبري وأنصت إلى حديثي فوحق آبائك الطاهرين لا أكتم عنك شيئاً .
ثم حدثه بجميع ما كان من أمره وما فعله معه الحكيم العجمي وما فعلته القهرمانة وكيف دخلت به في الأبواب .
فتعجب الخليفة من ذلك غاية العجب ثم قال :
علي بالعجمي .
فأحضروه بين يديه فجعله من جملة خواصه وخلع عليه خلعة وأمر له بجائزة سنية وقال :
من يكون هذا تدبيره يجب أن نجعله من خواصنا .
ثم إن الخليفة أحسن على نعمة وأنعم على القهرمانة وقعدا عنده سبعة أيام في سرور وحظ وأرغد عيش ، ثم طلب نعمة إذن بالسفر هو وجاريته فأذن له بالسفر إلى الكوفة فسافر واجتمع بوالده ووالدته وأقاموا في أطيب عيش إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات .
فلما سمع الأمجد والأسعد هذا الحديث من بهرام تعجبا منه غاية العجب وقالا :
إن هذا لشيء عجيب .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:22 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة السابعة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد إن الأمجد والأسعد لما سمعا من بهرام المجوسي الذي أسلم هذه الحكاية تعجبا منها غاية العجب وباتا تلك الليلة ، ولما أصبح الصباح أراد الأمجد والأسعد أن يدخلا على الملك واستأذنا في الدخول فأذن لهما ، فلما دخلا أكرمهما وجلسوا يتحدثون ، فبينما هم كذلك إذا بأهل المدينة يصيحون ويتصارخون ويستغيثون فدخل الحاجب على الملك وقال له :
إن ملكاً من الملوك نزل بعساكره على المدينة وهم شاهرون السلاح وما ندري ما مرادهم .
فأخبر الملك وزيره الأمجد وأخاه الأسعد بما سمعه من الحاجب .
فقال الأمجد :
أنا أخرج إليه وأكشف خبره .
فخرج الأمجد إلى ظاهر المدينة فوجد الملك ومعه عسكر كثير ومماليك راكبة فلما نظروا إلى الأمجد عرفوا أنه رسول من عند ملك المدينة فأخذوه وأحضروه قدام السلطان فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وإذا بالملك إمرأة ضاربة لها لثاماً فقالت :
اعلم أنه ما لي عندكم غرض في هذه المدينة إلا مملوك أمرد فإن وجدته عندكم فلا بأس عليكم وإن لم أجده وقع بيني وبينكم القتال الشديد لأنني ما جئت إلا في طلبه .
فقال الأمجد :
أيتها الملكة ما صفة هذا المملوك وما اسمه ?
فقالت الملكة :
اسمه الأسعد وأنا اسمي مرجانة وهذا المملوك جاءني صحبة بهرام المجوسي وما رضي أن يبيعه فأخذته منه غصباً فعدا عليه وأخذه من عندي بالليل سرقة وأما أوصافه فإنها كذا وكذا .
فلما سمع الأمجد ذلك علم أنه أخوه الأسعد فقال لها :
يا ملكة الزمان الحمد لله الذي جاء بالفرح وإن هذا المملوك هو أخي .
ثم حكى لها حكايته وما جرى لهما في بلاد الغربة وأخبرها بسبب خروجهما من جزائر الآبنوس فتعجبت الملكة مرجانة من ذلك وفرحت بلقاء الأسعد وخلعت على أخيه الأمجد ثم بعد ذلك عاد الأمجد إلى الملك وأعلمه بما جرى ففرحوا بذلك ونزل الملك هو والأمجد والأسعد قاصدين الملكة فلما دخلوا عليها وجلسوا يتحدثون فبينما هم كذلك إذا بالغبار طار حتى سد الأقطار وبعد ساعة انكشف الغبار عن عسكر جرار مثل البحر الذخار وهم مهيئون بالعدد والسلاح فقصدوا المدينة ثم داروا بها كما يدور الخاتم بالخنصر وشهروا سيوفهم فقال الأمجد والأسعد :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما هذا الجيش الكبير إن هذه أعداء لا محالة وإن لم نتفق مع هذه الملكة مرجانة على قتالهم أخذوا منا المدينة وقتلونا وليس لنا حيلة إلا أننا نخرج إليهم ونكشف خبرهم .
ثم قام الأمجد وخرج من باب المدينة وتجاوز جيش الملكة مرجانة فلما وصل إلى العسكر وجده عسكر جده الملك الغيور وأبا أمه الملكة بدور .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:23 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان

الليلة الثامنة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الأمجد لما وصل إلى العسكر وجدها عسكر الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور والسبعة قصور فلما صار قدامه قبل الأرض بين يديه وبلغه الرسالة وقال له :
ما اسمك ?
قال الملك :
اسمي الملك الغيور وقد جئت عابر سبيل لأن الزمان قد فجعني في بنتي بدور فإنها فارقتني وما رجعت إلي وما سمعت لها ولزوجها قمر الزمان خبراً ، فهل عندكم خبرها ?
فلما سمع الأمجد ذلك أطرق رأسه إلى الأرض ساعة يتفكر حتى تحقق أنه جده أبو أمه ، ثم رفع رأسه وقبل الأرض بين يديه واخبره أنه ابن بنته بدور .
فلما سمع الملك أنه ابن ابنته بدور رمى نفسه عليه وصارا يبكيان ثم قال الملك الغيور :
الحمد لله يا ولدي على السلامة حيث اجتمعت بك .
ثم قال له الأمجد :
إن ابنته بدور في عافية وكذلك أبوه قمر الزمان .
وأخبره أنهما في مدينة يقال لها جزيرة الأبنوس ، وحكى له أن قمر الزمان والده غضب عليه وعلى أخيه وأمر بقتله وأن الخازندار رق لهما وتركهما بلا قتل .
فقال الملك الغيور :
وأنا أرجع بك وبأخيك إلى والدك وأصلح بينكما وأقيم عندكم .
فقبل الأرض بين يديه ثم خلع الملك الغيور على الأمجد ابن ابنته ورجع مبتسماً إلى الخليفة وأعلمه بقصة الملك الغيور فتعجب منها غاية العجب ثم أرسل له آلات الضيافة من الخيل والجمال والغنم والعليق وغير ذلك وأخرج للملكة مرجانة كذلك وأعلموها بما جرى فقالت :
أنا أذهب معكم بعسكري وأكون ساعية في الصلح .
فبينما هم كذلك إذا بغبار قد ثار وطار حتى سد الأقطار واسود منه النهار وسمعوا من تحته صياحاً وصراخاً وصهيل الخيل ورأوا سيوفاً تلمع ورماحاً تشرع فلما قربوا من المدينة ورأوا العسكرين ودقوا الطبول فلما رأى الملك ذلك قال :
ما هذا النهار إلا نهار مبارك الحمد لله الذي أصلحنا مع هذين العسكرين وإن شاء الله تعالى يصلحنا مع هذا العسكر أيضاً .
ثم قال الملك للأمجد :
يا أمجد أخرج أنت وأخوك الأسعد اكشفا لنا خبر هذه العساكر فإنه جيش ثقيل ما رأيت أثقل منه .
فخرج الاثنان الأمجد وأخوه الأسعد بعد أن أغلق الملك باب المدينة خوفاً من العسكر المحيط بها ففتحا البواب وسارا حتى وصلا إلى العسكر فوجداه عسكر ملك الآبنوس وفيه والدهما قمر الزمان فلما نظراه قبلا الأرض بين يديه وبكيا .
فلما رآهما قمر الزمان رمى نفسه عليهما وبكى بكاءً شديداً واعتذر لهما وضمهما إلى صدره ثم أخبرهما بما قاساه بعدهما من الوحشة الشديدة لفراقهما ثم إن الأمجد والأسعد ذكرا له عن الملك الغيور أنه وصل إليهم فركب قمر الزمان في خواصه وأخذ ولديه الأمجد والأسعد معه وساروا حتى وصلوا إلى قرب عسكر الملك الغيور فسبق واحد منهم إلى الملك الغيور وأخبروه أن قمر الزمان وصل فطلع إلى ملاقاته فاجتمعوا ببعضهم وتعجبوا من هذه الأمور وكيف اجتمعوا في هذا المكان وصنع أهل المدينة الولائم وأنواع الأطعمة والحلويات وقدموا الخيول والجمال والضيافات والعليق وما تحتاج إليه العساكر .
