كاتب الموضوع | رسالة |
---|
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:26 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثانية والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن شاه بندر التجار وعد التجار بالسماط وقال لهم : يكون اجتماعنا في البستان . فلما أصبح الصباح أرسل الفراش للقاعة والقصر الذين في البستان وأمره بفرشهما وأرسل آلة الطبخ من خرفان وسمن وغير ذلك مما يحتاج إليه الحال وعمل سماطين سماطاً في القصر وسماطاً في القاعة وتحرم التاجر شمس الدين وتحرم ولده علاء الدين وقال له : يا ولدي إذا دخل الرجل الشائب فأنا أتلقاه وأجلسه على السماط الذي في القصر وأنت ولدي إذا دخل الولد الأمر فخذه وادخل به القاعة وأجلسه على السماط . فقال له علاء الدين : لأي شيء يا أبي تعمل سماطين واحد للرجال وواحد للأولاد ? فقال شمس الدين : يا ولدي إن الأمرد يستحي أن يأكل عند الرجال . فاستحسن ذلك ولده فلما جاء التجار صار شمس الدين يقابل الرجال ويجلسهم في القصر وولده علاء الدين يقابل الأولاد ويجلسهم في القاعة ثم وضعوا الطعام وشربوا الشرابات وأطلقوا البخور ثم قعد الإختيارية في مذاكرة العلم والحديث وكان بينهم تاجر يسمى محمود البلخي وكان مسلماً في الظاهر ومجوساً في الباطن وكان يبغي الفساد ويهوى الأولاد فنظر إلى علاء الدين نظرة أعقبته ألف حسرة وعلق له الشيطان جوهرة في وجهه فأخذه به الغرام والوجد والهيام وكان ذلك التاجر الذي اسمه محمود البلخي يأخذ القماش والبضائع من والد علاء الدين . ثم إن محمود البلخي قام يتمشى وانعطف نحوا الأولاد فقاموا لملتقاه وكن علاء الدين فقام يزيل الضرورة فالتفت التاجر محمود إلى الأولاد وقال لهم : إن طيبتم خاطر علاء الدين على السفر معي أعطيت كل واحد منكم بدلة تساوي جملة من المال . ثم توجه من عندهم إلى مجلس الرجال فبينما الأولاد جالسون وإذا بعلاء الدين أقبل عليهم فقاموا لملتقاه وأجلسوه بينهم في صدر المقام فقام ولد منهم وقال لرفيقه : يا سيدي حسن أخبرني برأس المال الذي عندك تبيع فيه وتشتري من أين جاءك ? فقال له : أنا لما كبرت ونشأت وبلغت مبلغ الرجال قلت لأبي : يا والدي أحضر لي متجراً . فقال لي : يا ولدي أنا ما عندي شيء ولكن رح خذ مالاً من واحد تاجر واتجر به وتعلم البيع والشراء والأخذ والعطاء . فتوجهت إلى واحد من التجار واقترضت منه ألف دينار فاشتريت بهما قماشاً وسافرت به إلى الشام فربحت المثل مثلين ثم أخذت من الشام وسافرت به إلى بغداد وبعته فربحت المثل مثلين ولم أزل حتى صار رأس مالي نحو عشرة آلاف دينار . وصار كل واحد من الأولاد يقول لرفيقه مثل ذلك إلى أن دار الدور وجاء الكلام إلى علاء الدين أبي الشامات فقالوا له : وأنت يا سيدي علاء الدين ? فقال لهم علاء الدين : أنا تربيت في طابق تحت الأرض وطلعت منه في هذه الجمعة وأنا أروح الدكان وأرجع منه إلى البيت . فقالوا له الأولاد : أنت متعود على قعود البيت ولا تعرف لذة السفر ، والسفر ما يكون إلا للرجال . فقال لهم علاء الدين : أنا ما لي حاجة بالسفر وليس للراحة قيمة . فقال واحد منهم لرفيقه : هذا مثل السمك إن فارق الماء مات . ثم قالوا له : يا علاء الدين ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل المكسب . فحصل لعلاء الدين غيظ بسبب ذلك وطلع من عند الأولاد وهو باكي العين فقالت له أمه : ما يبكيك يا ولدي ? فقال لها علاء الدين : إن أولاد التجار جميعاً يعايرونني وقالوا لي : ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل أن يكسبوا الدراهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:26 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثالثة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال لوالدته : إن أولاد التجار عايروني وقالوا لي : ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل أن يكسبوا الدراهم والدنانير . فقالت أمه : يا ولدي هل مرادك السفر ? قال علاء الدين : نعم . فقالت له أمه : تسافر إلى أي البلاد ? فقال لها علاء الدين : إلى مدينة بغداد فإن الإنسان يكسب فيها المثل مثلين . فقالت له أمه : يا ولدي إن أباك عنده مال كثير وإن لم يجهز لك متجراً من ماله فأنا أجهز لك متجراً من عندي . فقال لها علاء الدين : خير البر عاجله فإن كان معروفاً فإن هذا وقته . فأحضرت العبيد وأرسلتهم إلى الذين يحزمون القماش وفتحت حاصلاً وأخرجت منه قماشاً وحزموا عشرة أحمال . هذا ما كان من أمر أمه . وأما ما كان من أمر أبيه فإنه التفت فلم يجد ابنه علاء الدين في البستان فسأل عنه فقالوا انه ركب بغلته وراح إلى البيت ، فركب وتوجه خلفه فلما دخل منزله رأى أحمالاً محزومة فسأل عنها فأخبرته زوجته بما وقع من أولاد التجار لولده علاء الدين فقال له : يا ولدي خيب الله الغربة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سعادة المرء أن يرزق في بلده . وقال الأقدمون : دع السفر ولو كان ميلاً . ثم قال شمس الدين لولده : هل صممت على السفر ولا رجعت عنه ? فقال له ولده : لابد لي من السفر إل بغداد بمتجر وإلا قلعت ثيابي ولبس ثياب الدراويش وطلعت سائحاً في البلاد . فقال له شمس الدين : ما أنا محتاج ولا معدم بل عندي مال كثير . وأراه جميع ما عنده من المال والمتاجر والقماش وقال له : أنا عندي لكل بلد ما يناسبها من القماش والمتاجر . وأراه من جمل ذلك أربعين حملاً محزمين ومكتوباً على كل حمل ثمنه ألف دينار ، ثم قال : يا ولدي خذ الأربعين حملاً والعشرة أحمال التي من عند أمك وسافر مع سلامة الله تعالى ولكن يا ولدي أخاف عليك من غابة في طريقك تسمى غابة الأسد وواد هناك يقال له واد الكلاب فإنهما تراوح فيهما الأرواح بغير سماح . فقال له علاء الدين : لماذا يا والدي ? فقال شمس الدين : من بدوي قاطع الطريق يقال له : عجلان . فقال له علاء الدين : الرزق رزق الله وإن كان لي فيه نصيب لم يصبني ضرر . ثم ركب علاء الدين مع والده وسار إلى سوق الدواب وإذا بعكام نزل من فوق بغلته وقبل يد شاه بندر التجار وقال له : والله زمان يا سيدي ما استقضينا في تجارات . فقال له شمس الدين : لكل زمان دولة ورجال ورحم الله من قال : وشيخ في جهات الأرض يمشي ........ ولحيته تقـابـل ركـبـتـيه فقلت له لمـاذا أنـت مـحـن ........ فقال وقد لوى نـحـوي يديه شبابي في الثرى قد ضاع مني ........ وها أنا منحن بحـثـاً عـلـيه فلما فرغ من شعره قال شمس الدين : يا مقدم ما مراده السفر إلا ولدي هذا . فقال له العكام : الله يحفظه عليك . ثم إن شاه بندر التجار عاهد بين ولده وبين العكام وجعله ولده وأوصاه عليه وقال له : خذ هذه المائة دينار لغلمانة . ثم إن شاه بندر التجار اشترى ستين بغلاً وستر السيد عبد القادر الجيلاني وقال له : يا ولدي أنا غائب وهذا أبوك عوضاً عني وجميع ما يقوله لك طاوعه فيه . ثم توجه بالبغال والغلمان وعملوا في تلك الليلة ختمة ومولد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ولما أصبح الصباح أعطى شاه بندر التجار لولده عشرة آلاف دينار وقال له : إذا دخلت بغداد ولقيت القماش رائجاً معه ، فبعه وإن لقيت حاله واقفاً اصرف من هذه الدنانير . ثم حملوا البغال وودعوا بعضهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:27 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الرابعة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين والعكام لما أمروا العبيد أن يحملوا البغال ودعوا شاه بندر التجار والد علاء الدين وساروا حتى خرجوا من المدينة وكان محمود البلخي تجهز للسفر إلى جهة بغداد ، وأخرج حموله ونصب صواوينه خارج المدينة وقال في نفسه : ما تحظى بهذا الولد إلا في الخلاء لأنه لا واشي ولا رقيب يعكر عليك . وكان لأبو الولد ألف دينار عند محمود البلخي بقية معاملة فذهب إليه وودعه وقال له : أعط الألف دينار لولدي علاء الدين وأوصاه عليه وقال له : إنه مثل ولدك . فاجتمع علاء الدين بمحمود الذي قدم لعلاء الدين المأكل والمشرب هو وجماعته ، ثم توجهوا للسفر وكان للتاجر محمود البلخي أربعة بيوت واحد في مصر وواحد في الشام وواحد في حلب وواحد في بغداد ولم يزالوا مسافرين في البراري والقفار حتى أشرفوا على الشام فأرسل محمود عبده إلى علاء الدين فرآه قاعداً يقرأ فتقدم وقبل يديه فقال : ما تطلب ? فقال له العبد : سيدي يسلم عليك ويطلبك لعزومتك في منزله . فقال له علاء الدين : لما أشاور أبي المقدم كمال الدين العكام . فشاوره على الرواح فقال له المقدم : لا ترح . ثم سافروا من الشام إلى أن دخلوا إلى حلب فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل يطلب علاء الدين فشاور المقدم فمنعه وسافروا من حلب إلى أن بقي بينهم وبين بغداد مرحلة فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل بطلب علاء الدين ، فشاور المقدم فمنعه ، فقال علاء الدين : لابد لي من الرواح . ثم قام وتقلد بسيف تحت ثيابه وسار إلى أن دخل على محمود البلخي فقام لملتقاه وسلم عليه وأحضر له سفرة عظيمة فأكلوا وشربوا وغسلوا أيديهم ومال محمود البلخي على علاء الدين ليأخذ منه قبلة فلاقاه في كفه وقال له : ما مرادك أن تعمل ? فقال محمود البلخي : إني أحضرتك ومرادي أعمل معك حظاً في هذا المجال ونفسر قول من قال : أيمكن أن تجيء لنا لحـظـه ........ كجلب شويهة أو شي بيضـه وتأكل ما تيسر مـن خـبـيز ........ وتقبض ما تحمل من فضيضه وتحمل ما تشاء بغير عـسـر ........ شبيراً أو فتيراً أو قبـيضـه ثم إن محمود البلخي هم بعلاء الدين وأراد أن يفترسه فقام علاء الدين وجرد سيفه وقال له : واشيبتاه أما تخشى الله وهو شديد المحال ولم تسمع قول من قال : احفظ مشيبك من عيب يدنسـه ........ إن البياض سريع الحمل للدنس فلما فرغ علاء الدين من شعره قال لمحمود : إن هذه البضاعة أمانة الله لا تباع ، ولو بعتها لغيرك بالذهب لما بعتها لك بالفضة ، ولكن والله يا خبيث ما بقيت أرافقك أبداً . ثم رجع علاء الدين إلى المقدم كمال الدين وقال له : إن هذا رجل فاسق فأنا ما بقيت أرافقه أبداً ، ولا أمشي معه في الطريق . فقال له المقدم : يا ولدي قلت لك لا تروح عنده ، ولكن يا ولدي إن افترقنا منه نخشى على أنفسنا التلف فخلنا قفلاً واحداً . فقال له علاء الدين : لا يمكن أن أرافقه في الطريق أبداً ثم حمل علاء الدين حموله وسار هو ومن معه إلى أن نزلوا في واد وأرادوا أن يحطوا فيه فقال العكام : لا تحطوا هنا واستمروا رائحين وأسرعوا في المسير لعلنا نحصل بغداد قبل أن تقفل أبوابها فإنهم لا يفتحونها ولا يقفلونها إلا بعد الشمس خوفاً على المدينة أن يملكها الروافض ويرموا كتب العلم في دجلة . فقال له علاء الدين : يا والدي أنا ما توجهت بهذا المتجر إلى هذا البلد لأجل أن أتسبب بل لأجل الفرجة على بلاد الناس . فقال له المقدم : يا ولدي نخشى عليك وعلى مالك من العرب . فقال له علاء الدين : هل أنت خادم أو مخدوم ? أنا ما أدخل بغداد إلا في وقت الصباح لأجل أن تنظر أولاد بغداد إلى متجري ويعرفونني . فقال له العكام : افعل ما تريد فأنا أنصحك وأنت تعرف خلاصك . فأمرهم علاء الدين بتنزيل الأحمال عن البغال فأنزلوا الأحمال ونصبوا الصيوان واستمروا مقيمين إلى نصف الليل ، ثم طلع علاء الدين يزيل ضرورة فرأى شيئاً يلمع على بعد فقال للعكام : يا مقدم ما هذا الشيء الذي يلمع ? فتأمل العكام وحقق النظر فرأى الذي يلمع أسنة رماح وسيوفاً بدوية ، وإذا بهم عرب ورئيسهم يسمى شيخ العرب عجلان أبو ناب ، ولما قرب العرب منهم ورأوا حمولهم قالوا لبعضهم : يا ليلة الغنيمة . فلما سمعوهم يقولون ذلك قال المقدم كمال الدين العكام : حاسب يا أقل العرب .... فلطشه أبو ناب بحربته في صدره فخرجت تلمع من ظهره فوقع على باب الخيمة قتيلاً فقال السقا : حاسب يا أخس العرب ... فضربوه بسيف على عاتقه فخرج يلمع من علائقه ووقع قتيلاً ، كل هذا جرى وعلاء الدين واقف ينظر ، ثم إن العرب جالوا وصالوا على القافلة فقتلوهم ولم يبق أحد من طائفة علاء الدين ثم حملوا الأحمال على ظهور البغال وراحوا فقال علاء الدين لنفسه : ما يقتلك إلا بغلتك وبدلتك هذه . فقام وقطع البدلة ورماها على ظهر البغلة وصار بالقميص والسروال فقط والتفت قدامه إلى باب الخيمة فوجد بركة دم سائلة من القتلى فصار يتمرغ فيها بالقميص والسروال حتى صار كالقتيل الغريق في دمه . هذا ما كان من أمره . وأما ما كان من أمر شيخ العرب عجلان فإنه قال لجماعته : يا عرب هذه القافلة داخلة من مصر أو خارجة من بغداد .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:27 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الخامسة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن البدوي لما قال لجماعته : يا عرب هذه القافلة داخلة من مصر أو خارجة من بغداد . فقالوا له : داخلة من مصر إلى بغداد . فقال لهم البدوي : ردوا على القتلى لأني أظن أن صاحب هذه القافلة لم يمت . فرد العرب على القتلى وصاروا يردون القتلى بالطعن والضرب إلى أن وصلوا إلى علاء الدين وكان قد ألقى نفسه بين القتلى . فلما وصلوا إليه قالوا : أنت جعلت نفسك ميتاً فنحن نكمل قتلك . وسحب البدوي الحربة وأراد أن يغرزها في صدر علاء الدين فقال علاء الدين : يا بركتك يا سيدتي نفيسة هذا وقتك . وإذا بعقرب لدغ البدوي في كفه ، فصرخ وقال : يا عرب تعالوا إلي فإني لدغت . ونزل من فوق ظهر فرسه فأتاه رفقاؤه وأركبوه ثانية على فرسه وقالوا له : أي شيء أصابك ? فقال لهم : لدغني عقرب . ثم أخذوا القافلة وساروا . هذا ما كان من أمرهم . وأما ما كان من أمر محمود البلخي فإنه أمر بتحميل الأحمال وسافر إلى أن وصل إلى غابة الأسد فوجد غلمان علاء الدين كلهم قتلى وعلاء الدين نائماً وهو عريان بالقميص والسروال فقط فقال له : من فعل بك هذه الفعال وخلاك في أسوأ حال ? فقال له : العرب ? فقال : يا ولدي فداك البغال والأموال وتسل بقول من قال : إذا سلمت هام الرجال من الردى ........ فما المال إلا مثل قص الأظافر ولكن يا ولدي انزل ولا تخشى بأساً . فنزل علاء الدين من شباك الصهريج وأركبه بغلة وسافروا إلى أن دخلوا مدينة بغداد في دار محمود البلخي فأمر بدخول علاء الدين الحمام وقال له : المال والأحمال فداؤك يا ولدي وإن طاوعتني أعطيك قدر مالك وأحمالك مرتين . وبعد طلوعه من الحمام أدخله قاعه مزركشة بالذهب لها أربعة لواوين ، ثم أمر بإحضار سفرة فيها جميع الأطعمة فأكلوا وشربوا ومال محمود البلخي على علاء الدين ليأخذ من خده قبلة فلقيها علاء الدين بكفه وقال له : هل أنت إلى الآن قابع لضلالك أما قلت لك : أنا لو كنت بعت هذه البضاعة لغيرك بالذهب ما كنت أبيعها لك بالفضة ? فقال محمود البلخي : أنا ما أعطيتك المتجر والبغلة والبدلة إلا لأجل هذه القضية فإنني من غرامي بك في خيال . فقال له علاء الدين : إن هذا شيء لا يمكن أبداً فخذ بدلتك وبغلتك وافتح الباب حتى أروح . ففتح الباب فطلع علاء الدين والكلاب تنبح وراءه وسار فبينما هو سائر إذ بباب مسجد فدخل في دهليز المسجد واستكن فيه وإذا بنور مقبل عليه فتأمله فرأى فانوسين في يد عبدين قدام اثنين من التجار واحد منهما إختيار حسن الوجه ، والثاني شاب فسمع الشاب يقول لإختيار : بالله يا عمي أن ترد لي بنت عمي . فقال له التاجر : أما نهيتك مراراً عديدة وأنت جاعل الطلاق مصحفك ? ثم إن الإختيار التفت على يمينه فرأى ذلك الولد كأنه فلقة قمر فقال : يا غلام من أنت ? فقال له علاء الدين : أنا علاء الدين بن شمس الدين شاه بندر التجار بمصر وتمنيت على والدي المتجر فجهز لي خمسين حملاً من البضاعة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:28 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة السادسة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال : فجهز لي خمسين حملاً من البضاعة وأعطاني عشرة آلاف دينار ، وسافرت حتى وصلت إلى غابة الأسد فطلع علي العرب وأخذوا مالي وأحمالي فدخلت هذه المدينة وما أدري أين أبيت فرأيت هذا المحل فاستكنت فيه . فقال له التاجر : يا ولدي ما تقول في أني أعطيك ألف دينار وبدلة بألف دينار . فقال له علاء الدين : على أي وجه تعطيني ذلك يا عمي ? فقال له التاجر : إن هذا الغلام الذي معي ولم يكن لأبيه غيره وأنا عندي بنت لم يكن لي غيرها تسمى زبيدة العودية وهي ذات حسن وجمال فزوجتها له وهو يحبها وهي تكرهه فحنث يمينه بالطلاق الثلاث فما صدقت زوجته بذلك حتى افترقت منه فشاروا علي جميع الناس أني أردها له فقلت له : هذا لا يصح إلا بالمحلل . واتفقت معه على أن نجعل المحلل له واحداً غريباً لا يعايره أحد بهذا الأمر وحيث كنت أنت غريباً فتعالى معنا لكتب كتابك عليها وتبيت عندها هذه الليلة وتصبح تطلقها ونعطيك ما ذكرته لك . فقال علاء الدين في نفسه : مبيتي ليلة مع عروس في بيت على فراش أحسن من مبيتي في الأزقة والدهاليز فسار معهما إلى القاضي . فلما نظر القاضي إلى علاء الدين وقعت محبته في قلبه وقال لأبي البنت : أي شيء مرادكم ? فقال التاجر : مرادنا أن نعمل هذا محللاَ لبنتنا ولكن نكتب عليه حجة بمقدم الصداق عشرة آلاف دينار فإذا بات عندها وأصبح طلقها أعطيناه بدلة بألف دينار . فعقدوا العقد على هذا الشرط وأخذ أبو البنت حجة بذلك ثم أخذ علاء الدين معه وألبسه البدلة وساروا به إلى أن وصلوا دار ابنته ، فأوقفه على باب الدار ودخل على ابنته وقال لها : خذي حجة صداقك ، فإني كتبت على شاب مليح يسمى علاء الدين أبي الشامات فتوصي به غاية الوصاية . ثم أعطاها الحجة وتوجه إلى بيته . وأما ابن عم البنت فإنه كان له قهرمانة تتردد على زبيدة العودية بنت عمه وكان يحسن إليها فقال لها : يا أمي إن زبيدة بنت عمي متى رأت هذا الشاب المليح لا تقبلني بعد ذلك فأنا أطلب منك أن تعملي حيلة وتمنعي الصبية عنه . فقالت له القهرمانة : وحياة شبابك ما أخليه يقربها . ثم إنها جاءت لعلاء الدين وقالت له : يا ولدي أنصحك بالله تعالى فاقبل نصيحتي ولا تقرب تلك الصبية ودعها تنام وحدها ولا تلمسها ولا تدن منها . فقال علاء الدين : لأي شيء ? فقالت له القهرمانة : إن جسدها ملآن بالجذام وأخاف عليك منها أن تعدي شبابك المليح . فقال لها علاء الدين : ليس لي بها حاجة . ثم انتقلت إلى الصبية وقالت لها مثل ما قالت لعلاء الدين فقالت لها : لا حاجة لي به بل أدعه ينام وحده ولما يصبح الصباح يروح لحال سبيله . ثم دعت الجارية وقالت لها : خذي سفرة الطعام وأعطيها له يتعشى . فحملت الجارية سفرة الطعام ووضعتها بين يديه فأكل حتى اكتفى ، ثم قعد وقرأ سورة يس بصوت حسن فصغت له الصبية فوجدت صوته يشبه مزامير آل داود ، فقالت في نفسها : الله ينكد على هذه العجوز التي قالت لي عليه انه مبتلى بالجذام فمن كانت به هذه الحالة لا يكون صوته هكذا وإنما هذا الكلام كذب . ثم إنها وضعت في يديها عوداً من صنعة الهنود وأصلحت أوتاره وغنت عليه بصوت يوقف الطير في كبد السماء وأنشدت هذين البيتين : تعشقت ظبياً ناعس الطرف أحورا ........ تغار غصون البان منه إذا مشى بما تغني والغير يحظى بوصلـه ........ وذلك فضل الله يؤتيه مـن يشـا فلما سمعها انشدت هذا الكلام بعد أن ختم السورة غنى وانشد هذا البيت : سلامي على ما في الثياب من القد ........ وما في خدود البساتين من الورد فقامت الصبية وقد زادت محبتها له ورفعت الستارة فلما رآها علاء الدين أنشد هذين البيتين : بدت قمر ومالت غصن بان ........ وفاحت عنبراً ورنت غزالا كأن الحزن مشغوف بقلبـي ........ فساعة هجرها يجد الوصالا ثم إنها خطرت تهز أرداف تميل بأعطاف صنعة خفي الألطاف ونظر كل واحد منهما نظرة أعقبتها ألف حسرة ، فلما تمكن في قلبه منها سهم اللحظين أنشد هذين البيتين : بدت قمر السماء فأذكرتني ........ ليالي وصلها بالرقمتـين كلانا ناظر قمراً ولـكـن ........ رأيت بعينها ورأت بعيني فلما قربت منه ولم يبق بينه وبينها غير خطوتين وانشد هذين البيتين : نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ........ في ليلة فأرت ليالي أربـعـا واستقبلت قمر السماء بوجهها ........ فأرتني القمرين في وقت معا فلما أقبلت عليه قال لها : ابعدي عني لئلا تعديني فكشفت عن معصمها فانفرق المعصم فرقتين وبياضه كبياض اللجين . ثم قالت له : ابعد عني فإنك مبتلى بالجذام كما أخبرتني العجوز لئلا تعديني . فقال لها علاء الدين : وأنا الآخر أخبرتني العجوز أنك مصابة بالبرص . ثم كشف لها عن ذراعه فوجدت بدنه كالفضة النقية فضمته إلى حضنها وضمها إلى صدره واعتنق الاثنان بعضهما ، وباتوا ليلتهما في فراشهما كأي زوجين ، وخابت خطة العجوز القهرمانه . فلما أصبح الصباح قال لها : يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار . فقالت له زبيدة : ما معنى هذا الكلام ? فقال لها علاء الدين : سيدتي ما بقي لي قعود معك غير هذه الساعة . فقالت له زبيدة : من يقول ذلك ? . فقال لها علاء الدين : إن أباك كتب علي حجة بعشرة آلاف دينار مهرك وإن لم أوردها هذا اليوم حبسوني عليها في بيت القاضي والآن يدي قصيرة عن نصف فضة واحد من العشرة آلاف دينار . فقالت له زبيدة : يا سيدي هل العصمة بيدك أو بأيديهم ? فقال لها علاء الدين : العصمة بيدي ولكن ما معي شيء . فقالت له زبيدة : إن الأمر سهل ولا تخشى شيئاً ولكن خذ هذه المائة دينار ولو كان معي غيرها لأعطيتك ما تريد فإن أبي من محبته لابن أخيه حول جميع ماله من عندي إلى بيته حتى صيغتي أخذها كلها ، وإذا أرسل إليك رسولاً من طرف الشرع في غد .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:28 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة السابعة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية قالت لعلاء الدين : وإذا أرسلوا إليك رسولاً من طرف الشرع في غد وقال لك القاضي وأبي : طلق . فقل لهما : في أي مذهب يجوز أنني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ? ثم إنك تقبل يد القاضي وتعطيه إحساناً وكذا كل شاهد تقبل يده وتعطيه عشرة دنانير فكلهم يتكلمون معك فإذا قالوا لك : لأي شيء ما تطلق وتأخذ ألف دينار والبغلة والبدلة على حكم الشرط الذي شرطناه عليك ? فقل لهم : أنا ما عندي فيها كل شعرة بألف دينار ولا أطلقها أبداً ولا آخذ بدلة ولا غيرها . فإذا قال لك القاضي : ادفع المهر . فقل له : أنا معسر الآن . وحينئذ يسترفق بك القاضي والشهود ويمهلونك مدة . فبينما هما في الكلام وإذا برسول القاضي يدق الباب فخرج إليه فقال له الرسول : كلم الأفندي ، فإن نسيبك طالبك . فأعطاه خمسة دنانير وقال له : يا محضر في أي شرع أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ? فقال له المحضر : لا يجوز عندنا أبداً وإن كنت تجهل الشرع فأنا أعمل وكيلك . وساروا إلى المحكمة ، فقالوا له : لأي شيء لم تطلق المرأة وتأخذ ما وقع عليه الشرط ? فتقدم إلى القاضي وقبل يده ووضع فيها خمسين ديناراً وقال له : يا مولانا القاضي في أي مذهب أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح قهراً عني ? فقال القاضي : لا يجوز الطلاق بالإجبار في أي مذهب من المسلمين . فقال أبو الصبية : إن لم تطلق فادفع الصداق عشرة آلاف دينار . فقال علاء الدين : أمهلني ثلاثة أيام . فقال القاضي : لا تكفي ثلاثة أيام في المهلة يمهلك عشرة أيام . واتفقوا على ذلك وشرطوا عليه بعد عشرة أيام وإما الطلاق ، فطلع من عندهم على هذا الشرط فأخذ اللحم والأرز والسمن وما يحتاج إليه من المأكل وتوجه إلى البيت فدخل على الصبية وحكى جميع ما جرى له فقالت له : بين الليل والنهار يساوي عجائب ولله در من قال : كن حليماً إذا بليت بغـيظ ........ وصبوراً إذا أتتك مصيبة فالليالي من الزمان حبالى ........ مثقلات يلدن كل عجيبة ثم قامت وهيأت الطعام وأحضرت السفرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا ، ثم طلب منها أن تعمل نوبة سماع فأخذت العود وعملت نوبة يطرب منها الحجر الجلمود ونادت الأوتار في الحضرة يا داود ودخلت في دارج النوبة ، فبينما هما في حظ ومزاح وبسط وانشراح وإذا بالباب يطرق فقالت له : قم انظر من في الباب فنزل وفتح الباب فوجد أربعة دراويش واقفين فقال لهم : أي شيء تطلبون ? فقالوا له : يا سيدي نحن دراويش غرباء الديار وقوت روحنا السماع ورقائق الأشعار ومرادنا أن نرتاح عندك هذه الليلة إلى وقت الصباح ثم نتوجه إلى حال سبيلنا وأجرك على الله تعالى فإننا نعشق السماع وما فينا واحد إلا ويحفظ القصائد والأشعار والموشحات . فقال لهم علاء الدين : علي مشورة . ثم طلع وأعلمها فقالت له زبيدة : افتح لهم الباب . وأطلعهم وأجلسهم ورحب بهم ثم احضر لهم طعاماً فلم يأكلوا وقالوا له : يا سيدي إن زادنا ذكر الله بقلوبنا وسماع المغاني بآذاننا ، ولله در من قال : وأم القصد إلا أن يكون اجتماعنا ........ وما الأكل إلا سمة البـهـائم وقد كنا نسمع عندك سماعاً لطيفاً فلما طلعنا بطل السماع فيا هل ترى التي كانت تعمل النوبة جارية بيضاء أو سوداء أو بنت ناس ? فقال لهم علاء الدين : هذه زوجتي وحكى لهم كل ما جرى له وقال لهم : إن نسيبي عمل علي عشرة آلاف دينار مهرها وأمهلوني عشرة أيام . فقال درويش منهم : لا تحزن ولا تأخذ في خاطرك إلا الطيب فأنا شيخ التكية وتحت يدي أربعون درويشاً أحكم عليهم وسوف أجمع لك العشرة آلاف دينار منهم وتوفي المهر الذي عليك لنسيبك ولكن قل لها أن تعمل لنا نوبة لأجل نحظى بسماعها ويحصل لنا انتعاش فإن السماع لقوم كالغذاء لقوم ولقوم كالدواء ولقوم كالمروحة . وكان هؤلاء الدراويش الأربعة هم ، الخليفة هارون الرشيد والوزير جعفر البرمكي وأبو نواس الحسن بن هانئ ومسرور سياف النقمة ، وسبب مرورهم على هذا البيت أن الخليفة حصل له ضيق صدر فقال للوزير : إن مرادنا أن ننزل ونشق في المدينة لأنه حاصل عندي ضيق صدر . فلبسوا لبس الدراويش ونزلوا في المدينة فجازوا على تلك الدار فسمعوا النوبة فأحبوا أن يعرفوا حقيقة الأمر ، ثم إنهم باتوا في حظ ونظام ومناقلة كلام إلى أن أصبح الصباح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وتوجهوا إلى حال سبيلهم ، فلما رفعت الصبية السجادة رأت مائة دينار تحتها فقالت لزوجها : خذ هذه المائة دينار التي وجدتها تحت السجادة لأن الدراويش حطوها قبل ما يروحوا وليس عندنا علم بذلك . فأخذها علاء الدين وذهب إلى السوق واشترى اللحم والأرز والسمن وكل ما يحتاج إليه وفي ثاني ليلة أوقد الشمع .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:30 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثامنة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين أوقد الشمع في ثاني ليلة وقال لزوجته زبيدة : إن الدراويش لم يأتوا بالعشرة آلف دينار التي وعدوني بها ولكن هؤلاء فقراء . فبينما هما في الكلام وإذا بالدراويش قد طرقوا الباب فقالت له : انزل افتح لهم . ففتح لهم وطلعوا فقال لهم : هل أحضرتم العشرة آلاف دينار التي وعدتموني بها ? فقالوا الدراويش : ما تيسر منها شيء ولكن لا تخشى بأساً إن شاء الله في غد نطبخ لك طبخة كيمياء وأأمر زوجتك أن تسمعنا نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود . فباتوا في هناء وسرور ومسامرة وحبور إلى أن طلع الصباح وأضاء بنوره ولاح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وانصرفوا من عنه إلى حال سبيلهم . ولم يزالوا يأتون إليه على هذه الحال مدة تسع ليال وكل ليلة يحط الخليفة تحت السجادة مائة دينار إلى أن أقبلت الليلة العاشرة فلم يأتوا وكان السبب في انقطاعهم أن الخليفة أرسل إلى رجل عظيم من التجار وقال له : أحضر لي خمسين حملاً من الأقمشة التي تجئ من مصر .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:31 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة التاسعة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أمير المؤمنين قال لذلك التاجر : أحضر لي خمسين حملاً من القماش الذي يجئ من مصر يكون كل حمل ثمنه ألف دينار واكتب على كل حمل ثمنه وأحضر لي عبداً حبشياً . فأحضر له التاجر كل ما أمره به الخليفة ، ثم إن الخليفة أعطى العبد طشتاً وإبريقاً من الذهب وهدية والخمسين حملاً وكتب كتاباً على لسان شمس الدين شاه بندر التجار بمصر والد علاء الدين وقال له : خذ هذه الأحمال وما معها ورح بها إلى الحارة الفلانية التي فيها بيت شاه بندر التجار وقل : أين سيدي علاء الدين أبو الشامات . فإن الناس يدلونك على الحارة وعلى البيت . فأخذ العبد الأحمال وما معها وتوجه كم أمره الخليفة . هذا ما كان من أمره . وأما ما كان من أمر ابن عم الصبية فإنه توجه إلى أبيها وقال له : تعالى نروح لعلاء الدين لنطلق بنت عمي . فنزل وسار هو وأبوه وتوجها إلى علاء الدين فلما وصل إلى البيت وجدا خمسين بغلاً وعليها خمسين حملاً من القماش وعبداً راكب بغلة فقالا له : لمن هذه الأحمال ? فقال العبد : لسيدي علاء الدين أبو الشامات ، فإن أباه كان قد جهز له متجراً وسفره إلى مدينة بغداد فطلع عليه العرب فأخذوا ماله وأحماله فبلغ الخبر إلى أبيه فأرسلني إليه بأحمال عوضها وأرسل معي بغلاً عليه عشرة ألاف دينار وبقجة تساوي جملة من المال وكرك سمور وطشتاً وإبريقاً من الذهب . فقال أبو البنت : هذا نسيبي وأنا أدلك على بيته . فبينما علاء الدين قاعد في البيت وهو في غم شديد وإذا بالباب يطرق فقال علاء الدين : يا زبيدة الله أعلم أن أباك أرسل لي رسولاً من طرف القاضي أو من طرف الوالي . فقالت له زبيدة : انزل وانظر الخبر . فنزل وفتح الباب فرأى نسيبه شاه بندر التجار أبا زبيدة ورأى عبداً حبشياً أسمر اللون حلو المنظر راكباً فوق بغلة فنزل العبد وقبل يديه فقال له : أي شيء تريد ? فقال له العبد : أنا عبد سيدي علاء الدين أبي الشامات بن شمس الدين شاه بندر التجار بأرض مصر وقد أرسلني إليه أبوه بهذه الأمانة . ثم أعطاه الكتاب فأخذه علاء الدين وفتحه وقرأه فرأى مكتوباً فيه : يا كتابي إذا رآك حبـيبـي ........ قبل الأرض والنعال لـديه وتمهل ولا تكن بعـجـول ........ إن روحي وراحت في يديه بعد السلام والتحية والإكرام من شمس الدين إلى ولده علاء الدين : اعلم يا ولدي أنه بلغني خبر قتل رجالك ونهب أموالك وأحمالك فأرسلت إليك غيرها هذه الخمسين حملاً من القماش المصري والبدلة والكر السمور والطشت والإبريق الذهب ولا تخشى بأساً والمال فداؤك يا ولدي ولا يحصل لك حزن أبداً ، وإن أمك وأهل البيت طيبون بخير وهم يسلمون عليك كثير السلام ، وبلغني يا ولدي خبر وهو أنهم عملوك محللاً للبنت زبيدة العودية وعملوا عليك مهرها عشرة ألاف دينار فهي واصلة إليك صحبة الأحمال مع عبدك سليم . فلما فرغ من قراءة الكتاب تسلم الأحمال ، ثم التفت إلى نسيبه .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:31 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما التفت إلى نسيبه قال له : يا نسيبي خذ العشرة ألاف دينار مهر ابنتك زبيدة وخذ الأحمال تصرف فيها ولك المكسب ورد لي رأس المال . فقال له أبو زبيدة : لا والله لا آخذ شيئاً وأما مهر زوجتك فاتفق أنت وإياها من جهته . فقام علاء الدين هو ونسيبه ودخلا البيت بعد إدخال الحمول فقالت زبيدة لأبيها : يا أبي لمن هذه الأحمال ? فقال لها أبوها : هذه الأحمال لعلاء الدين زوجك أرسلها إليه أبوه عوضاً عن الأحمال التي أخذها العرب منه وأرسل إليه العشرة ألاف دينار وبقجة وكرك سمور وبغلة وطشتاً وإبريقاً ذهباً ، وأما من جهة مهرك فالرأي إليه لك فيه . فقام علاء الدين وفتح الصندوق وأعطاها إياه فقال الولد ابن عم البنت : يا عم خل علاء الدين يطلق لي امرأتي ? قال له عمه : هذا شيء ما بقي يصح أبداً والعصمة بيده . فراح الولد مهموماً مقهوراً ورقد في بيته ضعيفاً فكانت القاضية فمات . وأما علاء الدين فإنه طلع إلى السوق بعد أن أخذ الأحمال وأخذ ما يحتاج إليه من المأكل والمشرب والسمن وعمل نظاماً مثل كل ليلة وقال لزبيدة : انظري هؤلاء الدراويش الكذابين قد وعدونا وأخلفوا وعدهم . فقالت له زبيدة : أنت ابن شاه بندر التجار وكانت يدك قصيرة عن نصف فضة فكيف بالمساكين الدراويش ? فقال لها علاء الدين : أغنانا الله تعالى عنهم ولكن ما بقيت أفتح لهم الباب إذا أتوا إلينا . فقالت له زبيدة : لأي شيء والخير ما جاءنا إلا إلى قدومهم وكل ليلة يحطون تحت السجادة لنا مائة دينار فلابد أن تفتح لهم الباب إذا جاؤوا . فلما ولى النهار بضيائه وأقبل الليل أوقد الشمع وقال لها : يا زبيدة قومي اعملي لنا نوبة . وإذا بالباب يطرق فقالت له : قم انظر من بالباب . فنزل وفتح الباب رآهم الدراويش فقال : مرحباً بالكذابين اطلعوا . فطلعوا معه وأجلسهم وجاء لهم بسفرة الطعام فأكلوا وشربوا وتلذذوا وبعد ذلك قالوا له : يا سيدي إن قلوبنا عليك مشغولة أي شيء جرى لك مع نسيبك ? فقال لهم علاء الدين : عوض الله علينا بما فوق المراد . فقالوا له الدراويش : والله إنا كنا خائفين عليك .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:32 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الواحدة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الدراويش قالوا لعلاء الدين : والله إنا كنا خائفين عليك وما منعنا إلا قصر أيدينا عن الدراهم . فقال لهم علاء الدين : قد أتاني الفرج القريب من ربي وقد أرسل لي والدي عشرة ألاف دينار وخمسين حملاً من القماش ثمن كل حمل ألف دينار وبدلة وكرك سمور وبغلة وعبداً وطشتاً وإبريقاً من الذهب ووقع الصلح بيني وبين نسيبي وطابت لي زوجتي والحمد لله على ذلك . ثم إن الخليفة قام يزيل ضرورة فمال الوزير جعفر على علاء الدين وقال له : إلزم الأدب فإنك في حضرة أمير المؤمنين . فقال له علاء الدين : أي شيء وقع مني من قلة الأدب في حضرة أمير المؤمنين ، ومن هو أمير المؤمنين منكم ? فقال له الوزير : إنه الذي كان يكلمك وقام يزيل الضرورة هو أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد وأنا الوزير جعفر البرمكي وهذا مسرور سياف نقمته وهذا أبو نواس الحسن بن هانئ فتأمل بعقلك يا علاء الدين وانظر مسافة كم يوم في السفر من مصر إلى بغداد . فقال له علاء الدين : الخمسة والأربعين يوماً . فقال له الوزير : إن حمولك نهبت منذ عشرة أيام فقط فكيف يروح الخبر لأبيك ويحزم لك الأحمال وتقطع مسافة خمسة وأربعين يوماً في العشرة أيام ? فقال له علاء الدين : يا سيدي ومن أين أتاني هذا ? فقال له الوزير : من عند الخليفة أمير المؤمنين بسبب فرط محبته لك . فبينما هما في هذا الكلام وإذا بالخليفة قد أقبل فقام علاء الدين وقبل الأرض بين يديه وقال له : الله يحفظك يا أمير المؤمنين ويديم بقاءك ولا عدم الناس فضلك وإحسانك . فقال الخليفة : يا علاء الدين خل زبيدة تعمل لنا نوبة حلاوة السلامة . فعملت النوبة على العود من غرائب الموجود إلى أن طرب لها الحجر الجلمود وصباح العود في الحضرة يا داود فباتوا على أسر حال إلى الصباح فلما أصبحوا قال الخليفة لعلاء الدين : في غد اطلع الديوان . فقال له علاء الدين : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين إن شاء الله تعالى وأنت بخير . ثم إن علاء الدين أخذ عشرة أطباق ووضع فيها هدية سنية وطلع بها الديوان في ثاني يوم فبينما الخليفة قاعد على الكرسي في الديوان وإذا بعلاء الدين مقبل من باب الديوان وهو ينشد هذين البيتين : تصحبك السعادة كـل يوم ........ بإجلال على رغم الحسود ولا زالت الأيام لك بيضاً ........ وأيام الذي عاداك سود فقال له الخليفة : مرحباً يا علاء الدين . فقال له علاء الدين : يا أمير المؤمنين إن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية وهذه عشرة أطباق وما فيها هدية مني إليك . فقبل منه ذلك أمير المؤمنين وأمر له بخلعة سنية وجعله شاه بندر وأقعده في الديوان . فبينما هو جالس وإذا بنسيبه أبي زبيدة مقبل فوجد علاء الدين جالساً في رتبته وعليه خلعة فقال لأمير المؤمنين : يا ملك الزمان لأي شيء هذا جالس في رتبتي وعليه هذه الخلعة ? فقال له الخليفة : إني جعلته شاه بندر التجار والمناصب تقليد لا تخليد وأنت معزول . فقال له أبو زبيدة : إنه منا وإلينا ونعم ما فعلت يا أمير المؤمنين الله يجعل خيارنا أولياء أمورنا وكم من صغير صار كبيراً . ثم إن الخليفة كتب فرماناً لعلاء الدين وأعطاه للوالي والوالي أعطاه للمشاعل ونادى في الديوان : ما شاه بندر التجار إلا علاء الدين أبو الشامات وهو مسموع الكلمة محفوظ الحرمة يجب له الإكرام والاحترام ورفع المقام . فلما انفض الديوان نزل الوالي بالمنادي بين يدي علاء الدين وصار المنادي يقول : ما شاه بندر التجار إلا سيدي علاء الدين أبو الشامات . فلما أصبح الصباح فتح دكاناً للعبد وأجلسه فيه يبيع ويشتري وأما علاء الدين فإنه كان يركب ويتوجه إلى مرتبته في ديوان الخليفة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:32 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثانية بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين كان يركب ويتوجه إلى ديوان الخليفة فاتفق أنه جلس في مرتبته يوماً على عادته فبينما هو جالس وإذا بقائل يقول للخليفة : يا أمير المؤمنين تعيش رأسك في فلان النديم فإنه توفي إلى رحمة الله تعالى وحياتك الباقية . فقال الخليفة : أين علاء الدين أبو الشامات ? فحضر بين يديه فلما رآه خلع عليه خلعة سنية وجعله نديمه وكتب له جامكية ألف دينار في كل شهر وأقام عنده يتنادم معه فاتفق أنه كان جالساً يوماً من الأيام في مرتبته على عادته في خدمة الخليفة وإذا بأمير المؤمنين طالع إلى الديوان بسيف وترس وقال : يا أمير المؤمنين يعيش رأسك رئيس الستين فإنه مات في هذا اليوم . فأمر الخليفة لعلاء الدين أبي الشامات وجعله رئيس الستين مكانه وكان رئيس الستين لا ولد له ولا زوجة فنزل علاء الدين ووضع يده على ماله وقال الخليفة لعلاء الدين : واره في التراب وخذ جميع ما تركه من مال وعبيد وجوار وخدم . ثم نفض الخليفة المنديل وانفض الديوان فنزل علاء الدين وفي ركابه المقدم أحمد الدنف مقدم ميمنة الخليفة هو وأتباعه الأربعون وفي يساره المقدم حسن شومان مقدم ميسرة الخليفة وأتباعه الأربعون ، فالتفت علاء الدين وقال لهم : أنتم سياق على المقدم أحمد الدنف لعله يقبلني ولده في عهد الله . فقبله وقال له : أنا وأتباعي نمشي قدامك إلى الديوان في كل يوم . ثم إن علاء الدين مكث في خدمة الخليفة مدة أيام ، فاتفق أن علاء الدين نزل من الديوان يوماً من الأيام وسار إلى بيته وصرف أحمد الدنف ومن معه في سبيلهم ، ثم جلس مع زوجته زبيدة العودية وقد أوقدت الشموع وبعد ذلك قامت تزيل ضرورة ، فبينما هو جالس في مكانه إذ سمع صرخة عظيمة فقام مسرعاً لينظر الذي صرخ فرأى صاحب الصرخة زبيدة العودية وهي مطروحة فوضع يده على صدرها فوجدها ميتة وكان بيت أبيها قدام بيت علاء الدين فسمع صرختها فقال لعلاء الدين : ما الخبر يا سيدي علاء الدين ? فقال له علاء الدين : يعيش رأسك يا والدي في بنتك زبيدة العودية ولكن يا والدي إكرام الميت دفنه . فلما أصبح الصباح واروها التراب وصار علاء الدين يعزي أباها وأباها يعزيه . هذا ما كان من أمر زوجته ، وأما ما كان من أمر علاء الدين فإنه لبس ثياب الحزن وانقطع عن الديوان وصار باكي العين حزين القلب فقال الخليفة لجعفر : يا وزيري ما سبب انقطاع علاء الدين عن الديوان ? فقال له الوزير : يا أمير المؤمنين إنه حزين القلب على زوجته زبيدة ومشغول بعزائها . فقال الخليفة للوزير : واجب علينا أن نعزيه . فقال الوزير : سمعاً وطاعة . ثم نزل الخليفة هو والوزير وبعض الخدم وتوجهوا إلى بيت علاء الدين فبينما هو جالس وإذا بالخليفة والوزير معهما مقبلون عليه فقام لملتقاهم وقبل الأرض بين يدي الخليفة فقال له : عوضك الله خيراً ? فقال علاء الدين : أطال الله لنا بقاءك يا أمير المؤمنين . فقال له الخليفة : يا علاء الدين ما سبب انقطاعك .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:32 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثالثة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لعلاء الدين : ما سبب انقطاعك عن الديوان ? فقال له علاء الدين : حزني على زوجتي زبيدة يا أمير المؤمنين . فقال له الخليفة : ادفع الهم عن نفسك فإنها ماتت إلى رحمة الله تعالى والحزن عليها لا يفيدك شيئاً أبداً . فقال علاء الدين : يا أمير المؤمنين إنا لا أترك الحزن عليها إلا إذا مت ودفنوني عندها . فقال له الخليفة : إن في الله عوضاً من كل فائت ولا يخلص من الموت حيلة ولا مال ، ولله در من قال : كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ........ يوماً على آلة حدباء محمـول وكيف يلهو بعيش أو يلـذ لـه ........ من التراب على حديه جـعول ولما فرغ الخليفة من تعزيته أوصاه أنه لا ينقطع عن الديوان وتوجه إلى محله وبات علاء الدين ، ولما أصبح الصباح ركب وسار إلى الديوان فدخل على الخليفة وقبل الأرض بين يديه فتحرك له الخليفة من على الكرسي ورحب به وحياه وأنزله في منزلته وقال له : يا علاء الدين أنت ضيفي في هذه الليلة . ثم دخل به سرايته ودعا بجارية تسمى قوت القلوب وقال لها : إن علاء الدين كان عنده زوجة تسمى زبيدة العودية وكانت تسليه عن الهم والغم فماتت إلى رحمة الله تعالى ومرادي أن تسمعيه نوبة على العود .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:33 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الرابعة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لجاريته قوت القلوب : مرادي أن تسمعيه نوبة على العود من غرائب الموجود لأجل أن يتسلى عن الهم والأحزان . فقامت الجارية وعملت نوبة من الغرائب فقال الخليفة : ما تقول يا علاء الدين في صوت هذه الجارية ? فقال له علاء الدين : إن زبيدة أحسن صوتاً منها إلا أنها صاحبة صناعة في ضرب العود لأنها تطرب الحجر الجلمود . فقال له الخليفة : هل هي أعجبتك ? فقال له علاء الدين : أعجبتني يا أمير المؤمنين . فقال الخليفة : وحياة رأسي وتربة جدودي أنها هبة مني إليك هي وجواريها . فظن علاء الدين أن الخليفة يمزح معه فلما أصبح الخليفة دخل على جاريته قوت القلوب ، وقال لها : أنا وهبتك لعلاء الدين . ففرحت بذلك لأنها رأته وأحبته ثم تحول الخليفة من قصر السرايا إلى الديوان ودعا بالحمالين وقال لهم : انقلوا أمتعة قوت القلوب وحطوها في التختروان هي وجواريها إلى بيت علاء الدين . فنقلوها هي وجواريها وامتعتها وأدخلوها القصر وجلس الخليفة في مجلس الحكم إلى آخر النهار ، ثم انفض الديوان ودخل قصره . هذا ما كان من أمره . وأما ما كان من أمر قوت القلوب فإنها لما دخلت قصر علاء الدين هي وجواريها وكانوا أربعين جارية غير الطواشية ، قالت لاثنين من الطواشية : أحدكما يقعد على كرسي في ميمنة الباب والثاني يقعد على كرسي في ميسرته وحين يأتي علاء الدين قبلا يديه وقولا له : إن سيدتنا قوت القلوب تطلبك إلى القصر فإن الخليفة وهبها لك هي وجواريها . فقالا لها : سمعاً وطاعة . ثم فعلا ما أمرتهما به فلما أقبل علاء الدين وجد اثنين من طواشية الخليفة جالسين بالباب فاستغرب الأمر وقال في نفسه : لعل هذا ما هو بيتي وإلا فما الخبر ? فلما رأته الطواشية قاموا إليه وقبلوا يديه ، وقالوا : نحن من أتباع الخليفة ومماليك قوت القلوب وهي تسلم عليك وتقول لك أن الخليفة قد وهبها لك هي وجواريها وتطلبك عندها . فقال لهم علاء الدين : قولوا لها : مرحباً بك ولكن ما دمت عنده ما يدخل القصر الذي أنت فيه لأن ما كان للمولى لا يصلح أن يكون للخدام ، وقولا لها : ما مقدار مصروفك عند الخليفة في كل يوم ? فطلعوا إليها وقالوا لها ذلك فقالت : كل يوم مائة دينار . فقال لنفسه : أنا ليس لي حاجة بأن يهب لي الخليفة قوت القلوب حتى أصرف عليها هذا المصروف ولكن لا حيلة في ذلك . ثم إنها أقامت عنده عدة أيام وهو مرتب لها في كل يوم مائة دينار إلى أن انقطع علاء الدين عن الديوان يوماً من الأيام فقال الخليفة للوزير جعفر : أنا ما وهبت قوت القلوب لعلاء الدين إلا لتسليته عن زوجته ، وما سبب انقطاعه ? فقال جعفر : لعله ما قطعه عنا إلا عذر ولكن نحن نزوره . وكان قبل ذلك بأيام قال علاء الدين للوزير : أنا شكوت للخليفة ما أجده من الحزن على زوجتي زبيدة العودية فوهب لي قوت القلوب . فقال له الوزير : لولا أنه يحبك ما وهبها لك وهل دخلت بها يا علاء الدين ? فقال علاء الدين : لا والله لا أعرف لها طولاً من عرض . فقال له الوزير : ما سبب ذلك ? فقال علاء الدين : يا وزير الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام . ثم إن الخليفة وجعفر اختفيا وسارا لزيارة علاء الدين ولم يزالا سائرين إلى أن دخلا على علاء الدين فعرفهما وقام وقبل يد الخليفة فلما رآه الخليفة وجد عليه علامة الحزن فقال له : يا علاء الدين ما سبب هذا الحزن الذي أنت فيه أما دخلت على قوت القلوب ? فقال علاء الدين : يا أمير المؤمنين الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام وإني إلى الآن ما دخلت عليها ولا أعرف لها طولاً من عرض فأقلني منها . فقال الخليفة : إن مرادي الإجتماع بها حتى أسألها عن حالها . فقال علاء الدين : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين . فدخل عليها الخليفة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:33 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الخامسة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة دخل على قوت القلوب فلما رأته قامت وقبلت الأرض بين يديه فقال لها : هل دخل بك علاء الدين ? فقالت قوت القلوب : لا يا أمير المؤمنين وقد أرسلت أطلبه للدخول فلم يرض . فأمر الخليفة برجوعها إلى السرايا وقال لعلاء الدين : لا تنقطع عنا . ثم توجه الخليفة إلى داره فبات علاء الدين تلك الليلة ولما أصبح ركب وسار إلى الديوان فجلس في رتبة رئيس الستين فأمر الخليفة الخازندار يعطي للوزير جعفر عشرة آلف دينار فأعطاه ذلك المبلغ ثم قال الخليفة للوزير : ألزمتك أن تنزل إلى سوق الجواري وتشتري لعلاء الدين بالعشرة آلف دينار جارية . فامتثل الوزير لأمر الخليفة وأخذ معه علاء الدين وسار به إلى سوق الجواري فاتفق في هذا اليوم أن والي بغداد الذي من طرف الخليفة وكان اسمه الأمير خالد نزل إلى السوق لأجل اشتراء جارية لولده وسبب ذلك أنه كان له زوجة تسمى خاتون وكان رزق منها بولد قبيح المنظر يسمى حبظلم بظاظة وكان قد بلغ من العمر عشرين سنة ولا يعرف أن يركب الحصان وكان أبوه شجاعاً قرماً مناعاً وكان يركب الخيل ويخوض بحار الليل فنام حبظلم بظاظة في ليلة من الليالي فاحتلم فأخبر والدته بذلك ففرحت وأخبرت والده بذلك وقالت : مرادي أن تزوجه فإنه صار يستحق الزواج . فقال لها الأمير خالد : هذا قبيح المنظر كريه الرائحة دنس وحش لا تقبله واحدة من النساء . فقالت زوجته : تشتري له جارية . فلأمر قدره الله تعالى أن اليوم الذي نزل فيه الوزير وعلاء الدين إلى السوق نزل فيه الأمير خالد الوالي هو وولده حبظلم بظاظة . فبينما هم في السوق ، وإذا بجارية ذات حسن وجمال وقد واعتدال في يد رجل دلال فقال الوزير : شاور يا دلال عليها بألف دينار . فمر بها على الوالي فرآها حبظلم بظاظة نظرة أعقبته ألف حسرة وتولع بها وتمكن منه حبها ، فقال : يا أبت اشتري هذه الجارية . فنادى الدلال وسأل الجارية عن اسمها فقالت له : اسمي ياسمين . فقال له أبوه : يا ولدي إن كانت أعجبتك فزد في ثمنها . فقال حبظلم بظاظة : يا دلال كم معك من الثمن ? قال الدلال : ألف دينار . قال حبظلم بظاظة : علي بألف دينار ودينار . فجاء لعلاء الدين فعملها بألفين فصار كلما يزيد ابن الوالي ديناراً في الثمن يزيد علاء الدين ألف دينار فاغتاظ ابن الوالي وقال : يا دلال من يزيد علي في ثمن الجارية ? فقل له الدلال : إن الوزير جعفر يريد أن يشتريها لعلاء الدين أبي الشامات . فعملها علاء الدين بعشرة آلف دينار فسمح له سيدها وقبض ثمنها وأخذها علاء الدين وقال لها : أعتقتك لوجه الله تعالى . ثم إنه كتب كتابه عليها وتوجه بها إلى البيت ورجع الدلال ومعه دلالته فناداه ابن الوالي وقال له : أين الجارية ? فقال له الأمير خالد : اشتراها علاء الدين بعشرة آلاف دينار وأعتقها وكتب كتابه عليها . فانكمد الولد وزادت به الحسرات ورجع ضعيفاً إلى البيت من محبته لها وارتمى في الفراش وقطع الزاد وزاد به العشق والغرام . فلما رأته أمه ضعيفاً قالت له : سلامتك يا ولدي ما سبب ضعفك ? قال لها حبظلم : اشتري لي ياسمين يا أمي . قالت له أمه : لما يفوت صاحب الرياحين أشتري لك جنينة ياسمين . فقال لها حبظلم : ليس الياسمين الذي يشم وإنما هي جارية اسمها ياسمين لم يشترها لي أبي . فقالت لزوجها : لأي شيء ما اشتريت له هذه الجارية ? فقال لها الأمير خالد : الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام وليس لي قدرة على أخذها فإنه ما اشتراها إلا علاء الدين رئيس الستين . فزاد الضعف بالولد حتى جفا الرقاد وتعصبت أمه بعصائب الحزن . فبينما هي في بيتها حزينة على ولدها ، وإذا بعجوز دخلت عليها اسمها أم أحمد قماقم السراق وكان هذا السراق ينقب وسطانياً ويلقف فرقانياً ويسرق الكحل من العين وكان بهذه الصفات القبيحة في أول أمره ثم عملوه مقدم الدرك فسرق عملة ووقع بها وهجم عليه الوالي فأخذه وعرضه على الخليفة فأمر بقتله في بقعة الدم فاستجار بالوزير ، وكان للوزير عند الخليفة شفاعة لا ترد فشفع فيه فقال له الخليفة : كيف تشفع في آفة تضر الناس ? فقال له الوزير : يا أمير المؤمنين فإن الذي بنى السجن كان حكيماً لأن السجن قبر الأحياء وشماتة الأعداء . فأمر الخليفة بوضعه في السجن في قيد وكتب عليه قيد مخلد إلى الممات لا يفك إلا على دكة المغسل فوضعوه مقيداً في السجن ، وكانت أمه تتردد على بيت الأمير خالد الوالي وتدخل لابنها في السجن وتقول له : أما قلت لك ثب عن الحرام . فيقول لها قماقم السراق : قدر الله ذلك ولكن يا أمي إذا دخلت على زوجة الوالي فخليها تشفع لي عنده . فلما دخلت العجوز على زوجة الوالي وجدتها معصبة بعصائب الحزن فقالت لها : ما لك حزينة ? فقالت لها زوجة الوالي : على فقد ولدي حبظلم بظاظة . فقالت لها أم قماقم : سلامة ولدك ما الذي أصابه ? فحكت لها الحكاية فقالت لها العجوز : ما تقولين فيمن يلعب منصفاً يكون فيه سلامة ولدك ? فقالت لها زوجة الوالي : وما الذي تفعلينه ? فقالت أم قماقم : أنا لي ولد يسمى أحمد قماقم السراق وهو مقيد في السجن مكتوب على قيده مخلد إلى الممات ، فأنت تقومين وتلبسين أفخر ما عندك وتتزينين بأحسن الزينة وتقابلين زوجك ببشر وببشاشة فإذا طلب منك ما يطلبه الرجال من النساء فامتنعي منه ولا تمكنيه وقولي له : يا لله العجب إذا كان للرجل حاجة عند زوجته يلح عليها حتى يقضيها منها وإذا كان للزوجة عند زوجها حاجة فإنه لا يقضيها لها . فيقول لك : وما حاجتك ؟ فتقولي له : حتى تحلف لي . فإذا حلف لك بحياة رأسه وبالله فقولي له : إحلف لي بالطلاق مني . ولا تمكنيه إلا أن يحلف لك بالطلاق فإذا حلف لك بالطلاق فقولي له : عندك في السجن واحد مقدم اسمه أحمد قماقم ، وله أم مسكينة وقد وقعت علي وساقتني عليك ، وقالت لي : خليه يشفع عند الخليفة لأجل أن يتوب ويحصل له الثواب . فقالت لها زوجة الوالي : سمعاً وطاعة . فلما دخل الوالي على زوجته .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:33 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة السادسة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوالي لما دخل على زوجته قالت له ذلك الكلام وحلف لها بالطلاق فمكنته وبات ولما أصبح الصباح اغتسل ، وصلى الصبح وجاء إلى السجن وقال : يا أحمد قماقم يا سراق هل تتوب مما أنت فيه ? فقال أحمد قماقم : إني تبت إلى الله تعالى ورجعت وأقول بالقلب واللسان : أستغفر الله . فأطلقه الوالي من السجن وأخذه معه إلى الديوان وهو في القيد ثم تقدم إلى الخليفة وقبل الأرض بين يديه . فقال له الخليفة : يا أمير خالد ، أي شيء تطلب ? فتقدم أحمد قماقم يخطر في القيد قدام الخليفة فقال له : يا قماقم هل أنت حي إلى الآن ? فقال أحمد قماقم : يا أمير المؤمنين إن عمر الشقي بقي . فقال الخليفة : يا أمير خالد لأي شيء جئت به هنا ? فقال له الأمير خالد : إن له أماً مسكينة منقطعة وليس لها أحد غيره ، وقد وقعت على عبدك أن يتشفع عندك يا أمير المؤمنين في أنك تفكه من القيد وهو يتوب عما كان فيه وتجعله مقدم الدرك كما كان أولاً . فقال الخليفة لأحمد قماقم : هل تبت عما كنت فيه ? فقال له أحمد قماقم : تبت إلى الله يا أمير المؤمنين . فأمر بإحضار الحداد وفك قيده على دكة المغسل وجعله مقدم الدرك وأوصاه بالمشي الطيب فقبل يد الخليفة ونزل بخلعة الدرك ونادوا له بالتقديم فمكث مدة من الزمن في منصبه ، ثم دخلت أمه على زوجة الوالي فقالت لها : الحمد لله الذي خلص ابنك من السجن وهو على قيد الصحة والسلامة فلأي شيء لم تقولي له يدبر أمراً في مجيئه بالجارية ياسمين إلى ولدي حبظلم بظاظة ? فقالت أم أحمد قماقم : أقول له . ثم قامت من عندها ودخلت على ولدها فوجدته سكراناً . فقالت له : يا ولدي ما سبب خلاصك من السجن إلا زوجة الوالي وتريد منك أن تدبر لها أمراً في قتل علاء الدين أبي الشامات وتجيء بالجارية ياسمين إلى ولدها حبظلم بظاظة . فقال لها أحمد قماقم : هذا أسهل ما يكون ولابد أن أدبر له أمراً في هذه الليلة . وكانت تلك الليلة أول ليلة في الشهر الجديد وعادة أمير المؤمنين أن يبيت فيها عند السيدة زبيدة لعتق جارية أو مملوك أو نحو ذلك وكان من عادة الخليفة أن يقلع بدلة الملك ، ويترك السبحة والنمشة وخاتم الملك ويضع الجميع فوق الكرسي في قاعة الجلوس وكان عند الخليفة مصباح من ذهب وكان ذلك المصباح عزيزاً عند الخليفة . ثم إن الخليفة وكل الطواشية بالبدلة والمصباح وباقي الأمتعة ودخل مقصورة السيدة زبيدة فصبر أحمد قماقم السراق لما انتصف الليل وأضاء سهيل ونامت الخلائق وتجلى عليهم بالستر الخالق ، ثم سحب سيفه في يمينه وأخذ مقفله في يساره وأقبل على قاعة الجلوس فتعلق بها وطلع على السلم إلى السطوح ، ورفع طابق القاعة ونزل فيها فوجد الطواشية نائمين ، فبنجهم وأخذ بدلة الخليفة والسبحة والنمشة والمنديل والخاتم والمصباح الذي بالجواهر ثم نزل من الموضع الذي طلع منه وسار إلى بين علاء الدين أبي الشامات وكان علاء الدين في هذه الليلة مشغولاً بفرح الجارية فدخل عليها وراحت منه حاملاً . فنزل أحمد قماقم السراق على قاعة علاء الدين وقلع لوحاً رخاماً من دار القاعة وحفر تحته ووضع بعض المصالح وأبقى بعضها معه ، ثم جبس اللوح الرخام كما كان ونزل من الموضع الذي طلع منه وقال في نفسه : أنا أقعد أسكر وأحط المصباح قدامي وأشرب الكأس على نوره ثم سار إلى بيته فما أصبح ذهب الخليفة إلى القاعة فوجد الطواشية مبنجين فأيقظهم وحط يده فلم يجد البدلة ولا الخاتم ولا السبحة ولا النمشة ولا المنديل ولا المصباح فاغتاظ لذلك غيظأ شديداً ولبس بدلة الغضب وهي بدلة حمراء ، وجلس في الديوان فتقدم الوزير وقبل الأرض بين يديه وقال له : أي شيء حصل ? فحكى له جميع ما وقع وإذا بالوالي طالع وفي ركابه أحمد قماقم السراق ، فوجد الخليفة في غيظ عظيم ، فلما نظر الخليفة إلى الوالي قال له : يا أمير خالد كيف حال بغداد ? فقال له الأمير خالد : سالمة أمينة . فقال له الخليفة : تكذب . فقال له الأمير خالد : لأي شيء يا أمير المؤمنين ? فقص عليه القصة وقال له : ألزمتك أن تجيء بذلك كله . فقال له الأمير خالد : يا أمير المؤمنين دود الخل منه فيه ولا يقدر غريب أن يصل إلى هذا المحل أبداً . فقال الخليفة : إن لم تجيء لي بهذه الأشياء قتلتك . فقال له الأمير خالد : قبل أن تقتلني أقتل أحمد قماقم السراق فإنه لا يعرف الحرامي والخائن إلا مقدم الدرك . فقام أحمد قماقم وقال للخليفة : شفعني في الوالي وأنا أضمن لك عهدة الذي سرق وأقص الأثر وراءه حتى أعرفه ولكن أعطني اثنين من طرف القاعة واثنين من طرف الوالي فإن الذي فعل هذا لا يخشاك ولا يخشى من الوالي ولا من غيره . فقال الخليفة : لك ما طلبت ولكن أول التفتيش يكون في سرايتي وبعدها سراية الوزير وفي سرايا رئيس الستين . فقال أحمد قماقم : صدقت يا أمير المؤمنين ربما يكون الذي عمل هذه العملة واحد قد تربى في سرايا أمير المؤمنين أو في أحد من خواصه . فقال الخليفة : وحياة رأسي كل من ظهرت عليه هذه العملة لابد من قتله ولو كان ولدي . ثم إن أحمد قماقم أخذ ما أراده وأخذ فرماناً بالهجوم على البيوت وتفتيشها .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:34 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة السابعة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد قماقم أخذ ما أراده وأخذ فرماناً بالهجوم على البيوت وتفتيشها ونزل وبيده قضيب ثلثه من الشؤم وثلثه من النحاس وثلثه من الحديد والفولاذ وفتش سرايا الخليفة وسرايا الوزير جعفر ودار على بيوت الحجاب والنواب إلى أن مر على بيت علاء الدين أبي الشامات فلما سمع الضجة علاء الدين قام من عند ياسمين زوجته وفتح الباب فوجد الوالي في كوكبة فقال له : ما الخبر يا أمير خالد ? فحكى له جميع القضية فقال علاء الدين : أدخلوا بيتي وفتشوه . فقال الوالي : العفو يا سيدي أنت أمين وحاشا أن يكون الأمين خائناً . فقال له علاء الدين : لابد من تفتيش بيتي . فدخل الوالي والقضاة والشهود وتقدم أحمد قماقم إلى داره أرض القاعة وجاء إلى الرخامة التي دفن تحتها الأمتعة وأرخى القضيب على اللوح الرخام بعزمه فانكسرت الرخامة وإذا بشيء ينور تحتها فقال المقدم : باسم الله ما شاء الله على بركة قدومنا انفتح لنا كنز وأريد أن أنزل إلى هذا المطلب وأنظر ما فيه . فنظر القاضي والشهود إلى ذلك المحل فوجدوا الأمتعة بتمامها فكتبوا ورقة مضمونها أنهم وجدوا الأمتعة في بيت علاء الدين ثم وضعوا في تلك الورقة ختومهم وأمروا بالقبض على علاء الدين وأخذوا عمامته من فوق رأسه وضبطوا جميع ماله ورزقه في قائمة وقبض أحمد قماقم السراق على الجارية ياسمين وكانت أحسن حالاً من علاء الدين وأعطاها لأمه وقال لها : سلميها لخاتون امرأة الوالي . فأخذت ياسمين ودخلت بها على زوجة الوالي فلما رآها حبظلم بظاظة جاءت له العافية وقام من وقته وساعته وفرح فرحاً شديداً وتقرب إليها فسحبت خنجراً من حياصتها وقالت له : ابعد عني وإلا أقتلك وأقتل نفسي . فقالت لها أمه خاتون : يا عاهرة خلي ولدي يبلغ منك مراده ? فقالت لها ياسمين : يا كلبة في أي مذهب يجوز للمرأة أن تتزوج باثنين وأي شيء أوصل الكلاب أن تدخل في مواطن السباع ? فزاد بالولد الغرام وأضعفه الوجد والهيام وقطع الزاد ولزم الوساد .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:34 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثامنة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن حبظلم بظاظة قطع الزاد ولزم الوساد فقالت لها امرأة الوالي : يا عاهرة كيف تحسريني على ولدي لابد من تعذيبك وأما علاء الدين فإنه لابد من شنقه . فقالت لها ياسمين : أنا أموت على محبته . فقامت زوجة الوالي ونزعت عنها ما كان عليها من الصيغة وثياب الحرير وألبستها لباساً من الخيش وقميصاً من الشعر وأنزلتها في المطبخ وعملتها من الجواري الخدمة وقالت لها : جزاؤك أنك تكسرين من الحطب وتقشرين البصل وتحطين النار تحت الحلل . فقالت لها ياسمين : أرضى بكل عذاب وخدمة ولا أرضى رؤية ولدك . فحنن الله عليها قلوب الجواري وصرت يتعاطين الخدمة عنها في المطبخ . هذا ما كان من أمر ياسمين . وأما ما كان من أمر علاء الدين أبي الشامات فأنهم أخذوه هو وأمتعتة للخليفة وساروا به إلى أن وصلوا إلى الديوان ، فبينما الخليفة جالساً على الكرسي وإذا هم طالعون بعلاء الدين ومعه الأمتعة فقال الخليفة : أين وجدتموها ? فقالوا له : في وسط بيت علاء الدين أبي الشامات . فامتزج الخليفة بالغضب وأخذ الأمتعة فلم يجد المصباح فقال الخليفة : أين المصباح ? فقال له علاء الدين : أنا ما سرقت ولا علمت ولا رأيت ولا معي خبر . فقال له الخليفة : يا خائن كيف أقربك إلي وتبعدني عنك وأستأمنك وتخونني . ثم أمر بشنقه فنزل به الوالي والمنادي ينادي عليه : هذا جزاء من يخون الخلفاء الراشدين فاجتمع الخلائق عند المشنقة . هذا ما كان من أمر علاء الدين . وأما ما كان من أمر أحمد الدنف كبير علاء الدين فإنه كان قاعداً هو وأتباعه على بستان فبينما هم جالسون في حظ وسرور وإذا برجل سقاء من السقايين في الديوان دخل عليهم وقبل يد أحمد الدنف وقال : يا مقدم أحمد يا دنف أنت قاعد في صفاء الماء تحت رجليك وما عندك علم بما حصل ? فقال له أحمد الدنف : ما الخبر ? فقال السقاء : إن ولدك في عهد الله علاء الدين نزلوا به إلى المشنقة . فقال أحمد الدنف : ما عندك من الحيلة يا حسن شومان ? فقال له حسن شومان : أستغرب هذا الأمر وهذا ملعوب عليه من واحد عدو . فقال له أحمد الدنف : ما الرأي عندك ? فقال حسن شومان : خلاصه علينا إن شاء المولى . ثم إن حسن شومان ذهب إلى السجن وقال للسجان : أعطنا واحداً يكون مستوجباً للقتل . فأعطاه واحداً وكان شبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات فغطى رأسه وأخذه أحمد الدنف بينه وبين علي الزيبق المصري وكانوا قدموا علاء الدين إلى الشنق فتقدم الدنف وحط رجله على رجل المشاعلي فقال له المشاعلي : أعطني الوسع حتى أعمل صنعتي . فقال له أحمد الدنف : يا لعين خذ هذا الرجل واشنقه موضع علاء الدين أبي الشامات فإنه مظلوم وان فدى إسماعيل بالكبش . فأخذ علي المشاعلي ذلك الرجل وشنقه عوضاً عن علاء الدين ثم إن أحمد الدنف وعلي الزيبق المصري أخذا علاء الدين وسارا به إلى قاعة أحمد الدنف فلما دخلوا عليه قال له علاء الدين : جزاك الله خيراً يا كبيري . فقال له أحمد الدنف : ما هذا الفعل الذي فعلته ?
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:34 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة التاسعة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد الدنف قال لعلاء الدين : ما هذا الفعل الذي فعلته ? ورحم الله من قال : من ائتمنك فلا تخونه ولو كنت خائناً والخليفة مكنك عنده وسماك بالثقة الأمين ، كيف تفعل معه هكذا وتأخذ أمتعته ? فقال علاء الدين : والاسم الأعظم يا كبيري ما هي عملتي ولا لي فيها ذنب ولا أعرف من عملها . فقال أحمد الدنف : إن هذه العملة ما عملها إلا عدو مبين ومن فعل شيئاً يجازي به ولكن يا علاء الدين أنت ما بقي لك إقامة في بغداد فإن الملوك لا تعادى يا ولدي ومن كانت الملوك في طلبه يطول تعبه ? فقال علاء الدين : أين أروح يا كبيري ? فقال له أحمد الدنف : أنا أوصلك إلى الإسكندرية فإنها مباركة وعتبتها خضراء وعيشتها هنيئة . فقال له علاء الدين : سمعاً وطاعة يا كبيري . فقال أحمد الدنف لحسن شومان : خل بالك وإذا سأل عني الخليفة فقل له : أنه راح يطوف على البلاد . ثم أخذه وخرج من بغداد ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الكروم والبساتين فوجدا يهوديين من عمال الخليفة راكبين على بغلتين فقال أحمد الدنف لليهوديين : هاتوا الغفر . فقال اليهوديان : نعطيك الغفر على أي شيء ? فقال لهما : أنا غفير هذا الوادي . فأعطاه كل منهما مائة دينار وبعد ذلك قتلهما أحمد الدنف وأخذ البغلتين في خان وباتا فيه . ولما أصبح الصباح باع علاء الدين بغلته وأوصى البواب على بغلة أحمد الدنف ونزل في مركب من مينة إياس حتى وصلا إلى الإسكندرية فطلع أحمد الدنف ومعه علاء الدين ومشيا في السوق وإذا بدلال يدلل على دكان ومن داخل الدكان طبقة على تسعمائة وخمسين ديناراً فقال علاء الدين : علي بألف . فسمح له البائع وكانت لبيت المال فتسلم علاء الدين المفاتيح وفتح الطبقة فوجدها مفروشة بالفرش والمساند ورأى فيها حاصلاً فيه قلاع وصواري وحبال وصناديق وأجرة ملآنة خرزاً وودعاً وركابات وأطياراً ودبابيس وسكاكين ومقصات وغير ذلك لأن صاحبه كان سقطياً . فقعد علاء الدين أبي الشامات في الدكان وقال له أحمد الدنف : يا ولدي الدكان والطبقة وما فيهما صارت ملكك فاقعد فيها وبع واشتري ولا تنكر فإن الله تعالى بارك في التجارة . وأقام عنده ثلاثة أيام واليوم الرابع أخذ خاطره وقال له : استقر في هذا المكان حتى أروح وأعود إليك بخبر من الخليفة بالأمان عليك وأنظر الذي عمل معك هذا الملعوب . ثم توجه مسافراً حتى وصل إلى إياس فأخذ البغلة من الخان وسار إلى بغداد فاجتمع بحسن شومان .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:35 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة العاشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد الدنف اجتمع بحسن شومان واتباعه وقال : يا حسن هل الخليفة سأل عني ? فقال حسن شومان : ولا خطرت على باله . فقام في خدمة الخليفة وصار يستنشق الأخبار فرأى الخليفة التفت إلى الوزير جعفر يوماً من الأيام وقال له : انظر يا وزير هذا العملة التي فعلها معي علاء الدين . فقال له الوزير : يا أمير المؤمنين أنت جازيته بالشنق وجزاؤه ما حل به . فقال له الخليفة : يا وزير مرادي أن أنزل وأنظره وهو مشنوق . فقال الوزير : افعل ما شئت يا أمير المؤمنين . فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة : هذا ما هو علاء الدين . فقال له الوزير : كيف عرفت أنه غيره ? فقال الخليفة : إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل . فقال له الوزير : إن المشنوق يطول . فقال الخليفة : إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود . فقال له الوزير : أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات ? فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له : يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي . فقال له الوزير : سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً . هذا ما كان من أمره . وأما ما كان من أمر حبظلم بظاظة ابن الوالي فإنه قد طاب به العشق والغرام حتى مات وواروه في التراب . وأما ما كان من أمر الجارية ياسمين فإنها وفت حملها ولحقها الطلق فوضعت ذكراً كأنه القمر فقالت لها الجواري : ما تسميه ? فقالت ياسمين : لو كان أبوه طيباً كان سماه ولكن أنا أسميه أصلان . ثم إنها أرضعته اللبن عامين متتابعين وفطمته وحبى ومشى فاتفق أن أمه اشتغلت بخدمة المطبخ يوماً من الأيام فمشى الغلام ورأى سلم فقعد فطلع عليه وكان الأمير خالد الوالي جالساً فأخذه وأقعده في حجره وسبح مولاه فيما خلق وصور وتأمل وجهه فرآه شبه النوايا بعلاء الدين أبي الشامات ، ثم إن أمه ياسمين فتشت عليه فلم تجده فطلعت المقعد فرأت الأمير خالد جالساً والولد في حجره يلعب وقد ألقى الله محبة الولد في قلب الأمير خالد . فالتفت الولد فرأى أمه فرمى نفسه عليها فزنقه الأمير خالد في حضنه وقال لها : تعالي يا جارية . فلما جاءت قال لها : هذا الولد ابن من ? فقالت له ياسمين : هذا ولدي وثمرة فؤادي . فقال لها الأمير خالد : ومن أبوه ? فقالت له ياسمين : أبوه علاء الدين أبي الشامات والآن صار ولدك . فقال لها الأمير خالد : إن علاء الدين كان خائناً . فقالت ياسمين : سلامته من الخيانة حاشا وكلا أن يكون الأمين خائناً . فقال لها الأمير خالد : إذا كبر هذا الولد ونشأ وقال : من أبي ? فقولي له : أنت ابن الأمير خالد الوالي صاحب الشرطة . فقالت ياسمين : سمعاً وطاعة . ثم إن الأمير خالد طاهر الولد ورباه وأحسن تربيته وجاء له بفقيه خطاط فعلمه الخط والقراءة فقرأ وأعاد وختم وصار يقول للأمير خالد : يا والدي . وصار الوالي يعمل في الميدان ويجمع الخيل وينزل يعلم الولد أرباب الحرب ومقاصد الطعن والضرب إلى أن انتهى في الفروسية وتعلم الشجاعة وبلغ من العمر أربع عشرة سنة ووصل إلى درجة الإمارة . فاتفق أن أصلان اجتمع مع أحمد قماقم السراق يوماً من الأيام وصارا أصحاباً فتبعه إلى الخمارة وإذا بأحمد قماقم السراق أطلع المصباح الجوهر الذي أخذه من أمتعة الخليفة وحطه قدامه وتناول الكأس على نوره وسكر فقال له أصلان : يا مقدم أعطني هذا المصباح . فقال له أحمد قماقم : ما أقدر أن أعطيك إياه . فقال له أصلان : لأي شيء ?