فبينما هم كذلك إذا بغبار ثار وطار حتى سد الأقطار وقد ارتجفت الأرض من الخيول وصارت الطبول كعواصف الرياح والجيش جميعه بالعدد والأزاد وكلهم لابسون السواد وفي وسط شيخ كبير ولحيته واصلة إلى صدره عليه ملابس سوداء فلما نظر أهل المدينة هذه العساكر العظيمة قال صاحب المدينة للملوك :
الحمد لله الذي اجتمعتم بإذنه تعالى في يوم واحد وكنتم كلكم معارف فما هذا العسكر الجرار الذي قد سد الأقطار ?
فقال له الملوك :
لا تخف فنحن ثلاثة ملوك وكل ملك له عساكر كثيرة فإن كانوا أعداء نقاتله معك ولو زادوا ثلاثة أمثالهم .
فبينما هما كذلك إذا برسول من تلك العساكر قد أقبل متوجهاً إلى هذه المدينة فقدموه بين يدي قمر الزمان والملك الغيور والملكة مرجانة والملك صاحب المدينة فقبل الأرض بين أيديهم وقال :
هذا جيش ملك من بلاد العجم وقد فقد ولده من مدة سنتين وهو دائر يفتش عليه في الأقطار فإن وجده عندكم فلا بأس عليكم وإن لم يجده وقع الحرب بينه وبينكم وأخرب مدينتكم .
فقال له قمر الزمان :
ما يصل إلى هذا ولكن ما يقال له في بلاد العجم .
فقال الرسول :
يقال له الملك شهرمان صاحب جزائر خالدات وقد جمع هذه العساكر من الأقطار التي مر بها وهو دائر يفتش على ولده .
فلما سمع قمر الزمان كلام الرسول صرخ صرخة عظيمة وخر مغشياً عليه واستمر في غشيته ساعة ثم أفاق وبكى بكاءً شديداً وقال للأمجد والأسعد وخواصهما :
امشوا يا أولادي مع الرسول وسلموا على جدكم والدي الملك شهرمان وبشروه بي فإنه حزين على فقدي وهو الآن لابس الملابس السود من أجلي .
ثم حكى للملوك الحاضرين جميع ما جرى له في أيام صباه فتعجب جميع الملوك من ذلك ثم نزلوا هم وقمر الزمان وتوجهوا إلى والده فسلم قمر الزمان على والده وعانقا بعضهما ووقعا مغشياً عليهما من شدة الفرح .
فلما أفاقا حكى لابنه جميع ما جرى له ثم سلم عليه بقية الملوك وردوا مرجانة إلى بلادها بعد أن زوجوها للأسعد ووصوها أنها لا تقطع عنهم مراسلتها ثم زوجوا الأمجد بستان بنت بهرام وسافروا كلهم إلى مدينة الآبنوس وخلا قمر الزمان بصهره وأعلمه بجميع ما جرى له وكيف اجتمع بأولاده ففرح وهنأه بالسلامة ثم دخل الملك الغيور أبو الملكة بدور على ابنته وسلم عليها وبل شوقه منها وقعدوا في مدينة الآبنوس شهراً كاملاً ثم سافر الملك الغيور بابنته إلى بلده .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:23 pm

تكملة حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان
وبداية حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة التاسعة والثمانين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك الغيور سافر بابنته وجماعته إلى بلده وأخذ الأمجد معهم فلما استقر في مملكته أجلس الأمجد يحكم مكان جده وأما قمر الزمان فإنه أجلس ابنه الأسعد يحكم في مكانه في مدينة جده أرمانوس ورضي به جده ثم تجهز قمر الزمان وسافر مع أبيه الملك شهرمان إلى أن وصل إلى جزائر خالدات فزينت له المدينة فاستمرت البشائر شهراً كاملاً وجلس قمر الزمان يحكم مكان أبيه إلى أن أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات والله أعلم .
فقال الملك شهريار :
يا شهرزاد إن هذه الحكاية عجيبة جداً .
قالت شهرزاد :
أيها الملك ليست هذه بأعجب من حكاية علاء الدين أبو الشامات .
قال الملك شهريار :
ما حكايته ?
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والآوان رجل تاجر بمصر يقال له شمس الدين وكان من أحسن التجار وأصدقهم مقالاً وهو صاحب خدم وحشم وعبيد وجوار ومماليك ومال كثير وكان شاهبندر التجار بمصر وكان معه زوجة يحبها وتحبه إلا أنه عاش معها أربعين عاماً ولم يرزق منها بنت ولا ولد فقعد يوماً من الأيام في دكانه فرأى التجار وكل واحد منهم له ولد وولدان أو أكثر وهم قاعدون في دكاكين مثل آبائهم وكان ذلك اليوم يوم جمعة .
فدخل ذلك التاجر الحمام واغتسل غسل الجمعة ولما طلع أخذ مرآة المزين فرأى وجهه فيها وقال :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
ثم نظر إلى لحيته فرأى البياض غطى السواد وتذكر أن الشيب نذير الموت وكانت زوجته تعرف ميعاد مجيئه فتغتسل وتصلح من شأنها له فدخل عليها فقالت له :
مساء الخير .
فقال لها شمس الدين :
أنا ما رأيت الخير .
وكانت قالت للجارية :
هاتي سفر العشاء .
فأحضرت الطعام وقالت له :
تعش يا سيدي .
فقال لها شمس الدين :
كلا ما آكل شيئاً .
واعرض عن السفر بوجهه ، فقالت له :
ما سبب ذلك وأي شيء أحزنك ?
فقال لها شمس الدين :
أنت سبب حزني .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:25 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة التسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن شمس الدين قال لزوجته :
أنت سبب حزني .
فقالت له زوجته :
لأي شيء ?
فقال لها شمس الدين :
إني فتحت دكاني في هذا اليوم ورأيت كل واحد من التجار له ولد أو ولدان أو أكثر وهم قاعدون في الدكاكين مثل آبائهم فقلت لنفسي :
إن الذي أخذ أباك لما يخليكي ، وليلة دخلت بك حلفتيني أنني ما أتزوج عليك ولا أتسرى بجارية حبشية ولا رومية ولا غير ذلك من الجواري ولم آت ليلة بعيداً عنك والحالة انك عاقر والنكاح فيك كالنحت في الحجر .
فقالت زوجته :
اسم الله علي أن العاقة منك ما هي مني لأن بيضك رائق .
فقال لها شمس الدين :
وما شأن الذي بيضه رائق ?
فقالت زوجته :
هو الذي لا يحبل النساء وهو لا يجيء بأولاد .
فقال لها شمس الدين :
وأين معكر البيض وأنا أشتريه لعله يعكر بيضي ?
فقالت له زوجته :
فتش عليه عند العطارين .
فبات التاجر وأصبح متندماً حيث عاير زوجته وندمت هي حيث عايرته ، ثم توجه إلى السوق فوجد رجلاً عطاراً فقال له :
السلام عليكم .
فرد السلام فقال له :
هل يوجد عندك معكر البيض ?
فقال له العطار :
كان عندي وجبر ولكن اسأل جاري .
فدار يسأل حتى سأل جميع العطارين وهم يضحكون عليه ، وبعد ذلك رجع إلى دكانه وقعد فكان في السوق نقيب الدلالين وكان رجلاً حشاشاً يتعاطى الأفيون والبرش ويستعمل الحشيش الأخضر وكان ذلك النقيب يسمى الشيخ محمد سمسم وكان فقير الحال وكانت عادته أن يصبح على التاجر في كل يوم فجاءه على عادته وقال له :
السلام عليكم .
فرد عليه السلام وهو مغتاظ ، فقال له :
يا سيدي ما لك مغتاظ ?
فحكى له جميع ما جرى بينه وبين زوجته وقال له :
لي أربعين سنة وأنا متزوج بها ولم تحبل مني بولد ولا ببنت وقالوا لي :
إن سبب عدم حبلها منك أن بيضك رائق ففتشت على شيء أعكر به بيضي فلم أجده .
فقال له النقيب :
يا سيدي أنا عندي معكر البيض فما تقول فيمن يجعل زوجتك تحبل منك بعد هذه الأربعين سنة التي مضت .
فقال له شمس الدين :
إن فعلت هذا فأنا أحسن إليك وأنعم عليك .
فقال له النقيب :
هات لي ديناراً .
فقال له شمس الدين :
خذ هذين الدينارين .
فأخذهما النقيب وقال :
هات هذه السلطانية الصيني .
فأعطاه السلطانية ، فأخذها وتوجه إلى بياع الحشيش وأخذ منه المكرر الرومي والحبهان والزنجبيل والفلفل الأبيض والسقنقور الجبلي ودق الجميع وغلاهم بالزيت الطيب وأخذ ثلاث أوراق حصا لبان ذكر وأخذ مقدار قدح من الحبة السوداء ونقعه وعمل جميع ذلك معجوناً بالعسل النحلي وحطه في السلطانية ورجع بها إلى التاجر وأعطاها له وقال :
هذا معكر البيض فينبغي أن تأخذ منه على رأس الملوق بعد أن تأكل اللحم الضاني البيتي وتكثر له الحرارات والبهارات وتتعشى وتشر بالسكر المكرر .
فأحضر التاجر جميع ذلك وأرسله إلى زوجته وقال لها :
اطبخي ذلك طبخاً جيداً وخذي معكر البيض واحفظيه عندك حتى أطلبه .
ففعلت ما أمرها به ووضعت له الطعام فتعشى ، ثم عنه طلب السلطانية فأكل بقيتها وواقع زوجته فعلقت منه تلك الليلة ففات عليها الشهر الأول والثاني والثالث ولم ينزل عليها الدم فعلمت أنها حملت ، ثم وفت حملها ولحقها الطلق وقامت الأفراح فقاست الداية المشقة في الخلاص ورقته باسم محمد وكبرت وأذنت في أذنه ولفته وأعطته لأمه فأعطته ثديها وأرضعته فشرب وشبع ونام ، وأقامت الداية عنده ثلاثة أيام حتى عملوا الحلاوة ليفرقوها في اليوم السابع ثم رشوا ملحه ودخل التاجر وهنأ زوجته بالسلامة وقال لها :
أين وديعة الله ?
فقدمت له مولوداً بديع الجمال صنع المدبر الموجود وهو ابن سبعة أيام ولكن الذي ينظره يقول عليه أنه ابن عام ، فنظر التاجر في وجهه فرآه بدراً مشرقاً وله شامات على الخدين ، فقال لها :
ما سميتيه ?
فقالت له زوجته :
لو كان بنتاً كنت سميتها وهذا ولد فلا يسميه إلا أنت .
وكان أهل ذلك الزمن يسمون أولادهم بالفال ، فبينما هم يتشاورون في الاسم وإذا بواحد يقول :
يا سيدي علاء الدين .
فقال لها شمس الدين :
نسميه علاء الدين أبي الشامات .
ووكل به المراضع والدايات فشرب اللبن عامين وفطموه فكبر وانتشى وعلى الأرض مشى ، فلما بلغ من العمر سبع سنين أدخلوه تحت طابق خوفاً عليه من العين وقال هذا لا يخرج من الطابق حتى تطلع لحيته ووكل به جارية وعبداً فصارت الجارية تهيء له السفرة والعبد يحملها إليه ثم إنه طاهره وعمل له وليمة عظيمة ثم بعد ذلك أحضر له فقيهاً يعلمه فعلمه الخط والقرآن والعلم إلى أن صار ماهراً وصاحب معرفة فاتفق أن العبد أوصل إليه السفرة في بعض الأيام ونسي الطابق مفتوحاً فطلع علاء الدين من الطابق ودخل على أمه وكان عندها محضر من أكابر النساء .
فبينما النساء يتحدثن مع أمه وإذا هو داخل عليهن كالمملوك السكران من فرط جماله فحين رأينه النسوة غطين وجوههن وقلن لأمه :
الله يجازيك يا فلانة كيف تدخلين علينا هذا المملوك الأجنبي أما تعلمين أن الحياء من الإيمان ?
فقالت لهن :
سمين الله إن هذا ولدي وثمرة فؤادي وابن شاه بندر التجار شمس الدين أبو الدارة والقلادة والقشفة واللبانة .
فقلن لها النسوة :
عمرنا ما رأينا لك ولداً .
فقالت زوجة شمس الدين :
إن أباه خاف عليه من العين فجعل مرباه في طابق تحت الأرض .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:26 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الحادية والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أم علاء الدين قالت للنسوة :
إن أباه خاف عليه من العين فجعل مرباه في طابق تحت الأرض فلعل الخادم نسي الطابق مفتوحاً فطلع منه ولم يكن مرادنا أن يطلع منه حتى تطلع لحيته .
فهنأها النسوة بذلك وطلع الغلام من عند النسوة إلى حوش البيت ثم طلع المقعد وجلس فيه ، فبينما هو جالس وإذا بالعبيد قد دخلوا ومعهم بغلة أبيه فقال لهم علاء الدين :
أين كانت هذه البغلة ?
فقالوا له :
نحن أوصلنا أباك إلى الدكان وهو راكب عليها وجئنا بها .
فقال لهم علاء الدين :
أي شيء صنعه أبي ?
فقالوا له :
إن أباك شاه بندر التجار بأرض مصر وهو سلطان أولاد العرب .
فدخل علاء الدين على أمه وقال لها :
يا أمي ما صناعة أبي ؟
فقالت له أمه :
يا ولدي إن أباك تاجر وهو شاه بندر التجار بأرض مصر وسلطان أولاد العرب وعبيده لا تشاوره في البيع إلا على البيعة التي تكون أقل ثمنها ألف دينار وأما البيع التي تكون بتسعمائة دينار فأقل فإنهم لا يشاورنه عليها بل يبيعونها بأنفسهم ولا يأتي متجر من بلاد الناس قليلاً أو كثيراً إلا ويدخل تحت يده ويتصرف فيه كيف يشاء ولا ينحزم متجراً ويروح بلاد الناس إلا ويكون من بيت أبيك والله تعالى أعطى أباك يا ولدي مالاً كثيراً لا يحصى .
فقال لها علاء الدين :
يا أمي الحمد لله الذي جعلني ابن سلطان أولاد العرب ووالدي شاه بندر التجار ولأي شيء تحطونني في الطابق وتتركوني محبوساً فيه ?
فقالت له أمه :
يا ولدي نحن ما حطيناك في الطابق إلا خوفاً عليك من أعين الناس فإن العين حق وأكثر أهل القبور من العين .
فقال لها علاء الدين :
يا أمي وأين المفر من القضاء والحذر لا يمنع القدر والمكتوب ما منه مهروب وإن الذي أخذ جدي لا يترك أبي فإنه عاش اليوم وما يعيش غداً وإذا مات أبي وطلعت أنا علاء الدين ابن التاجر شمس الدين لا يصدقني أحد من الناس ، والإختيارية يقولون عمرنا ما رأينا لشمس الدين ولداً ولا بنتاً فينزل بيت المال ويأخذ مال أبي ، ورحم الله من قال :
يموت الرجل ويذهب ماله ........ ويأخذ أنذال الرجال نساءه
فأنت يا أمي تكلمين أبي حتى يأخذني معه إلى السوق ويفتح لي دكاناً وأقعد فيه ببضائع ويعلمني البيع والشراء والأخذ والعطاء .
فقالت له أمه :
يا ولدي إذا حضر أبوك أخبرته بذلك .
فلما رجع التاجر إلى بيته وجد ابنه علاء الدين أبي الشامات قاعداً عند أمه فقال لها :
لأي شيء أخرجتيه من الطابق ?
فقالت له زوجته :
يا ابن عمي أنا ما أخرجته ولكن الخدم نسوا الطابق مفتوحاً فبينما أنا قاعدة وعندي محضر من أكابر النساء وإذا به دخل علينا .
وأخبرته بما قال ولده فقال له :
يا ولدي في غد إن شاء تعالى آخذك معي إلى السوق ولكن يا ولدي قعود الأسواق والدكاكين يحتاج إلى الأدب والكمال في كل حال .
فبات علاء الدين وهو فرحان من كلام أبيه .
فلما أصبح الصباح أدخله الحمام وألبسه بدلة تساوي جملة من المال ، ولما أفطروا وشربوا الشرابات ركب بغلته واركب ولده بغلة وأخذه وراءه وتوجه به إلى السوق فنظر أهل السوق شاه بندر التجار مقبلاً ووراءه غلام كأن وجهه القمر في ليلة أربعة عشر فقال واحد منهم لرفقيه :
انظر هذا الغلام الذي وراء شاه بندر التجار وقد كنا نظن به الخير وهو مثل الكرات شائب وقلبه أخضر .
فقال الشيخ محمد سمسم المتقدم ذكره للتجار :
نحن ما بقينا نرضى به أن يكون شيخاً علينا أبداً .
وكان من عادة شاه بندر التجار أنه لما يأتي من بيته في الصباح ويقعد في دكانه يتقدم نقيب السوق ويقرأ الفاتحة للتجار فيقومون معه ويأتون شاه بندر التجار ويصبحون عليه ثم ينصرف كل واحد منهم إلى دكانه .