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:36 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الحادية عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أصلان قال لأحمد قماقم : لأي شيء ? فقال له أحمد قماقم : لأنه راحت على شأنه الأرواح . فقال له أصلان : أي روح راحت على شأنه ? فقال له أحمد قماقم : كان واحد جاءنا هنا وعمل رئيس الستين يسمى علاء الدين أبي الشامات ومات بسبب ذلك . فقال له أصلان : وما حكايته وسبب موته ? فقال له أحمد قماقم : كان لك أخ يسمى حبظلم بظاظة وبلغ من العمر ستة عشرة عاماً حتى استحق الزواج وطلب أبوه أن يشتري له جارية وأخبره بالقصة من أولها إلى آخرها وأعلمه بضعف حبظلم بظاظة وما وقع لعلاء الدين ظلماً . فقال أصلان في نفسه : لعل هذه الجارية ياسمين أمي وما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات . فطلع الولد أصلان من عنده حزيناً فقابل المقدم أحمد الدنف فلما رآه أحمد الدنف قال : سبحان من لا شبيه له . فقال له حسن شومان : يا كبيري من أي شيء تتعجب ? فقال له أحمد الدنف : من خلقة هذا الولد أصلان فإنه أشبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات . فنادى أحمد الدنف وقال : يا أصلان . فرد عليه فقال له : ما اسم أمك ? فقال له أصلان : تسمى الجارية ياسمين . فقال له أحمد الدنف : يا أصلان طب نفساً وقر عيناً فإنه ما أبوك إلا علاء الدين أبي الشامات ولكن يا ولدي ادخل على أمك واسألها عن أبيك . فقال أصلان : سمعاً وطاعة . ثم دخل على أمه وسألها فقالت له : أبوك الأمير خالد . فقال لها أصلان : ما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات . فبكت أمه وقالت له : من أخبرك بهذا يا ولدي ? فقال أصلان : المقدم أحمد الدنف أخبرني بذلك . فحكت له جميع ما جرى وقالت له : يا ولدي قد ظهر الحق واختفى الباطل واعلم أن أباك علاء الدين أبي الشامات إلا أنه ما رباك إلا الأمير خالد وجعلك ولده ، فيا ولدي إن اجتمعت بالمقدم أحمد الدنف قل له : يا كبيري سألتك بالله أن تأخذ ثأري من قاتل أبي علاء الدين أبي الشامات . فطلع من عندها وسار .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:37 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثانية عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أصلان طلع من عند أمه وسار إلى أن دخل على المقدم أحمد الدنف وقبل يده ، فقال له : ما لك يا أصلان ? فقال له أصلان : إني عرفت وتحققت من أن أبي علاء الدين أبي الشامات ومرادي أنك تأخذ لي ثأري من قاتله . فقال له أحمد الدنف : من الذي قتل أباك ? فقال له أصلان : أحمد قماقم السراق . فقال له أحمد الدنف : ومن أعلمك بهذا الخبر ? فقال له أصلان : رأيت معه المصباح الجوهر الذي ضاع من جملة أمتعة الخليفة وقلت له أعطني هذا المصباح فما رضي وقال لي : هذا راحت على شأنه الأرواح وحكى لي أنه هو الذي نزل وسرق الأمتعة ووضعها في دار أبي . فقال له أحمد الدنف : إذا ما رأيت الأمير خالد يلبس ثياب الحرب فقل له : ألبسني مثلك . فإذا طلعت معه وأظهرت باباً من أبواب الشجاعة قدام أمير المؤمنين فإن الخليفة يقول لك : تمن علي يا أصلان . فقل له : أتمنى عليك أن تأخذ ثأر أبي من قاتله . فيقول لك الخليفة : أباك حي وهو الأمير خالد . فقل له : إن أبي علاء الدين أبي الشامات وخالد الوالي له علي حق التربية فقط وأخبره بجميع ما وقع بينك وبين أحمد قماقم السراق وقل له : يا أمير المؤمنين أؤمر بتفتيشه وأنا أخرجه من جيبه . فقال له أصلان : سمعاً وطاعة . ثم طلع أصلان فوجد الأمير خالد يتجه إلى طلوعه ديوان الخليفة فقال له : مرادي أن تلبسني لباس الحرب مثلك وتأخذني معك إلى ديوان الخليفة . فألبسه وأخذه معه إلى الديوان ونزل الخليفة بالعسكر خارج البلد ونصبوا الصواوين والخيام واصطفت الصفوف وطلع بالأكرة والصولجان منهم فصار الفارس يضرب الأكرة وبالصولجان فيردها عليه الفارس الثاني وكان بين العسكر واحد جاسوس مكري على قتل الخليفة فأخذ الأكرة وضربها بالصولجان وحررها على وجه الخليفة وإذا بأصلان استلقاها عن الخليفة وضرب بها راميها فوقعت بين أكتافه فوقع على الأرض فقال الخليفة : بارك الله فيك يا أصلان . ثم نزلوا على ظهور الخيل وقعدوا على الكراسي وأمر الخليفة بإحضار الذي ضرب الأكرة فلما حضر بين يديه قال له : من أغراك على هذا الأمر وهل أنت عدو أم حبيب ? فقال له الجاسوس : أنا عدو وكنت مضمر قتلك . فقال الخليفة : ما سبب ذلك أما أنت مسلم ? فقال الجاسوس : لا وإنما أنا رافضي . فأمر الخليفة بقتله وقال لأصلان : تمن علي . فقال له أصلان : أتمنى عليك أن تأخذ لي ثأر أبي من قاتله . فقال له الخليفة : إن أباك حي وهو واقف على رجليه . فقال له أصلان : من هو أبي ? فقال له الخليفة : الأمير خالد الوالي . فقال له أصلان : يا أمير المؤمنين ما هو أبي إلا في التربية وما والدي إلا علاء الدين أبي الشامات . فقال له الخليفة : إن أباك كان خائناً . فقال أصلان : يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون الأمين خائناً وما الذي خانك فيه ? فقال الخليفة : سرق بدلتي وما معها . فقال أصلان : يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون أبي خائناً ولكن يا سيدي لما عدمت بدلتك وعادت إليك هل رأيت المصباح رجع إليك أيضاً ? فقال الخليفة : ما وجدناه . فقال أصلان : أنا رأيته مع أحمد قماقم السراق وطلبته منه فلم يعطني إياه وقال : هذا راحت عليه الأرواح . وحكى لي عن ضعف حبظلم بظاظة ابن الأمير خالد الوالي وعشقه للجارية ياسمين وخلاصه من القيد وأنه هو الذي سرق البدلة والمصباح وأنت يا أمير المؤمنين تأخذ لي بثأر والدي من قاتله . فقال الخليفة : اقبضوا على أحمد قماقم . فقبضوا عليه وقال : أين المقدم أحمد الدنف . فحضر بين يديه فقال الخليفة : فتش قماقم . فحط يديه في جيبه فأطلع منه المصباح الجوهر . فقال الخليفة : تعال يا خائن من أين لك هذا المصباح ? فقال أحمد قماقم : اشتريته يا أمير المؤمنين . فقال الخليفة : من أين اشتريته ومن يقدر على مثله حتى يبيعه لك ? وضربوه فأقر أنه هو الذي سرق البدلة والمصباح فقال له الخليفة : لأي شيء تفعل هذه الفعال يا خائن حتى ضيعت علاء الدين أبا الشامات وهو الثقة الأمين ? ثم أمر الخليفة بالقبض عليه وعلى الوالي فقال الوالي : يا أمير المؤمنين أنا مظلوم وأنت أمرتني بشنقه ولم يكن عندي خبر بهذا الملعوب ، فإن التدبير كان بين العجوز وأحمد قماقم وزوجتي وليس عندي خبر وأنا في جيرتك يا أصلان فتشفع فيه أصلان عند الخليفة . ثم قال الخليفة : يا أمير خالد ما فعل الله بأم هذا الولد . فقال له الأمير خالد : عندي . فقال الخليفة : أمرتك أن تأمر زوجتك أن تلبسها بدلتها وصيغتها وتردها إلى سيادتها ، وإن تفك الختم الذي على بيت علاء الدين وتعطي ابنه رزقه وماله . فقال الأمير خالد : سمعاً وطاعة . ثم نزل الوالي وأمر امرأته فألبستها بدلتها وفك الختم عن بيت علاء الدين وأعطى أصلان المفاتيح ، ثم قال الخليفة : تمن علي يا أصلان . فقال له أصلان : تمنيت عليك أن تجمع شملي بأبي . فبكى الخليفة وقال : الغالب أن أباك هو الذي شنق ومات ولكن وحياة جدودي كل من بشرني بأنه على قيد الحياة أعطيته جميع ما يطلبه . فتقدم أحمد الدنف وقبل الأرض بين يديه وقال له : أعطني الأمان يا أمير المؤمنين . فقال له الخليفة : عليك الأمان . فقال أحمد الدنف : أبشرك أن علاء الدين أبا الشامات ، الثقة الأمين طيب على قيد الحياة . فقال له الخليفة : ما الذي تقوله ? فقال له أحمد الدنف : وحياة رأسك إن كلامي حق وفديته بغيره ممن يستحق القتل وأوصلته إلى الإسكندرية ، وفتحت له دكان سقطي . فقال الخليفة : ألزمتك أن تجيء به .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:37 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الثالثة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لأحمد الدنف : ألزمتك أن تجيء به . فقال أحمد الدنف : سمعاً وطاعة . فأمر له الخليفة بعشرة آلاف دينار ، وسار متوجهاً إلى الإسكندرية . هذا ما كان من أمر أصلان . وأما ما كان من أمر والده علاء الدين أبي الشامات فإنه باع ما كان في الدكان كله جميعه ولم يبق في الدكان إلا القليل وجراب قديم ، فنفض الجراب فنزلت منه خرزة تملأ الكف في سلسلة من الذهب ولها خمسة وجوه وعليها أسماء وطلاسم كدبيب النمل فدعك الخمسة وجوه فلم يجاوبه أحد فقال في نفسه : لعلها خرزة من جزع . ثم علقها في الدكان وإذا بقنصل فائت في الطريق فرفع بصره فرأى الخرزة معلقة على دكان علاء الدين وقال له : يا سيدي هل هذه الخرزة للبيع . فقال له علاء الدين : جميع ما عندي للبيع . فقال له القنصل : أتبيعني إياها بثمانين ألف دينار ? فقال علاء الدين : يفتح الله . فقال له القنصل : أتبيعها بمائة ألف دينار ? فقال علاء الدين : بعتها لك بمائة ألف دينار فانقدني الدنانير . فقال له القنصل : ما أقدر أن أحمل ثمنها معي والإسكندرية فيها حرامية وشرطية فأنت تروح معي إلى مركبي وأعطي لك الثمن ورزمة صوف أنجوري ورزمة أطلس ورزمة قطيفة ورزمة خوخ . فقام علاء الدين وقفل الدكان بعد أن أعطاه الخرزة وأعطى المفاتيح لجاره وقال له : خذ هذه المفاتيح عندك أمانة حتى أروح إلى المركب مع هذا القنصل وأجيء بثمن خرزتي فإن عوقت عنك وورد المقدم أحمد الدنف الذي كان وطنني في هذا المكان فأعطه المفاتيح وأخبره بذلك . ثم توجه مع قنصل إلى المركب فلما نزل إلى المركب نصب له كرسياً وأجلسه عليه وقال : هاتوا المال . فدفع الثمن والخمس رزم التي وعده بها ، وقال له : يا سيدي أقصد جبري بلقمة أو شربة ماء . فقال علاء الدين : إن كان عندك ماء فاسقني . فأمر بالشرابات فإذا فيها بنج فلما شرب انقلب على ظهره ، فرفعوا الكراسي وحطوا المداري وحلوا القلوع وأسعفته الرياح حتى وصلوا إلى وسط البحر فأمر القبطان بطلوع علاء الدين من الطنبر فطلعوه وشمموه ضد البنج ففتح عينيه وقال : أين أنا ? فقال له القنصل : أنت معي مربوط وديعة ولو كنت تقول يفتح الله لكنت أزيدك . فقال له علاء الدين : ما صناعتك ? فقال له القنصل : أنا قبطان ومرادي أن آخذك إلى حبيبة قلبي . فبينما هما في الكلام وإذا بمركب فيها أربعون من تجار المسلمين فطلع القبطان بمركبه عليهم ووضع الكلاليب في مراكبهم ونزل هو ورجاله فنهبوها وأخذوها وساروا بها إلى مدينة جنوة فأقبل القبطان الذي معه علاء الدين إلى باب قصر قيطون وإذا بصبية نازلة وهي ضاربة لثاماً فقالت له : هل جئت بالخرزة وصاحبها ? فقال لها القبطان : جئت بهما . فقالت له الصبية : هات الخرزة . فأعطاها لها وتوجه إلى الميناء وضرب مدافع السلامة فعلم ملك المدينة بوصول ذلك القبطان ، فخرج إلى مقابلته وقال له : كيف كانت سفرتك ? فقال له القبطان : كانت طيبة جداً وقد كسبت فيها مركباً واحداً وأربعون من تجار المسلمين . فقال له الملك : أخرجهم إلى المدينة . فأخرجهم في الحديد ومن جملتهم علاء الدين ، وركب الملك هو والقبطان وأمشوهم قدامهم إلى أن وصلوا إلى الديوان وقدموا أول واحد . فقال له الملك : من أين يا مسلم ؟ فقال التاجر : من الإسكندرية . فقال الملك : يا سياف اقتله . فرمى رقبته والثاني والثالث هكذا إلى تمام الأربعين وكان علاء الدين في آخرهم فشرب حسرتهم ، وقال لنفسه : رحمة الله عليك يا علاء الدين فرغ عمرك . فقال له الملك : وأنت من أي البلاد ؟ فقال علاء الدين : من الإسكندرية . فقال الملك : يا سياف ارم عنقه . فرفع السياف يده بالسيف وأراد أن يرمي رقبة علاء الدين وإذا بعجوز ذات هيبة تقدمت بين أيادي الملك فقام إليها تعظيماً لها . فقالت العجوز : يا ملك الزمان أما قلت لك لما يجيء القبطان بالأسارى تذكر الدير بأسيرين يخدمان في الكنيسة . فقال لها الملك : يا أمي ليتك سبقت بساعة ولكن خذي هذا الأسير الذي فضل . فالتفتت إلى علاء الدين وقالت له : هل أنت تخدم في الكنيسة أو أخلي الملك يقتلك . فقال لها علاء الدين : أنا أخدم في الكنيسة . فأخذته وطلعت به من الديوان وتوجهت إلى الكنيسة فقال لها علاء الدين : ما أعمل من الخدمة . فقالت له العجوز : تقوم في الصبح وتأخذ خمسة بغال وتسير بها إلى الغابة وتقطع ناشف الحطب وتكسره وتجيء به إلى مطبخ الدير وبعد ذلك تلم البسط وتكنس وتمسح البلاط وترد الفرش مثل ما كان وتأخذ نصف إردب قمح وتغربله وتطحنه وتعمله منينات للدير وتأخذ وجبة عدس تغربلها وتدشها وتطبخها ثم تملأ الأربع فساقي ماء وتحول بالبرميل وتملأ ثلثمائة وست وستين قطعة وتفت فيها المنينات وتسقيها من العدس وتدخل لكل راهب أو بطريق قصعته . فقال لها علاء الدين : رديني إلى الملك وخليه يقتلني أسهل لي من هذه الخدمة . فقالت له العجوز : إن خدمت ووفيت الخدمة التي عليك خلصت من القتل وإن لم توف خليت الملك يقتلك . فقعد علاء الدين حامل الهم وكان في الكنيسة عشر عميان مكسحين فقال له واحد منهم : هات لي قصرية . فأتى له فتغوط فيها وقال له : ارم الغائط . فرماه فقال له : يبارك فيك المسيح يا خدام الكنيسة . وإذا بالعجوز أقبلت وقالت له : لأي شيء ما وفيت الخدمة في الكنيسة . فقال لها علاء الدين : أنا لي كم يد على عمل هذه الخدمة . فقالت له العجوز : يا مجنون أنا ما جئت بك للخدمة . ثم قالت له العجوز : خذ يا ابني هذا القضيب . وكان من النحاس وفي رأسه صليب . ثم قالت له : خذه واخرج إلى الشارع فإذا قابلك والي البلد فقل له أني أدعوك إلى خدمة الكنيسة من أجل السيد المسيح فإنه لا يخالفك فخليه يأخذ القمح ويغربله ويطحنه وينخله ويخبزه منينات وكل من يخالفك اضربه ولا تخف أحد . فقال علاء الدين : سمعاً وطاعة . وعمل كما قالت ولم يزل يسخر الأكابر والأصاغر مدة سبعة عشر عاماً فبينما هو قاعد في الكنيسة وإذا بالعجوز داخلة عليه فقالت له : اطلع إلى خراج الدير . فقال لها علاء الدين : أين أروح . فقالت له العجوز : بت هذه الليلة في خمارة أو عند واحد من أصحابك . فقال لها علاء الدين : لأي شيء تطرديني من الكنيسة . فقالت له العجوز : أن حسن مريم بنت الملك يوحنا ملك هذه المدينة مرادها أن تدخل الكنيسة للزيارة ، ولا ينبغي أن تقعد في طريقها . فامتثل لكلامها وقام وأراها أنه رائح إلى خارج الكنيسة وقال في نفسه : يا هل ترى بنت الملك مثل نسائنا أو أحسن منهن فأنا لا أروح حتى أتفرج عليها . فاختفى في مخدع له طاقة تطل على الكنيسة . فبينما هو ينتظر في الكنيسة وإذا ببنت الملك مقبلة ، فنظر إليها نظرة أعقبته ألف حسرة لأنه وجدها كأنها البدر إذا بزغ من تحت الغمام وصحبتها صبية .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:37 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الرابعة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما نظر إلى بنت الملك ، ورأى صحبتها صبية وهي تقول لتلك الصبية : آنست يا زبيدة . فأمعن علاء الدين النظر في تلك الصبية فرآها زوجته زبيدة العودية التي كانت ماتت ، ثم إن بنت الملك قالت لزبيدة : قومي اعملي لنا نوبة على العود . فقالت لها زبيدة : أنا لا أعمل لك نوبة حتى تبلغني مرادي وتفي لي بما وعدتني به . فقالت لها بنت الملك : ما الذي وعدتك به . قالت لها زبيدة : وعدتني بجمع شملي بزوجي علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين . فقالت لها بنت الملك : يا زبيدة طيبي نفساً وقري عيناً واعملي لنا نوبة حلاوة اجتماع شملك بزوجك علاء الدين . فقالت لها زبيدة : وأين هو ؟ فقالت لها بنت الملك : إنه هنا في هذا المخدع يسمع كلامنا . فعملت نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود فلما سمع ذلك علاء الدين هاجت بلابله وخرج من المخدع وهجم عليهما وأخذ زوجته زبيدة العودية بالحضن وعرفته فاعتنق الاثنان بعضهما ووقعا على الأرض مغشياً عليهما ، فتقدمت الملكة حسن مريم ورشت عليهما ماء الورد ونبهتهما وقالت : جمع الله شملكما . فقال لها علاء الدين : على محبتك يا سيدتي . ثم التفت علاء الدين إلى زوجته زبيدة العودية وقال لها : أنت قد مت يا زبيدة ودفناك في القبر فكيف حييت وجئت إلى هذا المكان . فقالت له زبيدة : يا سيدي أنا ما مت وإنما اختطفني عون من أعوان الجان وطار بي إلى هذا المكان وأما التي دفنتموها فإنها جنية ، وتصورت في صورتي وعملت أنها ميتة وبعدما دفنتوها شقت القبر وخرجت منه وراحت إلى خدمة سيدتها حسن مريم بنت الملك ، وأما أنا فإني صرعت وفتحت عيني فرأيت نفسي عند حسن مريم بنت الملك وهي هذه فقلت لها : لأي شيء جئت بي إلى هنا ؟ فقالت لي : أنا موعودة بزواجي بزوجك علاء الدين أبي الشامات فهل تقبليني يا زبيدة أن أكون ضرتك ويكون لي ليلة ولك ليلة ؟ فقلت لها : سمعاً وطاعة يا سيدتي ولكن أين زوجي ؟ فقالت : إنه مكتوب على جبينه ما قدره الله تعالى فمتى استوفى ما على جبينه لابد أن يجيء إلى هذا المكان ولكن نتسلى على فراقه بالنغمات والطرب على الآلات حتى يجمعنا الله به فمكثت عندها هذه المدة إلى أن جمع الله شملي بك في هذه الكنيسة . ثم إن حسن مريم التفتت إليه وقالت له : يا سيدي علاء الدين هل تقبلني أن أكون أهلاً وتكون بعلاً ? فقال لها علاء الدين : يا سيدتي أنا مسلم وأنت نصرانية فكيف أتزوج بك ? فقالت حسن مريم : حاشا الله بل أنا مسلمة ولي ثمانية عشر عاماً وأنا متمسكة بدين الإسلام وإني بريئة من كل دين يخالف دين الإسلام . فقال لها علاء الدين : يا سيدتي مرادي أن أروح إلى بلادي . فقالت له حسن مريم : اعلم أني رأيت مكتوباً على جبينك أموراً لابد أن تستوفيها وتبلغ غرضك ونهنيك يا علاء الدين أنه ظهر لك ولد اسمه أصلان وهو الآن جالس في مرتبتك عند الخليفة وقد بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً واعلم أنه ظهر الحق واختفى الباطل وربنا كشف الستر عن الذي سرق أمتعة الخليفة وهو أحمد قماقم السراق الخائن وهو الآن في السجن محبوس ومقيد واعلم أني أنا التي أرسلت إليك الخرزة ووضعتها لك في داخل الجراب الذي كان في الدكان وأنا التي أرسلت القبطان وجاء لك بالخرزة واعلم أن هذا القبطان متعلق بي ، ويطلب مني الوصال فما رضيت أن أمكنه من نفسي إلا إذا جئت لي بالخرزة وصاحبها وأعطيته مائة كيس وأرسلته في صفة تاجر وهو قبطان ولما قدموك إلى القتل بعد قتل الأربعين الأسارى الذين كنت معهم أرسلت إليك هذه العجوز . فقال لها علاء الدين : جزاك الله عني كل خير . ثم إن حسن مريم جددت إسلامها على يديه ولما عرف صدق كلامها قال لها : خبريني عن فضيلة هذه الخرزة من أين هي . فقالت له حسن مريم : هذه الخرزة من كنز مرصود وفيها خمس فضائل تنفعنا عند الاحتياج إليها وإن جدتي أم أبي كانت ساحرة تحل الرموز وتختلس ما في الكنوز فوقعت لها هذه الخرزة من كنز فلما كبرت أنا وبلغت من العمر أربعة عشر عاماً قرأت الإنجيل وغيره من الكتب السماوية فرأيت اسم محمد صلى الله عليه وسلم في الأربعة كتب التوراة والإنجيل والزابور والفرقان فآمنت بمحمد وأسلمت وتحققت بعقلي أنه لا يعبد بحق إلا الله تعالى وأن رب الأنام لا يرضى إلا دين الإسلام وكانت جدتي حين ضعفت وهبت لي هذه الخرزة وأعلمتني بما فيها من الخمس فضائل وقبل أن تموت جدتي قال أبي : اضربي لي تخت رمل وانظري عاقبة أمري وما يحصل لي . فقالت له : إن البعيد يموت قتيلاً من أسير يجيء من الإسكندرية . فحلف أبي أن يقتل كل أسير يجيء منها وأخبر القبطان بذلك وقال له : لابد أن تهجم على مراكب المسلمين وكل من رأيته من الإسكندرية تقتله أو تجيء به إلي . فامتثل أمره حتى قتل عدد شعر رأسه . ثم هلكت جدتي فطلعت أنا وضربت لي تخت رمل وأضمرت ما في نفسي وقلت : يا هل ترى من يتزوج بي ? فظهر أنه لا يتزوج بي إلا واحد يسمى علاء الدين أبا الشامات الثقة الأمين فتعجبت من ذلك وصبرت إلى أن آن الأوان واجتمعت بك . ثم إنه تزوج بها وقال لها : أنا مرادي أن أروح إلى بلادي . فقالت له حسن مريم : إذا كان الأمر كذلك فتعال معي . ثم أخذته وخبأته في مخدع قصرها ودخلت على أبيها . فقال لها أبيها : يا ابنتي أنا عندي اليوم قبض زائد فاقعدي حتى أسكر معك . فقعدت ودعا بسفرة المدام وصارت تملأ وتسقيه حتى غاب عن الوجود ثم إنها وضعت له البنج في قدح فشربه وانقلب على قفاه ثم جاءت إلى علاء الدين وأخرجته من المخدع وقالت له : إن خصمك مطروح على قفاه فافعل به ما شئت فإني أسكرته وبنجته . فدخل علاء الدين فرآه مبنجاً فكتفه تكتيفاً وثيقاً .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:38 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الخامسة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين أعطى الملك أبا حسن مريم ضد البنج فأفاق فوجد علاء الدين وابنته راكبين على صدره فقال لها : يا ابنتي أتفعلين معي هذه الفعال ? فقالت له حسن مريم : إن كنت ابنتك فأسلم لأنني أسلمت وقد تبين لي الحق تبعته والباطل فاجتنبته وقد أسلمت لله رب العالمين وإنني بريئة من كل دين خالف دين الإسلام في الدنيا والآخرة فإن أسلمت حباً وكرامة وإلا فقتلتك أو لما حياتك . ثم نصحه علاء الدين فأبى وتمرد فسحب علاء الدين خنجراً ونحره من الوريد إلى الوريد وكتبت ورقة بصورة الذي جرى ووضعها على جبهته واخذ ما خف حمله وغلا ثمنه وطلعا من القصر وتوجها إلى الكنيسة . فأحضرت الخرزة وحطت يدها على الوجه الذي هو منقوش عليه السرير ودعكته وإذا بسرير وضع قدامها فركبت هي وعلاء الدين وزوجته زبيدة العودية على ذلك السرير وقالت : بحق ما كتب لنا بهذه الخرزة من الأسماء والطلاسم وعلوم الأقلام أن ترتفع بنا يا سرير . فارتفع بهما السرير وسارا إلى واد لا نبات فيه فأقامت الأربعة وجوه الباقية من الخرزة إلى الأسماء وقلبت الوجه المرسوم عليه السماء فنزل بهما إلى الأرض وقلبت الوجه المرسوم عليه هيئة صيوان في هذا الوادي فانتصب الصيوان وجلسوا فيه وكان ذلك الوادي أقفر لا نبات فيه ولا ماء ، فقلبت الأربعة وجوه إلى السماء وقالت : بحق أسماء الله تنبت هنا أشجار ويجري بجانبها بحر . فنبتت الأشجار في الحال . فجرى بجانبها بحر عجاج متلاطم بالأمواج فتوضأ منه وصلا وشربا وقلبت الثلاثة وجوه الباقية من الخرزة إلى الوجه الذي عليه هيئة سفرة الطعام وقالت : بحق أسماء الله يمتد السماط . وإذا بسماط امتد وفيه سائر الأطعمة الفاخرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا . هذا ما كان من أمرهما . وأما ما كان من أمر ابن الملك فإنه دخل ينبه أباه فوجده قتيلاً ووجد الورقة التي كتبها علاء الدين فقرأها وعرف ما فيها ثم فتش على أخته فلم يجدها فذهب إلى العجوز في الكنيسة وسألها عنها فقالت : من أمس ما رأيتها . فعاد إلى العسكر وقال لهم : الخيل يا أربابها . وأخبرهم بالذي جرى فركبوا الخيل وسافروا إلى أن قربوا من الصيوان فالتفتت حسن مريم فرأت الغبار قد سد الأقطار وبعد أن علا وطار وانكشف فظهر من تحته أخوها والعسكر وهم ينادون : إلى أين تقصدون نحن وراءكم ? فقالت الصبية لعلاء الدين : كيف ثباتك في الحرب والنزال ? فقال لها علاء الدين : مثل الوتد في النخال فإني ما أعرف الحرب والكفاح ولا السيوف والرماح . فسحبت الخرزة ودعكت الوجه المرسوم عليه صورة الفرس والفارس وإذا بفارس ظهر من البر ولم يزل يضرب فيهم بالسيف إلى أن كسرهم وطردهم ثم قالت له : أتسافر إلى مصر أو الإسكندرية .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:38 pm | |
| تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات وبداية بعض حكايات تتعلق بالكرام
الليلة السادسة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن حسن مريم قالت : أتسافر إلى مصر أو الإسكندرية ? فقال علاء الدين : إلى الإسكندرية . فركبوا على السرير وعزمت فسار بهم في لحظة إلى أن نزلوا في الإسكندرية فأدخلهم علاء الدين في مغارة وذهب إلى الإسكندرية فأتاهم بثياب وألبسهم إياها وتوجه بهم إلى الدكان والطبقة ثم طلع يجيء لهم بغذاء وإذا بالمقدم أحمد الدنف قادم من بغداد فرآه في الطريق فقابله بالعناق وسلم عليه ورحب به ثم إن المقدم أحمد الدنف بشره بولده أصلان وانه بلغ من العمر عشرين عاماً وحكى له علاء الدين ما جرى له من الأول إلى الآخر وأخذه إلى الدكان والطبقة فتعجب أحمد الدنف من ذلك غاية العجب وباتوا تلك الليلة . ولما أصبحوا باع علاء الدين الدكان ووضع ثمنها على ما معه ثم إن أحمد الدنف أخبر علاء الدين بأن الخليفة يطلبه فقال له : أنا رائح إلى مصر أسلم على أبي وأمي وأهل بيتي . فركبوا السرير جميعاً وتوجهوا إلى مصر السعيدة ونزلوا في الرب الأصفر لأن بيتهم كان في تلك الحارة ودق باب بيتهم فقالت أمه : من بالباب بعد فقد الأحباب ? فقال علاء الدين : أنا علاء الدين . فنزلوا وأخذوه بالأحضان ثم أدخل زوجته وما معه في البيت وبعد ذلك دخل وأحمد الدنف صحبته وأخذوا لهم راحة ثلاثة أيام ثم طلب السفر إلى بغداد فقال له أبوه : يا ولدي اجلس عندي . فقال علاء الدين : ما أقدر على فراق ولدي أصلان . ثم إنه أخذ أباه وأمه معه وسافروا إلى بغداد فدخل أحمد الدنف وبشر الخليفة بقدوم علاء الدين وحكى له حكايته فطلب الخليفة ملتقاه وأخذ معه ولده أصلان وقابلوه بالأحضان وأمر الخليفة بإحضار أحمد قماقم السراق فلما حضر بين يديه قال : يا علاء الدين دونك وخصمك . فسحب علاء الدين السيف وضرب أحمد قماقم فرمى عنقه ثم إن الخليفة عمل لعلاء الدين فرحاً عظيماً بعد أن أحضر القضاة والشهود وكتب كتابه على حسن مريم ولما دخل عليها وجدها درة لم تثقب ثم جعل ولده أصلان رئيس الستين وخلع عليه الخلع السنية وأقاموا في أرغد عيش وأهنأه إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات . أما حكايات الكرام فإنها كثيرة جداً منها ما روي عن حاتم الطائي أنه لما مات دفن في رأس جبل وعملوا على قبره حوضين من حجر وصور بنات محلولات الشعر من حجر وكان تحت ذلك الجبل نهر جار فإذا نزلت الوفود يسمعون الصراخ في الليل من العشاء إلى الصباح فإذا أصبحوا لم يجدوا أحد غير البنات المصورة من الحجر فلما نزل ذو الكراع ملك حمير بذلك الوادي خارجاً من عشيرته بات تلك الليلة هناك .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:39 pm | |
| تكملة بعض حكايات تتعلق بالكرام
الليلة السابعة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن ذا الكراع لما نزل بذلك الوادي بات تلك الليلة هناك وتقرب من ذلك الموضع فسمع الصراخ فقال : ما هذا العويل الذي فوق الجبل ? فقالوا له : إن هذا قبر حاتم الطائي وإن عليه حوضين من حجر وصور بنات من حجر محلولات الشعور وكل ليلة يسمع النازلون هذا العويل والصراخ . فقال ذا الكراع ملك حمير يهزأ بحاتم الطائي : يا حاتم نحن الليلة ضيوفك ونحن خماً . فغلب عليه النوم ثم استيقظ وهو مرعوب وقال : يا عرب الحقوني وأدركوا راحلتي فلما جاءوه وجدوا الناقة تضطرب فنحروها وشووا لحمها وأكلوه ثم سألوه عن سبب ذلك فقال : إني نمت فرأيت حاتم الطائي في المنام قد جاءني بسيف وقال : جئنا ولم يكن عندنا شيء وعقر ناقتي بالسيف ولو لم تنحروها لماتت . فلما أصبح الصباح ركب ذو الكراع راحلة واحد من أصحابه ثم أردفه خلفه فلما كان في وسط النهار رأوا راكباً على راحلة وفي يده راحلة أخرى فقالوا له : من أنت ? قال الراكب : أنا عدي بن حاتم الطائي . ثم قال عدي : أين ذو الكراع أمير حمير ? فقالوا له : ها هو ذا . فقال له : اركب هذه الناقة عوضاً عن راحلتك فإن ناقتك نحرها أبي لك . قال ذو الكراع : ومن أخبرك ? قال عدي : أتاني أبي في المنام في هذه الليلة وقال لي : يا عدي إن ذو الكراع ملك حمير استضافني فنحرت له ناقته فأدركه بناقة يركبها فإني لم يكن عندي شيء . فأخذها ذو الكراع وتعجب من كرم حاتم حياً وميتاً . ومن حكايات الكرام أيضاً ما يروى عن معن بن زائدة أنه كان في يوم من الأيام في الصيد والقنص فعطش فلم يجد مع غلمانه ماء فبينما هو كذلك وإذا بثلاث جوار أقبلن عليه حاملات ثلاث قرب ماء .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:40 pm | |
| تكملة بعض حكايات تتعلق بالكرام وبداية حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد
الليلة الثامنة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن إن الجواري أقبلن على معن حاملات ثلاث قرب ماء فاستقاهن فأسقينه فطلب شيئاً من غلمانه ليعطيه للجواري فلم يجد معه مالاً فدفع لكل واحدة منهن عشرة أسهم من كنانته نصولها من الذهب فقالت إحداهن لصاحبتيها : لم تكن هذه الشمائل إلا لمعن بن زائدة فلتقل كل واحدة منكن شيئاً من الشعر مدحاً فيه فقالت الأولى : يركب في السهام نصول يبر .......... ويرمي العدا كرماً وجـودا فللمرضى علاج من جراح .......... وأكفان لمن سكن اللحـودا و قالت الثانية : ومحارب من فرط جود بنـانـه .......... عممت مكارمه الأحبة والعـدا صيغت نصول سهامه من عسجد .......... كيلا تعوقه الحروب عن النـدا و قالت الثالثة : ومن جوده يرمي العداة بأسهم .......... من الذهب الإبريز صيغت نصولها لينفقها المجـروح عند دوائها .......... ويشتري الأكفان منـها قـتـيلا وقيل إن معن بن زائدة خرج في جماعته إلى الصيد فقرب منهم قطيع ظباء فافترقوا في طلبه وانفرد معن خلف ظبي فلما ظفر به نزل فذبحه فرأى شخصاً مقبل من البرية على حمار فركب فريه واستقبله فسلم عليه وقال له : من أين أتيت ? قال له : أتيت من أرض قضاعة وإن مدة من السنين مجدبة وقد أخصبت هذه السنة فزرعت فيها القثاء فطرحت في غير وقتها فجمعت منها ما استحسنته من القثاة وقصدت الأمير معن بن زائدة لكرمه المشهور ومعروفه المأثور . فقال له معن : كم أملت منه ? قال الإعرابي : ألف دينار . فقال معن : فإن قال لك هذا القدر كثير ؟ قال الإعرابي : خمسمائة دينار . قال معن : فإن قال لك كثير ؟ قال الإعرابي : مائة دينار . قال معن : فإن قال لك كثير ؟ قال الإعرابي : خمسين دينار . قال معن : فإن قال لك هذا كثير? قال الإعرابي : أدخلت قوائم حماري في حرامه ورجعت إلى أهلي صفر اليدين . فضحك معن من كلامه وساق جواده حتى لحق بعسكره ونزل في منزله وقال لحاجبه : إذا أتاك شخص على حمار بقثاة فأدخله علي . فأتى ذلك الرجل بعد ساعة فأذن له الحاجب بالدخول ، فلما دخل على الأمير معن لم يعرف أنه هو الذي قابله في البرية لهيبته وجلاله وكثرة خدمه وحشمه وهو متصدر في دست مملكته والحفدة قيام عن يمينه وعن شماله وبين يديه . فلما سلم عليه قال له الأمير : ما الذي أتى بك يا أخا العرب ? قال الإعرابي : أملت من الأمير واتيت له بقثاة في غير أوانها . فقال له معن : كم أملت منها ? قال الإعرابي : ألف دينار . قال معن : هذا القدر كثير . قال الإعرابي : خمسمائة دينار . قال معن : كثير . قال الإعرابي : ثلثمائة دينار . قال معن : كثير . قال الإعرابي : مائتي دينار . قال معن : كثير . قال الإعرابي : مائة دينار . قال معن : كثير . قال الإعرابي : خمسين ديناراً . قال معن : كثير . قال الإعرابي : ثلاثين ديناراً . قال معن : كثير . قال الإعرابي : والله لقد كان ذلك الرجل الذي قابلني في البرية مشؤوماً أفلا أقل من ثلاثين ديناراً . فضحك معن وسكت فعلم الإعرابي أنه هو الرجل الذي قابله في البرية فقال له : يا سيدي إذا لم تجيء بالثلاثين فها هو الحمار مربوط بالباب وها معن جالس . فضحك معن حتى استلقى على قفاه ، ثم استدعى بوكيله وقال : أعطه ألف دينار وخمسمائة دينار وثلثمائة دينار ومائتي دينار ومائة دينار وخمسين دينار وثلاثين دينار ودع الحمار مربوطاً مكانه . فبهت الإعرابي وتسلم الألفين ومائة وثمانين ديناراً ، فرحمة الله عليهم أجمعين .
حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد
وبلغني أيها الملك السعيد أن مملكة يقال لها البطة وكانت مملكة للإفرنج وكان فيها قصر مقفل دائماً وكلما مات ملك وتولى بعده ملك آخر من الروم رمي عليه قفلاً محكماً فاجتمع على الباب أربعة وعشرون قفلاً من كل ملك قفل ثم تولى بعدهم رجل ليس من أهل بيت المملكة فأراد فتح تلك الأقفال ليرى ما في ذلك القصر فمنعه من ذلك أكابر الدولة وأنكروا عليه وزجروه فأبى وقال : لابد من فتح ذلك القصر . فبذلوا له جميع ما بأيديهم من نفائس الأموال والذخائر على عدم فتحه فلم يرجع .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:40 pm | |
| تكملة حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد وحكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب وبداية حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل
الليلة التاسعة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أهل المملكة بذلوا لذلك الملك جميع ما في أيديهم من الأموال والذخائر على عدم فتح ذلك القصر فلم يرجع عن فتحه ، ثم أن أزال الأقفال وفتح الباب فوجد فيه صورة العرب على خيلهم وجمالهم وعليهم العمائم المسبلة وهم متقلدون بالسيوف وبأيديهم الرماح الطوال ووجد كتاباً فيه فأخذه وقرأه فوجد مكتوباً فيه : إذا فتح هذا الباب يغلب على هذه الناحية قوم من العرب وهم على هيئة هذه الصور فالحذر ثم الحذر من فتحه ، وكانت تلك المدينة بالأندلس . ففتحها طارق بن زياد في تلك السنة في خلافة الوليد بن عبد الملك من بني أمية وقتل ذلك الملك أقبح قتلة ونهب بلاده وسبى بها من النساء والغلمان وغنم أموالها ووجد فيها ذخائر عظيمة فيها ما ينوب عن مائة وسبعين تاجاً من الدر والياقوت ووجد فيها أحجاراً نفيسة وإيواناً ترمح فيه الخيالة برماحهم ووجد بها من أواني الذهب والفضة ولا يحيط به وصف ووجد بها على المائدة التي كانت لنبي الله سليمان بن داود عليه السلام ، وكانت على ما ذكر من زمرد أخضر . وهذه المائدة إلى الآن باقية في مدينة روما وأوانيها من الذهب وصحافها من الزبرجد ونفيس الجواهر ووجد فيها الزابور مكتوباً بخط يوناني في ورق من الذهب مفصص بالجواهر ووجد فيها كتاباً يذكر فيه منافع الأحجار الكريمة والبيوت والمدائن والقرى والطلاسم وعلم الكيمياء من الذهب والفضة ووجد كتاباً آخر يحكي فيه صناعة اليواقيت والأحجار وتركيب السموم والترياقات وصورة شكل الأرض والبحار والبلدان والمعادن ، ووجد فيها قاعة كبيرة ملآنة من الأكسير الذي الدرهم منه يقلب ألف درهم من الفضة ذهباً خالصاً ووجد بها مرآة كبيرة مستديرة عجيبة مصنوعة من أخلاط صنعت لنبي الله سليمان بن داود عليه السلام إذا نظر الناظر فيها رأى الأقاليم السبعة عياناً ووجد فيها ليواناً فيه من الياقوت البهرماني ما لا يحيط به وصف ، فحمل ذلك كله إلى الوليد بن عبد الملك وتفرق العرب في مدنها وهي من أعظم البلاد .
حكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب
ومما يحكى أيضاً أن هشام بن عبد الملك بن مروان كان ذاهباً إلى الصيد في بعض الأيام فنظر إلى ظبي فتبعه الكلاب فبينما هو خلف الظبي إذ نظر إلى صبي من الأعراب يرعى غنماً فقال هشام له : يا غلام دونك هذا الظبي فاتني به . فرفع رأسه إليه وقال : يا جاهلاً بقدر الأخبار لقد نظرت إلي بالإستصغار وكلمتني بالإحتقار فكلامك كلام جبار وفعلك فعل حمار . فقال هشام : ويلك أما تعرفني ? فقال الغلام : قد عرفني بك سوء أدبك إذ بدأتني بكلامك دون سلامك . فقال له هشام : ويلك أنا هشام بن عبد الملك . فقال له الإعرابي : لا قرب الله ديارك ولا حيا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك . فما استتم كلامه حتى أحدقت به الجند من كل جانب وكل واحد منهم يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين . فقال هشام : اقصروا عن هذا الكلام واحفظوا هذا الغلام . فقبضوا عليه ورجع هشام إلى قصره وجلس في مجلسه وقال : علي بالغلام البدوي لإتي به . فلما رأى الغلام كثرة الحجاب والوزراء وأرباب الدولة لم يكترث بهم ولم يسأل عنهم بل جعل ذقنه على صدره ونظر حيث يقع قدمه إلى أن وصل إلى هشام فوقف بين يديه ونكس رأسه إلى الأرض وسكت عن السلام وامتنع عن الكلام ، فقال له بعض الخدام : يا كلب العرب ما منعك أن تسلم على أمير ? فالتفت إلى الخادم مغضباً وقال : يا بردعة الحمار منعني من ذلك طول الطريق وصعود الدرجة والتعويق . فقال هشام وقد تزايد به الغضب : يا صبي لقد حضرت في يوم حضر فيه أجلك وغاب عنك أملك وانصرم عمرك . فقال الغلام : والله يا هشام لئن كان في المدة تأخير ولم يكن في الأجل تقصير . فقال له الحاجب : هل بلغ من مقامك يا أخس العرب أن تخاطب أمير المؤمنين كلمة بكلمة . فقال الغلام مسرعاً : لقيت الخبل ولا فارقك الويل والهبل أما سمعت ما قال الله تعالى : يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها . فعند ذلك اغتاظ هشام غيضاً شديداً وقال : يا سياف علي برأس هذا الغلام فإنه أكثر بالكلام ولم يخش الملام . فأخذ الغلام ونزل به إلى أن نطع الدم وسل سيفه على رأسه وقال : يا أمير المؤمنين هذا عبدك المذل بنفسه السائر إلى رمسه هل أضرب عنقه وأنا بريء من دمه ? قال هشام : نعم . فاستأذن ثانياً ففهم الفتى أنه إن أذن له هذه المرة يقتله فضحك حتى بدت نواجذه فازداد هشاماً غضباً وقال : يا صبي أظنك معتوهاً أما ترى أنك مفارق الدنيا فكيف تضحك هزءاً بنفسك ? فقال الغلام : يا أمير المؤمنين لئن كان في العمر تأخير لا يضرني قليل ولا كثير ولكن حضرتني أبياتاً فاسمعها فإن قتلي لا يفوتك . فقال هشام : هات وأوجز . فأنشد هذه الأبيات : نبئت أن الباز صادف مـرة .......... عصفور بر ساقه المقدور فتكلم العصفور في أظفاره .......... والباز منهمك عليه يطير مثلي ما يغني لمثلك شبعة .......... ولئن أكلت فإنني حقـير فتبسم الباز المذل بنفـسـه .......... عجباً وأفلت ذلك العصفور فتبسم هشام وقال : وحق قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تلفظ بهذا اللفظ من أول كلامه وطلب مادون الخلافة لأعطيتها إياه ، يا خادم احش فاهه جوهراً وأحسن جائزته . فأعطاه الخادم حلة عظيمة ، فأخذها وانصرف إلى حال سبيله .
حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل
ومما يحكى أن اسحق الموصلي قال : خرجت ليلة من عند المأمون متوجهاً إلى بيتي فضايقني حصر البول فعمدت إلى زقاق وقمت أبول خوفاً أن يضر بي شيء إذا جلست في جانب الحيطان فرأيت شيئاً معلقاً من تلك الدور فلمسته لأعرف ما هو فوجدته زنبيلاً كبيراً بأربعة آذان ملبساً ديباجاً ، فقلت في نفسي : لابد هذا من سبب . وصرت متحيراً في أمري فحملني السكر على أن أجلس فيه فجلست فيه وإذا بأصحاب الدار جذبوه بي وظنوا انني الذي كانوا يترقبونه . ثم رفعوا الزنبيل إلى رأس الحائط وإذا بأربع جوار يقلن لي إنزل على الرحب والسعة ومشت بين يدي جارية بشمعة حتى نزلت إلى دار فيها مجالس مفروشة لم أر مثلها إلا في دار الخلافة فجلست فما شعرت بعد ساعة إلا بستور قد رفعت في ناحية الجدار وإذا بوصائف يتماشين وفي أيديهن الشموع ومجامر البخور من العود القاقلي وبينهن جارية كأنها البدر الطالع فنهضت وقالت : مرحباً بك من زائر . ثم أجلستني وسألتني عن خبري . فقلت لها : إني انصرفت من عند بعض إخواني وغرني الوقت وحصرني البول في الطريق فملت إلى هذا الزقاق فوجدت زنبيلاً ملقى فأجلسني النبيذ في الزنبيل ورفع بي الزنبيل إلى هذا الدار ، هذا ما كان من أمري . فقالت الجارية : لا ضير عليك وأرجو أن تحمد عاقبة أمرك . ثم قالت لي : فما صناعتك ? فقلت لها : أنا تاجر في سوق بغداد . فقالت الجارية : هل تروي من الأشعار شيئاً ? قلت لها : شيئاً ضعيفاً . قالت الجارية : فذاكرنا فيه وأنشدنا شيئاً منه . فقلت لها : إن للداخل دهشة ولكن تبدأين أنت . قالت الجارية : صدقت . ثم أنشدت شعراً رقيقاً من كلام القدماء والمحدثين وهو من أجود أقاويلهم وأنا أسمع ولا أدري أأعجب من حسنها وجمالها أم من حسن روايتها . ثم قالت الجارية : هل ذهب ما كان عندك من الدهشة ? قلت لها : أي والله . قالت الجارية : إن شئت فأنشدنا شيئاً من روايتك . فأنشدتها شعر الجماعة من القدماء ما فيه الكفاية فاستحسنت ذلك ، ثم قالت : والله ما ظننت أن يوجد في أبناء السوقة مثيل هذا . ثم أمرت بالطعام . فقالت لها أختها دنيازاد : ما أحلى حديثك وأحسنه وأطيبه وأعذبه . فقالت شهرزاد : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:40 pm | |
| تكملة حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل
الليلة العشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال : ثم إن الجارية أمرت بإحضار الطعام فحضر فجعلت تأخذ وتضع قدامي وكان في المجلس من أصناف الرياحين وغريب الفواكه ما لا يكون إلا عند الملوك ، ثم دعت بالشراب فشربت قدحاً ثم ناولتني قدحاً وقالت : هذا المذاكرة والأخبار . فاندفعت أذاكرها وقلت : بلغني أنه كذا وكذا وكان رجل يقول كذا . حتى حكيت لها عدة أخبار حسان فسرت بذلك وقالت : إني لأعجب كيف يكون أحد من التجار يحفظ مثل هذه الأخبار وإنما هي أحاديث ملوك . فقلت لها : كان لي جار يحادث الملوك وينادمهم ، وإذا تعطل حضرت بيته فربما حدث بما سمعت . فقالت الجارية : لعمري لقد أحسنت الحفظ . ثم أخذنا في المذاكرة وكلما سكت ابتدأت هي حتى قطعنا أكثر الليل وبخور العود يعبق وأنا في حالة لو توهمها المأمون لطار شوقاً إليها فقالت لي : إنك من ألطف الرجال وأظرفهم لأنك ذو أدب بارع وما بقي إلا شيء واحد . فقلت لها : وما هو ? قالت الجارية : لو كنت تترنم بالأشعار على العود . فقلت لها : إني كنت تعلقت بهذا قديماً ولكن لما لم أرزق حظاً فيه فأعرضت عنه وفي قلبي منه حرارة وكنت أحب في هذا المجلس أن أحسن شيئاً منه لتكتمل ليلتي . قالت الجارية : كأنك عرضت بإحضار العود . فقلت لها : الرأي لك وأنت صاحبة الفضل ولك المنة في ذلك . فأمرت بعود فحضرت وغنت بصوت ما سمعت بمثل حسنه مع حسن الأدب وجودة الضرب والكمال الراجح ثم قالت : هل تعرف هذا الصوت لمن ? وهل تعرف الشعر لمن ? قلت لها : لا . قالت الجارية : الشعر لفلان والمغنى لإسحق . قلت لها : وهل اسحق جعلت فداءك بهذه الصفة ? قالت الجارية : اسحق بارع في هذا الشأن . فقلت لها : سبحان الله الذي أعطى هذا الرجل ما لم يعطه أحد سواه . قالت الجارية : فكيف لو سمعت هذا الصوت منه ? ثم لم تزل على ذلك حتى إذا كان انشقاق الفجر أقبلت عليها عجوز كأنها داية لها وقالت : إن الوقت قد حضر . فنهضت عند قولها وقالت : فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:41 pm | |
| تكملة حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل
الليلة الحادية والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال أن الجارية قالت لي : فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات . فقلت لها : جعلت فداءك فلست محتاجاً إلى وصية في ذلك . ثم ودعتها وأرسلت جارية تمشي بين يدي إلى باب الدار ففتحت لي وخرجت متوجهاً إلى داري فصليت الصبح ونمت فأتاني رسول المأمون فسرت إليه وأقمت نهاري عنده فلما كان وقت العشاء تفكرت ما كنت فيه البارحة وهو شيء لا يصبر عنه الجهلاء فخرجت إلى الزنبيل وجلست فيه ورفعت إلى موضعي الذي كنت فيه البارحة . فقالت لي الجارية : لقد عاودت . فقلت لها : لا أظن إلا أنني قد غفلت . ثم أخذنا في المحادثة على عادتنا في الليلة السالفة من المذاكرة والمناشدة وغريب الحكايات منها ومني إلى الفجر . ثم انصرفت إلى منزلي وصليت الصبح ونمت فأتى رسول المأمون فمضيت إليه وأقمت نهاري عنده ، فلما كان وقت العشاء قال لي أمير المؤمنين : أقسمت عليك أن تجلس حتى أذهب إلى غرض وأحضر . فلما ذهب الخليفة وغاب عني جالت وساوسي وتذكرت ما كنت فيه فهان علي ما يحصل لي من أمير المؤمنين فوثبت مدبراً وخرجت جارياً حتى وصلت إلى الزنبيل فجلست فيه ورفع بي إلى مجلسي فقالت : لعلك صديقنا ? قلت لها : أي والله . قالت الجارية : أجعلتنا دار إقامة ? قلت لها : جعلت فداءك حتى الضيافة ثلاثة أيام فإن رجعت بعد ذلك فأنتم في حل من دمي . ثم جلسنا على تلك الحالة فلما قرب الوقت علمت أن المأمون لابد أن يسألني فلا يقنع إلا بشرح القصة فقلت لها : أراك ممن يعجب بالغناء ولي ابن عم أحسن مني وجهاً وأشرف قدراً وأكثر أدباً وأعرق خلق الله تعالى باسحق . قالت الجارية : أطفيلي وتقترح . قلت لها : أنت المحكمة في الأمر . فقالت الجارية : إن كان ابن عمك على ما تصف فما نكرر معرفته . ثم جاء الوقت فنهضت وقمت متوجهاً إلى داري فلم أصل إلى داري إلا ورسل المأمون هجموا علي وحملوني حملاً عنيفاً .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:41 pm | |
| تكملة حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل
الليلة الثانية والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال : فلم أصل إلى داري إلا ورسل المأمون هجموا علي وحملوني حملاً عنيفاً وذهبوا بي إليه فوجدته قاعداً على كرسي وهو مغتاظ مني فقال : يا اسحق اخرجوا عن الطاعة . فقلت له : لا والله يا أمير المؤمنين . فقال المأمون : فما قصتك أصدقني الخبر . فقلت له : نعم ولكن في خلوة . فأومأ إلى من بين يديه فتنحوا فحدثته الحديث وقلت له : إني وعدتها بحضورك . قال المأمون : أحسنت . ثم أخذنا في لذتنا ذلك اليوم والمأمون متعلق القلب بها فما صدقنا بمجيء الوقت وسرنا وأنا أوصيه وأقول له : تجنب أن تنادين باسمي قدامها بل أنا لك تبع في حضرتها . واتفقنا على ذلك . ثم سرنا إلى أن أتينا مكان الزنبيل فوجدنا زنبيلين فقعدنا فيهما ورفعنا إلى الموضع المعهود فأقبلت وسلمت علينا . فلما رآها المأمون تحير من حسنها وجمالها وأخذت تذاكره الأخبار وتناشده الأشعار ، ثم أحضرت النبيذ فشربنا وهي مقبلة عليه مسرورة به وهو أيضاً مقبل عليها مسرور بها ، ثم أخذت العود وغنت طريقة وبعد ذلك قالت لي : وهل ابن عمك من التجار وأشارت إلى المأمون ? قلت لها : نعم . قالت الجارية لي : إنكما لقريبا الشبه من بعضكما . قلت لها : نعم . فلما شرب المأمون ثلاثة أرطال داخله الفرح والطرب فصاح وقال : يا اسحق . قلت له : لبيك يا أمير المؤمنين . قال المأمون : عن بهذه الطريقة . فلما علمت أنه الخليفة مضت إلى مكان ودخلت فيه .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:41 pm | |
| تكملة حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل وبداية حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر
الليلة الثالثة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية دخلت في المكان ، ولما فرغ اسحق من الغناء قال له المأمون : انظر من رب هذه الدار . فبادرت عجوز بالجواب وقالت : هي للحسن بن سهيل . فقال المأمون : علي به . فغابت العجوز ساعة وإذا بالحسن قد حضر فقال له المأمون : ألك بنت ? قال الحسن : نعم . قال المأمون : ما اسمها ? قال الحسن : اسمها خديجة . قال المأمون : هل هي متزوجة ? قال الحسن : لا والله . قال المأمون : فإني أخطبها منك . قال الحسن : هي جاريتك وأمرها إليك يا أمير المؤمنين . قال الخليفة المأمون : قد تزوجتها على نقد ثلاثين ألف دينار تحمل إليك صبيحة يومنا هذا فإذا قبضت المال فاحملها إلينا من ليلتها . قال الحسن : سمعاً وطاعة . ثم خرجنا فقال المأمون : يا اسحق لا تقص هذا الحديث على أحد . فسترته إلى أن مات المأمون فما اجتمع لأحد مثل ما اجتمع لي في هذه الأربعة أيام مجالسة المأمون بالنهار ومجالسة خديجة بالليل ، والله ما رأيت أحداً من الرجال مثل المأمون ولا شاهدت امرأة من النساء مثل خديجة بل ولا تقارب خديجة فهماً ولا عقلاً ولا لفظاً . والله أعلم .
حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر
ومما يحكى أنه كان وأن الحج والناس في الطواف ، فبينما المطاف مزدحم بالناس إذا بإنسان متعلق بأستار الكعبة وهو يقول من صميم قلبه : أسألك يا الله أنها تغضب على زوجها وأجامعها . فسمعه جماعة من الحجاج فقبضوا عليه وأتوا به إلى أمير الحجاج بعد أن أشبعوه ضرباً وقالوا له : أيها الأمير إنا وجدنا هذا في الأماكن الشريفة يقول : كذا وكذا . فأمر أمير الحجاج بشنقه فقال له : أيها الأمير بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمع قصتي وحديثي وبعد ذلك افعل بي ما تريد . قال الأمير : تحدث . قال الرجل : اعلم أيها الأمير أنني رجل حشاش أعمل في مسالخ الغنم فأحمل الدم والوسخ إلى الكيمان فاتفق أنني رائح بحماري يوماً من الأيام وهو محمل فوجدت الناس هاربين فقال واحد منهم : أدخل هذا الزقاق لئلا يقتلوك . فقلت له : ما للناس هاربين ? فقال لي واحد خدام : هذا حريم لبعض الأكابر . وصار الخدم ينحون الناس من الطريق قدامه ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد فدخلت بالحمار في عطفة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:41 pm | |
| تكملة حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر
الليلة الرابعة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل قال : فدخلت بالحمار عطفة ووقفت أنتظر انفضاض الزحمة فرأيت الخدم وبأيديهم العصي ومعهم نحو ثلاثين امرأة بينهن واحدة كأنها قضيب بان كاملة الحسن والظرف والدلال والجميع في خدمتها فلما وصلت إلى باب العطفة التي أنا واقف فيها التفتت يميناً وشمالاً ثم دعت بطواشي فحضر بين يديها فساورته في أذنه وإذا بالطواشي جاء إلي وقبض علي فتهاربت الناس وإذا بطواشي آخر أخذ حماري ومضى به ثم جاء الطواشي وربطني بحبل وجرني خلفه وأنا لم أعرف ما الخبر والناس من خلفنا يصيحون ويقولون : ما يحل من الله هذا رجل حشاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال . ويقولون للطواشية : ارحموه يرحمكم الله تعالى وأطلقوه . فقلت أنا في نفسي : ما أخذني الطواشية إلا لأن سيدتهم شمت رائحة الوسخ فاشمأزت من ذلك أو تكون حبلى أو حصل لها ضرر فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وما زلت ماشياً خلفهم إلى أن وصلوا إلى باب دار كبير فدخلوا وأنا خلفهم واستمروا داخلين بي حتى وصلت إلى قاعة كبيرة ما أعرف كيف أصف محاسنها وهي مفروشة بفرش عظيم ثم دخلت النساء تلك القاعة وأنا مربوط مع الطواشي فقلت في نفسي : لابد أن يعاقبونني في هذا البيت حتى أموت ولا يعلم بموتي أحد . ثم بعد ذلك أدخلوني حماماً لطيفاً من داخل القاعة فبينما أنا في الحمام إذا بثلاث جوار دخلن وقعدن حولي وقلن لي : اقلع ملابسك . فقلعت ما علي من الخلقان وصارت واحدة منهن تحك رجلي وواحدة منهن تغسل رأسي وواحدة تكبسني فلما فرغن من ذلك حطوا لي بقجة قماش وقالوا لي : البس هذه . فقلت : والله ما أعرف كيف ألبس . فتقدمن إلي وألبسنني وهن يتضاحكن علي ثم جئن بقماقم مملوءة بماء الورد ورششن علي وخرجت معهن إلى قاعة أخرى والله ما أعرف كيف أصف محاسنها من كثرة ما فيها من النقش والفرش فلما دخلت تلك القاعة وجدت واحدة قاعدة على تخت من الخيزران .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:48 pm | |
| تكملة حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر
الليلة الخامسة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل قال : فلما دخلت القاعة وجدت واحدة قاعدة على تخت من الخيزران قوائمه من عاج وبين يديها جملة جوار فلما رأتني قامت إلي ونادتني فجئت عندها فأمرتني بالجلوس فجلست إلى جانبها وأمرت الجواري أن يقدمن الطعام الفاخر من سائر الألوان ما أعرف اسمه ولا أعرف صفته في عمري فأكلت منه قدر كفايتي وبعد رفع الزبادي وغسل الأيادي أمرت بإحضار الفواكه فحضرت بين يديها بالحال فأمرتني بالأكل فأكلت فلما فرغنا من الأكل أمرت بعض الجواري بإحضار سلاحيات الشراب فأحضرن مختلف الألوان ثم أطلقن المباخر من جميع البخور وقامت جارية مثل القمر تسقينا على نغمات الأوتار فسكرت أنا وتلك السيدة الجالسة كل ذك جرى وأنا أعتقد أنه حلم في المنام . ثم بعد ذلك أشارت إلى بعض الجواري أن يفرشن لنا في مكان ففرشن في المكان الذي أمرت به ثم قامت وأخذت بيدي إلى ذلك المكان المفروش ونمت معها إلى الصباح وكنت كلما ضممتها إلى صدري أشم منها رائحة المسك والطيب وما أعتقد إلا أني في الجنة أو أني أحلم في المنام فلما أصبحت سألتني عن مكاني فقلت : في المحل الفلاني . فأمرت بخروجي وأعطتني منديلاً مطرزاً بالذهب والفضة وعليه شيئ مربوط فقالت لي : أدخل الحمام بهذا . ففرحت وقلت في نفسي : إن كان ما عليه خمسة فلوس فهي غدائي في هذا اليوم . ثم خرجت من عندها كأني خارج من الجنة وجئت إلى المخزن الذي أنا فيه ففتحت المنديل فوجدت فيه خمسين مثقالاً من الذهب فدفنتها وقعدت عند الباب بعد أن اشتريت بفلسين خبزاً وإداماً وتغديت ثم صرت متفكراً في أمري فبينما أنا كذلك إلى وقت العصر إذا بجارية قد أتت وقالت لي : إن سيدتي تطلبك . فخرجت معها إلى باب الدار فاستأذنت لي فدخلت وقبلت الأرض بين يديها فأمرتني بالجلوس وأمرت بإحضار الطعام والشراب على العادة ثم نمت معها على جري العادة التي تقدمت أول ليلة فلما أصبحت ناولتني منديلاً ثانياً فيه خمسون مثقالاً من الذهب فأخذتها وخرجت وجئت إلى المخزن ودفنتها ومكثت على هذه الحالة مدة ثمانية أيام أدخل عندها في كل يوم وقت العصر وأخرج من عندها في أول النهار . فبينما أنا نائم عندها ليلة ثامن يوم إذا بجارية دخلت وهي تجري وقالت لي : قم اطلع إلى هذه الطبقة . فطلعت في تلك الطبقة فوجدتها تشرف على وجه الطريق فبينما أنا جالس إذا بضجة عظيمة ودربكة خيل في الزقاق وكان في الطبقة طاقة تشرف على الباب فنظرت منها فرأيت شاباً راكباً كأنه القمر الطالع ليلة تمامه وبين يديه مماليك وجند يمشون في خدمته فتقدم إلى الباب وترجل ودخل القاعة فرآها قاعدة على السرير فقبل الأرض بين يديها ثم تقدم وقبل يدها فلم تكلمه فما برح يتخضع لها حتى صالحها ونام عندها تلك الليلة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:48 pm | |