فلما قعد شاه بندر التجار في دكانه ذلك اليوم على عادته لم يأت إليه التجار عادته فنادى النقيب وقال له :
لأي شيء لم يجتمع التجار على جري عادتهم ?
فقال له النقيب :
أنا ما أعرف نقل الفتن ، إن التجار اتفقوا على عزلك من المشيخة ولا يقرأون لك فاتحة .
فقال له شمس الدين :
ما سبب ذلك ?
فقال له النقيب :
ما شان هذا الولد الجالس بجانبك وأنت إختيار ورئيس التجار ، فهل هذا الولد هو مملوكك أو يقرب لزوجتك وأظن انك تعشقه وتميل إلى الغلام .
فصرخ عليه شمس الدين وقال له :
اسكت قبح الله ذاتك وصفاتك هذا ولدي .
فقال له النقيب :
عمرنا ما رأينا لك ولداً .
فقال له شمس الدين :
لما جئتني بمعكر البيض حملت زوجتي وولدته ولكن من خوفي عليه من العين ربيته في طابق تحت الأرض وكان مرادي أنه لا يطلع حتى يمسك لحيته بيده فما رضيت أمه وطلب مني أن أفتح له دكاناً وأحط عنده بضائع وأعلمه البيع والشراء .
فذهب النقيب إلى التجار وأخبرهم بحقيقة الأمر فقاموا كلهم بصحبته وتوجهوا إلى شاه بندر التجار ووقفوا بين يديه وقرأوا الفاتحة وهنأوه بذلك الغلام وقالوا له :
ربنا يبقي الأصل والفرع ولكن الفقير منا لما يأتيه ولداً أو بنتاً لابد أن يصنع لإخوانه دست عصيدة ويعزم معارفه وأقاربه وأنت لم تعمل ذلك .
فقال لهم :
لكم علي ذلك ويكون اجتماعنا في البستان .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:26 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثانية والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن شاه بندر التجار وعد التجار بالسماط وقال لهم :
يكون اجتماعنا في البستان .
فلما أصبح الصباح أرسل الفراش للقاعة والقصر الذين في البستان وأمره بفرشهما وأرسل آلة الطبخ من خرفان وسمن وغير ذلك مما يحتاج إليه الحال وعمل سماطين سماطاً في القصر وسماطاً في القاعة وتحرم التاجر شمس الدين وتحرم ولده علاء الدين وقال له :
يا ولدي إذا دخل الرجل الشائب فأنا أتلقاه وأجلسه على السماط الذي في القصر وأنت ولدي إذا دخل الولد الأمر فخذه وادخل به القاعة وأجلسه على السماط .
فقال له علاء الدين :
لأي شيء يا أبي تعمل سماطين واحد للرجال وواحد للأولاد ?
فقال شمس الدين :
يا ولدي إن الأمرد يستحي أن يأكل عند الرجال .
فاستحسن ذلك ولده فلما جاء التجار صار شمس الدين يقابل الرجال ويجلسهم في القصر وولده علاء الدين يقابل الأولاد ويجلسهم في القاعة ثم وضعوا الطعام وشربوا الشرابات وأطلقوا البخور ثم قعد الإختيارية في مذاكرة العلم والحديث وكان بينهم تاجر يسمى محمود البلخي وكان مسلماً في الظاهر ومجوساً في الباطن وكان يبغي الفساد ويهوى الأولاد فنظر إلى علاء الدين نظرة أعقبته ألف حسرة وعلق له الشيطان جوهرة في وجهه فأخذه به الغرام والوجد والهيام وكان ذلك التاجر الذي اسمه محمود البلخي يأخذ القماش والبضائع من والد علاء الدين .
ثم إن محمود البلخي قام يتمشى وانعطف نحوا الأولاد فقاموا لملتقاه وكن علاء الدين فقام يزيل الضرورة فالتفت التاجر محمود إلى الأولاد وقال لهم :
إن طيبتم خاطر علاء الدين على السفر معي أعطيت كل واحد منكم بدلة تساوي جملة من المال .
ثم توجه من عندهم إلى مجلس الرجال فبينما الأولاد جالسون وإذا بعلاء الدين أقبل عليهم فقاموا لملتقاه وأجلسوه بينهم في صدر المقام فقام ولد منهم وقال لرفيقه :
يا سيدي حسن أخبرني برأس المال الذي عندك تبيع فيه وتشتري من أين جاءك ?
فقال له :
أنا لما كبرت ونشأت وبلغت مبلغ الرجال قلت لأبي :
يا والدي أحضر لي متجراً .
فقال لي :
يا ولدي أنا ما عندي شيء ولكن رح خذ مالاً من واحد تاجر واتجر به وتعلم البيع والشراء والأخذ والعطاء .
فتوجهت إلى واحد من التجار واقترضت منه ألف دينار فاشتريت بهما قماشاً وسافرت به إلى الشام فربحت المثل مثلين ثم أخذت من الشام وسافرت به إلى بغداد وبعته فربحت المثل مثلين ولم أزل حتى صار رأس مالي نحو عشرة آلاف دينار .
وصار كل واحد من الأولاد يقول لرفيقه مثل ذلك إلى أن دار الدور وجاء الكلام إلى علاء الدين أبي الشامات فقالوا له :
وأنت يا سيدي علاء الدين ?
فقال لهم علاء الدين :
أنا تربيت في طابق تحت الأرض وطلعت منه في هذه الجمعة وأنا أروح الدكان وأرجع منه إلى البيت .
فقالوا له الأولاد :
أنت متعود على قعود البيت ولا تعرف لذة السفر ، والسفر ما يكون إلا للرجال .
فقال لهم علاء الدين :
أنا ما لي حاجة بالسفر وليس للراحة قيمة .
فقال واحد منهم لرفيقه :
هذا مثل السمك إن فارق الماء مات .
ثم قالوا له :
يا علاء الدين ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل المكسب .
فحصل لعلاء الدين غيظ بسبب ذلك وطلع من عند الأولاد وهو باكي العين فقالت له أمه :
ما يبكيك يا ولدي ?
فقال لها علاء الدين :
إن أولاد التجار جميعاً يعايرونني وقالوا لي :
ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل أن يكسبوا الدراهم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:26 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثالثة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال لوالدته :
إن أولاد التجار عايروني وقالوا لي :
ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل أن يكسبوا الدراهم والدنانير .
فقالت أمه :
يا ولدي هل مرادك السفر ?
قال علاء الدين :
نعم .
فقالت له أمه :
تسافر إلى أي البلاد ?
فقال لها علاء الدين :
إلى مدينة بغداد فإن الإنسان يكسب فيها المثل مثلين .
فقالت له أمه :
يا ولدي إن أباك عنده مال كثير وإن لم يجهز لك متجراً من ماله فأنا أجهز لك متجراً من عندي .
فقال لها علاء الدين :
خير البر عاجله فإن كان معروفاً فإن هذا وقته .
فأحضرت العبيد وأرسلتهم إلى الذين يحزمون القماش وفتحت حاصلاً وأخرجت منه قماشاً وحزموا عشرة أحمال .
هذا ما كان من أمر أمه .
وأما ما كان من أمر أبيه فإنه التفت فلم يجد ابنه علاء الدين في البستان فسأل عنه فقالوا انه ركب بغلته وراح إلى البيت ، فركب وتوجه خلفه فلما دخل منزله رأى أحمالاً محزومة فسأل عنها فأخبرته زوجته بما وقع من أولاد التجار لولده علاء الدين فقال له :
يا ولدي خيب الله الغربة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من سعادة المرء أن يرزق في بلده .
وقال الأقدمون :
دع السفر ولو كان ميلاً .
ثم قال شمس الدين لولده :
هل صممت على السفر ولا رجعت عنه ?
فقال له ولده :
لابد لي من السفر إل بغداد بمتجر وإلا قلعت ثيابي ولبس ثياب الدراويش وطلعت سائحاً في البلاد .
فقال له شمس الدين :
ما أنا محتاج ولا معدم بل عندي مال كثير .
وأراه جميع ما عنده من المال والمتاجر والقماش وقال له :
أنا عندي لكل بلد ما يناسبها من القماش والمتاجر .
وأراه من جمل ذلك أربعين حملاً محزمين ومكتوباً على كل حمل ثمنه ألف دينار ، ثم قال :
يا ولدي خذ الأربعين حملاً والعشرة أحمال التي من عند أمك وسافر مع سلامة الله تعالى ولكن يا ولدي أخاف عليك من غابة في طريقك تسمى غابة الأسد وواد هناك يقال له واد الكلاب فإنهما تراوح فيهما الأرواح بغير سماح .
فقال له علاء الدين :
لماذا يا والدي ?
فقال شمس الدين :
من بدوي قاطع الطريق يقال له : عجلان .
فقال له علاء الدين :
الرزق رزق الله وإن كان لي فيه نصيب لم يصبني ضرر .
ثم ركب علاء الدين مع والده وسار إلى سوق الدواب وإذا بعكام نزل من فوق بغلته وقبل يد شاه بندر التجار وقال له :
والله زمان يا سيدي ما استقضينا في تجارات .
فقال له شمس الدين :
لكل زمان دولة ورجال ورحم الله من قال :
وشيخ في جهات الأرض يمشي ........ ولحيته تقـابـل ركـبـتـيه
فقلت له لمـاذا أنـت مـحـن ........ فقال وقد لوى نـحـوي يديه
شبابي في الثرى قد ضاع مني ........ وها أنا منحن بحـثـاً عـلـيه
فلما فرغ من شعره قال شمس الدين :
يا مقدم ما مراده السفر إلا ولدي هذا .
فقال له العكام :
الله يحفظه عليك .
ثم إن شاه بندر التجار عاهد بين ولده وبين العكام وجعله ولده وأوصاه عليه وقال له :
خذ هذه المائة دينار لغلمانة .
ثم إن شاه بندر التجار اشترى ستين بغلاً وستر السيد عبد القادر الجيلاني وقال له :
يا ولدي أنا غائب وهذا أبوك عوضاً عني وجميع ما يقوله لك طاوعه فيه .
ثم توجه بالبغال والغلمان وعملوا في تلك الليلة ختمة ومولد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ولما أصبح الصباح أعطى شاه بندر التجار لولده عشرة آلاف دينار وقال له :
إذا دخلت بغداد ولقيت القماش رائجاً معه ، فبعه وإن لقيت حاله واقفاً اصرف من هذه الدنانير .
ثم حملوا البغال وودعوا بعضهم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:27 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الرابعة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين والعكام لما أمروا العبيد أن يحملوا البغال ودعوا شاه بندر التجار والد علاء الدين وساروا حتى خرجوا من المدينة وكان محمود البلخي تجهز للسفر إلى جهة بغداد ، وأخرج حموله ونصب صواوينه خارج المدينة وقال في نفسه :
ما تحظى بهذا الولد إلا في الخلاء لأنه لا واشي ولا رقيب يعكر عليك .
وكان لأبو الولد ألف دينار عند محمود البلخي بقية معاملة فذهب إليه وودعه وقال له :
أعط الألف دينار لولدي علاء الدين وأوصاه عليه وقال له :
إنه مثل ولدك .
فاجتمع علاء الدين بمحمود الذي قدم لعلاء الدين المأكل والمشرب هو وجماعته ، ثم توجهوا للسفر وكان للتاجر محمود البلخي أربعة بيوت واحد في مصر وواحد في الشام وواحد في حلب وواحد في بغداد ولم يزالوا مسافرين في البراري والقفار حتى أشرفوا على الشام فأرسل محمود عبده إلى علاء الدين فرآه قاعداً يقرأ فتقدم وقبل يديه فقال :
ما تطلب ?
فقال له العبد :
سيدي يسلم عليك ويطلبك لعزومتك في منزله .
فقال له علاء الدين :
لما أشاور أبي المقدم كمال الدين العكام .
فشاوره على الرواح فقال له المقدم :
لا ترح .
ثم سافروا من الشام إلى أن دخلوا إلى حلب فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل يطلب علاء الدين فشاور المقدم فمنعه وسافروا من حلب إلى أن بقي بينهم وبين بغداد مرحلة فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل بطلب علاء الدين ، فشاور المقدم فمنعه ، فقال علاء الدين :
لابد لي من الرواح .
ثم قام وتقلد بسيف تحت ثيابه وسار إلى أن دخل على محمود البلخي فقام لملتقاه وسلم عليه وأحضر له سفرة عظيمة فأكلوا وشربوا وغسلوا أيديهم ومال محمود البلخي على علاء الدين ليأخذ منه قبلة فلاقاه في كفه وقال له :
ما مرادك أن تعمل ?
فقال محمود البلخي :
إني أحضرتك ومرادي أعمل معك حظاً في هذا المجال ونفسر قول من قال :
أيمكن أن تجيء لنا لحـظـه ........ كجلب شويهة أو شي بيضـه
وتأكل ما تيسر مـن خـبـيز ........ وتقبض ما تحمل من فضيضه
وتحمل ما تشاء بغير عـسـر ........ شبيراً أو فتيراً أو قبـيضـه
ثم إن محمود البلخي هم بعلاء الدين وأراد أن يفترسه فقام علاء الدين وجرد سيفه وقال له :
واشيبتاه أما تخشى الله وهو شديد المحال ولم تسمع قول من قال :
احفظ مشيبك من عيب يدنسـه ........ إن البياض سريع الحمل للدنس
فلما فرغ علاء الدين من شعره قال لمحمود :
إن هذه البضاعة أمانة الله لا تباع ، ولو بعتها لغيرك بالذهب لما بعتها لك بالفضة ، ولكن والله يا خبيث ما بقيت أرافقك أبداً .
ثم رجع علاء الدين إلى المقدم كمال الدين وقال له :
إن هذا رجل فاسق فأنا ما بقيت أرافقه أبداً ، ولا أمشي معه في الطريق .
فقال له المقدم :
يا ولدي قلت لك لا تروح عنده ، ولكن يا ولدي إن افترقنا منه نخشى على أنفسنا التلف فخلنا قفلاً واحداً .
فقال له علاء الدين :
لا يمكن أن أرافقه في الطريق أبداً ثم حمل علاء الدين حموله وسار هو ومن معه إلى أن نزلوا في واد وأرادوا أن يحطوا فيه فقال العكام :
لا تحطوا هنا واستمروا رائحين وأسرعوا في المسير لعلنا نحصل بغداد قبل أن تقفل أبوابها فإنهم لا يفتحونها ولا يقفلونها إلا بعد الشمس خوفاً على المدينة أن يملكها الروافض ويرموا كتب العلم في دجلة .
فقال له علاء الدين :
يا والدي أنا ما توجهت بهذا المتجر إلى هذا البلد لأجل أن أتسبب بل لأجل الفرجة على بلاد الناس .
فقال له المقدم :
يا ولدي نخشى عليك وعلى مالك من العرب .
فقال له علاء الدين : هل أنت خادم أو مخدوم ? أنا ما أدخل بغداد إلا في وقت الصباح لأجل أن تنظر أولاد بغداد إلى متجري ويعرفونني .
فقال له العكام :
افعل ما تريد فأنا أنصحك وأنت تعرف خلاصك .
فأمرهم علاء الدين بتنزيل الأحمال عن البغال فأنزلوا الأحمال ونصبوا الصيوان واستمروا مقيمين إلى نصف الليل ، ثم طلع علاء الدين يزيل ضرورة فرأى شيئاً يلمع على بعد فقال للعكام :
يا مقدم ما هذا الشيء الذي يلمع ?
فتأمل العكام وحقق النظر فرأى الذي يلمع أسنة رماح وسيوفاً بدوية ، وإذا بهم عرب ورئيسهم يسمى شيخ العرب عجلان أبو ناب ، ولما قرب العرب منهم ورأوا حمولهم قالوا لبعضهم :
يا ليلة الغنيمة .
فلما سمعوهم يقولون ذلك قال المقدم كمال الدين العكام :
حاسب يا أقل العرب ....
فلطشه أبو ناب بحربته في صدره فخرجت تلمع من ظهره فوقع على باب الخيمة قتيلاً فقال السقا :
حاسب يا أخس العرب ...
فضربوه بسيف على عاتقه فخرج يلمع من علائقه ووقع قتيلاً ، كل هذا جرى وعلاء الدين واقف ينظر ، ثم إن العرب جالوا وصالوا على القافلة فقتلوهم ولم يبق أحد من طائفة علاء الدين ثم حملوا الأحمال على ظهور البغال وراحوا فقال علاء الدين لنفسه :
ما يقتلك إلا بغلتك وبدلتك هذه .
فقام وقطع البدلة ورماها على ظهر البغلة وصار بالقميص والسروال فقط والتفت قدامه إلى باب الخيمة فوجد بركة دم سائلة من القتلى فصار يتمرغ فيها بالقميص والسروال حتى صار كالقتيل الغريق في دمه .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر شيخ العرب عجلان فإنه قال لجماعته :
يا عرب هذه القافلة داخلة من مصر أو خارجة من بغداد .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:27 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الخامسة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن البدوي لما قال لجماعته :
يا عرب هذه القافلة داخلة من مصر أو خارجة من بغداد .