| تكملة حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر وبداية حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة السادسة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية لما صالحها زوجها نام عندها تلك الليلة فلما أصبح الصباح أتته الجنود وركب وخرج من الباب فطلعت عندي وقالت لي : أرأيت هذا ? قلت لها : نعم . قالت الصبية : هو زوجي وأحكي لك ما جرى لي معه . اتفق أنني كنت وإياه يوماً قاعدين في الجنينة داخل البيت وإذا هو قد قام من جنبي وغاب عني ساعة طويلة فاستبطأته فقلت في نفسي : لعله يكون في بيت الخلاء . فنهضت إلى بيت الخلاء فلم أجده فدخلت المطبخ فرأيت جارية فسألتها عنه فأرتني إياه وهو راقد مع جارية من جواري المطبخ فعند ذلك حلفت يميناً عظيماً أنني لابد أن أزني مع أوسخ الناس وأقذرهم ويوم قبض عليك الطواشي كان لي أربعة أيام وأنا أدور في البلد على واحد يكون بهذه الصفة فما وجدت أحداً أوسخ ولا أقذر منك فطلبتك وقد كان ما كان من قضاء الله علينا وقد خلصت من اليمين التي حلفتها . ثم قالت : فمتى وقع زوجي على الجارية ورقد معها مرة أخرى أعدتك إلى ما كنت عليه معي . فلما سمعت منها هذا الكلام ورمت قلبي من لحاظها بالسهام جرت دموعي حتى قرحت المحاجر وأنشدت قول الشاعر : مكنيني من بوس يسراك عشراً ........ واعرفي فضلها على يمنـاك إن يسراك لهي أقـرب عهـداً ........ وقـت غـسلـك بمستنجـاك ثم إنها أمرت بخروجي من عندها وقد تحصل لي منها أربعمائة مثقال من الذهب فأنا أصرف منها وجئت إلى هنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن زوجها يعود إلى الجارية مرة لعلي أعود إلى ما كنت عليه . فلما سمع أمير الحج قصة الرجل أطلقه وقال للحاضرين : بالله عليكم أن تدعو له فإنه معذور . ومما يحكى أن الخليفة هارون الرشيد قلق ليلة من الليالي قلقاً شديداً فاستدعى بوزيره جعفر البرمكي وقال له : صدري ضيق ومرادي في هذه الليلة أن أتفرج في شوارع بغداد وأنظر في مصالح العباد بشرط أننا نتزيا بزي التجار حتى لا يعرفنا أحد من الناس . فقال له الوزير جعفر : سمعاً وطاعة . ثم قاموا في الوقت والساعة ونزعوا ما عليهم من ثياب الافتخار ولبسوا ثياب التجار وكانوا ثلاثة : الخليفة وجعفر ومسرور السياف وتمشوا من مكان إلى مكان حتى وصلوا إلى الدخلة فرأوا شيخاً قاعداً في زورق فتقدموا إليه وسلموا عليه وقالوا له : يا شيخ إنا نشتهي من فضلك وإحسانك أن تفرجنا في مركبك هذا وخذ هذا الدينار في أجرتك .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:54 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة السابعة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أنهم قالوا للشيخ : إنا نشتهي أن تفرجنا في مركبك وخذ هذا الدينار . قال لهم الشيخ : من ذا الذي يقدر على الفرجة والخليفة هارون الرشيد ينزل في كل ليلة بحر الدجلة في زورق صغير ومعه مناد ينادي ويقول : يا معشر الناس كافة من كبير وصغير وخاصاً وعام وصبي وغلام كل من نزل في مركب وشق الدجلة ضربت عنقه أو شنقته على صاري مركبه . وكأنكم به في هذه الساعة وزورقه مقبل . فقال الخليفة وجعفر : يا شيخ خذ هذين الدينارين وادخل بنا قبة من هذه القباب إلى أن يروح زورق الخليفة . فقال لهم الشيخ : هاتوا الذهب والتوكل على الله تعالى . فأخذ الذهب وعوم بهم قليلاً وإذا بالزورق قد أقبل من كبد الدجلة وفيه الشموع والمشاعل مضيئة ، فقال لهم الشيخ : أما قلت لكم أن الخليفة يشق في كل ليلة . ثم إن الشيخ صار يقول : يا ستار لا تكشف الأستار . ودخل بهم في قبة ووضع عليهم مئزر أسود وصاروا يتفرجون من تحت المئزر فرأوا في مقدم الزورق رجلاً بيده مشعل من الذهب الأحمر وهو يشعل فيه بالعود القاقلي وعلى ذلك الرجل قباء من الأطلس الأحمر وعلى كتفه مزركش أصفر وإلى رأسه شاش موصلي وعلى كتفه الآخر محلاة من الحرير الأخضر ملآنة بالعود القاقلي يوقد منها المشعل عوضاً عن الحطب ورأوا رجلاً آخر في الزورق لابساً مثل لبسه وبيده مشعل مثل المشعل الذي معه ورأوا في الزورق مائتي مملوك واقفين يميناً ويساراً ووجد كرسياً من الذهب الأحمر منصوباً وعليه شاب حسن جالس كالقمر وعليه خلعة سوداء بطراز من الذهب الأصفر وبين يديه إنسان كأنه الوزير جعفر وعلى رأسه خادم واقف كأنه مسرور وبيده سيف مشهور ورأوا عشرين نديماً . فلما رأى الخليفة ذلك قال : يا جعفر . قال الوزير جعفر : لبيك يا أمير المؤمنين . قال الخليفة : لعل هذا واحد من أولادي إما المأمون وإما الأمين . ثم تأمل الشاب وهو جالس على الكرسي فرآه كامل الحسن والجمال والقد والإعتدال ، فلما تأمله التفت إلى الوزير وقال : يا وزير جعفر . قال الوزير جعفر : لبيك . قال الخليفة : والله إن هذا الجالس لم يترك شيئاً من شكل الخلافة والذي بين يديه كأنك أنت يا جعفر والخادم الذي وقف على رأسه كأنه مسرور وهؤلاء الندماء كأنهم ندمائي وقد حار عقلي في هذا الأمر . فقالت لها أختها دنيازاد : ما أحسن حديثك وأطيبه وأحلاه وأعذبه . فقالت شهرزاد : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك ? فقال الملك شهريار في نفسه : والله لا أقتلها حتى أسمع حديثها .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:54 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الثامنة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لما رأى هذا الأمير تحير في عقله وقال : والله إني تعجبت من هذا الأمر يا جعفر . فقال له جعفر : وأنا والله يا أمير المؤمنين . ثم ذهب الزورق حتى غاب عن العين ، فعند ذلك خرج الشيخ بزورقه وقال : الحمد لله على السلامة حيث لم يصادفنا أحد . فقال الخليفة : يا شيخ وهل الخليفة في كل ليلة ينزل دجلة ? قال الشيخ : نعم يا سيدي وله على هذه الحالة سنة كاملة . فقال الخليفة : يا شيخ نشتهي من فضلك أن تقف لنا هنا الليلة القابلة ونحن نعطيك خمسة دنانير ذهباً فإننا قوم غرباء وقصدنا النزهة ونحن نازلون في الفندق . فقال له الشيخ : حباً وكرامة . ثم إن الخليفة وجعفراً ومسروراً توجهوا من عند الشيخ إلى القصر وقلعوا ما كان عليهم من لبس التجار ولبسوا ثياب الملك وجلس كل واحد في مرتبته ودخل الأمراء والوزراء والحجاب والبواب وانعقد المجلس بالناس ، فلما انقضى المجلس وتفرقت أجناس الناس وذهب كل واحد إلى حال سبيله قال الخليفة هارون رشيد : يا جعفر انهض بنا للفرجة على الخليفة الثاني . فضحك جعفر ومسرور ولبسوا لبس التجار وخرجوا يشقون وهم في غاية الإنشراح وكان خروجهم من باب السر . فلما وصلوا إلى الدجلة وجدوا الشيخ صاحب الزورق قاعداً لهم في الإنتظار فنزلوا عنده في المركب فما استقر بهم الجلوس مع الشيخ ساعة حتى جاء زورق الخليفة الثاني وأقبل عليهم فالتفتوا إليه وأمعنوا فيه النظر فوجدوا فيه مائتي مملوك غير المماليك الأول والمشاعلية ينادون على عادتهم ، فقال الخليفة : يا وزير هذا شيء لو سمعت به ما كنت أصدقه ولكنني رأيت ذلك عياناً . ثم إن الخليفة قال لصاحب الزورق الذي هم فيه : خذ يا شيخ هذه العشرة دنانير وسر بنا في محاذاتهم فإنهم في النور ونحن في الظلام فننظرهم ونتفرج عليهم وهم لا ينظروننا . فأخذ الشيخ العشرة دنانير ومشى بزورقه في محاذاتهم وساروا في ظلام زورقهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:54 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة التاسعة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة هارون الرشيد قال للشيخ : خذ هذه العشرة دنانير ومر بنا في محاذاتهم . فقال : سمعاً وطاعة . ثم أخذ الدنانير وسار بهم وما زالوا سائرين في ظلام الزورق إلى البساتين . فلما وصلوا إلى البستان رأوا زريبة ، فرسي عليها الزورق وإذا بغلمان واقفين ومعهم بغلة مسرجة بلجمة فطلع الخليفة الثاني وركب البغلة وسار بين الندماء وصاحت المشاعلية واشتغلت الحاشية بشأن الخليفة الثاني هارون الرشيد هو وجعفر ومسرور إلى البر وشقوا بين المماليك وساروا قدامهم فلاحت من المشاعلية التفاتة فرأوا ثلاثة أشخاص لبسهم لباس تجار وهم غرباء الديار فأنكروا عليهم وغمزوا وأحضروهم بين يدي الخليفة الثاني ، فلما نظرهم قال لهم : كيف وصلتم إلى هذا المكان وما الذي أتى بكم في هذا الوقت ? قالوا له : يا مولانا نحن قوم من التجار غرباء الديار وقدمنا في هذا اليوم وخرجنا نتمشى الليلة وإذا بكم قد أقبلتم فجاء هؤلاء وقبضوا علينا وأوقفونا بين يديك وهذا خبرنا . فقال الخليفة الثاني : لا بأس عليكم لأنكم قوم غرباء ولو كنتم من بغداد لضربت أعناقكم . ثم التفت إلى وزيره وقال : خذ هؤلاء صحبتك فإنهم ضيوفنا في هذه الليلة . فقال الوزير : سمعاً وطاعة لك يا مولانا . ثم ساروا معه إلى أن وصلوا إلى قصر عال عظيم الشأن محكم البنيان ما حواه سلطان قام من التراب وتعلق بأكتاف السحاب وبابه من خشب الصاج مرصع بالذهب الوهاج يصل منه الداخل إلى إيوان بفسقية وشاذروان وبسط ومخدات من الديباج ونمارق وطاولات ، وهناك ستر مسبول وفرش يذهل العقول ويعجز من يقول وعلى الباب مكتوب هذان البيتان : قصر عليه تـحـية وسـلام ........ خلعت عليه جمالـهـا الأيام فيه العجائب والغرائب نوعت ........ فتحيرت في فنهـا الأقـلام ثم دخل الخليفة الثاني والجماعة صحبته إلى أن جلس على كرسي مذهب مرصع بالجواهر وعلى الكرسي سجادة من الحرير الأصفر وقد جلست الندماء ووقف سياف النقمة بين يديه فمدوا السماط وأكلوا ورفعت الأواني وغسلت الأيادي وأحضروا آلة المدام واصطفت القناني والكاسات ودار الدور إلى أن وصل إلى الخليفة هارون الرشيد فامتنع من الشراب فقال الخليفة الثاني لجعفر : ما بال صاحبك لا يشرب ? فقال الوزير جعفر : يا مولاي إن له مدة ما شرب من هذا . فقال الخليفة الثاني : عندي مشروب غير هذا يصلح لصاحبك وهو شراب التفاح . ثم أمر به فأحضروه في الحال فتقدم الخليفة الثاني بين يدي هارون الرشيد وقال له : كلما وصل إليك الدور فاشرب من هذا الشراب . وما زالوا في انشراح وتعاطي أقداح الراح إلى أن تمكن الشراب من رؤوسهم واستولى على عقولهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:55 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة الثاني هو وجلساؤه ما زالوا يشربون حتى تمكن الشراب من رؤوسهم واستولى على عقولهم فقال الخليفة هارون الرشيد لوزيره جعفر : والله ما عندنا آنية مثل هذه الآنية فيا ليت شعري ما شأن هذا الشاب . فبينما هما يتحدثان سراً إذ لاحت من الشاب التفاتة فوجد الوزير يتساور مع الخليفة فقال : إن المساورة عربدة . فقال الوزير جعفر : ما ثم عربدة إلا رفيقي هذا يقول : إني سافرت إلى غالب البلاد ونادمت أكابر الملوك وعاشرت الأجناد فما رأيت أحسن من هذا النظام ولا أبهج من هذه الليلة غير أن أهل بغداد يقولون : الشراب بلا سماع ربما أورث الصداع . فلما سمع الخليفة الثاني ذلك تبسم وانشرح وكان بيده قضيب فضرب به على مدوره وإذا بباب فتح وخرج منه خادم يحمل كرسياً من العاج مصفحاً بالذهب الوهاج وخلفه جارية بارعة في الحسن والجمال والبهاء والكمال فنصب الخادم الكرسي وجلست عليه الجارية وهي كالشمس الضاحية في السماء الصافية وبيدها عود عمل صناع الهنود فوضعته في حجرها وانحنت عليه انحناء الوالدة على ولدها وغنت عليه بعد أن أطربت وقلبت أربعاً وعشرين طريقة حتى أذهلت العقول ثم عادت إلى طريقتها الأولى وأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات : لسان الهوى في مهجتي لك ناطق ........ يخبر عني أنني لـك عـاشـق ولي شاهد من حر قلب معـذب ........ وطرف قريح والدموع سوابـق وما كنت أدري حبك ما الهـوى ........ ولكن قضاء الله في الخلق سابق فلما سمع الخليفة الثاني هذا الشعر من الجارية صرخ صرخة عظيمة وشق البدلة التي كانت عليه من الذيل وأسبلت عليه الستارة وأتوه ببدلة غيرها أحسن منها فلبسها ثم جلس على عادته فلما وصل إليه القدح ضرب بالقضيب على المدورة وإذا بباب قد فتح وخرج منه خادم يحمل كرسياً من الذهب وخلفه الجارية الثاتية أحسن من الأولى فجلست على ذلك الكرسي وبيدها عود يكمد قلب الحسود فغنت عليه هذين البيتين : كيف اصطباري ونار الشوق في كبدي ...... والدمع من مقلتي طوفانه أبدي والله ما طاب لـي عـيش أسـر بـه ...... فكيف يفرح قلب حشوه كمـدي فلما سمع الشاب هذا الشعر صرخ صرخة عظيمة وشق ما عليه من الثياب إلى الذيل وانسبلت عليه الستارة وأتوه ببدلة أخرى فلبسها واستوى جالساً إلى حالته الأولى وانبسط في الكلام فلما وصل القدح إليه ضرب على المدورة فخرج خادم وراءه جارية أحسن من التي قبلها ومعه كرسي فجلست الجارية على الكرسي وبيدها عود فغنت عليه هذه الأبيات : أقصروا الهجر أو أقلوا جفاكم ........ ففؤادي وحقكم ما سـلاكـم وارحموا مدنفاً كئيباً حـزينـاً ........ ذا غرام متيماً في هـواكـم قد برته السقام من فرط وجد ........ فتمنى من الإله رضـاكـم يا بدوراً محلها فـي فـؤادي ........ كيف أختار في الأنام سواكم فلما سمع الشاب هذه الأبيات صرخ صرخة عظيمة وشق ما عليه من الثياب فأرخوا عليه الستارة وأتوه بثياب غيرها ثم عاد إلى حالته مع ندمائه ودارت الأقداح فلما وصل القدح إليه ضرب على المدورة فانفتح الباب وخرج منه غلام ومعه كرسي وخلفه جارية فنصب لها الكرسي وجلست عليه وأخذت العود وأصلحته وغنت عليه بهذه الأبيات : حتى متى يبقى التهاجر والقلـى ........ ويعود لي ما قد مضى لي أولا من أمس كنا والديار تلـمـنـا ........ في أنسنا ونرى الحواسد عقلا غدر الزمان بنا وفرق شملـنـا ........ من بعد ما ترك المنازل كالخلا أتروم مني يا عذولـي سـلـوة ........ وأرى فؤادي لا يطيع العـدلا فدع الملام وخلنـي بصبابـتـي ........ فالقلب من أنس الأحبة ما خلا يا سادة نقضوا العهود وبـدلـوا ........ لا تحسبوا قلبي بعدكـم سـلا فلما سمع الخليفة الثاني إنشاد الجارية صرخ صرخة عظيمة وشق ما عليه .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:55 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الحادية والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة الثاني لما سمع شعر الجارية صرخ صرخة عظيمة وشق ما عليه من ثياب وخر مغشياً عليه فأرادوا أن يرخوا عليه الستارة بحسب العادة فتوقفت حبالها فلاحت من هارون الرشيد التفاتة إليه فنظر إلى بدنه آثار ضرب مقارع فقال هارون الرشيد بعد النظر والتأكيد : يا جعفر والله إنه شاب مليح إلا انه لص قبيح . فقال جعفر : من أين عرفت ذلك يا أمير المؤمنين ? فقال هارون الرشيد : أما رأيت ما على جنبيه من أثر السياط . ثم أسبلوا عليه الستارة وأتوه ببدلة غير التي كانت عليه واستوى جالساً على حالته الأولى مع الندماء فلاحت منه التفاتة فوجد الخليفة وجعفر يتحدثان سراً فقال لهما : ما الخبر يا فتيان ? فقال الوزير جعفر : يا مولانا خيراً ، غير أنه لا خفاء عليك إن رفيقي هذا من التجار وقد سافر جميع الأمصار والأقطار وصحب الملوك والخيار وهو يقول لي : إن الذي حصل من مولانا الخليفة في هذه الليلة إسراف عظيم ولم أر أحداً فعل مثل فعله في سائر الأقاليم ، لأنه شق كذا وكذا بدلة كل بدلة بألف دينار وهذا إسراف زائد . فقال الخليفة الثاني : يا هذاإن المال مالي والقماش قماشي وهذا من بعض الإنعام على الخدام والحواشي فإن كل بدلة شققتها لواحد من الندماء الحضار وقد رسمت لهم مع كل بدلة بخمسمائة دينار . فقال الوزير جعفر : نعم ما فعلت يا مولانا . ثم أنشد هذين البيتين : بنت المكارم وسط كفك منزلا ........ وجعلت كالك للأنام مباحـا فإذا المكارم أغلقت أبوابهـا ........ كانت يداك لقفلها مفتـاحـا فلما سمع الشاب هذا الشعر من الوزير جعفر رسم له بألف دينار وبدلة ثم دارت بينهم الأقداح وطاب لهم الراح ، فقال الرشيد : يا جعفر اسأله عن الضرب الذي على جنبيه حتى ننظر ما يقول في جوابه . فقال الوزير جعفر : لا تعجل يا مولاي وترفق بنفسك فإن الصبر أجمل . فقال هارون الرشيد : وحياة رأسي وتربة العباس إن لم تسأله لأخمدن منك الأنفاس . فعند ذلك التفت الشاب إلى الوزير وقال له : مالك مع رفيقك تتساوران فأخبرني بشأنكما ? فقال الوزير جعفر : خير . فقال الخليفة الثاني : سألتك بالله أن تخبرني بخبركما ولا تكتما عني شيئاً من امركما . فقال الوزير جعفر : يا مولاي إنه أبصر على جنبيك ضرباً وأثر سياط ومقارع فتعجب من ذلك غاية العجب وقال : كيف يضرب الخليفة وقصده أن يعلم ما السبب ? فلما سمع الشاب ذلك تبسم وقال : اعلموا أن حديثي غريب وأمري عجيب لو كتب بالإبر على أفاق البصر لكان عبرة لمن اعتبر . ثم صعد الزفرات وانشد هذه الأبيات : حديثي عجيب فاق كل العـجـائب ........ وحق الهوى ضاقت على مذاهبي فإن شئتموا أن تسمعوا لي فأنصتوا ........ ويسكت هذا الجمع من كل جانب واصغوا إلى قولي ففـيه إشـارة ........ وإن كلامي صادق غـير كـاذب فإني قتـيل مـن غـرام ولـوعة ........ وقاتلتي فاقت جميع الكـواكـب لها مقلة كحلاء مـثـل مـهـنـد ........ وترمي سهاماً من قسي الحواجب وقد حس قلبي أن فيكم أمـامـنـا ........ خليفة هذا الوقت وابن الأطـايب وثانيكم هو المنادي بـجـعـفـر ........ لديه وزير صاحب وابن الأصاحب وثالثكم مسـرور سـياف نـقـمة ........ فإن كان هذا القول ليس بكـاذب لقد نلت ما أرجو من المر كـلـه ........ وجاء سرور القلب من كل جانـب فلما سمعا منه هذا الكلام حلف له جعفر وروى في يمينه أنهم لم يكونوا المذكورين فضحك الشاب وقال : اعلموا يا سادتي أني لست أمير المؤمنين وغنما سميت نفسي بهذا لأبلغ ما أريد من أولاد المدينة وإنما اسمي محمد علي بن علي الجواهري وكان أبي من الأعيان فمات وخلف لي مالاً كثيراً من ذهب وفضة ولؤلؤ ومرجان وياقوت وزبرجد وجواهر وعقارات وحمامات وغيطان وبساتين ودكاكين وطوابين وعبيد وجواري وغلمان فاتفق في بعض الأيام إني كنت جالساً في دكاني وحولي الخدم والحشم وإذا بجارية قد أقبلت راكبة على بغلة وفي خدمتها ثلاث جوار كأنهن الأقمار . فلما قربت مني نزلت على دكاني وجلست عندي وقالت لي : هل أنت محمد الجوهري ? فقلت لها : نعم هو أنا مملوكك وعبدك . فقالت الجارية : هل عندك جوهر يصلح لي ? فقلت لها : يا سيدتي الذي عندي أعرضه عليك وأحضره بين يديك فإن أعجبك منه شيء كان بسعد المملوك وإن لم يعجبك شيء فبسوء حظي . وكان عندي مائة عقد من الجوهر فعرضت عليها الجميع فلم يعجبها شيء من ذلك وقالت : أريد أحسن مما رأيت . وكان عندي عقد صغير اشتراه والدي بمائة ألف دينار ولم يوجد مثله عند أحد من السلاطين الكبار ، فقلت لها : يا سيدتي بقي عندي عقد من الفصوص والجواهر التي لا يملك مثلها أحد من الأكابر والأصاغر . فقالت لي : أرني إياه . فلما رأته قالت : هذا مطلوبي وهو الذي طول عمري أتمناه . ثم قالت لي : كم ثمنه ? فقلت لها : ثمنه على والدي مائة ألف دينار . فقالت الجارية : ولك خمسة آلاف دينار فائدة . فقلت لها : يا سيدتي العقد وصاحبه بين يديك ولا خلاف عندي . فقالت الجارية : لابد من الفائدة ولك المنة الزائدة . ثم قامت من وقتها وركبت البغلة بسرعة وقالت لي : يا سيدي باسم الله تفضل صحبتنا لتأخذ الثمن فإن نهارك اليوم بنا مثل اللبن . فقمت وأقفلت الدكان وسرت معها في أمان إلى أن وصلنا الدار فوجدتها داراً عليها آثار السعادة لائحة وبابها مزركش بالذهب والفضة واللازورد مكتوب عليه هذان البيتان : ألا يا دار لا يدخلـك حـزن ........ ولا يغدر بصاحبك الزمـان فنعم الدار أنت لكل ضـيف ........ إذا ما ضاق بالضيف المكان فنزلت الجارية ودخلت الدار وأمرتني بالجلوس على مصطبة الباب إلى أن يأتي الصيرفي ، فجلست على باب الدار ساعة وإذا بجارية خرجت إلي وقالت : يا سيدي أدخل الدهليز فإن جلوسك على الباب قبيح . فقمت ودخلت الدهليز وجلست على الدكة ، فبينما أنا جالس إذا بجارية خرجت إلي وقالت لي : يا سيدي إن سيدتي تقول لك ادخل واجلس على باب الديوان حتى تقبض مالك . فقمت ودخلت البيت وجلست لحظة وإذا بكرسي من الذهب وعليه ستارة من الحرير وإذا بتلك الستارة قد رفعت فبان من تحتها تلك الجارية التي اشترت مني ذلك العقد وقد أسفرت عن وجه كأنه دارة القمر والعقد في عنقها فطاش عقلي واندهش لبي من تلك الجارية لفرط حسنها وجمالها . فلما رأتني قامت من فوق الكرسي وسعت نحوي وقالت لي : يا نور عيني هل كان من كان مليح مثلك ما يرثي لمحبوبته . فقلت لها : يا سيدتي الحسن كله فيك وهو من بعض معانيك . فقالت الجارية : يا جوهري ، اعلم أني أحبك وما صدقت أني أجيء بك عندي . ثم إنها مالت علي فقبلتها وقبلتني وإلى جهتها جذبتني وعلى صدرها رمتني .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:56 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الحادية والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة الثاني لما سمع شعر الجارية صرخ صرخة عظيمة وشق ما عليه من ثياب وخر مغشياً عليه فأرادوا أن يرخوا عليه الستارة بحسب العادة فتوقفت حبالها فلاحت من هارون الرشيد التفاتة إليه فنظر إلى بدنه آثار ضرب مقارع فقال هارون الرشيد بعد النظر والتأكيد : يا جعفر والله إنه شاب مليح إلا انه لص قبيح . فقال جعفر : من أين عرفت ذلك يا أمير المؤمنين ? فقال هارون الرشيد : أما رأيت ما على جنبيه من أثر السياط . ثم أسبلوا عليه الستارة وأتوه ببدلة غير التي كانت عليه واستوى جالساً على حالته الأولى مع الندماء فلاحت منه التفاتة فوجد الخليفة وجعفر يتحدثان سراً فقال لهما : ما الخبر يا فتيان ? فقال الوزير جعفر : يا مولانا خيراً ، غير أنه لا خفاء عليك إن رفيقي هذا من التجار وقد سافر جميع الأمصار والأقطار وصحب الملوك والخيار وهو يقول لي : إن الذي حصل من مولانا الخليفة في هذه الليلة إسراف عظيم ولم أر أحداً فعل مثل فعله في سائر الأقاليم ، لأنه شق كذا وكذا بدلة كل بدلة بألف دينار وهذا إسراف زائد . فقال الخليفة الثاني : يا هذاإن المال مالي والقماش قماشي وهذا من بعض الإنعام على الخدام والحواشي فإن كل بدلة شققتها لواحد من الندماء الحضار وقد رسمت لهم مع كل بدلة بخمسمائة دينار . فقال الوزير جعفر : نعم ما فعلت يا مولانا . ثم أنشد هذين البيتين : بنت المكارم وسط كفك منزلا ........ وجعلت كالك للأنام مباحـا فإذا المكارم أغلقت أبوابهـا ........ كانت يداك لقفلها مفتـاحـا فلما سمع الشاب هذا الشعر من الوزير جعفر رسم له بألف دينار وبدلة ثم دارت بينهم الأقداح وطاب لهم الراح ، فقال الرشيد : يا جعفر اسأله عن الضرب الذي على جنبيه حتى ننظر ما يقول في جوابه . فقال الوزير جعفر : لا تعجل يا مولاي وترفق بنفسك فإن الصبر أجمل . فقال هارون الرشيد : وحياة رأسي وتربة العباس إن لم تسأله لأخمدن منك الأنفاس . فعند ذلك التفت الشاب إلى الوزير وقال له : مالك مع رفيقك تتساوران فأخبرني بشأنكما ? فقال الوزير جعفر : خير . فقال الخليفة الثاني : سألتك بالله أن تخبرني بخبركما ولا تكتما عني شيئاً من امركما . فقال الوزير جعفر : يا مولاي إنه أبصر على جنبيك ضرباً وأثر سياط ومقارع فتعجب من ذلك غاية العجب وقال : كيف يضرب الخليفة وقصده أن يعلم ما السبب ? فلما سمع الشاب ذلك تبسم وقال : اعلموا أن حديثي غريب وأمري عجيب لو كتب بالإبر على أفاق البصر لكان عبرة لمن اعتبر . ثم صعد الزفرات وانشد هذه الأبيات : حديثي عجيب فاق كل العـجـائب ........ وحق الهوى ضاقت على مذاهبي فإن شئتموا أن تسمعوا لي فأنصتوا ........ ويسكت هذا الجمع من كل جانب واصغوا إلى قولي ففـيه إشـارة ........ وإن كلامي صادق غـير كـاذب فإني قتـيل مـن غـرام ولـوعة ........ وقاتلتي فاقت جميع الكـواكـب لها مقلة كحلاء مـثـل مـهـنـد ........ وترمي سهاماً من قسي الحواجب وقد حس قلبي أن فيكم أمـامـنـا ........ خليفة هذا الوقت وابن الأطـايب وثانيكم هو المنادي بـجـعـفـر ........ لديه وزير صاحب وابن الأصاحب وثالثكم مسـرور سـياف نـقـمة ........ فإن كان هذا القول ليس بكـاذب لقد نلت ما أرجو من المر كـلـه ........ وجاء سرور القلب من كل جانـب فلما سمعا منه هذا الكلام حلف له جعفر وروى في يمينه أنهم لم يكونوا المذكورين فضحك الشاب وقال : اعلموا يا سادتي أني لست أمير المؤمنين وغنما سميت نفسي بهذا لأبلغ ما أريد من أولاد المدينة وإنما اسمي محمد علي بن علي الجواهري وكان أبي من الأعيان فمات وخلف لي مالاً كثيراً من ذهب وفضة ولؤلؤ ومرجان وياقوت وزبرجد وجواهر وعقارات وحمامات وغيطان وبساتين ودكاكين وطوابين وعبيد وجواري وغلمان فاتفق في بعض الأيام إني كنت جالساً في دكاني وحولي الخدم والحشم وإذا بجارية قد أقبلت راكبة على بغلة وفي خدمتها ثلاث جوار كأنهن الأقمار . فلما قربت مني نزلت على دكاني وجلست عندي وقالت لي : هل أنت محمد الجوهري ? فقلت لها : نعم هو أنا مملوكك وعبدك . فقالت الجارية : هل عندك جوهر يصلح لي ? فقلت لها : يا سيدتي الذي عندي أعرضه عليك وأحضره بين يديك فإن أعجبك منه شيء كان بسعد المملوك وإن لم يعجبك شيء فبسوء حظي . وكان عندي مائة عقد من الجوهر فعرضت عليها الجميع فلم يعجبها شيء من ذلك وقالت : أريد أحسن مما رأيت . وكان عندي عقد صغير اشتراه والدي بمائة ألف دينار ولم يوجد مثله عند أحد من السلاطين الكبار ، فقلت لها : يا سيدتي بقي عندي عقد من الفصوص والجواهر التي لا يملك مثلها أحد من الأكابر والأصاغر . فقالت لي : أرني إياه . فلما رأته قالت : هذا مطلوبي وهو الذي طول عمري أتمناه . ثم قالت لي : كم ثمنه ? فقلت لها : ثمنه على والدي مائة ألف دينار . فقالت الجارية : ولك خمسة آلاف دينار فائدة . فقلت لها : يا سيدتي العقد وصاحبه بين يديك ولا خلاف عندي . فقالت الجارية : لابد من الفائدة ولك المنة الزائدة . ثم قامت من وقتها وركبت البغلة بسرعة وقالت لي : يا سيدي باسم الله تفضل صحبتنا لتأخذ الثمن فإن نهارك اليوم بنا مثل اللبن . فقمت وأقفلت الدكان وسرت معها في أمان إلى أن وصلنا الدار فوجدتها داراً عليها آثار السعادة لائحة وبابها مزركش بالذهب والفضة واللازورد مكتوب عليه هذان البيتان : ألا يا دار لا يدخلـك حـزن ........ ولا يغدر بصاحبك الزمـان فنعم الدار أنت لكل ضـيف ........ إذا ما ضاق بالضيف المكان فنزلت الجارية ودخلت الدار وأمرتني بالجلوس على مصطبة الباب إلى أن يأتي الصيرفي ، فجلست على باب الدار ساعة وإذا بجارية خرجت إلي وقالت : يا سيدي أدخل الدهليز فإن جلوسك على الباب قبيح . فقمت ودخلت الدهليز وجلست على الدكة ، فبينما أنا جالس إذا بجارية خرجت إلي وقالت لي : يا سيدي إن سيدتي تقول لك ادخل واجلس على باب الديوان حتى تقبض مالك . فقمت ودخلت البيت وجلست لحظة وإذا بكرسي من الذهب وعليه ستارة من الحرير وإذا بتلك الستارة قد رفعت فبان من تحتها تلك الجارية التي اشترت مني ذلك العقد وقد أسفرت عن وجه كأنه دارة القمر والعقد في عنقها فطاش عقلي واندهش لبي من تلك الجارية لفرط حسنها وجمالها . فلما رأتني قامت من فوق الكرسي وسعت نحوي وقالت لي : يا نور عيني هل كان من كان مليح مثلك ما يرثي لمحبوبته . فقلت لها : يا سيدتي الحسن كله فيك وهو من بعض معانيك . فقالت الجارية : يا جوهري ، اعلم أني أحبك وما صدقت أني أجيء بك عندي . ثم إنها مالت علي فقبلتها وقبلتني وإلى جهتها جذبتني وعلى صدرها رمتني .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:56 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الثانية والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الجوهري قال : ثم إنها مالت علي فقبلتها وقبلتني وإلى جهتها جذبتني وعلى صدرها رمتني وعلمت من حالي أنني أريد وصالها فقالت : يا سيدي أتريد أن تجتمع بي في الحرام والله لا كان من يفعل مثل هذه الآثام ويرضى بقبح الكلام فإني بكر عذراء ما دنا مني أحد ولست مجهولة في البلد ، أتعلم من أنا ? فقلت لها : لا والله يا سيدتي . فقالت الجارية : أنا السيدة دنيا بنت يحيى بن خالد البرمكي وأخي جعفر وزير الخليفة . فلما سمعت ذلك منها أحجمت بخاطري عنها وقلت لها : يا سيدتي مالي ذنب في التهجم عليك أنت من أطمعتني في وصالك بالوصول إليك . فقالت الجارية : لا بأس عليك ولابد من بلوغك المراد بما يرضي الله فإن أمري بيدي والقاضي ولي عقدي والقصد أن أكون لك أهلاً وتكون لي بعلاً . ثم إنها دعت بالقاضي والشهود وبذلت المجهود ، فلما حضروا قالت لهم : محمد علي بن علي الجوهري قد طلب زواجي ودفع لي هذا العقد في مهري وأنا قبلت ورضيت . فكتبوا كتابي عليها ودخلت بها وأحضرت آلات الراح ودارت الأقداح بأحسن نظام وأتم أحكام ولما شعشعت الخمرة في رؤوسنا ، أمرت جارية عوادة أن تغني فأخذت العود وأطربت النغمات وأنشدت هذه الأبيات : بدا فأراني الظبي والغصن والبدرا ........ فتباً لقلب لا يبيت بـه مـعـزى مليح أراد اللـه إطـفـاء فـتنة ........ بعارضه فاستؤنفت فتـنة أخـرى أغالط عـذابـي إذا ذكـروا لـه ........ حديثاً كأني لا أحـب لـه ذكـرا وأصغي إذا فاهو بغـير حـديثـه ........ بسمعي ولكني أذوب به فـكـرا نبي جمال كل ما فـيه مـعـجـز ........ الحسن ولكن وجهه الآية الكبـرا أقام بلال الحال في صحـن خـده ........ تراقب من لألأ غرته الـفـجـرا يريد سلوى الـعـاذلـون جـبالة ........ وما كنت أرضى بعد إيماني الكفرا فأطربت الجارية بما أبدته من نغمات الوتار ورقيق الأشعار ، ولم تزل الجواري تغني جارية بعد جارية وينشدن الأشعار إلى أن غنت عشر جوار ثم إنها صرفت الجواري وقمنا إلى أحسن مكان قد فرش لنا فيه فرش من سائر الألوان ونزعت ما عليها من الثياب وخلوت بها خلوة الأحباب فوجدتها درة لم تثقب مرة ومهرة لم تركب ففرحت بها ، ولم أرى في عمري ليلة أطيب من تلك الليلة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:56 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري
الليلة الثالثة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن محمد بن علي الجوهري قال : لما دخلت بالسيدة دنيا بنت يحيى بن خالد البرمكي رأيتها درة لم تثقب ومهرة لم تركب فأنشدت هذين البيتين : طوقته طوق الحمام بساعدي ........ وجعلت كفي للثام مبـاحـا هذا هو الفوز العظيم ولم نزل ........ متعانقين فلا نريد بـراحـا ثم أقمت عندها شهراً كاملاً وقد تركت الدكان والأهل والأوطان فقالت لي يوماً : يا نور العين يا سيدي محمد إني قد عزمت اليوم على المسير إلى الحمام فاستقر أنت على هذا السرير ولا تنتقل من مكانك إلى أن أرجع إليك وحلفتني على ذلك . فقلت لها : سمعاً وطاعة . ثم إنها حلفتني أني لا أنتقل من موضعي وأخذت جواريها وذهبت إلى الحمام فو الله يا أخواني ما لحقت أن تصل إلى رأس الزقاق إلا والباب قد فتح ودخلت منه عجوز وقالت : يا سيدي محمد إن السيدة زبيدة تدعوك فإنها سمعت بأدبك وظرفك وحسن غنائك . فقلت لها : والله ما أقوم من مكاني حتى تأتي السيدة دنيا . فقالت العجوز : يا سيدي لا تجعل السيدة زبيدة تغضب عليك وتبقى عدوتك فقم كلمها وارجع إلى مكانك . فقمت من وقتي وتوجهت إليها والعجوز أمامي إلى أن أوصلتني إلى السيدة زبيدة ، فلما وصلت إليها قالت لي : يا نور العين هل أنت معشوق السيدة دنيا . فقلت لها : أنا مملوكك وعبدك . فقالت زبيدة : صدق الذي وصفك بالحسن والجمال والأدب والكمال فإنك فوق الوصف والمقال ولكن غن لي حتى أسمعك . فقلت لها : سمعاً وطاعة . فأتتني بعود فغنيت عليه بهذه الأبيات : قلب المحب مع الأحباب مـغلوب ........ وجسمه بيد الأسقام منـهـوب ما في الرجال وقد زمت ركائبهم ........ إلا محب له في الركب محبوب أستودع الله في أطنابكم قـمـراً ........ يهواه قلبي وعن عيني محجوب يرضى ويغضب ما أحلى تدللـه ........ وكل ما يفعله المحبوب محبوب فلما فرغت من الغناء قالت لي : أصح الله بدنك وطيب أنفاسك فلقد كملت في الحسن والأدب والغناء فقم وامض إلى مكانك قبل أن تجيء السيدة دنيا فلا تجدك فتغضب عليك . فقبلت الأرض بين يديها وخرجت من عندها وجئت إلى السرير فوجدتها قد جاءت من الحمام وهي نائمة على السرير فقعدت عند رجليها وكبستها ففتحت عينيها فرأتني تحت رجلها ، فرفستني ورمتني من فوق السرير وقالت لي : يا خائن خنت اليمين وحنثت فيه ووعدتني أنك لا تنتقل من مكانك وأخلفت الوعد وذهبت إلى السيدة زبيدة والله لولا خوفي من الفضيحة لهدمت قصرها على رأسها . فتقدم العبد وشرط من ذيله رقعة وعصب عيني وأراد أن يضرب عنقي .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:57 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع محمد علي الجوهري وبداية حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي وما يتبع ذلك من حديث الجراب الكردي
الليلة الرابعة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن محمد الجواهري قال : فتقدم العبد وشرط من ذيله رقعة وعصب عيني وأراد أن يضرب عنقي فقامت إليها الجواري الكبار والصغار وقلن لها : يا سيدتنا ليس هذا أول من أخطأ وهو لا يعرف خلقك وما فعل ذنباً يوجب القتل . فقالت دنيا : والله لابد أن أعمل فيه أثراً . ثم أمرت أن يضربوني فضربوني على أضلاعي وهذا الذي رأيتموه أثر ذلك الضرب وبعد ذلك أمرت بإخراجي فأخرجوني وأبعدوني عن القصر ورموني فحملت نفسي ومشيت قليلاً حتى وصلت إلى منزلي وأحضرت جراحاً وأريته الضرب فلاطفني وسعى في مداواتي . فلما شفيت ودخلت الحمام وزالت عني الأوجاع والأسقام جئت إلى الدكان وأخذت جميع ما فيه وبعته وجمعت ثمنه واشتريت لي أربعمائة مملوك فما جمعهم أحد من الملوك وصار يركب معي منهم في كل يوم مائتان وعملت هذا الزورق وصرفت عليه خمسة آلاف دينار من الذهب وسميت نفسي بالخليفة ورتبت من معي من الخدم واحد في وظيفة واحد من أتباع الخليفة وهيأته بهيئته وناديت كل من يتفرج في الدجلة ضربت عنقه بلا مهلة ولي على هذه الحال سنة كاملة وأنا لم أسمع لها خبراً ولم أقف لها على أثر . ثم إنه بكى وأفاض العبرات وأنشد هذه الأبيات : والله ما كنت طول الدهر ناسيها ........ ولا دنوت إلى من ليس يدنيهـا كأنها البدر في تكوين خلقتـهـا ........ سبحان خالقها سبحان بـاريها قد صيرتني حزيناً ساهراً دنفـاً ........ والقلب قد حار مني في معانيها فلما سمع هارون الرشيد كلامه وعرف وجده ولوعته وغرامه تدله ولهاً وتخير عجباً وقال : سبحان الله الذي جعل لكل شيء سبباً . ثم إنهم استأذنوا الشاب في الإنصراف فأذن لهم وأضمر له الرشيد على الإنصاف وأن يتحفه غاية الإتحاف . ثم انصرفوا من عنده سائرين وإلى محل الخلافة متوجهين فلما استقر بهم الجلوس وغيروا ما عليهم من الملبوس ولبسوا أثواب المواكب ووقف بين أيديهم مسرور سياف النقمة قال الخليفة لجعفر : يا وزير ، علي بالشاب الذي كنا عنده في الليلة الماضية . فقال الوزير جعفر : سمعاً وطاعة . ثم توجه إليه وسلم عليه وقال له : أجب أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد . فسار معه إلى القصر ، وهو من الترسيم عليه في حضر فلما دخل على الخليفة قبل الأرض بين يديه ودعا له بدوام العز والإقبال وبلوغ الآمال ودوام النعم وإزالة البؤس والنقم ، وقد أحسن ما به تكلم حيث قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين وحامي حومة الدين . ثم أنشد هذين البيتين : لا زال باب كعـبة مقصـودة ........ وترابها فوق الجباه رسـوم حتى يناديك في البلاد بأسرها ........ هذا المقام وأنت ابـراهـيم فتبسم الخليفة في وجهه ورد عليه السلام والتفت إليه بعين الإكرام وقربه لديه وأجلسه بين يديه وقال له : يا محمد علي أريد منك أن تحدثني بما وقع لك في هذه الليلة فإنه من العجائب وبديع الغرائب . فقال الشاب : العفو يا أمير المؤمنين أعطني منديل الأمان ليسكن روعي ويطمئن قلبي . فقال له الخليفة : عليك الأمان من الخوف والأحزان . فشرع الشاب يحدثه بالذي حصل له من أوله إلى آخره فعلم أن الصبي عاشق وللمعشوق مفارق فقال له : أتحب أن أردها عليك ? قال محمد الجوهري : هذا من فضل أمير المؤمنين . ثم أنشد هذين البيتين : ألثم أنامله فلسـن أنـامـلاً ........ لكنهن كفـاتـح الأرزاق وأشكر صنائعه فلسن صنائعاً ........ لكنهـن قـلائد أعـنـاق فعند ذلك التفت الخليفة إلى الوزير وقال له : يا جعفر أحضر لي أختك دنيا بنت الوزير يحيى بن خالد . فقال الوزير جعفر : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين . ثم أحضرها في الوقت والساعة فلما تمثلت بين يديه قال لها الخليفة : أتعرفين من هذا ? قالت دنيا : يا أمير المؤمنين من أين للنساء معرفة الرجال ? فتبسم الخليفة وقال لها : يا دنيا هذا حبيبك محمد بن علي الجوهري وقد عرفنا وسمعنا الحكاية من أولها إلى آخرها وفهمنا ظاهرها والأمر لا يخفى وعنا كان مستوراً . فقالت دنيا : يا أمير المؤمنين كان ذلك في الكتاب مسطوراً وأنا أستغفر الله العظيم مما جرى مني وأسألك من فضلك العفو عني . فضحك الخليفة هارون الرشيد وأحضر القاضي والشهود وجدد عقدها على زوجها محمد بن علي الجوهري وحصل لها وله سعد السعود وإكماد الحسود وجعله من جملة ندمائه واستمروا في سرور ولذة وحبور إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات .
حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي وما يتبع ذلك من حديث الجراب الكردي
ومما يحكى أيضاً أن الخليفة هارون الرشيد قلق ليلة من الليالي فاستدعى بوزيره فلما حضر بين يديه قال له : يا جعفر إني قلقت الليلة قلقاً عظيماً وضاق صدري وأريد منك شيئاً يسر خاطري وينشرح به صدري . فقال له جعفر : يا أمير المؤمنين إن لي صديقاً اسمه علي العجمي وعنده من الحكايات والأخبار المطربة ما يسر النفوس ويزيل عن القلب البؤس . فقال له هارون الرشيد : علي به . فقال الوزير جعفر : سمعاً طاعة . ثم إن جعفر خرج من عند الخليفة في طلب العجمي فأرسل خلفه فلما حضر قال له : أجب أمير المؤمنين . فقال العجمي : سمعاً وطاعة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:57 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي وما يتبع ذلك من حديث الجراب الكردي
الليلة الخامسة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال : سمعاً وطاعة . ثم توجه معه إلى الخليفة فلما تمثل بين يديه أذن له بالجلوس فجلس فقال له الخليفة : يا علي إنه ضاق صدري في هذه الليلة وقد سمعت عنك أنك تحفظ حكايات وأخبار وأريد منك أن تسمعني ما يزيل همي ويصقل فكري . فقال العجمي : يا أمير المؤمنين هل أحدثك بالذي رأيته بعيني أو بالذي سمعته بأذني ? فقال الخليفة : إن كنت رأيت شيئاً فاحكه ? فقال العجمي : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين . إني سافرت في بعض السنين من بلدي هذه وهي مدينة بغداد وصحبتي غلام ومعه جراب لطيف ودخلنا المدينة . فبينما أنا أبيع وأشتري وإذا برجل كردي ظالم متعدي قد هجم علي وأخذ مني الجراب وقال : هذا جرابي وكل ما فيه متاعي . فصرخت وقلت : يا معشر المسلمين خلصوني من يد أفجر الظالمين . فقال الناس جميعاً : اذهبا إلى القاضي واقبلا حكمه بالتراضي ? فتوجهنا إلى القاضي وأنا بحكمه راضي فلما دخلنا عليه وتمثلنا بين يديه قال القاضي : في أي شيء جئتما ? وما قضية خبركما ? فقلت للقاضي : نحن خصمان إليك تداعينا وبحكمك تراضينا . فقال القاضي : أيكما المدعي ? فتقدم الكردي وقال : أيد الله مولانا القاضي إن هذا الجراب جرابي وكل ما فيه متاعي وقد ضاع مني ووجدته مع هذا الرجل . فقال القاضي : ومتى ضاع منك ? فقال الكردي : من أمس هذا اليوم وبت لفقده بلا نوم . فقال القاضي : إن كنت تعرفه فصف لي ما فيه ? فقال الكردي : في جرابي هذا مردوان من لجين وفيه أكحال للعين ومنديل لليدين ووضعت فيه شرابتين وشمعدانين وهو مشتمل على بيتين وطبقتين وملعقتين ومخدة ونطعين وابريقين وصينية وطشتين وقسدرة وزلعتين ومغرفة وسلة ومردوين وهرة وكلبتين وقصعة وقعيدتين وجبة وفروتين وناقتين وجاموسة وثورين ولبة وسبعين ودبة وثعلبين ومرتبة وسريرين وقصراً وقاعتين ورواقاً ومقعدين ومطبخاً ببابين وجماعة أكراد يشهدون أن الجراب جرابي . فقال القاضي : ماذا تقول أنت يا هذا ? فقلت إليه يا أمير المؤمنين وقد أبهتني الكردي بكلامه فقلت : أعز الله مولانا القاضي أنا في جرابي هذا دويرة خراب واخرى بلا باب ومقصورة للكلاب وفيه الصبيان كتاب وشباب يلعبون الكعاب وفيه خيام وأطناب ومدينة البصرة وبغداد وقصر شداد بن عاد وكور حداد وشبكة صياد وأوتاد وبنات وأولاد وألف قواد يشهدون أن الجراب جرابي . فلما سمع الكردي هذا الكلام بكى وانتحب وقال : يا مولانا القاضي إن جرابي هذا معروف وكل ما فيه موصوف في جرابي هذا حصون وقلاع وكراكي وسباع ورجال يلعبون بالشطرنج والرقاع وفي جرابي هذا حجرة ومهران وفحل وحصانان ورمحان طويلان وهو مشتمل على سبع وارنبين ومدينة وقريتين وقحبة وقوادين شاطرين ومخنث وعلقين وأعمى وبصيرين واعرج وكسيحين وقسيس وشماسين وبطريق وراهبين وقاض وشاهدين وهم يشهدون أن الجراب جرابي . فقال القاضي : ماذا تقول يا علي ? فامتلأت غيظاً يا أمير المؤمنين وتقدمت إليه وقلت : أيد الله مولانا القاضي .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:57 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع علي العجمي وما يتبع ذلك من حديث الجراب الكردي وبداية حكاية هارون الرشيد مع جعفر والجارية والإمام أبي يوسف
الليلة السادسة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال : فامتلأت غيظاً يا أمير المؤمنين وتقدمت إليه وقلت : أيد الله مولانا القاضي أنا في جرابي هذا زرد وصفاح وخزائن سلاح وألف كبش نطاح وفيه للغنم مراح وألف كلب نباح وبساتين وكروم وازهار ومشموم وتين وتفاح وصور وأشباح وقناني وأقداح وعرائس ومغاني وأفراح وهرج وصياح وأقطار فساح وأخوة نجاح ورفقة صباح ومعهم سيوف ورماح ملاح وقوس ونشاب وأصدقاء وأحباب وخلان وأصحاب ومحابس للعقاب وندماء للشراب وطنبور ونايات وأعلام ورايات وصبيان وبنات وعرائس مجليات وجوار مغنيات وخمس حبشيات وثلاث هنديات وأربع مدنيات وعشرون روميات وخمسون تركيات وسبعون عجميات وثمانون كرديات وتسعون جرجيات والدجلة والفرات وشبكة صياد وقداحة وزناد وإرم ذات العماد وألف علق وقواد وميادين واصطبلات ومساجد وحمامات وبناء وتجار وخشبة ومسمار وعبد أسود ومزمار ومقدم وركبدار ومدن وأمصار ومائة ألف دينار والكوفة مع الأنبار وعشرون صندوقاً ملآنة بالقماش وخمسون حاصلاً للمعاش وغزة وعسقلان من دمياط إلى أسوان وإيوان كسرى وأنوشروان وملك سليمان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان وبلخ وأصبهان ومن الهند إلى بلاد السودان وفيه أطال الله عمر مولانا القاضي غلائل وعراضي وألف موس ماض تحلق ذقن القاضي إن لم يخش عقابي ولم يحكم بأن الجراب جرابي . فلما سمع القاضي هذا الكلام تحير عقله من ذلك وقال : ما أراكما إلا شخصين نحسين أو رجلين زنديقين تلعبان بالقضاة والحكام ولا تخشيان من الملام لأنه ما وصف الواصفون ولا سمع السامعون بأعجب مما وصفتما ولا تكلموا بمثل ما تكلمتما والله إن من الصين إلى شجرة أم غيلان ومن بلاد فارس إلى أرض السودان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان لا يسع ما ذكرتماه ولا يصدق ما ادعيتماه فهل هذا الجراب بحر ليس له قرار أو يوم العرض الذي يجمع الأبرار والفجار . ثم إن القاضي أمر بفتح الجراب ففتحه وإذا فيه خبز وليمون وجبن وزيتون ثم رميت الجراب قدام الكردي ومضيت . فلما سمع الخليفة هذه الحكاية من علي العجمي استلقى على قفاه من الضحك وأحسن جائزته .
حكاية هارون الرشيد مع جعفر والجارية والإمام أبي يوسف
ومما يحكى أن جعفر البرمكي نادم الرشيد ليلة فقال الرشيد : يا جعفر بلغني أنك اشتريت الجارية الفلانية ولي مدة أطلبها فإنها على غاية الجمال وقلبي يحبها في اشتعال فبعها لي . فقال الوزير جعفر : لا أبيعها يا أمير المؤمنين . فقال هارون الرشيد : إذن هبها لي . فقال الوزير جعفر : لا أهبها يا أمير المؤمنين . فقال الرشيد : زبيدة طالق ثلاثاً إن لم تبعها لي أو تهبها لي . قال جعفر : زوجتي طالق ثلاثاً إن بعتها لك . ثم أفاقا من نشوتهما وعلما أنهما وقعا في أمر عظيم وعجزا عن تدبير الحيلة . فقال هارون الرشيد : هذه وقعة ليس لها غير أبي يوسف . فطلبوه وكان ذلك نصف الليل فلما جاءه الرسول قام فزعاً وقال في نفسه : ما طلبت في هذا الوقت إلا لأمر حدث في الإسلام . ثم خرج مسرعاً وركب بغلته وقال لغلامه : خذ معك مخلاة البغلة لعلها لم تستوف عليقها فإذا دخلنا دار الخلافة لتأكل ما بقي من عليقها إلى حين خروجي إذا لم تستوف عليقها في هذه الليلة . فقال الغلام : سمعاً وطاعة . فلما دخل هارون الرشيد قام له وأجلسه على سريره بجانبه وكان لا يجلس معه أحداً غيره وقال له : ما طلبناك في هذا الوقت إلا لأمر مهم هو كذا وكذا وقد عجزنا في تدبير الحيلة . فقال أبي يوسف : يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر أسهل ما يكون . ثم قال لجعفر : يا جعفر بع لأمير المؤمنين نصفها وهب له نصفها وتبرآن يمينكما في بذلك . فسر أمير المؤمنين بذلك وفعلا ما أمرهما به ثم قال هارون الرشيد : أحضروا الجارية في هذا الوقت .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:58 pm | |
| تكملة حكاية هارون الرشيد مع جعفر والجارية والإمام أبي يوسف وبداية حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق
الليلة السابعة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة هارون الرشيد قال : أحضروا الجارية في هذا الوقت فإني شديد الشوق إليها . فأحضروها وقال للقاضي أبي يوسف : أريد وطأها في هذا الوقت فإني لا أطيق الصبر عنها إلى مضي مدة الإستبراء وما الحيلة في ذلك ? فقال أبو يوسف : ائتوني بمملوك من مماليك أمير المؤمنين الذي لم يجر عليه العتق . فأحضروا المملوك فقال أبو يوسف : أتأذن لي أن ازوجها منه ثم يطلقها قبل الدخول فيحل وطؤها في هذا الوقت من غير استبراء ? فأعجب هارون الرشيد ذلك أكثر من الأول . فلما حضر المملوك قال الخليفة للقاضي : أذنت لك في العقد . فأوجب القاضي النكاح ثم قبله المملوك وبعد ذلك قال له القاضي : طلقها ولك مائة دينار . فقال المملوك : لا أفعل . ولم يزل يزيده وهو يمتنع إلى أن عرض عليه ألف دينار ثم قال للقاضي : هل الطلاق بيدي أم بيد أمير المؤمنين ? قال القاضي : بيدك . قال المملوك : والله لا أفعل أبداً . فاشتد غضب أمير المؤمنين وقال : ما الحيلة يا أبا يوسف ? قال القاضي أبو يوسف : يا أمير المؤمنين لا تجزع فإن الأمر هين ملك هذا المملوك للجارية . قال الرشيد : ملكته لها . قال القاضي : قولي قبلت . فقالت الجارية : قبلت . فقال القاضي : حكمت بينهما بالتفريق لأنه دخل في ملكها فانفسخ النكاح . فقام أمير المؤمنين على قدميه وقال : مثلك من يكون قاضياً في زماني . واستدعى بأطباق الذهب فأفرغت بين يديه وقال للقاضي : هل معك شيء تضعه فيه ? فتذكر مخلاة البغلة فاستدعي بها فملئت ذهباً فأخذها وانصرف إلى بيته فلما أصبح الصباح قال لأصحابه : لا طريق إلى الدين والدنيا أسهل وأقرب من طريق العلم فإني أعطيت هذا المال العظيم في مسألتين أو ثلاث . فانظر أيها المتأدب إلى لطف هذه الوقعة فإنها اشتملت على محاسن منها دلال الوزير على هارون الرشيد وعلم الخليفة وزيادة علم القاضي فرحم الله أرواحهم أجمعين .
حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق
ومما يحكى أن خالد بن عبد الله القسري كان أمير البصرة فجاء إليه جماعة متعلقون بشاب ذي جمال باهر وأدب ظاهر وعقل وافر وهو حسن الصورة طيب الرائحة وعليه سكينة ووقار فقدموه إلى خالد فسألهم عن قصته فقالوا : هذا لص أصبناه البارحة في منزلنا . فنظر إليه خالد فأعجبه حسن هيئته ونظافته فقال : حلوا عنه . ثم دنا منه وسأله عن قصته فقال : القوم صادقون فيما قالوه والأمر على ما ذكروا . فقال له خالد : ما حملك على ذلك وأنت في هيئة جميلة وصورة حسنة ? قال الشاب : حملني على ذلك الطمع في الدنيا وقضاء الله سبحانه وتعالى . فقال له خالد : ثكلتك أمك ، أما كان لك في جمال وجهك وكمال عقلك ، وحسن أدبك زاجر يزجرك عن السرقة ? قال الشاب : دع عنك هذا أيها الأمير وامض إلى ما أمر الله تعالى به فذلك ما كسبت يداي وما الله بظلام العبيد . فسكت خالد ساعة يفكر في أمر الفتى ، ثم أدناه منه وقال له : إن اعترافك على رؤوس الأشهاد قد رابني وأنا ما أظنك سارقاً ولعل لك قصة غير السرقة فأخبرني بها ? قال الشاب : أيها الأمير لا يقطع نفسك شيء سوى ما اعترفت به عندك وليس لي قصة أشرحها إلا أني دخلت دار هؤلاء فسرقت ما أمكنني فأدركوني وأخذوه مني وحملوني إليك . فأمر خالد بحبسه وأمر مناد ينادي بالبصرة : إلى من أحب أن ينظر إلى عقوبة اللص وقطع يده فليحضر من الغداة إلى المحل الفلاني . فلما استقر الفتى في الحبس ووضعوا في رجليه الحديد تنفس الصعداء ، وأفاض العبرات وأنشد هذه الأبيات : هددني خالد بقـطـع يدي ........ إذا لم أبح عنده بقصتهـا فقلت هيهات أن أبوح بما ........ تضمن القلب من محبتها قطع يدي الذي اعترفت به ........ أهون للقلب من فضيحتها فسمع ذلك الموكلون به فأتوا خالداً وأخبروه بما حصل منه فلما جن الليل أمر بإحضاره عنده فلما حضر لمنطقته رآه عاقلاً أديباً فطناً لبيباً فأمر بطعام فأكل وتحدث معه ساعة كاملة ثم قال له خالد : قد علمت أن لك قصة غير السرقة فإذا كان الصباح وحضر الناس وحضر القاضي وسألك عن السرقة فأنكرها واذكر ما يدرأ عنك حد القطع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادرؤوا الحدود بالشبهات . ثم أمر به إلى السجن .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:58 pm | |
| تكملة حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق
الليلة الثامنة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن خالداً بعد أن تحدث مع الشاب أمر به إلى السجن فمكث فيه ليلته فلما أصبح الصباح حضر الناس يقطعون يد الشاب ولم يبق أحد في البصرة من رجل وامرأة إلا وقد حضر ليرى عقوبة ذلك الفتى ، وركب خالد ومعه وجوه أهل البصرة وغيرهم ثم استدعى بالقضاة وأمر بإحضار الفتى فأقبل يحجل في قيوده ، ولم يره أحد من الناس إلا وبكى عليه . وارتفعت أصوات النساء بالنحيب فأمر القاضي بتسكيت النساء ، ثم قال له : إن هؤلاء القوم يزعمون أنك دخلت دارهم وسرقت مالهم فلعلك سرقت دون النصائب ? قال الشاب : بل سرقت نصاباً كاملاً . قال القاضي : لعلك شريك القوم في شيء منه ? قال الشاب : بل هو جميعه لهم ولا حق لي فيه . فغضب خالد وقام إليه بنفسه وضربه على وجهه بالسوط وقال متمثلاً بهذا البيت : يريد المرء أن يعطى مناه ........ ويأبى اللـه إلا مـا يريد ثم دعا بالجزار ليقطع يده وأخرج السكين ومد يده ووضع عليها السكين فبادرت جارية من وسط النساء عليها أطوار وسخة فصرخت ورمت نفسها عليه ثم أسفرت عن وجه كأنه القمر وارتفع في الناس ضجة عظيمة وكاد أن يقع بسبب ذلك فتنة طائرة الشر ، ثم نادت تلك الجارية بأعلى صوتها : ناشدتك الله أيها الأمير لا تعجل بالقطع حتى تقرأ هذه الرقعة . ثم دفعت إليه رقعة ففتحها خالد وقرأها فإذا مكتوب فيها هذه الأبيات : أخالد هـذا مـسـتـهـام متـيم ........ رمته لحاظي عن قسي الحمـالـق فأصماه سيف اللحظ مـنـي لأنـه ........ حليف جوري من دائه غير فـائق أقر بمـا لـم يقـتـرفـه كـأنـه ........ رأى ذلك خيراً من هتيكة عاشـق فمهلاً عن الصب الكـئيب فـإنـه ........ كريم السجايا في الورى غير سارق فلما قرأ خالد هذه الأبيات تنحى وانفرد عن الناس وأحضر المرأة ثم سألها عن القصة فأخبرته بأن هذا الفتى عاشق لها وهي عاشقة له وإنما أراد زيارتها فتوجه إلى دار أهلها ورمى حجراً في الدار ليعلمها بمجيئه فسمع أبوها وأخوها صوت الحجر فصعدوا إليه فلما أحس بهم جمع قماش البيت كله وأراهم أنه سارق ستراً على معشوقته ، فلما رأوه على هذه الحالة أخذوه وقالوا : هذا سارق . وأتوا به إليك فاعترف بالسرقة وأصر على ذلك حتى لا يفضحني وقد ارتكب هذه الأمور واتهم نفسه بالسرقة لفرط مرؤته وكرم نفسه . فقال خالد : إنه لخليق أن يسعف بمراده . ثم استدعى الفتى إليه وقبله بين عينيه وأمر بإحضار أبي الجارية وقال له : يا شيخ إنا كنا عزمنا على إنفاذ الحكم في هذا الفتى بالقطع ولكن الله عز وجل قد حفظه من ذلك ، وقد أمرت له بعشرة آلاف درهم لبذله يده حفظاً لعرضك وعرض ابنتك وصيانتكما من العار ، وقد أمرت لابنتك بعشرة آلاف درهم حيث أخبرتني بحقيقة الأمر ، وأنا أسألك أن تأذن لي في تزويجها منه . فقال الشيخ : أيها الأمير قد أذنت لك في ذلك . فحمد الله خالد وأثنى عليه وخطب خطبة حسنة .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:59 pm | |
| تكملة حكاية خالد بن عبد الله القسري مع الشاب السارق وبداية حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة التاسعة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن خالداً حمد الله وخطب خطبة حسنة وقال للفتى : قد زوجتك هذه الجارية فلانة الحاضرة بإذنها ورضاها وإذن أبيها على هذا المال وقدره عشرة آلاف درهم . فقال الفتى : قبلت منك هذا التزويج . ثم إن خالداً أمر بحمل المال إلى دار الفتى مزفوفاً في الصواني وانصرف الناس وهم مسرورون ، فما رأيت يوماً أعجب من ذلك اليوم أوله بكاء وشرور وآخره فرح وسرور .
حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
ومما يحكى أن هارون الرشيد كان جالساً ذات يوم في تخت الخلافة إذ دخل عليه غلام من الطواشية ومعه تاج من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجواهر وفيه من سائر اليواقيت والجواهر ما لا يفي به مال ، ثم إن الغلام قبل الأرض بين يدي الخليفة وقال له : يا أمير المؤمنين إن السيدة زبيدة . فقالت لها أختها دنيازاد : ما أحسن حديثك وأطيبه وأحلاه واعذبه . فقالت شهرزاد : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القادمة إن عشت وأبقاني الملك . فقال الملك شهريار في نفسه : والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 1:59 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الغلام قال للخليفة : إن السيدة زبيدة تقبل الأرض بين يديك وتقول لك : أنت تعرف أنها قد عملت هذا التاج وأنه محتاج إلى جوهرة كبيرة تكون في رأسه وفتشت ذخائرها فلم تجد فيها جوهرة كبيرة على غرضها . فقال الخليفة للحجاب والنواب : فتشوا على جوهرة كبيرة على غرض زبيدة . ففتشوا فلم يجدوا شيئاً يوافقها فاعلموا الخليفة بذلك فضاق صدره وقال : كيف أكون خليفة وملك ملوك الأرض وأعجز عن جوهرة ? ويلكم اسألوا التجار . فسألوا التجار فقالوا لهم : لا يجد مولانا الخليفة إلا عند رجل من البصرة يسمى أبا محمد الكسلان . فأخبروا الخليفة بذلك فأمر وزيره جعفر أن يرسل بطاقة إلى الأمير محمد الزبيدي المولي على البصرة أن يجهز أبا محمد الكسلان ويحضره بين يدي أمير المؤمنين فكتب الوزير بطاقة بمضمون ذلك وأرسلها مع مسرور ، ثم توجه مسرور بالبطاقة إلى مدينة البصرة ودخل على الأمير محمد الزبيدي ففرح به وأكرمه غاية الإكرام ثم قرأ عليه بطاقة أمير المؤمنين هارون الرشيد فقال : سمعاً وطاعة . ثم أرسل مسرور مع جماعة من أتباعه إلى أبي محمد الكسلان فذهبوا إليه وطرقوا عليه الباب فخرج عليهم بعض الغلمان . فقال له مسرور : قل لسيدك أن أمير المؤمنين يطلبك . فدخل الغلام وأخبره بذلك فخرج فوجد مسرور حاجب الخليفة ومعه أتباع الأمير محمد الزبيدي فقبل الأرض بين يديه وقال : سمعاً وطاعة لأمير المؤمنين ولكن ادخلوا عندنا . فقالوا له : ما نقدر على ذلك لأننا على عجل كما أمرنا أمير المؤمنين فإنه ينتظرنا قدومك . فقال : اصبروا علي يسيراً حتى أجهز أمري . ثم دخلوا معه إلى الدار بعد استعطاف زائد فرأوا في الدهليز ستاراً من الديباج الأزرق المطرز بالذهب الأحمر ، ثم إن أبا محمد الكسلان أمر بعض غلمانه أن يدخلوا مع مسرور الحمام الذي في الدار ففعلوا فرأوا حيطانه ورخامه من الغرائب وهو مزركش بالذهب والفضة وماؤه ممزوج بماء الورد واحتفل الغلمان بمسرور ومن معه وخدموهم أتم الخدمة ، ولما خرجوا من الحمام ألبسوهم خلعاً من الديباج منسوجة بالذهب . ثم دخل مسرور وأصحابه فنظروا أبا محمد الكسلان جالساً في قصره وقد علق على رأسه ستور من الديباج المنسوج بالذهب المرصع بالدر والجوهر والقصر مفروش بمساند مزركشة بالذهب الأحمر وهو جالس على مرتبة والمرتبة على سرير مرصع بالجواهر ، فلما دخل عليه مسرور ورحب به تلقاه وأجلسه بجانبه ثم أمر بإحضار السماط ، فلما رأى مسرور ذلك السماط قال : والله ما رأيت عند أمير المؤمنين مثل هذا السماط أبداً . وكان في ذلك السماط أنواع الأطعمة وكلها موضوعة في أطباق صينينة مذهبة . قال مسرور : فاكلنا وشربنا وفرحنا إلى آخر النهار ثم أعطى كل واحد منا خمسة آلاف دينار ، ولما كان اليوم الثاني ألبسونا خلعاً خضراء مذهبة وأكرمونا غاية الإكرام . ثم قال مسرور : لا يمكننا أن نقعد زيادة على تلك المدة خوفاً من الخليفة . فقال له أبو محمد الكسلان : يا مولانا اصبر علينا إلى غد حتى نتجهز ونسير معكم . فقعدوا ذلك اليوم وباتوا إلى الصباح ، ثم إن الغلمان شدوا لأبي محمد الكسلان بغلة بسرج من الذهب مرصع بأنواع الدر والجوهر فقال مسرور في نفسه : يا ترى إذا حضر أبو محمد بين يدي الخليفة بتلك الصفة هل يسأله عن سبب تلك الأموال ? ثم بعد ذلك ودعوا محمد الزبيدي وطلعوا من البصرة وساروا ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا إلى مدينة بغداد فلما دخلوا على الخليفة ووقفوا بين يديه أمره بالجلوس فجلس ، ثم تكلم بأدب وقال : يا أمير المؤمنين إني جئت معي بهدية على وجه الخدمة فهل أحضرها عن إذنك . قال الرشيد : لا بأس بذلك . فأمر بصندوق وفتحه وأخرج منه تفاحاً من جملتها أشجار من الذهب وأوراقها من الزمرد الأبيض وثمارها ياقوت أحمر وأصفر ولؤلؤ أبيض فتعجب الخليفة من ذلك ، ثم أحضر صندوقاً ثانياً وأخرج منها خيمة من الديباج مكللة باللؤلؤ واليواقيت والزمرد والزبرجد وأنواع الجوهر وقوائمها من عود هندي رطب وأذيال تلك الخيمة مرصعة بالزمرد الأخضر وفيها تصاوير كل الصور من سائر الحيوانات كالطيور والوحوش وتلك الصور مكللة بالجواهر واليواقيت والزمرد والزبرجد والبلخش وسائر المعادن . فلما رأى الرشيد ذلك فرح فرحاً شديداً ثم قال أبو محمد الكسلان : يا أمير المؤمنين لا تظن إني حملت لك هذا فزعاً من شيء ولا طمعاً في شيء وإنما رأيت نفسي رجلاً عامياً ورأيت هذا لا يصلح إلا لأمير المؤمنين وإن أذنت لي فرجتك على بعض ما أقدر عليه . فقال الرشيد : افعل ما شئت حتى ننظر . فقال أبو محمد الكسلان : سمعاً وطاعة . ثم حرك شفتيه وأومأ إلى شراريف القصر فمالت إليه ثم أشار إليها فرجعت إلى موضعها ثم أشار بعينه فظهرت إليه مقفل الأبواب ، ثم تكلم عليها وإذا بأصوات طيور تجاوبه فتعجب الرشيد من ذلك غاية العجب وقال له : من أين لك هذا كله وأنت ما تعرف إلا بأبي محمد الكسلان وأخبروني أن أباك كان حلاقاً يخدم في حمام وما خلف لك شيئاً ? فقال أبو محمد الكسلان : يا أمير المؤمنين اسمع حديثي .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 2:00 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الحادية والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان قال للخليفة : يا أمير المؤمنين اسمع حديثي فإنه عجيب وأمره غريب لو كتب بالإبر على آفاق البصر لكان عبرة لمن اعتبر . فقال الرشيد : حدث بما عندك وأخبرني به يا أبا محمد . فقال أبو محمد الكسلان : يا أمير المؤمنين أدام الله لك العز والتمكين إن أخبار الناس بأني أعرف بالكسلان وأن أبي لم يخلف لي مالاً صدق لأن أبي لم يكن إلا كما ذكرت فإنه كان حلاقاً في حمام وكنت أنا في صغري أكسل من يوجد على وجه الأرض وقد بلغ من كسلي أني كنت نائماً في أيام الحر وطلعت علي الشمس أكسل عن أن أقوم وانتقل من الشمس إلى الظل . وأقمت على ذلك خمسة عشر عاماً ، ثم إن أبي توفي إلى رحمة الله تعالى ولم يخلف لي شيئاً ، وكانت أمي تخدم الناس وتطعمني وتسقيني وأنا راقد على جنبي ، فاتفق أن أمي دخلت علي في بعض الأيام ومعها خمسة دراهم من الفضة وقالت لي : يا ولدي بلغني أن الشيخ أبا المظفر عزم على أن يسافر إلى الصين وكان ذلك الشيخ يحب الفقراء وهو من أهل الخير ، يا ولدي خذ هذه الخمسة دراهم وامض بنا إليه ، واسأله أن يشتري لك بها شيئاً من بلاد الصين لعله يحصل لك فيه ربح من فضل الله تعالى . فكسلت عن القيام معها فأقسمت بالله إن لم أقم معها لا تطعمني ولا تسقيني ولا تدخل علي بل تتركني أموت جوعاً وعطشاً . فلما سمعت كلامها يا أمير المؤمنين علمت أنها تفعل ذلك لما تعلم من كسلي فقلت لها : أقعديني . فأقعدتني وأنا باكي العين وقلت لها : ائتيني بمداسي . فأتتني به . فقلت لها : ضعيه في رجلاي . فوضعته فيهما ، فقلت لها : احمليني حتى ترفعيني من الأرض . ففعلت ذلك فقلت لها : اسنديني حتى أمشي . فصارت تسندني وما زلت أمشي وأتعثر في أذيالي إلى أن وصلنا إلى ساحل البحر فسلمنا على الشيخ وقلت له : يا عم أنت أبو المظفر ? قال الشيخ : لبيك . قلت له : خذ هذه الدراهم واشتر لي بها شيئاً من بلاد الصين عسى الله يربحني فيه . فقال الشيخ أبو المظفر لأصحابه : أتعرفون هذا الشاب ? قالوا أصحابه : نعم ، هذا يعرف بأبي محمد الكسلان ما رأيناه قط خرج من دار إلا في هذا الوقت . فقال الشيخ أبو المظفر : يا ولدي هات الدراهم على بركة الله . ثم أخذ مني الدراهم وقال : باسم الله . ثم رجعت مع أمي إلى البيت وتوجه الشيخ أبو المظفر إلى السفر ومعه جماعة من التجار ولم يزالوا مسافرين حتى وصلوا إلى بلاد الصين ثم إن الشيخ باع واشترى وبعد عزم على الرجوع هو ومن معه بعد قضاء أغراضهم وساروا في البحر ثلاثة أيام فقال الشيخ لأصحابه : قفوا بالمركب . فقال التجار له : ما حاجتك ؟ فقال الشيخ أبو المظفر : اعلموا أن الرسالة التي معي لأبي محمد الكسلان نسيتها فارجعوا بنا حتى نشتري له شيئاً حتى ينتفع به . فقالوا التجار له : سألناك بالله تعالى أن لا تردنا فإننا قطعنا مسافة طويلة زائدة وحصل لنا في ذلك أهوال عظيمة ومشقة زائدة . فقال الشيخ أبو المظفر : لابد لنا من الرجوع . فقالوا التجار له : خذ منا أضعاف ربح الخمسة دراهم ولا تردنا . فسمع منهم وجمعوا له مالاً جزيلاً ثم ساروا حتى أشرفوا على جزيرة فيها خلق كثير فأرسوا عليها وطلع التجار يشترون منها متجراً من معادن وجواهر ولؤلؤ وغير ذلك . ثم رأى أبو المظفر رجلاً جالساً وبين يديه قرود كثيرة وبينهم قرد منتوف الشعر وكانت تلك القرود كلما غفل صاحبهم يمسكون ذلك القرد المنتوف ويضربونه ويرمونه على صاحبهم فيقوم ويضربهم ويقيدهم ويعذبهم على ذلك فتغتاظ القرود كلها من ذلك القرد ويضربونه . ثم إن الشيخ أبا المظفر لم رأى ذلك القرد حزن عليه ورفق به فقال لصاحبه : أتبيعني هذا القرد ؟ قال الرجل : اشتر . قال الشيخ أبو المظفر : إن معي لصبي يتيم خمسة دراهم هل تبيعني إياه بها ؟ قال له الرجل : بعتك بارك الله لك فيه . ثم تسلمه وأقبضه الدراهم وأخذ عبيد الشيخ القرد وربطوه في المركب . ثم حلوا وسافروا إلى جزيرة أخرى فارسوا عليها فنزل الغطاسون الذين يغطسون على المعادن واللؤلؤ والجوهر وغير ذلك فأعطاهم التجار دراهم أجرة على الغطاس فغطسوا فرآهم القرد يفعلون ذلك فحل نفسه من رباطه ونط من المركب وغطس معهم ، فقال أبو المظفر : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد عدم القرد منا ببخت هذا المسكين الذي أخذناه له . ويأسوا على القرد ، ثم طلع جماعة من الغطاسين وإذا بالقرد طالع معهم وفي يده نفائس الجواهر فرماها بين يدي أبي المظفر فتعجب من ذلك وقال : إن هذا القرد فيه سر عظيم . ثم حلوا وسافروا إلى أن وصلوا إلى جزيرة الزنوج وهم قوم من السودان يأكلون لحم بني آدم ، فلما رأوهم السودان ركبوا عليهم في المراكب وكتفوهم واتوا بهم إلى الملك فأمر بذبح جماعة من التجار فذبحوهم وأكلوا لحومهم ثم عن بقية التجار باتوا محبوسين وهم في نكد عظيم فلما كان وقت الليل قام القرد إلى أبي المظفر وحل قيده ، فلما رأى التجار أبا المظفر قد انحل قالوا : عسى الله أن يكون خلاصنا على يديك يا أبا المظفر . فقال لهم : اعلموا أنه ما خلصني بإرادة الله تعالى إلا هذا القرد .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 2:00 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الثانية والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أبا المظفر قال : ما خلصني بإرادة الله تعالى إلا هذا القرد ، وقد خرجت له ألف دينار . فقال التجار : ونحن كذلك كل واحد منا خرج له ألف دينار إن خلصنا . فقام القرد إليهم وصار يحل واحد بعد واحد حتى حل الجميع من قيودهم وذهبوا إلى المركب وطلعوا فيها فوجدوها سالمة ولم ينقص منها شيء ثم حلوا وسافروا . فقال أبو المظفر : يا تجار أوفوا بالذي قلتم عليه للقرد . قال التجار : سمعاً وطاعة . ودفع كل واحد منهم ألف دينار وأخرج أبو المظفر من ماله ألف دينار فاجتمع للقرد من المال شيء عظيم ، ثم سافروا حتى وصلوا إلى مدينة البصرة فتلقاهم أصحابهم حين طلعوا من المركب . فقال أبو المظفر : أين أبو محمد الكسلان . فبلغ الخبر إلى أمي فبينما أنا نائم إذ أقبلت علي أمي وقالت : يا ولدي إن الشيخ أبا المظفر قد أتى ووصل إلى المدينة فقم وتوجه إليه وسلم عليه واسأله عن الذي جاء به فلعل الله تعالى يكون قد فتح عليه بشيء . فقلت لها : احمليني من الأرض واسنديني حتى أخرج وأمشي إلى ساحل البحر . ثم مشيت وأنا أتعثر في أذيالي حتى وصلت إلى الشيخ أبا المظفر . فلما رآني قال لي : أهلاً بمن كانت دراهمه سبباً لخلاصي وخلاص هؤلاء التجار بإرادة الله تعالى . ثم قال لي : خذ هذا القرد فإني اشتريته لك وامض به إلى بيتك حتى أجيء إليك . فأخذت القرد ين يدي وقلت في نفسي : والله ما هذا إلا متجر عظيم . ثم دخلت وقلت لأمي : كلما أنام تأمريني بالقيام لأتجر فانظري بعينك هذا المتجر . ثم جلست ، فبينما أنا جالس وإذا بعبيد أبي المظفر قد أقبلوا علي وقالوا لي : هل أنت أبو محمد الكسلان ? فقلت لهم : نعم . وإذا بأبي المظفر أقبل خلفهم فقمت إليه وقبلت يديه فقال لي : سر معي إلى داري . فقلت له : سمعاً وطاعة . وسرت معه إلى أن دخلت .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 2:00 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الثالثة والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان قال : ثم سرت معه ودخلت الدار فأمر عبيده أن يحضروا به فقال : يا ولدي لقد فتح الله عليك بهذا المال من ربح الخمسة دراهم . ثم حملوه في صناديقه على رؤوسهم وأعطاني مفاتيح تلك الصناديق وقال لي : امض قدام العبيد إلى دارك فإن هذا المال كله لك . فمضيت إلى أمي ففرحت بذلك وقالت : يا ولدي لقد فتح الله عليك بهذا المال الكثير فدع عنك هذا الكسل وانزل إلى السوق وبع واشتر . فتركت الكسل وفتحت دكاناً في السوق وصار القرد يجلس معي على مرتبتي فإذا أكلت يأكل معي وإذا شربت يشرب معي وصار كل يوم من بكرة النهار يغيب إلى وقت الظهر ثم يأتي ومعه كيس فيه ألف دينار فيضعه في جانبي ويجلس ولم يزل على هذه الحالة مدة من الزمان ، حتى اجتمع عندي مال كثير فاشتريت يا أمير المؤمنين الأملاك والربوع وغرست البساتين ، واشتريت المماليك والعبيد والجوار فاتفق في بعض الأيام أنني كنت جالساً والقرد جالس معي على المرتبة وإذا به تلفت يميناً وشمالاً فقلت في نفسي : أي شيء خبر هذا . فأنطق الله القرد بلسان فصيح وقال : يا أبا محمد . فلما سمعت كلامه فزعت فزعاً شديداً فقال لي : لا تفزع أنا أخبرك بحالي إني مارد من الجن ولكن جئت بسبب ضعف حالك ، وأنت اليوم لا تدري قدر مالك وقد وقعت لي عندك حاجة وهي خير لك . فقلت له : ما هي ? قال المارد في صورة القرد : أريد أن أزوجك بصبية مثل البدر . فقلت له : وكيف ذلك ؟ فقال المارد في صورة القرد لي : في غد ألبسك قماشك الفاخر وأركب بغلتك بالسرج المذهب وامض إلى سوق العلافين واسأل عن دكان الشريف واجلس عنده ، وقل له : إني جئت خاطباً راغباً في ابنتك . فإن قال لك : أنت ليس لك مال ولا حسب ولا نسب . فادفع له ألف دينار ، فإن قال : زدني . فزده ورغبه فقلت له : سمعاً وطاعة في غد أفعل ذلك إن شاء الله تعالى . قال أبو محمد : فلما أصبحت لبست أفخر قماشي وركبت البغلة بالسرج المذهب ثم مضيت إلى سوق العلافين وسألت عن دكان الشريف فوجدته جالساً في دكانه ، فنزلت وسلمت عليه وجلست عنده .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 2:00 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الرابعة والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان قال : فنزلت وسلمت عليه وجلست عنده وكان معي عشرة من العبيد والمماليك فقال الشريف : لعل لك عندنا حاجة نفوز بقضائها . فقلت له : نعم لي عندك حاجة . قال الشريف : وما هي حاجتك ؟ فقلت له : جئتك خاطباً راغباً في ابنتك . فقال الشريف : لكن أنت ليس لك مال ولا حسب ولا نسب . فأخرجت له كيساً فيه ألف دينار ذهباً أحمر وقلت له : هذا حسبي ونسبي وقد قال صلى الله عليه وسلم : نعم الحسب المال . وما أحسن قول من قال : من كان يملك درهمين تعلمـت ........ شفتاه أنواع الكـلام فـقـالا وتقدم الأخوان فاستمعـوا لـه ........ ورأيته بين الورى مخـتـالا لولا دراهمه التي يزهـو بهـا ........ لوجدته في الناس أسوأ حـالا إن الغني إذا تكـلم بالـخـطـأ ........ قالوا صدقت وما نطقت محالا أما الفقير إذا تكلـم صـادقـا ........ قالوا كذبت وأبطلوا ما قـالا إن الدراهم في المواطن كلهـا ........ تكسوا الرجال مهابة وجمـالا فهي اللسان لمن أراد فصاحة ........ وهي السلاح لمن أراد قتـالا فلما سمع الشريف مني هذا الكلام وفهم الشعر والنظام أطرق برأسه إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه وقال لي : إن كان ولابد فإني أريد منك ثلاثة آلاف دينار أخرى . فقلت : سمعاً وطاعة . ثم أرسلت بعض المماليك إلى منزلي فجاءني بالمال الذي طلبه فلما رأى ذلك وصل إليه قام من الدكان وقال لغلمانه : أقفلوها . ثم دعا أصحابه من السوق إلى داره وكتب كتابي على ابنته وقال لي : بعد عشرة أيام أدخلك عليها . ثم مضيت إلى منزلي وأنا فرحان فخلوت مع القرد وأخبرته بما جرى لي ، فقال : نعم ما فعلت . فلما قرب ميعاد الشريف قال القرد : إن لي عندك حاجة إن قضيتها لي فلك عندي ما شئت . قلت له : وما حاجتك ? قال القرد لي : إن في صدر القاعة التي تدخل فيها على بنت الشريف خزانة وعلى بابها حلقة من نحاس والمفاتيح تحت الحلقة فخذها وافتح الباب تجد صندوقاً من حديد على أركانه أربع رايات من الطلسم وفي وسط ذلك طشت ملآن من المال وفي جانبه إحدى عشر حية وفي وسط الطشت ديك أفرق أبيض مربوط هناك سكين بجنب الصندوق فخذ السكين واذبح بها الديك واقطع الرايات واقلب الصندوق وبعد ذلك أخرج للعروسة وأزل بكارتها فهذه حاجتي عندك . فقلت له : سمعاً وطاعة . ثم مضيت إلى دار الشريف فدخلت القاعة ونظرت إلى الخزانة التي وصفها لي القرد فلما خلوت بالعروسة تعجبت من حسنها وجمالها وقدها واعتدالها لأنها لا تستطيع الألسن أن تصف حسنها وجمالها ففرحت بها فرحاً شديداً ، فلما كان نصف الليل ونامت العروسة قمت وأخذت المفاتيح وفتحت الخزانة وأخذت السكين وذبحت الديك وقطعت الرايات .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
nedo_2020 مشرف قسم
عدد المشاركات : 824 العمر : 40 عــدد النقــاط : 59756 تاريخ التسجيل : 15/07/2008
| موضوع: رد: تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! السبت سبتمبر 20, 2008 2:01 pm | |
| تكملة حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد
الليلة الخامسة والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أنه أبي محمد الكسلان قال : لما ذبحت الديك وقطعت الرايات وقلبت الصندوق فاستيقظت الصبية فرأت الخزانة قد فتحت والديك قد ذبح فقالت : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد أخذني المارد . فما استتمت كلامها إلا وقد أحاط المارد بالدار وخطف العروسة فعند ذلك وقعت الضجة وإذا بالشريف قد أقبل وهو يلطم على وجهه وقال : يا أبا محمد ما هذا الفعل الذي فعلته معنا هل هذا جزاؤنا منك وأنا قد عملت هذا الطلسم في هذه الخزنة خوفاً على ابنتي من هذا الملعون فإنه كان يقصد أخذ الصبية منذ ست سنين ولا يقدر على ذلك ولكن ما بقي لك عندنا مقام فامض إلى حال سبيلك . فخرجت من دار الشريف وجئت إلى داري وفتشت على القرد فلم أجده ولم أر له أثراً ، فعلمت أنه هو المارد الذي أخذ زوجتي وتحيل علي حتى فعلت ذلك بالطلسم والديك اللذين كانا يمنعانه من أخذها فندمت وقطعت أثوابي ولطمت على وجهي ولم تسعني الأرض فخرجت من ساعتي وقصدت البرية ، ولم أزل سائراً إلى أن أمسى علي المساء ولم أعلم أين أروح فبينما أنا مشغول الفكر إذ أقبل علي حيتان واحدة سمراء والأخرى بيضاء وهما يقتتلان فأخذت حجراً من الأرض وضربت به الحية السمراء فقتلتها فإنها كانت باغية على البيضاء فغابت ساعة وعادت ومعها عشر حيات بيض فجاؤوا إلى الحية التي ماتت وقطعوها قطعاً حتى لم يبق إلا رأسها ، ثم مضوا إلى حال سبيلهم واضطجعت في مكاني من التعب .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
إلى اللقاء مع الليله القادمه تقبلوا تحياتي | |
|
| |
| تكملة الليلة السادسة عشرة من الف ليلة وليلة! | |
|