فقالوا له :
داخلة من مصر إلى بغداد .
فقال لهم البدوي :
ردوا على القتلى لأني أظن أن صاحب هذه القافلة لم يمت .
فرد العرب على القتلى وصاروا يردون القتلى بالطعن والضرب إلى أن وصلوا إلى علاء الدين وكان قد ألقى نفسه بين القتلى . فلما وصلوا إليه قالوا :
أنت جعلت نفسك ميتاً فنحن نكمل قتلك .
وسحب البدوي الحربة وأراد أن يغرزها في صدر علاء الدين فقال علاء الدين : يا بركتك يا سيدتي نفيسة هذا وقتك .
وإذا بعقرب لدغ البدوي في كفه ، فصرخ وقال :
يا عرب تعالوا إلي فإني لدغت .
ونزل من فوق ظهر فرسه فأتاه رفقاؤه وأركبوه ثانية على فرسه وقالوا له :
أي شيء أصابك ?
فقال لهم :
لدغني عقرب .
ثم أخذوا القافلة وساروا .
هذا ما كان من أمرهم .
وأما ما كان من أمر محمود البلخي فإنه أمر بتحميل الأحمال وسافر إلى أن وصل إلى غابة الأسد فوجد غلمان علاء الدين كلهم قتلى وعلاء الدين نائماً وهو عريان بالقميص والسروال فقط فقال له :
من فعل بك هذه الفعال وخلاك في أسوأ حال ?
فقال له :
العرب ?
فقال :
يا ولدي فداك البغال والأموال وتسل بقول من قال :
إذا سلمت هام الرجال من الردى ........ فما المال إلا مثل قص الأظافر
ولكن يا ولدي انزل ولا تخشى بأساً .
فنزل علاء الدين من شباك الصهريج وأركبه بغلة وسافروا إلى أن دخلوا مدينة بغداد في دار محمود البلخي فأمر بدخول علاء الدين الحمام وقال له :
المال والأحمال فداؤك يا ولدي وإن طاوعتني أعطيك قدر مالك وأحمالك مرتين .
وبعد طلوعه من الحمام أدخله قاعه مزركشة بالذهب لها أربعة لواوين ، ثم أمر بإحضار سفرة فيها جميع الأطعمة فأكلوا وشربوا ومال محمود البلخي على علاء الدين ليأخذ من خده قبلة فلقيها علاء الدين بكفه وقال له :
هل أنت إلى الآن قابع لضلالك أما قلت لك :
أنا لو كنت بعت هذه البضاعة لغيرك بالذهب ما كنت أبيعها لك بالفضة ?
فقال محمود البلخي :
أنا ما أعطيتك المتجر والبغلة والبدلة إلا لأجل هذه القضية فإنني من غرامي بك في خيال .
فقال له علاء الدين :
إن هذا شيء لا يمكن أبداً فخذ بدلتك وبغلتك وافتح الباب حتى أروح .
ففتح الباب فطلع علاء الدين والكلاب تنبح وراءه وسار فبينما هو سائر إذ بباب مسجد فدخل في دهليز المسجد واستكن فيه وإذا بنور مقبل عليه فتأمله فرأى فانوسين في يد عبدين قدام اثنين من التجار واحد منهما إختيار حسن الوجه ، والثاني شاب فسمع الشاب يقول لإختيار :
بالله يا عمي أن ترد لي بنت عمي .
فقال له التاجر :
أما نهيتك مراراً عديدة وأنت جاعل الطلاق مصحفك ?
ثم إن الإختيار التفت على يمينه فرأى ذلك الولد كأنه فلقة قمر فقال :
يا غلام من أنت ?
فقال له علاء الدين :
أنا علاء الدين بن شمس الدين شاه بندر التجار بمصر وتمنيت على والدي المتجر فجهز لي خمسين حملاً من البضاعة .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:28 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة السادسة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال :
فجهز لي خمسين حملاً من البضاعة وأعطاني عشرة آلاف دينار ، وسافرت حتى وصلت إلى غابة الأسد فطلع علي العرب وأخذوا مالي وأحمالي فدخلت هذه المدينة وما أدري أين أبيت فرأيت هذا المحل فاستكنت فيه .
فقال له التاجر :
يا ولدي ما تقول في أني أعطيك ألف دينار وبدلة بألف دينار .
فقال له علاء الدين :
على أي وجه تعطيني ذلك يا عمي ?
فقال له التاجر :
إن هذا الغلام الذي معي ولم يكن لأبيه غيره وأنا عندي بنت لم يكن لي غيرها تسمى زبيدة العودية وهي ذات حسن وجمال فزوجتها له وهو يحبها وهي تكرهه فحنث يمينه بالطلاق الثلاث فما صدقت زوجته بذلك حتى افترقت منه فشاروا علي جميع الناس أني أردها له فقلت له :
هذا لا يصح إلا بالمحلل .
واتفقت معه على أن نجعل المحلل له واحداً غريباً لا يعايره أحد بهذا الأمر وحيث كنت أنت غريباً فتعالى معنا لكتب كتابك عليها وتبيت عندها هذه الليلة وتصبح تطلقها ونعطيك ما ذكرته لك .
فقال علاء الدين في نفسه :
مبيتي ليلة مع عروس في بيت على فراش أحسن من مبيتي في الأزقة والدهاليز فسار معهما إلى القاضي .
فلما نظر القاضي إلى علاء الدين وقعت محبته في قلبه وقال لأبي البنت :
أي شيء مرادكم ?
فقال التاجر :
مرادنا أن نعمل هذا محللاَ لبنتنا ولكن نكتب عليه حجة بمقدم الصداق عشرة آلاف دينار فإذا بات عندها وأصبح طلقها أعطيناه بدلة بألف دينار .
فعقدوا العقد على هذا الشرط وأخذ أبو البنت حجة بذلك ثم أخذ علاء الدين معه وألبسه البدلة وساروا به إلى أن وصلوا دار ابنته ، فأوقفه على باب الدار ودخل على ابنته وقال لها :
خذي حجة صداقك ، فإني كتبت على شاب مليح يسمى علاء الدين أبي الشامات فتوصي به غاية الوصاية .
ثم أعطاها الحجة وتوجه إلى بيته .
وأما ابن عم البنت فإنه كان له قهرمانة تتردد على زبيدة العودية بنت عمه وكان يحسن إليها فقال لها :
يا أمي إن زبيدة بنت عمي متى رأت هذا الشاب المليح لا تقبلني بعد ذلك فأنا أطلب منك أن تعملي حيلة وتمنعي الصبية عنه .
فقالت له القهرمانة :
وحياة شبابك ما أخليه يقربها .
ثم إنها جاءت لعلاء الدين وقالت له :
يا ولدي أنصحك بالله تعالى فاقبل نصيحتي ولا تقرب تلك الصبية ودعها تنام وحدها ولا تلمسها ولا تدن منها .
فقال علاء الدين :
لأي شيء ?
فقالت له القهرمانة :
إن جسدها ملآن بالجذام وأخاف عليك منها أن تعدي شبابك المليح .
فقال لها علاء الدين :
ليس لي بها حاجة .
ثم انتقلت إلى الصبية وقالت لها مثل ما قالت لعلاء الدين فقالت لها :
لا حاجة لي به بل أدعه ينام وحده ولما يصبح الصباح يروح لحال سبيله .
ثم دعت الجارية وقالت لها :
خذي سفرة الطعام وأعطيها له يتعشى .
فحملت الجارية سفرة الطعام ووضعتها بين يديه فأكل حتى اكتفى ، ثم قعد وقرأ سورة يس بصوت حسن فصغت له الصبية فوجدت صوته يشبه مزامير آل داود ، فقالت في نفسها :
الله ينكد على هذه العجوز التي قالت لي عليه انه مبتلى بالجذام فمن كانت به هذه الحالة لا يكون صوته هكذا وإنما هذا الكلام كذب .
ثم إنها وضعت في يديها عوداً من صنعة الهنود وأصلحت أوتاره وغنت عليه بصوت يوقف الطير في كبد السماء وأنشدت هذين البيتين :
تعشقت ظبياً ناعس الطرف أحورا ........ تغار غصون البان منه إذا مشى
بما تغني والغير يحظى بوصلـه ........ وذلك فضل الله يؤتيه مـن يشـا
فلما سمعها انشدت هذا الكلام بعد أن ختم السورة غنى وانشد هذا البيت :
سلامي على ما في الثياب من القد ........ وما في خدود البساتين من الورد
فقامت الصبية وقد زادت محبتها له ورفعت الستارة فلما رآها علاء الدين أنشد هذين البيتين :
بدت قمر ومالت غصن بان ........ وفاحت عنبراً ورنت غزالا
كأن الحزن مشغوف بقلبـي ........ فساعة هجرها يجد الوصالا
ثم إنها خطرت تهز أرداف تميل بأعطاف صنعة خفي الألطاف ونظر كل واحد منهما نظرة أعقبتها ألف حسرة ، فلما تمكن في قلبه منها سهم اللحظين أنشد هذين البيتين :
بدت قمر السماء فأذكرتني ........ ليالي وصلها بالرقمتـين
كلانا ناظر قمراً ولـكـن ........ رأيت بعينها ورأت بعيني
فلما قربت منه ولم يبق بينه وبينها غير خطوتين وانشد هذين البيتين :
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ........ في ليلة فأرت ليالي أربـعـا
واستقبلت قمر السماء بوجهها ........ فأرتني القمرين في وقت معا
فلما أقبلت عليه قال لها :
ابعدي عني لئلا تعديني فكشفت عن معصمها فانفرق المعصم فرقتين وبياضه كبياض اللجين .
ثم قالت له :
ابعد عني فإنك مبتلى بالجذام كما أخبرتني العجوز لئلا تعديني .
فقال لها علاء الدين :
وأنا الآخر أخبرتني العجوز أنك مصابة بالبرص .
ثم كشف لها عن ذراعه فوجدت بدنه كالفضة النقية فضمته إلى حضنها وضمها إلى صدره واعتنق الاثنان بعضهما ، وباتوا ليلتهما في فراشهما كأي زوجين ، وخابت خطة العجوز القهرمانه .
فلما أصبح الصباح قال لها :
يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار .
فقالت له زبيدة :
ما معنى هذا الكلام ?
فقال لها علاء الدين :
سيدتي ما بقي لي قعود معك غير هذه الساعة .
فقالت له زبيدة :
من يقول ذلك ? .
فقال لها علاء الدين :
إن أباك كتب علي حجة بعشرة آلاف دينار مهرك وإن لم أوردها هذا اليوم حبسوني عليها في بيت القاضي والآن يدي قصيرة عن نصف فضة واحد من العشرة آلاف دينار .
فقالت له زبيدة :
يا سيدي هل العصمة بيدك أو بأيديهم ?
فقال لها علاء الدين :
العصمة بيدي ولكن ما معي شيء .
فقالت له زبيدة :
إن الأمر سهل ولا تخشى شيئاً ولكن خذ هذه المائة دينار ولو كان معي غيرها لأعطيتك ما تريد فإن أبي من محبته لابن أخيه حول جميع ماله من عندي إلى بيته حتى صيغتي أخذها كلها ، وإذا أرسل إليك رسولاً من طرف الشرع في غد .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:28 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة السابعة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية قالت لعلاء الدين :
وإذا أرسلوا إليك رسولاً من طرف الشرع في غد وقال لك القاضي وأبي :
طلق .
فقل لهما :
في أي مذهب يجوز أنني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ?
ثم إنك تقبل يد القاضي وتعطيه إحساناً وكذا كل شاهد تقبل يده وتعطيه عشرة دنانير فكلهم يتكلمون معك فإذا قالوا لك :
لأي شيء ما تطلق وتأخذ ألف دينار والبغلة والبدلة على حكم الشرط الذي شرطناه عليك ?
فقل لهم :
أنا ما عندي فيها كل شعرة بألف دينار ولا أطلقها أبداً ولا آخذ بدلة ولا غيرها .
فإذا قال لك القاضي :
ادفع المهر .
فقل له :
أنا معسر الآن .
وحينئذ يسترفق بك القاضي والشهود ويمهلونك مدة .
فبينما هما في الكلام وإذا برسول القاضي يدق الباب فخرج إليه فقال له الرسول :
كلم الأفندي ، فإن نسيبك طالبك .
فأعطاه خمسة دنانير وقال له :
يا محضر في أي شرع أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ?
فقال له المحضر :
لا يجوز عندنا أبداً وإن كنت تجهل الشرع فأنا أعمل وكيلك .
وساروا إلى المحكمة ، فقالوا له :
لأي شيء لم تطلق المرأة وتأخذ ما وقع عليه الشرط ?
فتقدم إلى القاضي وقبل يده ووضع فيها خمسين ديناراً وقال له :
يا مولانا القاضي في أي مذهب أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح قهراً عني ?
فقال القاضي :
لا يجوز الطلاق بالإجبار في أي مذهب من المسلمين .
فقال أبو الصبية :
إن لم تطلق فادفع الصداق عشرة آلاف دينار .
فقال علاء الدين :
أمهلني ثلاثة أيام .
فقال القاضي :
لا تكفي ثلاثة أيام في المهلة يمهلك عشرة أيام .
واتفقوا على ذلك وشرطوا عليه بعد عشرة أيام وإما الطلاق ، فطلع من عندهم على هذا الشرط فأخذ اللحم والأرز والسمن وما يحتاج إليه من المأكل وتوجه إلى البيت فدخل على الصبية وحكى جميع ما جرى له فقالت له :
بين الليل والنهار يساوي عجائب ولله در من قال :
كن حليماً إذا بليت بغـيظ ........ وصبوراً إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى ........ مثقلات يلدن كل عجيبة
ثم قامت وهيأت الطعام وأحضرت السفرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا ، ثم طلب منها أن تعمل نوبة سماع فأخذت العود وعملت نوبة يطرب منها الحجر الجلمود ونادت الأوتار في الحضرة يا داود ودخلت في دارج النوبة ، فبينما هما في حظ ومزاح وبسط وانشراح وإذا بالباب يطرق فقالت له :
قم انظر من في الباب فنزل وفتح الباب فوجد أربعة دراويش واقفين فقال لهم :
أي شيء تطلبون ?
فقالوا له :
يا سيدي نحن دراويش غرباء الديار وقوت روحنا السماع ورقائق الأشعار ومرادنا أن نرتاح عندك هذه الليلة إلى وقت الصباح ثم نتوجه إلى حال سبيلنا وأجرك على الله تعالى فإننا نعشق السماع وما فينا واحد إلا ويحفظ القصائد والأشعار والموشحات .
فقال لهم علاء الدين :
علي مشورة .
ثم طلع وأعلمها فقالت له زبيدة :
افتح لهم الباب .
وأطلعهم وأجلسهم ورحب بهم ثم احضر لهم طعاماً فلم يأكلوا وقالوا له :
يا سيدي إن زادنا ذكر الله بقلوبنا وسماع المغاني بآذاننا ، ولله در من قال :
وأم القصد إلا أن يكون اجتماعنا ........ وما الأكل إلا سمة البـهـائم
وقد كنا نسمع عندك سماعاً لطيفاً فلما طلعنا بطل السماع فيا هل ترى التي كانت تعمل النوبة جارية بيضاء أو سوداء أو بنت ناس ?
فقال لهم علاء الدين :
هذه زوجتي وحكى لهم كل ما جرى له وقال لهم :
إن نسيبي عمل علي عشرة آلاف دينار مهرها وأمهلوني عشرة أيام .
فقال درويش منهم :
لا تحزن ولا تأخذ في خاطرك إلا الطيب فأنا شيخ التكية وتحت يدي أربعون درويشاً أحكم عليهم وسوف أجمع لك العشرة آلاف دينار منهم وتوفي المهر الذي عليك لنسيبك ولكن قل لها أن تعمل لنا نوبة لأجل نحظى بسماعها ويحصل لنا انتعاش فإن السماع لقوم كالغذاء لقوم ولقوم كالدواء ولقوم كالمروحة .
وكان هؤلاء الدراويش الأربعة هم ، الخليفة هارون الرشيد والوزير جعفر البرمكي وأبو نواس الحسن بن هانئ ومسرور سياف النقمة ، وسبب مرورهم على هذا البيت أن الخليفة حصل له ضيق صدر فقال للوزير :
إن مرادنا أن ننزل ونشق في المدينة لأنه حاصل عندي ضيق صدر .
فلبسوا لبس الدراويش ونزلوا في المدينة فجازوا على تلك الدار فسمعوا النوبة فأحبوا أن يعرفوا حقيقة الأمر ، ثم إنهم باتوا في حظ ونظام ومناقلة كلام إلى أن أصبح الصباح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وتوجهوا إلى حال سبيلهم ، فلما رفعت الصبية السجادة رأت مائة دينار تحتها فقالت لزوجها :
خذ هذه المائة دينار التي وجدتها تحت السجادة لأن الدراويش حطوها قبل ما يروحوا وليس عندنا علم بذلك .
فأخذها علاء الدين وذهب إلى السوق واشترى اللحم والأرز والسمن وكل ما يحتاج إليه وفي ثاني ليلة أوقد الشمع .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:30 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثامنة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين أوقد الشمع في ثاني ليلة وقال لزوجته زبيدة :
إن الدراويش لم يأتوا بالعشرة آلف دينار التي وعدوني بها ولكن هؤلاء فقراء .
فبينما هما في الكلام وإذا بالدراويش قد طرقوا الباب فقالت له :
انزل افتح لهم .
ففتح لهم وطلعوا فقال لهم :
هل أحضرتم العشرة آلاف دينار التي وعدتموني بها ?
فقالوا الدراويش :
ما تيسر منها شيء ولكن لا تخشى بأساً إن شاء الله في غد نطبخ لك طبخة كيمياء وأأمر زوجتك أن تسمعنا نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود .
فباتوا في هناء وسرور ومسامرة وحبور إلى أن طلع الصباح وأضاء بنوره ولاح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وانصرفوا من عنه إلى حال سبيلهم .
ولم يزالوا يأتون إليه على هذه الحال مدة تسع ليال وكل ليلة يحط الخليفة تحت السجادة مائة دينار إلى أن أقبلت الليلة العاشرة فلم يأتوا وكان السبب في انقطاعهم أن الخليفة أرسل إلى رجل عظيم من التجار وقال له :
أحضر لي خمسين حملاً من الأقمشة التي تجئ من مصر .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:31 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة التاسعة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أمير المؤمنين قال لذلك التاجر :
أحضر لي خمسين حملاً من القماش الذي يجئ من مصر يكون كل حمل ثمنه ألف دينار واكتب على كل حمل ثمنه وأحضر لي عبداً حبشياً .
فأحضر له التاجر كل ما أمره به الخليفة ، ثم إن الخليفة أعطى العبد طشتاً وإبريقاً من الذهب وهدية والخمسين حملاً وكتب كتاباً على لسان شمس الدين شاه بندر التجار بمصر والد علاء الدين وقال له :
خذ هذه الأحمال وما معها ورح بها إلى الحارة الفلانية التي فيها بيت شاه بندر التجار وقل :
أين سيدي علاء الدين أبو الشامات .
فإن الناس يدلونك على الحارة وعلى البيت .
فأخذ العبد الأحمال وما معها وتوجه كم أمره الخليفة .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر ابن عم الصبية فإنه توجه إلى أبيها وقال له :
تعالى نروح لعلاء الدين لنطلق بنت عمي .
فنزل وسار هو وأبوه وتوجها إلى علاء الدين فلما وصل إلى البيت وجدا خمسين بغلاً وعليها خمسين حملاً من القماش وعبداً راكب بغلة فقالا له :
لمن هذه الأحمال ?
فقال العبد :
لسيدي علاء الدين أبو الشامات ، فإن أباه كان قد جهز له متجراً وسفره إلى مدينة بغداد فطلع عليه العرب فأخذوا ماله وأحماله فبلغ الخبر إلى أبيه فأرسلني إليه بأحمال عوضها وأرسل معي بغلاً عليه عشرة ألاف دينار وبقجة تساوي جملة من المال وكرك سمور وطشتاً وإبريقاً من الذهب .
فقال أبو البنت :
هذا نسيبي وأنا أدلك على بيته .
فبينما علاء الدين قاعد في البيت وهو في غم شديد وإذا بالباب يطرق فقال علاء الدين :
يا زبيدة الله أعلم أن أباك أرسل لي رسولاً من طرف القاضي أو من طرف الوالي .
فقالت له زبيدة :
انزل وانظر الخبر .
فنزل وفتح الباب فرأى نسيبه شاه بندر التجار أبا زبيدة ورأى عبداً حبشياً أسمر اللون حلو المنظر راكباً فوق بغلة فنزل العبد وقبل يديه فقال له :
أي شيء تريد ?
فقال له العبد :
أنا عبد سيدي علاء الدين أبي الشامات بن شمس الدين شاه بندر التجار بأرض مصر وقد أرسلني إليه أبوه بهذه الأمانة .
ثم أعطاه الكتاب فأخذه علاء الدين وفتحه وقرأه فرأى مكتوباً فيه :
يا كتابي إذا رآك حبـيبـي ........ قبل الأرض والنعال لـديه
وتمهل ولا تكن بعـجـول ........ إن روحي وراحت في يديه
بعد السلام والتحية والإكرام من شمس الدين إلى ولده علاء الدين :
اعلم يا ولدي أنه بلغني خبر قتل رجالك ونهب أموالك وأحمالك فأرسلت إليك غيرها هذه الخمسين حملاً من القماش المصري والبدلة والكر السمور والطشت والإبريق الذهب ولا تخشى بأساً والمال فداؤك يا ولدي ولا يحصل لك حزن أبداً ، وإن أمك وأهل البيت طيبون بخير وهم يسلمون عليك كثير السلام ، وبلغني يا ولدي خبر وهو أنهم عملوك محللاً للبنت زبيدة العودية وعملوا عليك مهرها عشرة ألاف دينار فهي واصلة إليك صحبة الأحمال مع عبدك سليم .
فلما فرغ من قراءة الكتاب تسلم الأحمال ، ثم التفت إلى نسيبه .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nedo_2020
مشرف قسم
مشرف قسم
nedo_2020


ذكر
عدد المشاركات : 824
العمر : 40
عــدد النقــاط : 57896
تاريخ التسجيل : 15/07/2008

تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!   تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:31 pm

تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما التفت إلى نسيبه قال له :
يا نسيبي خذ العشرة ألاف دينار مهر ابنتك زبيدة وخذ الأحمال تصرف فيها ولك المكسب ورد لي رأس المال .
فقال له أبو زبيدة :
لا والله لا آخذ شيئاً وأما مهر زوجتك فاتفق أنت وإياها من جهته .
فقام علاء الدين هو ونسيبه ودخلا البيت بعد إدخال الحمول فقالت زبيدة لأبيها :
يا أبي لمن هذه الأحمال ?
فقال لها أبوها :
هذه الأحمال لعلاء الدين زوجك أرسلها إليه أبوه عوضاً عن الأحمال التي أخذها العرب منه وأرسل إليه العشرة ألاف دينار وبقجة وكرك سمور وبغلة وطشتاً وإبريقاً ذهباً ، وأما من جهة مهرك فالرأي إليه لك فيه .
فقام علاء الدين وفتح الصندوق وأعطاها إياه فقال الولد ابن عم البنت :
يا عم خل علاء الدين يطلق لي امرأتي ?
قال له عمه :
هذا شيء ما بقي يصح أبداً والعصمة بيده .
فراح الولد مهموماً مقهوراً ورقد في بيته ضعيفاً فكانت القاضية فمات .
وأما علاء الدين فإنه طلع إلى السوق بعد أن أخذ الأحمال وأخذ ما يحتاج إليه من المأكل والمشرب والسمن وعمل نظاماً مثل كل ليلة وقال لزبيدة :
انظري هؤلاء الدراويش الكذابين قد وعدونا وأخلفوا وعدهم .
فقالت له زبيدة :
أنت ابن شاه بندر التجار وكانت يدك قصيرة عن نصف فضة فكيف بالمساكين الدراويش ?
فقال لها علاء الدين :
أغنانا الله تعالى عنهم ولكن ما بقيت أفتح لهم الباب إذا أتوا إلينا .
فقالت له زبيدة :
لأي شيء والخير ما جاءنا إلا إلى قدومهم وكل ليلة يحطون تحت السجادة لنا مائة دينار فلابد أن تفتح لهم الباب إذا جاؤوا .
فلما ولى النهار بضيائه وأقبل الليل أوقد الشمع وقال لها :
يا زبيدة قومي اعملي لنا نوبة .
وإذا بالباب يطرق فقالت له :
قم انظر من بالباب .
فنزل وفتح الباب رآهم الدراويش فقال :
مرحباً بالكذابين اطلعوا .
فطلعوا معه وأجلسهم وجاء لهم بسفرة الطعام فأكلوا وشربوا وتلذذوا وبعد ذلك قالوا له :
يا سيدي إن قلوبنا عليك مشغولة أي شيء جرى لك مع نسيبك ?
فقال لهم علاء الدين :
عوض الله علينا بما فوق المراد .
فقالوا له الدراويش :
والله إنا كنا خائفين عليك .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

إلى اللقاء مع الليله القادمه
تقبلوا تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احساس  :: القســــــم الثقـــافى :: ::المنتدى الثقـــافى::-
انتقل الى: